Africa Defense Forum
Africa Defense Forum

ثمن ثقيل واجب السداد

أزمة كورونا كشفت عن مغبَّة ديون إفريقيا للصين

أسرة‭ ‬إيه‭ ‬دي‭ ‬اف

لا‭ ‬يحتاج‭ ‬زائر‭ ‬لوساكا‭ ‬عاصمة‭ ‬زامبيا‭ ‬أن‭ ‬يذهب‭ ‬بعيداً‭ ‬لكي‭ ‬يرى‭ ‬أثر‭ ‬الصين‭. ‬

يصل‭ ‬الزائرون‭ ‬إلى‭ ‬مطار‭ ‬كينيث‭ ‬كاوندا‭ ‬الدولي‭ ‬ذي‭ ‬الواجهات‭ ‬الزجاجية‭ ‬الذي‭ ‬تبلغ‭ ‬تكلفته‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي،‭ ‬ويمرون‭ ‬بأطقم‭ ‬الإنشاء‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬الطريق‭ ‬الرابط‭ ‬بين‭ ‬لوساكا‭ ‬وندولا‭ ‬بتكلفة‭ ‬تبلغ‭ ‬1‭.‬2‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬ويمكن‭ ‬لعشَّاق‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬أن‭ ‬يشاهدوا‭ ‬إحدى‭ ‬المباريات‭ ‬في‭ ‬إستاد‭ ‬الأبطال‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬يتسع‭ ‬لعدد‭ ‬60‭,‬000‭ ‬مشجع‭ ‬بتكلفة‭ ‬إنشائية‭ ‬بلغت‭ ‬94‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭. ‬ويعمل‭ ‬سد‭ ‬كاريبا‭ ‬ومحطة‭ ‬الطاقة‭ ‬الكهرومائية‭ ‬على‭ ‬نهر‭ ‬زامبيزي‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬الكهرباء‭ ‬عندما‭ ‬تنطفئ‭ ‬الأنوار‭.‬

وقد‭ ‬موَّلت‭ ‬الدولة‭ ‬سائر‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬القروض‭ ‬الصينية‭ ‬وأنشأتها‭ ‬شركات‭ ‬المقاولات‭ ‬الصينية‭.‬

يستحيل‭ ‬تفويت‭ ‬رؤية‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات،‭ ‬إلَّا‭ ‬أنَّ‭ ‬ما‭ ‬يصعب‭ ‬رؤيته‭ ‬هو‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬اقتصاد‭ ‬الدولة؛‭ ‬إذ‭ ‬تُقدَّر‭ ‬الديون‭ ‬الخارجية‭ ‬لزامبيا‭ ‬بمبلغ‭ ‬11.2‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬وتدين‭ ‬بنحو‭ ‬نصف‭ ‬هذا‭ ‬المبلغ‭ ‬للصين‭. ‬وتنفق‭ ‬زامبيا‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬نسبة‭ ‬تتراوح‭ ‬من‭ %‬40‭ ‬إلى‭ %‬50‭ ‬من‭ ‬عائداتها‭ ‬الداخلية‭ ‬لخدمة‭ ‬الديون،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يتبقى‭ ‬بعد‭ ‬دفع‭ ‬رواتب‭ ‬موظفي‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬إلَّا‭ ‬جزء‭ ‬يسير‭ ‬من‭ ‬الموازنة‭ ‬لتمويل‭ ‬احتياجات‭ ‬الدولة‭ ‬كالتعليم‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية‭.‬

وعندما‭ ‬ينظر‭ ‬الناظرون‭ ‬عن‭ ‬كثب‭ ‬يشاهدون‭ ‬تشققات‭ ‬في‭ ‬الواجهة،‭ ‬بل‭ ‬يلحظون‭ ‬تدني‭ ‬جودة‭ ‬الإنشاء‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان؛‭ ‬ففي‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬تهشم‭ ‬طريق‭ ‬لوساكا‭-‬تشيروندو‭ ‬الذي‭ ‬أنشأته‭ ‬إحدى‭ ‬الشركات‭ ‬الصينية‭ ‬ويكاد‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬تدمَّر‭ ‬جرَّاء‭ ‬هطول‭ ‬أمطار‭ ‬غزيرة‭. ‬وتوصف‭ ‬المشروعات‭ ‬في‭ ‬أحيان‭ ‬أخرى،‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬ملعبي‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬البرَّاقين‭ ‬في‭ ‬زامبيا،‭ ‬بأنها‭ ‬“أفيال‭ ‬بيضاء‭.‬”‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أنها‭ ‬تبدو‭ ‬أخاذة‭ ‬لكنها‭ ‬غير‭ ‬عملية‭ ‬ولا‭ ‬تدر‭ ‬عائدات‭ ‬كافية‭.‬

