Africa Defense Forum
Africa Defense Forum

المخترقون يسعون إلى تحقيق مكاسب سيبرانية

الحكومات تتحرك لإحباط الهجمات الرقمية بالاستثمار في الأمن السيبراني وتعزيز الشفافية

أسرة‭ ‬منبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي

أطلقت‭ ‬كينيا‭ ‬منصتها‭ ‬الرقمية‭ ‬المحدَّثة‭ ‬‮«‬إي‭ ‬سيتزن‮»‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬وسط‭ ‬فرحة‭ ‬عارمة؛‭ ‬وتتيح‭ ‬المنصة‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬5‭,‬000‭ ‬خدمة‭ ‬حكومية‭ ‬تقدمها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬وزارة‭ ‬ومصلحة‭ ‬حكومية،‭ ‬تمثل‭ ‬قفزة‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬المواطنين‭ ‬على‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومية‭ ‬رقمياً‭. ‬

قال‭ ‬السيد‭ ‬ويليام‭ ‬روتو‭ ‬رئيس‭ ‬كينيا‭: ‬”لا‭ ‬تستطيع‭ ‬دولٌ‭ ‬كثيرة‭ ‬تحقيق‭ ‬ما‭ ‬حققناه،‭ ‬وكلما‭ ‬تحدثت‭ ‬مع‭ ‬قادة‭ ‬آخرين،‭ ‬يتساءلون‭ ‬كيف‭ ‬استطاعت‭ ‬كينيا‭ ‬رقمنة‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومية،‭ ‬وقد‭ ‬تحقق‭ ‬ذلك‭ ‬بفضل‭ ‬الشباب‭ ‬المبدعين‭ ‬والمبتكرين‭ ‬والمجتهدين‭ ‬في‭ ‬الجمهورية‭.‬“

وبعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسابيع‭ ‬فحسب،‭ ‬أعلنت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المخترقين‭ ‬تطلق‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬أنونيموس‭ ‬السودان‮»‬‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬عن‭ ‬وابل‭ ‬من‭ ‬هجمات‭ ‬الحرمان‭ ‬من‭ ‬الخدمة‭ ‬أوقفت‭ ‬استخدام‭ ‬منصة‭ ‬‮«‬إي‭ ‬سيتزن‮»‬‭.‬

تعتبر‭ ‬كينيا‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الاقتصادات‭ ‬الرقمية‭ ‬الأكثر‭ ‬تقدماً‭ ‬في‭ ‬القارة،‭ ‬وباتت‭ ‬نموذجاً‭ ‬يقود‭ ‬مسيرة‭ ‬التطوير‭ ‬والتحديث،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬نموها‭ ‬من‭ ‬المخاطر،‭ ‬إذ‭ ‬كشفت‭ ‬هيئة‭ ‬الاتصالات‭ ‬الكينية‭ ‬يوم‭ ‬3‭ ‬تشرين‭ ‬الأول‭/‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬إفريقيا‭ ‬تعرَّضت‭ ‬لموجة‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬السيبرانية‭: ‬860‭ ‬مليون‭ ‬حادث‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭. ‬

تكثر‭ ‬الهجمات‭ ‬السيبرانية‭ ‬التي‭ ‬تشنها‭ ‬العناصر‭ ‬التابعة‭ ‬وغير‭ ‬التابعة‭ ‬لدولة‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬إفريقيا،‭ ‬ويدعو‭ ‬الخبراء‭ ‬الحكومات‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التمويل‭ ‬والموارد‭ ‬للاهتمام‭ ‬بالأمن‭ ‬السيبراني‭.‬

قالت‭ ‬المهندسة‭ ‬آنا‭ ‬كولارد،‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأول‭ ‬لاستراتيجية‭ ‬المحتوى‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬نو‭ ‬بي‭ ‬فور‭ ‬أفريكا‮»‬‭ ‬للبرمجيات‭ ‬الأمنية،‭ ‬لمنبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭: ‬”لا‭ ‬يحظى‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬بالأولوية‭ ‬من‭ ‬الحكومات‭ ‬والموظفين‭ ‬الحكوميين‭ ‬على‭ ‬السواء؛‭ ‬فلم‭ ‬تضع‭ ‬استراتيجيات‭ ‬وطنية‭ ‬للأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬إلا‭ ‬18‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬54‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وفي‭ ‬22‭ ‬دولة‭ ‬إفريقية‭ ‬فقط‭ ‬فرق‭ ‬وطنية‭ ‬للاستجابة‭ ‬لحوادث‭ ‬الحاسوب،‭ ‬وتعتمد‭ ‬عدة‭ ‬بلدان‭ ‬وقطاعات‭ ‬اعتماداً‭ ‬كاملاً‭ ‬على‭ ‬استثمارات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭.‬“

