Africa Defense Forum
Africa Defense Forum

بناء الثقة

تعتقد قوات الأمن أن المشاريع المدنية العسكرية في مالي ستؤدي إلى تحسين منظومة الأمن

أسرة‭ ‬إيه‭ ‬دي‭ ‬اف

ففي‭ ‬يوم‭ ‬أغسطس‭/‬آب‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬جوسي‭ ‬المالية،‭ ‬تجمعت‭ ‬مجموعة‭ ‬للاحتفال‭ ‬بافتتاح‭ ‬مبنى‭ ‬جديد‭ ‬لجمعية‭ ‬المرأة‭ ‬المحلية‭. ‬وكان‭ ‬البناء‭ ‬الطيني‭ ‬المتواضع‭ ‬نقطة‭ ‬مضيئة‭ ‬نادرة‭ ‬للبلدة‭ ‬الصحراوية‭ ‬التي‭ ‬يبلغ‭ ‬عدد‭ ‬سكانها‭ ‬حوالي‭ ‬8000‭ ‬نسمة‭ ‬والتي‭ ‬عانت‭ ‬لسنوات‭ ‬من‭ ‬العنف‭.‬

وقد‭ ‬أشاد‭ ‬بذلك‭ ‬الملازم‭ ‬يعقوبا‭ ‬من‭ ‬الحرس‭ ‬الوطني‭ ‬المالي‭ ‬خلال‭ ‬الحفل‭ ‬قائلاً‭ “‬بعد‭ ‬ساعات‭ ‬الظلام‭ ‬التي‭ ‬عاشها‭ ‬شعب‭ ‬جوسي،‭ ‬نهنئ‭ ‬هؤلاء‭ ‬النسوة‭ ‬على‭ ‬نهجهن‭.”‬

وقد‭ ‬كانت‭ ‬جمعية‭ ‬المرأة،‭ ‬التي‭ ‬ضمّت‭ ‬حوالي‭ ‬250‭ ‬عضوة،‭ ‬ركناً‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬البلدة‭. ‬فقبل‭ ‬الأزمة‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬مالي‭ ‬عام‭ ‬2012،‭ ‬كانت‭ ‬الجمعية‭ ‬تدير‭ ‬طاحونة‭ ‬هوائية‭ ‬لطحن‭ ‬بذور‭ ‬القطن‭ ‬وإنتاج‭ ‬زيت‭ ‬الطهي‭. ‬وقد‭ ‬دعم‭ ‬بيع‭ ‬النفط‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العائلات‭. ‬لكن‭ ‬الهجمات‭ ‬المتطرفة‭ ‬المتكررة‭ ‬دمرت‭ ‬الطاحونة‭ ‬ومبنى‭ ‬جمعية‭ ‬المرأة‭. ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الأمر‭ ‬الأكثر‭ ‬مأساوية‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬فقدن‭ ‬أزواجهن‭ ‬في‭ ‬الصراع‭.‬

وعندما‭ ‬تواصلت‭ ‬الجمعية‭ ‬مع‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الفرنسية‭ ‬والمالية‭ ‬للمساعدة‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬الجمعية‭ ‬ومركز‭ ‬رعاية‭ ‬الأطفال‭ ‬للسماح‭ ‬للنساء‭ ‬بالعمل‭ ‬خلال‭ ‬النهار،‭ ‬وافقت‭ ‬الفرق‭ ‬المدنية‭ ‬العسكرية‭ ‬بحماس‭. ‬

وقالت‭ ‬مدام‭ ‬ديكو‭ ‬رئيسة‭ ‬جمعية‭ ‬المرأة،‭ “‬قبل‭ ‬وجود‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الفرنسية‭ ‬والمالية‭ ‬وبدء‭ ‬عملية‭ ‬برخان،‭ ‬كان‭ ‬الجميع‭ ‬خائفين‭ ‬لدرجة‭ ‬أنهم‭ ‬مكثوا‭ ‬في‭ ‬منازلهم‭.” ‬وباتت‭ ‬معظم‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬جوسي‭ ‬أرامل،‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬يتامى‭. ‬لكننا‭ ‬اليوم‭ ‬نشعر‭ ‬بالأمان‭ ‬لأنهم‭ ‬هنا‭ ‬أمامنا‭. ‬ويمكننا‭ ‬أن‭ ‬نذهب‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬ونعود،‭ ‬بل‭ ‬ونتجول‭ ‬ليلاً‭. ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مستحيلاً‭.‬