شركة الصين للطرق والكباري أنشأت خط السكك الحديد القياسي في كينيا بتمويل من الحكومة الصينية. رويترز

وأخيراً‭ ‬هنالك‭ ‬الغموض‭ ‬الذي‭ ‬يكتنف‭ ‬العقود‭ ‬الصينية‭ ‬الزامبية؛‭ ‬فلا‭ ‬يكاد‭ ‬يعلم‭ ‬أحد‭ ‬شيئاً‭ ‬عن‭ ‬شروط‭ ‬هذه‭ ‬الصفقات‭ ‬ولا‭ ‬مَن‭ ‬المستفيد‭ ‬منها‭.‬

فيقول‭ ‬السيد‭ ‬تشيشيمبا‭ ‬كامبويلي،‭ ‬وزير‭ ‬الإعلام‭ ‬والإذاعة‭ ‬في‭ ‬زامبيا‭ ‬سابقاً،‭ ‬لوكالة‭ ‬أنباء‭ ‬‮«‬دويتشه‭ ‬فيله‮»‬‭: ‬“بل‭ ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬تدخل‭ ‬القروض‭ ‬الصينية‭ ‬في‭ ‬حسابات‭ ‬زامبية،‭ ‬ويختارون‭ ‬شركة‭ ‬المقاولات‭ ‬من‭ ‬الصين،‭ ‬وتحصل‭ ‬شركة‭ ‬المقاولات‭ ‬على‭ ‬أجرها‭ ‬في‭ ‬الصين،‭ ‬ولا‭ ‬يظهر‭ ‬في‭ ‬دفاترنا‭ ‬إلَّا‭ ‬أنه‭ ‬قرض‭ ‬من‭ ‬الصين‭.‬”

ومع‭ ‬أنَّ‭ ‬أزمة‭ ‬ديون‭ ‬زامبيا‭ ‬تعتبر‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬أزمات‭ ‬القارة،‭ ‬تراقب‭ ‬بلدان‭ ‬إفريقية‭ ‬أخرى‭ ‬الوضع‭ ‬بعين‭ ‬الاهتمام؛‭ ‬إذ‭ ‬تدرك‭ ‬تلك‭ ‬البلدان‭ ‬أنها‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬مأزق‭ ‬تفاقم‭ ‬الديون‭ ‬الخارجية‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تغير‭ ‬مسارها‭. ‬

فيقول‭ ‬العالم‭ ‬الزامبي‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماتامبو،‭ ‬العضو‭ ‬في‭ ‬‮«‬شبكة‭ ‬أصوات‭ ‬الجنوب‭ ‬لبناء‭ ‬السلام‮»‬‭ ‬بمركز‭ ‬وودرو‭ ‬ويلسون‭ ‬بواشنطن،‭ ‬في‭ ‬حواره‭ ‬مع‭ ‬منبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭ ‬إيه‭ ‬دي‭ ‬اف‭: ‬“يمكن‭ ‬لبقية‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬أن‭ ‬تتعلم‭ ‬من‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬زامبيا‭ ‬والصين‭ ‬أنَّ‭ ‬الديون‭ ‬غير‭ ‬المشروطة‭ ‬التي‭ ‬تقرضها‭ ‬الصين‭ ‬للأنظمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الضعيفة‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬عواقب‭ ‬وخيمة‭ ‬على‭ ‬الديموقراطية‭ ‬في‭ ‬القارة‭.‬”

صورة‭ ‬الديون

تعود‭ ‬الروابط‭ ‬السياسية‭ ‬والتجارية‭ ‬الصينية‭ ‬الحديثة‭ ‬مع‭ ‬إفريقيا‭ ‬إلى‭ ‬ستينيات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬حيث‭ ‬سعى‭ ‬آنذاك‭ ‬ماو‭ ‬تسي‭ ‬تونغ،‭ ‬رئيس‭ ‬الحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬الصيني،‭ ‬إلى‭ ‬تعميق‭ ‬الروابط‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬على‭ ‬إثر‭ ‬تبني‭ ‬الجانبين‭ ‬لموقف‭ ‬مناهض‭ ‬للاستعمار،‭ ‬وكان‭ ‬خط‭ ‬سكك‭ ‬حديد‭ ‬‮«‬تنزام‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬زامبيا‭ ‬بالساحل‭ ‬التنزاني‭ ‬واحداً‭ ‬من‭ ‬أولى‭ ‬مشروعات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الكبرى‭. ‬