والدكتور‭ ‬جيمس‭ ‬شايرز‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تحذر‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬تصاحب‭ ‬النمو‭ ‬الرقمي،‭ ‬لكنه‭ ‬يحذر‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬تعميم‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬على‭ ‬القارة‭.‬

وقال‭ ‬شايرز،‭ ‬وهو‭ ‬زميل‭ ‬الأبحاث‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬بمعهد‭ ‬‮«‬تشاتام‭ ‬هاوس‮»‬،‭ ‬لمنبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭: ‬”تختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬عن‭ ‬بعضها‭ ‬البعض،‭ ‬فلدى‭ ‬كينيا‭ ‬ونيجيريا‭ ‬قطاعات‭ ‬جيدة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتشكيل‭ ‬فرق‭ ‬الاستجابة‭ ‬لحوادث‭ ‬الحاسوب‭.‬“

وأضاف‭: ‬”وكانت‭ ‬تونس‭ ‬ومصر‭ ‬رائدتين‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مجالات‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني،‭ ‬وفي‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬قطاع‭ ‬مالي‭ ‬قوي‭ ‬أتخذ‭ ‬منه‭ ‬نموذجاً‭ ‬لدراستي،‭ ‬والأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬بها‭ ‬مثير‭ ‬للإعجاب‭ ‬وشديد‭ ‬النضوج‭.‬“

ولكن‭ ‬تواجه‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬مع‭ ‬سائر‭ ‬العالم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التهديدات‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭.‬

مقر الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، عاصمة إثيوبيا، تعرض لأحد أشهر عمليات الاختراق الصينية التي اكتُشفت في عام 2017. وكالة الأنباء الفرنسية/صور غيتي

روسيا‭ ‬والقرصنة‭ ‬السياسية‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت

ظهرت‭ ‬مجموعة‭ ‬المخترقين‭ ‬‮«‬أنونيموس‭ ‬السودان‮»‬‭ ‬في‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭/‬يناير‭ ‬2023‭ ‬كقناة‭ ‬ناطقة‭ ‬بالروسية‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬التيليجرام‭ ‬للمراسلة‭ ‬الفورية‭. ‬وينفي‭ ‬الخبراء‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬صلات‭ ‬واضحة‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬السودان،‭ ‬وقد‭ ‬تعاونت‭ ‬مع‭ ‬اثنتين‭ ‬من‭ ‬عصابات‭ ‬الإنترنت‭ ‬الروسية‭ ‬الشهيرة‭.‬

وفي‭ ‬آذار‭/‬مارس‭ ‬2023،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬لاحظ‭ ‬الباحثون‭ ‬أنها‭ ‬تتحدث‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬باللغة‭ ‬الروسية،‭ ‬حذفت‭ ‬‮«‬أنونيموس‭ ‬السودان‮»‬‭ ‬منشوراتها‭ ‬القديمة‭ ‬وبدأت‭ ‬تنشر‭ ‬بلغة‭ ‬عربية‭ ‬بدائية،‭ ‬ثم‭ ‬استخدمت‭ ‬اللهجة‭ ‬السودانية‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭.‬

ويقول‭ ‬شايرز‭: ‬”‮«‬أنونيموس‮»‬‭ ‬تسمية‭ ‬غير‭ ‬محددة‭ ‬المعالم،‭ ‬ويستطيع‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬استخدامها،‭ ‬ومع‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬تمتلك‭ ‬هوية‭ ‬قوية‭ ‬للقرصنة‭ ‬السياسية‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬في‭ ‬السابق،‭ ‬فقد‭ ‬استخدمت‭ ‬روسيا‭ ‬بالأخص‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬تسميات‭ ‬القرصنة‭ ‬السياسية‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬لتحقيق‭ ‬مآربها‭. ‬فقد‭ ‬حدثت‭ ‬عمليات‭ ‬روسية‭ ‬أخرى‭ ‬تظاهرت‭ ‬بأنها‭ ‬داعشية‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬مثلاً،‭ ‬فما‭ ‬يسميه‭ ‬قطاع‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬بالأعلام‭ ‬الكاذبة‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬السيبرانية‭ ‬الروسية‭ ‬واقع‭ ‬حقيقي،‭ ‬ويجيدون‭ ‬القيام‭ ‬بها‭.‬“