مع‭ ‬انتشار‭ ‬الهجمات‭ ‬المتطرفة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬المضطربة،‭ ‬اتّبعت‭ ‬القوات‭ ‬الفرنسية‭ ‬والمالية‭ ‬استراتيجية‭ ‬كسب‭ ‬دعم‭ ‬السكان‭ ‬المحليين‭ ‬الذين‭ ‬تضرروا‭ ‬بشدة‭ ‬بسبب‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الاضطرابات‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬تولت‭ ‬قوات‭ ‬عملية‭ ‬برخان‭ ‬والقوات‭ ‬المالية‭ ‬قيادة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬75‭ ‬مشروعاً‭ ‬عسكرياً‭ ‬مدنياً،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬حفر‭ ‬آبار‭ ‬المياه،‭ ‬وتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬للرعاة‭ ‬وبناء‭ ‬المدارس‭. ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬حوالي‭ ‬نصف‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬ليبتاكو‭ ‬غورما‭ ‬التاريخية،‭ ‬والتي‭ ‬تشمل‭ ‬جوسي‭ ‬وتقع‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬الحدود‭ ‬مع‭ ‬النيجر‭ ‬وبوركينا‭ ‬فاسو‭.‬

والأمل‭ ‬معقود‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬المدنية‭ ‬العسكرية‭ ‬بنفس‭ ‬القدر‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬وأن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬سلام‭ ‬دائم‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تؤدي‭ ‬الجهود‭ ‬العسكرية‭ ‬الحركية‭.‬

وقال‭ ‬يعقوبا‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬الحشود‭ ‬المتجمعة‭ ‬في‭ ‬جوسي‭: “‬إنك‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬البلاد؛‭ ‬وتتأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬التضامن‭ ‬المالي‭ ‬لن‭ ‬ينكسر‭ ‬أبداً‭.” ‬‭”‬ونقدم‭ ‬لك‭ ‬المفاتيح‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المباني‭ ‬حتى‭ ‬تجعل‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬مزدهراً‭. ‬نحن‭ ‬معاً‭.”‬

اهتزاز‭ ‬الثقة

كادت‭ ‬حكومة‭ ‬مالي‭ ‬أن‭ ‬تنهار‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2012‭ ‬بعد‭ ‬ظهور‭ ‬تمرد‭ ‬في‭ ‬الشمال‭ ‬ومحاولة‭ ‬انقلاب‭ ‬واحتلال‭ %‬60‭ ‬من‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬تحالف‭ ‬مؤلف‭ ‬من‭ ‬الطوارق‭ ‬العرقيين‭ ‬والمتطرفين‭ ‬الذين‭ ‬يمارسون‭ ‬العنف‭.‬

ولقد‭ ‬تآكل‭ ‬الإيمان‭ ‬بقطاع‭ ‬الأمن،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬هشاً‭ ‬بالفعل،‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬التدني‭. ‬حيث‭ ‬شوّهت‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والفساد‭ ‬والمحسوبية‭ ‬صورة‭ ‬المهنيين‭ ‬الأمنيين،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬المالية‭ ‬وقوات‭ ‬الدرك‭ ‬والحرس‭ ‬الوطني‭ ‬والشرطة‭.‬

وأثناء‭ ‬الأزمة،‭ ‬تسببت‭ ‬قصص‭ ‬الجنود‭ ‬غير‭ ‬المجهزين‭ ‬الذين‭ ‬تركوا‭ ‬مواقعهم‭ ‬والشكاوى‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬تزويد‭ ‬الوحدات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بدوريات‭ ‬بالوقود‭ ‬لشاحناتها‭ ‬في‭ ‬تفاقم‭ ‬الأمور‭ ‬سوءاً‭.‬