ومنذ‭ ‬مطلع‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين،‭ ‬راحت‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬ثروة‭ ‬معدنية،‭ ‬تبرم‭ ‬صفقات‭ ‬مع‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬تؤول‭ ‬ملكيتها‭ ‬للدولة‭ ‬الصينية‭ ‬لإنشاء‭ ‬الطرق‭ ‬والكباري‭ ‬والموانئ‭ ‬والمطارات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬مشروعات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭. ‬

ولا‭ ‬يخفى‭ ‬سبب‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬القروض‭ ‬الصينية؛‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬تكاد‭ ‬توجد‭ ‬شروط‭ ‬لهذه‭ ‬القروض،‭ ‬ولا‭ ‬يُشترط‭ ‬فيها‭ ‬الشفافية‭ ‬أو‭ ‬وجود‭ ‬إصلاحات‭ ‬اقتصادية‭ ‬أو‭ ‬معايير‭ ‬حقوقية،‭ ‬بل‭ ‬ارتشى‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬المشهورة‭ ‬للموافقة‭ ‬على‭ ‬اتفاقيات‭ ‬الإقراض‭ ‬دون‭ ‬نقاش‭. ‬

ويصر‭ ‬زعماء‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬كثيراً‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أمامهم‭ ‬خيار‭ ‬سوى‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الصين؛‭ ‬لأنها‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬العادة‭ ‬الجهة‭ ‬المقرضة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬تعرض‭ ‬تمويل‭ ‬المشروعات،‭ ‬وتوصَّلت‭ ‬دراسة‭ ‬أجراها‭ ‬معهد‭ ‬كيل‭ ‬للاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬أنَّ‭ ‬الصين‭ ‬أقرضت‭ ‬إفريقيا‭ ‬أموالاً‭ ‬تفوق‭ ‬ما‭ ‬حصلت‭ ‬عليه‭ ‬القارة‭ ‬السمراء‭ ‬من‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬وصندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬ودول‭ ‬نادي‭ ‬باريس‭ ‬مجتمعين‭.‬

وقال‭ ‬السيد‭ ‬جايد‭ ‬مور،‭ ‬وزير‭ ‬الأشغال‭ ‬العامة‭ ‬بليبيريا‭ ‬سابقاً‭ ‬والزميل‭ ‬بمركز‭ ‬التنمية‭ ‬العالمية،‭ ‬لمؤسسة‭ ‬‮«‬بلومبيرغ‮»‬‭: ‬“عندما‭ ‬يتذمَّر‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬القروض‭ ‬الصينية،‭ ‬فلا‭ ‬يكون‭ ‬أمام‭ ‬معظم‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬خيارات‭ ‬كثيرة‭.‬”

عمال البناء الصينيون يقفون في موقع إنشاء ناطحة سحاب البرج الأيقوني الذي يتكون من 90 طابقاً بتكلفة تبلغ 1.2 مليار دولار في العاصمة المصرية القاهرة.

وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أنَّ‭ ‬الصين‭ ‬تعتبر‭ ‬اليوم‭ ‬أكبر‭ ‬جهة‭ ‬مقرضة‭ ‬للقارة‭ ‬السمراء‭ ‬التي‭ ‬تدين‭ ‬لها‭ ‬بمبلغ‭ ‬145‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬وكشف‭ ‬معهد‭ ‬أبحاث‭ ‬الصين‭-‬إفريقيا‭ ‬بجامعة‭ ‬جونز‭ ‬هوبكنز‭ ‬الأمريكية‭ ‬أنَّ‭ ‬أنجولا‭ ‬قد‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬أكبر‭ ‬حصة‭ ‬من‭ ‬القروض‭ ‬الصينية‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2000‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬حيث‭ ‬بلغت‭ ‬ديونها‭ ‬43‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬تليها‭ ‬إثيوبيا‭ ‬بنحو‭ ‬13‭.‬8‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬ثمَّ‭ ‬كينيا‭ ‬بمبلغ‭ ‬8‭.‬9‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬وزامبيا‭ ‬بمبلغ‭ ‬8‭.‬6‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭.‬

فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬وتخفيف‭ ‬الديون

تكاد‭ ‬تكون‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد19‭-) ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الركود‭ ‬التام‭ ‬للاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬وتضررت‭ ‬منه‭ ‬الأنظمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الإفريقية‭ ‬ضرراً‭ ‬بالغاً،‭ ‬علماً‭ ‬بأنَّ‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأنظمة‭ ‬تعتمد‭ ‬بشدة‭ ‬على‭ ‬استخراج‭ ‬المعادن‭ ‬والسياحة‭ ‬والزراعة‭.‬

وطبقاً‭ ‬لتقارير‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي،‭ ‬فإنَّ‭ ‬اقتصادات‭ ‬منطقة‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬الكبرى‭ ‬سوف‭ ‬تنكمش‭ ‬بنسبة‭ %‬3‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬لها‭ ‬قبل‭ ‬تفشِّي‭ ‬الجائحة‭ ‬أن‭ ‬تنمو‭ ‬بنسبة‭ ‬مئوية‭ ‬كبيرة‭.‬

وأصبح‭ ‬سداد‭ ‬الديون‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية‭ ‬عبئاً‭ ‬كبيراً‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قابلة‭ ‬للسداد؛‭ ‬حيث‭ ‬يبلغ‭ ‬ديون‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬للصين‭ ‬التي‭ ‬يحين‭ ‬سدادها‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬نحو‭ ‬8‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬تبلغ‭ ‬نسبة‭ ‬الفوائد‭ ‬فيها‭ ‬3‭ ‬مليارات،‭ ‬وتنفق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬الكبيرة‭ ‬على‭ ‬سداد‭ ‬ديونها‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬تنفقه‭ ‬على‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭.‬

ومن‭ ‬جانبه‭ ‬قال‭ ‬السيد‭ ‬سيريل‭ ‬رامافوزا،‭ ‬رئيس‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬خلال‭ ‬فعاليات‭ ‬مؤتمر‭ ‬قمة‭ ‬الصين‭ ‬إفريقيا‭ ‬الافتراضي‭: ‬“ستمر‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬إلَّا‭ ‬أنَّ‭ ‬تداعياتها‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬والأنظمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وكوكبنا‭ ‬لن‭ ‬تفارقنا‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭.‬”

وحملت‭ ‬الأزمة‭ ‬بلدان‭ ‬كثيرة‭ ‬على‭ ‬مناشدة‭ ‬الصين‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬المقرضة‭ ‬بتخفيف‭ ‬الديون‭ ‬عن‭ ‬كاهل‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وتحقق‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد؛‭ ‬حيث‭ ‬تعهَّدت‭ ‬بلدان‭ ‬مجموعة‭ ‬العشرين،‭ ‬ومن‭ ‬بينهم‭ ‬الصين،‭ ‬في‭ ‬نيسان‭/‬أبريل‭ ‬2020‭ ‬بتعليق‭ ‬سداد‭ ‬الديون‭ ‬التي‭ ‬تدين‭ ‬بها‭ ‬73‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأشد‭ ‬فقراً‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لمدة‭ ‬ثمانية‭ ‬أشهر‭ ‬على‭ ‬الأقل‭.‬

الرئيس الزامبي إدجار لونجو يحيي الصينيين العاملين بشركة صناعة الطيران الصينية في أثناء زيارته لأحد أكبر مشروعات الطرق في لوساكا. وكالة الأنباء الفرنسية/صور غيتي

كما‭ ‬قدَّمت‭ ‬الصين‭ ‬تنازلات‭ ‬هي‭ ‬الأخرى،‭ ‬إذ‭ ‬وافقت‭ ‬في‭ ‬حزيران‭/‬يونيو‭ ‬2020‭ ‬على‭ ‬شطب‭ ‬القروض‭ ‬المُعفاة‭ ‬من‭ ‬الفوائد‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬عليها‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية،‭ ‬إلَّا‭ ‬أنَّ‭ ‬مراقبين‭ ‬يشيرون‭ ‬إلى‭ ‬أنَّ‭ ‬القروض‭ ‬المُعفاة‭ ‬من‭ ‬الفوائد‭ ‬لا‭ ‬تمثل‭ ‬إلَّا‭ ‬نسبة‭ ‬ضئيلة‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬القروض‭ ‬الصينية‭ ‬لإفريقيا،‭ ‬إذ‭ ‬تبلغ‭ %‬5‭ ‬طبقاً‭ ‬لتقديرات‭ ‬معهد‭ ‬أبحاث‭ ‬الصين‭-‬إفريقيا‭.‬