عكف‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المتخصصين‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬على‭ ‬تقييم‭ ‬هجمات‭ ‬‮«‬أنونيموس‭ ‬السودان‮»‬‭ ‬وأصولها‭ ‬وطريقتها‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬ويرون‭ ‬إشارات‭ ‬واضحة‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬علاقتها‭ ‬بروسيا‭. ‬ويظن‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬التمويل‭ ‬اللازم‭ ‬لهجماتها،‭ ‬مثل‭ ‬هجومها‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬‮«‬إي‭ ‬سيتزن‮»‬‭ ‬الكينية،‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬ضلوع‭ ‬روسيا‭.‬

عندما‭ ‬تجري‭ ‬الدول‭ ‬عمليات‭ ‬سيبرانية‭ ‬مثل‭ ‬التجسس‭ ‬والاختراق،‭ ‬فإنها‭ ‬تخدم‭ ‬أهدافاً‭ ‬استراتيجية،‭ ‬وأوضح‭ ‬شايرز‭ ‬أن‭ ‬الأجهزة‭ ‬باهظة‭ ‬الثمن،‭ ‬ويشتد‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬المهارات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتنفيذها‭.‬

وقال‭: ‬”إنها‭ ‬موردٌ‭ ‬نادرٌ،‭ ‬وباهظة‭ ‬الثمن،‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬العسكرية،‭ ‬لكنها‭ ‬ليست‭ ‬رخيصة‭. ‬وهي‭ ‬وسيلة‭ ‬وليست‭ ‬غاية‭. ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتمتع‭ ‬بعض‭ ‬العناصر‭ ‬غير‭ ‬التابعة‭ ‬للدولة‭ ‬بالمهارات‭ ‬اللازمة،‭ ‬ولكن‭ ‬يُعد‭ ‬التطور‭ ‬عموماً‭ ‬دليلاً‭ ‬على‭ ‬الموارد،‭ ‬والموارد‭ ‬دليلاً‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬الدولة‭.‬“

كما‭ ‬تشن‭ ‬روسيا‭ ‬حرباً‭ ‬إعلامية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬إفريقيا،‭ ‬فلا‭ ‬تكف‭ ‬عن‭ ‬شن‭ ‬حملات‭ ‬لنشر‭ ‬المعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬والمغلوطة‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والمنصات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬مستعينة‭ ‬بشبكتها‭ ‬المعقدة‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬الوهمية‭ ‬والمرتزقة‭ ‬وسائر‭ ‬الوكلاء‭.‬

وتطورت‭ ‬الدعاية‭ ‬والأخبار‭ ‬الزائفة‭ ‬الروسية‭ ‬بعد‭ ‬نجاحها‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬المؤثرين‭ ‬المحليين‭ ‬وتمويلهم‭ ‬واستخدامهم،‭ ‬بل‭ ‬يمتلك‭ ‬وكلاء‭ ‬روسيا‭ ‬كيانات‭ ‬إعلامية‭ ‬ويديرونها‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية‭.‬

وتندرج‭ ‬مخاطر‭ ‬الوعي‭ ‬السيبراني‭ ‬هذه‭ ‬ضمن‭ ‬فئة‭ ‬يشير‭ ‬إليها‭ ‬شايرز‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تهديدات‭ ‬للنزاهة‭.‬

ويقول‭ ‬متسائلاً‭: ‬”هل‭ ‬يثق‭ ‬الناس‭ ‬بما‭ ‬يُنشر‭ ‬على‭ ‬الإنترنت؟‭ ‬هل‭ ‬يثقون‭ ‬بما‭ ‬تنشره‭ ‬الحكومات‭ ‬أو‭ ‬بما‭ ‬يُنشر‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬الإعلام‭ ‬الاجتماعي؟‭ ‬فما‭ ‬أكثر‭ ‬المعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬والمعلومات‭ ‬المغلوطة‭! ‬وهذا‭ ‬يقلل‭ ‬دقة‭ ‬المشهد‭ ‬الإعلامي‭ ‬ويقلل‭ ‬ثقتنا‭ ‬فيه‭.‬“

البلدان الإفريقية تُشجَع على الاستثمار في التوعية بعلوم الكمبيوتر للمساهمة في مكافحة خطر الهجمات السيبرانية المتزايد.