وقد‭ ‬صرح‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬المالي‭ ‬إبراهيما‭ ‬داهيرو‭ ‬ديمبيلي‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬ألقاه‭ ‬أمام‭ ‬البرلمان‭ “‬إنني‭ ‬أخاف‭ ‬عندما‭ ‬أرى‭ ‬مستوى‭ ‬جيشي‭”. “‬أريد‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬الجيوش‭ ‬الأخرى،‭ ‬وحان‭ ‬الوقت‭ ‬لتولي‭ ‬مالي‭ ‬المسؤولية‭.”‬

وكان‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬زادت‭ ‬من‭ ‬تعقيد‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬الانتفاضة‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬البلاد،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬جنود‭ ‬من‭ ‬الجنوب‭. ‬وفي‭ ‬دراسة‭ ‬للجهود‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬إصلاح‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬المالية،‭ ‬قال‭ ‬الباحث‭ ‬مارك‭ ‬أندريه‭ ‬بويسفيرت‭ ‬إن‭ ‬الجيش‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تعلم‭ “‬اللغة‭ ‬والثقافة‭ ‬والحقائق‭ ‬اليومية‭” ‬للشعب‭ ‬الذي‭ ‬أقسم‭ ‬على‭ ‬حمايته‭.‬

حيث‭ ‬ذكر‭ ‬بويسفيرت‭ ‬أنه‭ “‬لا‭ ‬تزال‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬المالية‭ ‬فيلق‭ ‬معزولة‭ ‬عن‭ ‬أراضيها‭.” ‬فالعسكريون‭ ‬الذين‭ ‬يرسلون‭ ‬من‭ ‬الجنوب‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬السكان‭ ‬المحليين‭ ‬في‭ ‬الشمال‭”.‬

ولحماية‭ ‬الشعب،‭ ‬كانت‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬كسب‭ ‬ثقته‭ ‬أولاً‭.‬

مشاريع‭ ‬التعاون‭ ‬المدني‭ ‬والعسكري‭ (‬CIMIC‭)‬

تعد‭ ‬مشاريع‭ ‬التعاون‭ ‬المدني‭ ‬والعسكري‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬واسعة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تشمل‭ ‬أعمال‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬والمساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والحوار‭ ‬المجتمعي‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭. ‬إن‭ ‬أفضل‭ ‬مشاريع‭ ‬التعاون‭ ‬المدني‭ ‬والعسكري‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ “‬ثلاثي‭ ‬الأبعاد‭”‬،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أنها‭ ‬تساعد‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الدفاع‭ ‬والتنمية‭ ‬والدبلوماسية‭.‬

‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الخارجة‭ ‬من‭ ‬الصراع،‭ ‬يمكنهم‭ ‬إظهار‭ “‬مكاسب‭ ‬السلام‭” ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إظهار‭ ‬المزايا‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للاستقرار‭ ‬للمجتمع‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المشاريع‭ ‬تحسّن‭ ‬سمعة‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تفتح‭ ‬قنوات‭ ‬اتصال‭ ‬بين‭ ‬الجنود‭ ‬والمدنيين‭. ‬كما‭ ‬تضعف‭ ‬مشاريع‭ ‬التعاون‭ ‬المدني‭ ‬والعسكري‭ ‬الدعم‭ ‬المقدم‭ ‬لحركات‭ ‬التمرد‭ ‬في‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬يتلقى‭ ‬فيها‭ ‬المقاتلون‭ ‬المساعدة‭ ‬أو‭ ‬يتورطون‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬

جنود ماليون يتحدثون مع امرأة أثناء قيامهم بدورية في نداكي. رويترز

يحث‭ ‬مركز‭ ‬الامتياز‭ ‬للتعاون‭ ‬المدني‭ ‬والعسكري‭ ‬التابع‭ ‬للناتو‭ ‬الممارسين‭ ‬على‭ ‬طرح‭ ‬الأسئلة‭ ‬قبل‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشروع‭. ‬ويشمل‭ ‬ذلك‭: ‬

هل‭ ‬يتسبب‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬ضرر؟‭ ‬تؤدي‭ ‬بعض‭ ‬المشاريع‭ ‬إلى‭ ‬المنافسة‭ ‬أو‭ ‬الصراع‭ ‬أو‭ ‬التحيزات‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭.‬