ومع‭ ‬أنَّ‭ ‬الصين‭ ‬أعربت‭ ‬عن‭ ‬حسن‭ ‬نواياها‭ ‬وعقدت‭ ‬مؤتمر‭ ‬قمة‭ ‬افتراضيًا‭ ‬مع‭ ‬الزعماء‭ ‬الأفارقة‭ ‬في‭ ‬تمّوز‭/‬يوليو‭ ‬2020،‭ ‬فقد‭ ‬عارضت‭ ‬المطالبات‭ ‬التي‭ ‬تنادي‭ ‬بزيادة‭ ‬تخفيف‭ ‬الديون،‭ ‬ويقول‭ ‬المراقبون‭ ‬إنَّ‭ ‬الصين‭ ‬تحبِّذ‭ ‬المفاوضات‭ ‬الثنائية‭ ‬بشأن‭ ‬إعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬الديون‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬إعداد‭ ‬أية‭ ‬خطة‭ ‬شاملة‭ ‬لتخفيفها‭. ‬

فيقول‭ ‬السيد‭ ‬يون‭ ‬سون،‭ ‬مدير‭ ‬البرنامج‭ ‬الصيني‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬ستيمسون‮»‬،‭ ‬لإذاعة‭ ‬‮«‬صوت‭ ‬أمريكا‮»‬‭: ‬“في‭ ‬البداية،‭ ‬تتبنى‭ ‬الصين‭ ‬موقفاً‭ ‬شديد‭ ‬الرفض‭ ‬لهذا‭ ‬الأمر،‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أنَّ‭ ‬الصين‭ ‬لن‭ ‬تنخرط،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬التفاوض‭ ‬على‭ ‬الديون‭ ‬أو‭ ‬إعادة‭ ‬هيكلتها‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬تأجيلها‭ ‬لفترة‭ ‬سماح‭ ‬يمكن‭ ‬فيها‭ ‬للبلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬سداد‭ ‬ديونها؛‭ ‬ولكنني‭ ‬أستبعد‭ ‬إقدامها‭ ‬على‭ ‬إعفاء‭ ‬شامل‭ ‬للديون‭.‬”‭ ‬

صوت‭ ‬من‭ ‬الماضي

في‭ ‬كلمته‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬عام‭ ‬1987‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬منظمة‭ ‬الوحدة‭ ‬الإفريقية‭ ‬في‭ ‬أديس‭ ‬أبابا‭ ‬بإثيوبيا،‭ ‬أهاب‭ ‬الرئيس‭ ‬البوركيني‭ ‬توماس‭ ‬سانكارا‭ ‬بزعماء‭ ‬القارة‭ ‬بتشكيل‭ ‬“جبهة‭ ‬موحدة‭ ‬لمواجهة‭ ‬الديون‭.‬”‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬سانكارا‭ ‬يؤمن‭ ‬أنَّ‭ ‬الديون‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أسرع‭ ‬السبل‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬البلدان‭ ‬الحديثة‭ ‬نسبياً‭ ‬تفقد‭ ‬سيادتها،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬لجموع‭ ‬الحاضرين‭ ‬قبل‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬اغتياله‭: ‬“تعد‭ ‬الديون‭ ‬محاولة‭ ‬ذكية‭ ‬ومحكمة‭ ‬لإعادة‭ ‬استعمار‭ ‬إفريقيا‭ ‬وترمي‭ ‬إلى‭ ‬عرقلة‭ ‬نموها‭ ‬وتنميتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القواعد‭ ‬الأجنبية‭.‬”

وفي‭ ‬خضم‭ ‬أزمة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬تعيد‭ ‬بلدان‭ ‬عدة‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬تحذير‭ ‬سانكارا،‭ ‬وسيحاول‭ ‬زعماء‭ ‬الدول‭ ‬مع‭ ‬رفع‭ ‬إجراءات‭ ‬الإغلاق‭ ‬العام‭ ‬وإعادة‭ ‬تشغيل‭ ‬عجلة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬النمو‭ ‬والتنمية‭ ‬مع‭ ‬الحاجة‭ ‬الماسة‭ ‬إلى‭ ‬حماية‭ ‬صحة‭ ‬المواطنين‭ ‬ورعايتهم‭. ‬وتبيِّن‭ ‬الدروس‭ ‬المستفادة‭ ‬من‭ ‬زامبيا‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬أنَّ‭ ‬الديون‭ ‬الخارجية‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬إلَّا‭ ‬حل‭ ‬قصير‭ ‬الأجل‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬أحد‭ ‬مغبَّة‭ ‬الإقدام‭ ‬عليه‭. 