تاريخ‭ ‬الصين‭ ‬مع‭ ‬الهجمات‭ ‬السيبرانية

كشف‭ ‬تحقيق‭ ‬أجرته‭ ‬وكالة‭ ‬أنباء‭ ‬‮«‬رويترز‮»‬‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬أيَّار‭/‬مايو‭ ‬2023‭ ‬أن‭ ‬مخترقين‭ ‬صينيين‭ ‬شاركوا‭ ‬في‭ ‬حملة‭ ‬موسعة‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬السيبرانية‭ ‬استمرت‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬الكينية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالديون‭ ‬التي‭ ‬تدين‭ ‬بها‭ ‬للصين،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬قضايا‭ ‬اقتصادية‭ ‬وسياسية‭ ‬أخرى‭.‬

وبدأت‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬حين‭ ‬قام‭ ‬موظف‭ ‬حكومي‭ ‬كيني‭ ‬عن‭ ‬غير‭ ‬قصد‭ ‬بتنزيل‭ ‬مستند‭ ‬محمَّل‭ ‬ببرامج‭ ‬خبيثة‭ ‬سمح‭ ‬للمخترقين‭ ‬بالتسلل‭ ‬إلى‭ ‬خادم‭ ‬لا‭ ‬يستخدمه‭ ‬سوى‭ ‬جهاز‭ ‬المخابرات‭ ‬الوطني،‭ ‬وهو‭ ‬هيئة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬كينيا،‭ ‬واختراق‭ ‬هيئات‭ ‬أخرى‭.‬

وقال‭ ‬خبير‭ ‬كيني‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬لرويترز‭: ‬”سُرقت‭ ‬وثائق‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬ومن‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭.‬“

وأوضح‭ ‬اثنان‭ ‬من‭ ‬المصادر‭ ‬التي‭ ‬استندت‭ ‬إليها‭ ‬رويترز‭ ‬في‭ ‬تحقيقها‭ ‬أن‭ ‬الاختراقات‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الصين‭ ‬تستخدم‭ ‬عمليات‭ ‬التجسس‭ ‬والخروقات‭ ‬السيبرانية‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭ ‬لمراقبة‭ ‬الحكومات‭ ‬وحماية‭ ‬مصالحها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاستراتيجية‭.‬

وترى‭ ‬كولارد‭ ‬وشايرز‭ ‬وكثير‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬الآخرين‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأخبار‭ ‬أعادت‭ ‬إلى‭ ‬الأذهان‭ ‬اختراقاً‭ ‬صينياً‭ ‬شهيراً‭ ‬استمر‭ ‬سنوات‭.‬

فقد‭ ‬عثر‭ ‬المسؤولون‭ ‬على‭ ‬أجهزة‭ ‬تجسس‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬في‭ ‬أديس‭ ‬أبابا‭ ‬بإثيوبيا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬وكان‭ ‬الاتحاد‭ ‬قد‭ ‬بُني‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2012‭ ‬كهدية‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬الصيني‭ ‬بتكلفة‭ ‬بلغت‭ ‬200‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭. ‬وكشفت‭ ‬التحقيقات‭ ‬عن‭ ‬نَسخ‭ ‬بيانات‭ ‬سرية‭ ‬إلى‭ ‬خوادم‭ ‬في‭ ‬شنغهاي‭ ‬لمدة‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬

وقال‭ ‬محلل‭ ‬الاستثمار‭ ‬علي‭ ‬خان‭ ‬ساتشو،‭ ‬المقيم‭ ‬في‭ ‬نيروبي،‭ ‬إن‭ ‬اختراق‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬كان‭ ‬”مقلقاً‭ ‬بشدة“،‭ ‬لأنه‭ ‬كشف‭ ‬أن‭ ‬”البلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬نفوذ‭ ‬على‭ ‬الصين‭.‬“

وقال‭ ‬لفاينانشيال‭ ‬تايمز‭: ‬”في‭ ‬إفريقيا‭ ‬نظرية‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬الصين‭ ‬ملاك،‭ ‬لكنها‭ ‬ليست‭ ‬ملاكاً‭. ‬وعلى‭ ‬قادتنا‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭.‬“