كيف‭ ‬يؤثر‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬على‭ ‬المجتمعات‭ ‬الأخرى؟‭ ‬يمكن‭ ‬لبعض‭ ‬المشاريع‭ ‬أن‭ ‬تلحق‭ ‬الضرر‭ ‬بالعلاقات‭ ‬بين‭ ‬المجتمعات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منح‭ ‬ميزة‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬عادل‭ ‬لأحد‭ ‬المجتمعات‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الآخر‭.‬

من‭ ‬المستفيد‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬المشروع؟‭ ‬بعض‭ ‬المشاريع‭ ‬تفيد‭ ‬مجموعات‭ ‬معينة‭ ‬فقط،‭ ‬مثل‭ ‬الرجال‭ ‬أو‭ ‬النساء‭ ‬أو‭ ‬الأطفال‭ ‬أو‭ ‬كبار‭ ‬السن‭. ‬قد‭ ‬تستفيد‭ ‬طبقة‭ ‬اجتماعية‭ ‬معينة‭ ‬أو‭ ‬طائفة‭ ‬دينية‭ ‬أو‭ ‬مجموعة‭ ‬عرقية‭ ‬فقط‭.‬

هل‭ ‬الموارد‭ ‬آمنة؟‭ ‬هل‭ ‬المشروع‭ ‬عرضة‭ ‬لخطر‭ ‬السرقة‭ ‬أو‭ ‬التدمير‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الفاسدة؟

هل‭ ‬يقوم‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بنشاط‭ ‬مماثل؟‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للمشاريع‭ ‬التي‭ ‬تتنافس‭ ‬مع‭ ‬الشركات‭ ‬المحلية‭ ‬أو‭ ‬تحل‭ ‬محلها‭ ‬آثاراً‭ ‬سلبية‭ ‬غير‭ ‬مقصودة‭.‬

صورة‭ ‬من‭ ‬صور‭ ‬الإصلاح

في‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬افتتحت‭ ‬عملية‭ ‬برخان‭ ‬الفرنسية‭ ‬قاعدة‭ ‬في‭ ‬جوسي‭. ‬كان‭ ‬من‭ ‬المخطط‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ “‬قاعدة‭ ‬تقدم‭ ‬مؤقتة‭” ‬لإطلاق‭ ‬مهام‭ ‬ضد‭ ‬المتطرفين‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬ليبتاكو‭ ‬غورما‭ ‬المضطربة‭. ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬منطقة‭ ‬الحدود‭ ‬الثلاثية‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬المناطق‭ ‬الدموية‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬ففي‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬عانت‭ ‬مالي‭ ‬وبوركينا‭ ‬فاسو‭ ‬والنيجر‭ ‬من‭ ‬4779‭ ‬حالة‭ ‬وفاة‭ ‬نتيجة‭ ‬للعنف‭ ‬المتطرف‭ ‬أو‭ ‬النزاع‭ ‬المسلح‭. ‬وقد‭ ‬حدثت‭ ‬أغلبية‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الحدود‭ ‬الثلاثية‭.‬

أدركت‭ ‬القوات‭ ‬المالية‭ ‬والفرنسية‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعادة‭ ‬الأمن،‭ ‬كن‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬إعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬للتعاون‭ ‬المدني‭ ‬العسكري‭.‬

وقد‭ ‬ذكر‭ ‬الملازم‭ ‬إميلي؛‭ ‬أخصائي‭ ‬التعاون‭ ‬المدني‭ ‬العسكري‭ ‬مع‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الفرنسية‭: “‬إن‭ ‬الهدف‭ ‬هو‭ ‬محاولة‭ ‬إعادة‭ ‬السلام،‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القتال،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المشاريع‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والإنشائية‭.” “‬والأمر‭ ‬المهم‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬نفهم‭ ‬أننا‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬تحقيقه‭ ‬معاً‭.”‬