الديون‭ ‬تهدد‭ ‬الأمن‭ ‬القومي

تكاد‭ ‬تترك‭ ‬الديون‭ ‬الخارجية‭ ‬التعجيزية‭ ‬أثرها‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬جانب‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬الحياة‭ ‬الوطنية،‭ ‬ومع‭ ‬تأثر‭ ‬الاقتصاد‭ ‬بها‭ ‬تأثراً‭ ‬مباشراً،‭ ‬فإنَّ‭ ‬عبء‭ ‬الديون‭ ‬ومشروعات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬التي‭ ‬تنشئها‭ ‬كيانات‭ ‬أجنبية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تهدد‭ ‬أمن‭ ‬الدولة‭. ‬

البنية‭ ‬التحتية‭ ‬القومية‭ ‬الحيوية‭:‬‭ ‬عندما‭ ‬تقرض‭ ‬كيانات‭ ‬أجنبية‭ ‬أموالاً‭ ‬لتمويل‭ ‬مشروعات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬مثل‭ ‬الموانئ‭ ‬وخطوط‭ ‬السكك‭ ‬الحديد‭ ‬والمطارات،‭ ‬فكثيراً‭ ‬ما‭ ‬يصبح‭ ‬المشروع‭ ‬نفسه‭ ‬ضماناً‭ ‬للقرض‭. ‬وتكثر‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الصين‭ ‬احتمالية‭ ‬التهديد‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬استيلائها‭ ‬على‭ ‬أملاك‭ ‬الدولة،‭ ‬ويُذكر‭ ‬أنَّ‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬كبرى‭ ‬المشروعات‭ ‬مثل‭ ‬ميناء‭ ‬جيبوتي‭ ‬وميناء‭ ‬مومباسا‭ ‬وخط‭ ‬السكك‭ ‬الحديد‭ ‬القياسي‭ ‬في‭ ‬كينيا‭ ‬تتعرض‭ ‬لخطر‭ ‬الاستيلاء‭ ‬عليها‭ ‬جرَّاء‭ ‬تفاقم‭ ‬أزمة‭ ‬الديون‭. ‬وقد‭ ‬فعلت‭ ‬الصين‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬أجزاء‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬مثل‭ ‬سريلانكا،‭ ‬حيث‭ ‬فرضت‭ ‬سيطرتها‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬موانيها‭. ‬ويمثل‭ ‬السيطرة‭ ‬الأجنبية‭ ‬على‭ ‬مشروعات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الحيوية‭ ‬تهديداً‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدة‭ ‬سبل‭ ‬مثل‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬أصولها‭ ‬العسكرية‭ ‬وتقليص‭ ‬مراقبتها‭ ‬لحركة‭ ‬الأفراد‭ ‬والبضائع‭ ‬التي‭ ‬تدخل‭ ‬أراضيها‭.‬