وقال‭ ‬شايرز‭ ‬إن‭ ‬اختراق‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬والاختراق‭ ‬الذي‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬كينيا‭ ‬في‭ ‬أيَّار‭/‬مايو‭ ‬2023‭ ‬يكشفان‭ ‬واقعاً‭ ‬حقيقياً،‭ ‬لكنهما‭ ‬ليسا‭ ‬مفاجئين‭.‬

وأضاف‭: ‬”ترى‭ ‬أن‭ ‬مصلحة‭ ‬الصين‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬جمع‭ ‬البيانات‭ ‬من‭ ‬أماكن‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية،‭ ‬وتتوقع‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬يتحلوا‭ ‬بالصبر‭ ‬والمثابرة‭ ‬لتحقيق‭ ‬هدف‭ ‬استراتيجي‭.‬“

نفت‭ ‬الصين‭ ‬ضلوعها‭ ‬في‭ ‬اختراق‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي،‭ ‬مثلما‭ ‬فعلت‭ ‬في‭ ‬ردها‭ ‬على‭ ‬مزاعم‭ ‬كينيا‭ ‬في‭ ‬أيَّار‭/‬مايو‭ ‬2023‭. ‬ولكن‭ ‬يصعب‭ ‬على‭ ‬المخترقين‭ ‬تغطية‭ ‬أثار‭ ‬جرائمهم‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬الرقمية‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬اليوم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذي‭ ‬قبل‭.‬

فتكاد‭ ‬تنتشر‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الرقمية‭ ‬الصينية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬أنظمة‭ ‬المراقبة‭ ‬الحكومية‭ ‬وحتى‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية،‭ ‬إذ‭ ‬تهيمن‭ ‬العلامات‭ ‬التجارية‭ ‬الصينية‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬السوق‭. ‬

وقالت‭ ‬كولارد‭: ‬”تضخ‭ ‬الصين‭ ‬استثمارات‭ ‬ضخمة‭ ‬في‭ ‬إفريقيا؛‭ ‬فشركات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬هواوي‮»‬‭ ‬منتشرة‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬وشركات‭ ‬الاتصالات‭ ‬الإفريقية‭.‬“

تعد‭ ‬هواوي‭ ‬أكبر‭ ‬شركة‭ ‬تصنع‭ ‬أجهزة‭ ‬شبكات‭ ‬الهاتف‭ ‬المحمول‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وباعت‭ ‬70‭ ‬‭% ‬من‭ ‬محطات‭ ‬الجيل‭ ‬الرابع‭ ‬الأساسية‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬القارة‭. ‬وإذ‭ ‬تستعد‭ ‬للهيمنة‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬الجيل‭ ‬الخامس‭ ‬أيضاً،‭ ‬فإن‭ ‬كميات‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬البيانات‭ ‬الإفريقية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬توضع‭ ‬بين‭ ‬يدي‭ ‬الحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬الصيني،‭ ‬وقد‭ ‬سنَّ‭ ‬هذا‭ ‬الحزب‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬قوانين‭ ‬شاملة‭ ‬تُلزم‭ ‬الشركات‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬الجهود‭ ‬الوطنية‭ ‬لجمع‭ ‬المعلومات‭ ‬الاستخبارية‭.‬

وتقول‭ ‬كولارد‭: ‬”تدعو‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحكومات‭ ‬الإفريقية‭ ‬الصين‭ ‬لمساعدتها‭ ‬على‭ ‬التصدي‭ ‬لتحدياتها‭ ‬الأمنية،‭ ‬كالأمن‭ ‬الإلكتروني؛‭ ‬ولا‭ ‬يُنظر‭ ‬إليها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬دولة‭ ‬هدامة،‭ ‬ولئن‭ ‬كانت‭ ‬توجد‭ ‬أدلة‭ ‬على‭ ‬أساليب‭ ‬التجسس‭ ‬التي‭ ‬تتبعها‭. ‬ويتصرف‭ ‬صناع‭ ‬القرار‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬السعر‭ ‬ويستبعدون‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬الخصوصية،‭ ‬حرصاً‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬التكاليف،‭ ‬وقد‭ ‬لا‭ ‬يعي‭ ‬آخرون‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬الخصوصية‭.‬“

تهتم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الاستبدادية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬باستخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الصينية‭ ‬بفضل‭ ‬قدرات‭ ‬المراقبة‭ ‬والرصد‭ ‬والقمع‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭.‬

وأضافت‭ ‬كولارد‭: ‬”قد‭ ‬يرون‭ ‬فوائد‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬آليات‭ ‬الرقابة‭ ‬في‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬هواوي‭ ‬وشركات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الأخرى‭.‬“