تعتمد‭ ‬جوسي‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬بحيرة‭ ‬يبلغ‭ ‬طولها‭ ‬14‭ ‬كيلومتر،‭ ‬وهي‭ ‬بحيرة‭ ‬حيوية‭ ‬لصيد‭ ‬الأسماك‭ ‬والرعي‭ ‬والري‭. ‬وقد‭ ‬قامت‭ ‬بعثة‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬التابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬مالي‭ ‬ببناء‭ ‬سد‭ ‬لحماية‭ ‬البحيرة‭ ‬من‭ ‬الجفاف‭. ‬وقد‭ ‬اشترت‭ ‬فرق‭ ‬عملية‭ ‬برخان‭ ‬والقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الفرنسية‭ ‬والمالية‭ ‬ودفعت‭ ‬لتشغيل‭ ‬قارب‭ ‬صغير‭ ‬لنقل‭ ‬الطلاب‭ ‬عبر‭ ‬البحيرة‭ ‬إلى‭ ‬حيث‭ ‬يذهبون‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭. ‬كما‭ ‬نظم‭ ‬فريق‭ ‬التعاون‭ ‬المدني‭ ‬والعسكري‭ “‬أيام‭ ‬النظافة‭” ‬يقوم‭ ‬فيها‭ ‬الجنود‭ ‬والمدنيون‭ ‬بجمع‭ ‬القمامة‭ ‬وتنظيف‭ ‬الشوارع‭. ‬وأخيراً،‭ ‬أعاد‭ ‬فريق‭ ‬التعاون‭ ‬المدني‭ ‬والعسكري‭ ‬بئراً‭ ‬إلى‭ ‬الخدمة‭ ‬وبناء‭ ‬جداراً‭ ‬واقياً‭ ‬حول‭ ‬إحدى‭ ‬المدارس‭ ‬الابتدائية‭.‬

جندي فرنسي يخدم في عملية برخان يحضر احتفالاً بمناسبة افتتاح أحد مشاريع التعاون المدني والعسكري في جوسي، مالي. وزارة الدفاع الفرنسية

قال‭ ‬أدجوتانت‭ ‬بيير؛‭ ‬مدير‭ ‬التعاون‭ ‬المدني‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬برخان‭ ‬في‭ ‬جوسي‭ “‬ركزنا‭ ‬منذ‭ ‬وصولنا‭ ‬على‭ ‬المياه‭ ‬والتعليم‭ ‬والتوظيف‭.” “‬فالبطالة‭ ‬أرض‭ ‬خصبة‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬أعمال‭ ‬اللصوصية‭.”‬

حتى‭ ‬الآن،‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬تأثير‭ ‬هذه‭ ‬الجهود،‭ ‬لكن‭ ‬البيانات‭ ‬الأخيرة‭ ‬تظهر‭ ‬أن‭ ‬الدعم‭ ‬الشعبي‭ ‬للجيش‭ ‬المالي‭ ‬في‭ ‬ازدياد‭. ‬فقد‭ ‬وجد‭ ‬استطلاع‭ ‬رأي‭ ‬أجرته‭ ‬المؤسسة‭ ‬الألمانية‭ ‬فريدريش‭ ‬إيبرت‭ ‬ستيفتونغ‭ ‬أن‭ %‬69‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬مالي‭ ‬صرحوا‭ ‬إنهم‭ ‬كانوا‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬في‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬المالية‭ ‬لتوفير‭ ‬الأمن‭. ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬أعلى‭ ‬تصنيف‭ ‬مفضل‭ ‬لأي‭ ‬منظمة‭ ‬أمنية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

وفي‭ ‬فبراير‭/‬شباط‭ ‬2020،‭ ‬أمضى‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬المالي‭ ‬الدكتور‭ ‬بوبو‭ ‬سيسي‭ ‬عدة‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬التجول‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬البلاد‭ ‬وأعلن‭ ‬عن‭ ‬خطط‭ ‬لتعيين‭ ‬10,000‭ ‬عضو‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬الخدمة‭ ‬في‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬المالية‭.‬

وصرح‭ ‬قائلاً‭ “‬من‭ ‬هذه‭ ‬الرحلة،‭ ‬سوف‭ ‬أحمل‭ ‬معي‭ ‬العزم‭ ‬والمرونة‭ ‬التي‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬السكان‭ ‬الذين‭ ‬يواجهون‭ ‬الأزمة‭.” “‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الصعوبات‭ ‬اليومية،‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ ‬متفائلين‭ ‬في‭ ‬مالي‭ ‬والسلطات‭. ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬سوف‭ ‬نثبت‭ ‬لهم‭ ‬أن‭ ‬السلطات‭ ‬بجانبهم‭.”  

التعليقات مغلقة.