التجسس‭:‬‭ ‬تتمتع‭ ‬شركات‭ ‬المقاولات‭ ‬الصينية‭ ‬التي‭ ‬تجمعها‭ ‬روابط‭ ‬وثيقة‭ ‬بالحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬الصيني‭ ‬بتاريخ‭ ‬حافل‭ ‬باستغلال‭ ‬المشروعات‭ ‬التنموية‭ ‬لجمع‭ ‬المعلومات؛‭ ‬فقد‭ ‬اتُهمت‭ ‬الصين‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬بتركيب‭ ‬أجهزة‭ ‬وبرامج‭ ‬تصنت‭ ‬لتسجيل‭ ‬نسخة‭ ‬احتياطية‭ ‬سرية‭ ‬من‭ ‬خوادم‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬الموجودة‭ ‬بمقر‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬في‭ ‬أديس‭ ‬أبابا‭ ‬بإثيوبيا،‭ ‬وكشف‭ ‬تقرير‭ ‬لمؤسسة‭ ‬التراث‭ ‬الأمريكية‭ ‬أنَّ‭ ‬الشركات‭ ‬الصينية‭ ‬أنشأت‭ ‬عدد‭ ‬186‭ ‬مبنىً‭ ‬حكومياً‭ ‬وعدد‭ ‬14‭ ‬شبكة‭ ‬اتصالات‭ ‬بين‭ ‬الهيئات‭ ‬الحكومية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭. ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬التجسس‭ ‬أمراً‭ ‬سهلاً؛‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬السيد‭ ‬جوشوا‭ ‬ميسيرفي،‭ ‬المحلل‭ ‬السياسي‭ ‬للشؤون‭ ‬الإفريقية‭ ‬بمؤسسة‭ ‬التراث،‭ ‬لإذاعة‭ ‬اصوت‭ ‬أمريكاب‭: ‬زللحكومة‭ ‬الصينية‭ ‬تاريخ‭ ‬حافل‭ ‬بسائر‭ ‬أنواع‭ ‬المراقبة‭ ‬والتجسس‭ ‬عالمياً؛‭ ‬ولذلك‭ ‬نعلم‭ ‬أنَّ‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يرغبون‭ ‬فيه،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لديهم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬فعله‭.‬س

الموارد‭ ‬الطبيعية‭:‬‭ ‬يتم‭ ‬أحياناً‭ ‬ضمان‭ ‬القروض‭ ‬الصينية‭ ‬بالحق‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬السلع‭ ‬والبضائع،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬عجزت‭ ‬دولة‭ ‬ما‭ ‬عن‭ ‬السداد‭ ‬نقداً،‭ ‬فيمكن‭ ‬للصين‭ ‬استرداد‭ ‬أموالها‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬للدولة‭ ‬المدينة‭. ‬وتفيد‭ ‬مؤسسة‭ ‬اديلويتب‭ ‬للاستشارات‭ ‬أنَّ‭ ‬إفريقيا‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬ربع‭ ‬قروضها‭ ‬كافة‭ ‬بضمان‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬مثل‭ ‬النفط‭ ‬والنحاس‭ ‬وخام‭ ‬البوكسيت‭ [‬الخاص‭ ‬بصناعة‭ ‬الألومنيوم‭] ‬والكاكاو‭. ‬ولا‭ ‬ريب‭ ‬أنَّ‭ ‬حماية‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬وثيقة‭ ‬الارتباط‭ ‬بالأمن‭ ‬القومي،‭ ‬ويصح‭ ‬ذلك‭ ‬بالأخص‭ ‬على‭ ‬الثروة‭ ‬المعدنية‭ ‬والنفطية‭ ‬التي‭ ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬تُستخدم‭ ‬لتمويل‭ ‬النفقات‭ ‬العسكرية‭. ‬

عدم‭ ‬الاستقرار‭:‬‭ ‬تسفر‭ ‬أزمات‭ ‬الديون‭ ‬عن‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬البطالة‭ ‬والتضخم‭ ‬والخفض‭ ‬الشديد‭ ‬في‭ ‬الإنفاق‭ ‬الحكومي‭ ‬ونقص‭ ‬السلع‭ ‬الاستهلاكية،‭ ‬ويظهر‭ ‬التاريخ‭ ‬أنَّ‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬وثيق‭ ‬الصلة‭ ‬بالأمن‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬إذ‭ ‬كتب‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الحائز‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬جوزيف‭ ‬ستيجلز‭ ‬والسيد‭ ‬حامد‭ ‬راشد،‭ ‬استشاري‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي،‭ ‬يقولان‭: ‬زبداية‭ ‬من‭ ‬العقد‭ ‬المفقود‭ ‬لأمريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬في‭ ‬ثمانينيات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬ووصولاً‭ ‬إلى‭ ‬أزمة‭ ‬ديون‭ ‬اليونان‭ ‬مؤخراً،‭ ‬ثمة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العبر‭ ‬المؤلمة‭ ‬عمَّا‭ ‬يحدث‭ ‬عندما‭ ‬تعجز‭ ‬البلدان‭ ‬عن‭ ‬خدمة‭ ‬ديونها،‭ ‬ومن‭ ‬شأن‭ ‬أزمة‭ ‬ديون‭ ‬عالمية‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬بطالة‭ ‬ملايين‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬وتشعل‭ ‬فتيل‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬وأعمال‭ ‬العنف‭ ‬حول‭ ‬العالم‭.‬س

التعليقات مغلقة.