عضو ملثم من مجموعة «أنونيموس» للقرصنة السياسية عبر الإنترنت يجري عملية سيبرانية. وكالة الأنباء الفرنسية/صور غيتي

مواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬السيبرانية

باتت‭ ‬إفريقيا‭ ‬ساحة‭ ‬معركة‭ ‬سيبرانية‭ ‬متنامية،‭ ‬عالمٌ‭ ‬غامضٌ‭ ‬للتجسس‭ ‬والمعلومات‭ ‬المغلوطة،‭ ‬مع‭ ‬انتشار‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الرقمية‭ ‬في‭ ‬ربوعها‭.‬

كان‭ ‬التمييز‭ ‬أوضح‭ ‬بين‭ ‬نهج‭ ‬الصين‭ ‬ونهج‭ ‬روسيا‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬السرية‭.‬

فقد‭ ‬كان‭ ‬شايرز‭ ‬منذ‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬يصف‭ ‬العمليات‭ ‬السيبرانية‭ ‬السرية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الصين‭ ‬بأنها‭ ‬”صاخبة‭ ‬وواضحة‭ ‬للغاية،‭ ‬إذ‭ ‬يتوسعون‭ ‬ولا‭ ‬يبالون‭ ‬إذا‭ ‬أُمسك‭ ‬بهم‭.‬“

أما‭ ‬روسيا،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬أهدافها‭ ‬أكثر‭ ‬تحديداً،‭ ‬وحرصت‭ ‬كل‭ ‬الحرص‭ ‬كيلا‭ ‬ينكشف‭ ‬أمرها‭. ‬والآن‭ ‬يقل‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬الاثنتين‭.‬

فيقول‭: ‬”قدرات‭ ‬الصين‭ ‬أكثر‭ ‬تطوراً‭ ‬بكثير،‭ ‬ويستهدفون‭ ‬شبكات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الحيوية،‭ ‬وشبكات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للإنترنت‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬إفريقيا‭. ‬ومن‭ ‬حيث‭ ‬الحجم‭ ‬فقط،‭ ‬فإن‭ ‬قدرة‭ ‬أو‭ ‬حجم‭ ‬التجسس‭ ‬الإلكتروني‭ ‬الصيني‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬روسيا‭.‬“

وأضاف‭: ‬”ولكن‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬جهة‭ ‬خفية‭ ‬مستهدفة‭ [‬في‭ ‬روسيا‭] ‬وجهة‭ ‬كبيرة‭ ‬وصاخبة‭ [‬في‭ ‬الصين‭]‬،‭ ‬بل‭ ‬يوجد‭ ‬الآن‭ ‬جهة‭ ‬خفية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬أيضاً؛‭ ‬أي‭ ‬الأسوأ‭ ‬في‭ ‬كلا‭ ‬العالمين‭.‬“

ويعتقد‭ ‬أن‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬المتغيرة‭ ‬تتطلب‭ ‬الشفافية‭ ‬والمثابرة‭ ‬والتعاون‭ ‬الدولي‭. ‬وفيما‭ ‬يلي‭ ‬شرح‭ ‬مفصل‭ ‬لتلك‭ ‬النقاط‭:‬

الشفافية‭:‬‭ ‬يُقال‭ ‬إن‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬أفضل‭ ‬مطهر،‭ ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالهجمات‭ ‬السيبرانية،‭ ‬فإن‭ ‬النسبة‭ ‬العلنية‭ ‬هي‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬الجهة‭ ‬الخبيثة‭ ‬وتحميلها‭ ‬المسؤولية،‭ ‬ويقول‭ ‬شايرز‭: ‬“لفت‭ ‬الانتباه‭ ‬خير،‭ ‬وكثيراً‭ ‬ما‭ ‬يحفز‭ ‬التحرك‭ ‬السياسي؛‭ ‬ولا‭ ‬تتوقع‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬من‭ ‬الجهة‭ ‬الهدامة‭ ‬أو‭ ‬الدولة‭ ‬المحددة‭ ‬التي‭ ‬يُبلغ‭ ‬عنها،‭ ‬ولكنك‭ ‬تغير‭ ‬التصور‭ ‬العام‭ ‬عنها،‭ ‬وهذا‭ ‬تغيير‭ ‬طويل‭ ‬المدى‭. ‬ولكن‭ ‬البلاغات‭ ‬الأدق‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬العام‭ ‬تحدث‭ ‬فرقاً‭ ‬هائلاً‭ ‬فيما‭ ‬يمكن‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬السياسات‭ ‬حيال‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭.‬”

السيد ويليام روتو، رئيس كينيا، يسار الصورة، يشاهد عرضًا لمركز «جافا مكونوني»، مركز الخدمات الحكومية الرقمية، يوم 30 حزيران/يونيو 2023، في مركز كينياتا الدولي للمؤتمرات في نيروبي. جمهورية كينيا

المثابرة‭:‬‭ ‬“بمرور‭ ‬الوقت،‭ ‬يبدأ‭ ‬حجم‭ ‬الحوادث‭ ‬في‭ ‬تشويه‭ ‬التصور‭ ‬العام‭ ‬والتصور‭ ‬السياسي‭ [‬حيال‭ ‬الجهات‭ ‬الهدامة‭]‬،‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬النتيجة‭ ‬غير‭ ‬المباشرة‭ ‬للشفافية،‭ ‬لكنك‭ ‬لن‭ ‬تحقق‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬بالشفافية‭ ‬والمثابرة‭ ‬معاً،‭ ‬لأن‭ ‬الصين‭ ‬لو‭ ‬أدركت،‭ ‬في‭ ‬كينيا‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬أن‭ ‬عمليات‭ ‬الاختلاق‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬تسبب‭ ‬مشاكل‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬الكينية‭ ‬بسبب‭ ‬الإبلاغ‭ ‬عنهم‭ ‬وإدانتهم‭ ‬علناً‭ ‬بمرور‭ ‬الوقت،‭ ‬فربما‭ ‬يصل‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬المفاوضات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬التعاون‭ ‬الفعلي‭.‬”

التعاون‭ ‬الدولي‭:‬‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتمتع‭ ‬الدول‭ ‬بالمزيد‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬إذا‭ ‬وحدت‭ ‬صفها‭ ‬لإدانة‭ ‬الهجمات‭ ‬السيبرانية،‭ ‬وأوضح‭ ‬شايرز‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تخرج‭ ‬ببيان‭ ‬إقليمي‭ ‬أو‭ ‬قاري‭ ‬لتقول‭: ‬“نحن‭ ‬مجمعون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬خط‭ ‬أحمر‭.‬”‭ ‬وأضاف‭: ‬“ثمة‭ ‬أعراف‭ ‬مشهورة‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬الهجمات‭ ‬السيبرانية‭ ‬ضد‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الحيوية‭ ‬أو‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدفاعية‭ ‬محظورة‭. ‬وبالتالي،‭ ‬إذا‭ ‬تشكل‭ ‬تعاون‭ ‬دولي‭ ‬داخل‭ ‬إفريقيا‭ ‬لمحاولة‭ ‬تعزيز‭ ‬تلك‭ ‬المعايير،‭ ‬فسيكون‭ ‬ذلك‭ ‬خطوة‭ ‬إيجابية‭ ‬للغاية‭.‬”

تتفق‭ ‬كولارد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تشكيل‭ ‬تحالف‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الشركاء‭ ‬الدوليين‭ ‬والإقليميين‭ ‬للتعاون‭ ‬مع‭ ‬المسؤولين‭ ‬الأفارقة‭ ‬على‭ ‬تمويل‭ ‬وتطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬ومواهب‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬والتصدي‭ ‬للهجمات‭ ‬السيبرانية‭.‬

وقالت‭: ‬”نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬الخاص‭ ‬والعام‭ ‬والمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لمساعدة‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬القدرات‭ ‬ورفع‭ ‬الوعي‭ ‬لدى‭ ‬متخذي‭ ‬القرار‭ ‬وواضعي‭ ‬السياسات‭ ‬وعموم‭ ‬الناس“،‭ ‬لأن‭ ‬التهديدات‭ ‬لن‭ ‬تتوقف،‭ ‬بل‭ ‬ستزيد‭ ‬باستمرار‭.‬

”فلا‭ ‬يُبلغ‭ ‬عن‭ ‬غالبية‭ ‬حوادث‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬ولا‭ ‬تُحل،‭ ‬وإن‭ ‬دل‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬شيء‭ ‬فإنما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التهديدات‭ ‬السيبرانية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أسوأ‭ ‬بكثير‭ ‬مما‭ ‬نعرف‭.‬“‭  

التعليقات مغلقة.