Africa Defense Forum
Africa Defense Forum

سفن الترولة غير الشرعية تهدد قطاع صيد الأسماك في غامبيا

أسرةايه‭ ‬دي‭ ‬اف

طفح‭ ‬الكيل‭ ‬وبلغ‭ ‬السيل‭ ‬الزبى‭ ‬بالصياد‭ ‬لامين‭ ‬سانيانج‭.‬

سانيانج‭ ‬صياد‭ ‬وتاجر‭ ‬أسماك‭ ‬في‭ ‬غامبيا،‭ ‬وقد‭ ‬بلغ‭ ‬به‭ ‬اليأس‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬أنه‭ ‬يفكر‭ ‬في‭ ‬ترك‭ ‬هذه‭ ‬التجارة‭ ‬جرّاء‭ ‬تدخل‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬بلاده؛‭ ‬إذ‭ ‬كلما‭ ‬طرح‭ ‬هو‭ ‬وطاقمه‭ ‬الشباك‭ ‬في‭ ‬الماء،‭ ‬قطعتها‭ ‬سفن‭ ‬الترولة‭ ‬الصينية‭ ‬التي‭ ‬تجر‭ ‬شباكاً‭ ‬عملاقة‭ ‬في‭ ‬أثناء‭ ‬اصطيادها‭ ‬بطرق‭ ‬غير‭ ‬مشروعة،‭ ‬ويقول‭ ‬صيادون‭ ‬محليون‭ ‬آخرون‭ ‬إن‭ ‬سفن‭ ‬الترولة‭ ‬تهاجم‭ ‬قواربهم‭ ‬وهم‭ ‬يتفقدون‭ ‬شباكهم‭.‬

فيقول‭ ‬سانيانج‭ ‬لصحيفة‭ ‬‮«‬فويس‮»‬‭. ‬الغامبية‭: ‬”يحدث‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬مراراً‭ ‬وتكراراً‭ ‬بحيث‭ ‬نخرج‭ ‬إلى‭ ‬الصيد‭ ‬ونعود‭ ‬بخفي‭ ‬حنين‭.‬“

وقالت‭ ‬تاجرة‭ ‬الأسماك‭ ‬فاطوماتا‭ ‬كونته‭ ‬إن‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬تتسبب‭ ‬فيها‭ ‬سفن‭ ‬الترولة‭ ‬الصينية‭ ‬تفاقمت‭ ‬مؤخراً،‭ ‬وذلك‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬الشراكة‭ ‬التي‭ ‬عقدتها‭ ‬الحكومة‭ ‬مؤخراً‭ ‬مع‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬شيبارد‭ ‬جلوبال‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬غير‭ ‬الربحية،‭ ‬لمكافحة‭ ‬الصيد‭ ‬غير‭ ‬القانوني‭ ‬دون‭ ‬إبلاغ‭ ‬ودون‭ ‬تنظيم‭.‬

وقالت‭ ‬كونته‭ ‬لصحيفة‭ ‬‮«‬فويس‮»‬‭.: ‬”نواجه‭ ‬صعوبات‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها،‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬نحصل‭ ‬على‭ ‬أسماك‭ ‬لنحو‭ ‬ستة‭ ‬أو‭ ‬سبعة‭ ‬أيام‭.‬“

وجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬غامبيا‭ ‬تعتبر‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أصغر‭ ‬بلدان‭ ‬القارة‭ ‬وتقل‭ ‬فيها‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية؛‭ ‬ولذلك‭ ‬تعتمد‭ ‬بشدة‭ ‬على‭ ‬خيرات‭ ‬المحيط‭ ‬لتوفير‭ ‬البحريات‭ ‬الغنية‭ ‬بالبروتين‭ ‬لشعبها؛‭ ‬حيث‭ ‬تذخر‭ ‬مياه‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭ ‬ذي‭ ‬الشواطئ‭ ‬التي‭ ‬تكسوها‭ ‬الرمال‭ ‬الفضية‭ ‬الخلّابة‭ ‬وأشجار‭ ‬جوز‭ ‬الهند‭ ‬البديعة‭ ‬بأسماك‭ ‬السردين‭ ‬وأنواع‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الأسماك‭ ‬الصغيرة،‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬تكثر‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬أنواع‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الأسماك‭ ‬الكبيرة‭ ‬مثل‭ ‬النهاش‭ ‬الأحمر‭ ‬والبراكودة‭. ‬

إن‭ ‬الصيد‭ ‬الصيني‭ ‬الجائر‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المخصصة‭ ‬للصيادين‭ ‬الحرفيين‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬أضرار‭ ‬لبيئة‭ ‬غامبيا‭ ‬ومواردها‭ ‬البحرية،‭ ‬مع‭ ‬حرمان‭ ‬مواطنيها‭ ‬من‭ ‬الطعام‭ ‬وفرص‭ ‬العمل؛‭ ‬حيث‭ ‬يعتمد‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬200‭,‬000‭ ‬مواطن‭ ‬غامبي‭ ‬على‭ ‬المصايد‭ ‬السمكية‭ ‬المحلية‭ ‬لكسب‭ ‬قوت‭ ‬يومهم‭.‬

وتُفرغ‭ ‬الآن‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الأسماك‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬اصطيادها‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬الغامبية‭ ‬في‭ ‬ثلاث‭ ‬مصانع‭ ‬محلية‭ ‬تملكها‭ ‬الصين‭ ‬تقوم‭ ‬بتصنيع‭ ‬دقيق‭ ‬السمك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تجفيف‭ ‬الأسماك‭ ‬أو‭ ‬مخلفات‭ ‬الأسماك‭ ‬وطحنها،‭ ‬وكثيراً‭ ‬ما‭ ‬يُباع‭ ‬هذا‭ ‬الدقيق‭ ‬لإطعام‭ ‬الدواجن‭ ‬والخنازير‭ ‬وأسماك‭ ‬المزارع‭ ‬السمكية‭. ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬أنشطة‭ ‬الصيد‭ ‬غير‭ ‬القانوني‭ ‬دون‭ ‬إبلاغ‭ ‬ودون‭ ‬تنظيم‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬احتياجات‭ ‬المصانع‭ ‬الصينية‭ ‬من‭ ‬الأسماك‭.‬

وكان‭ ‬الغامبيون‭ ‬يأملون‭ ‬في‭ ‬بادئ‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬توفر‭ ‬هذه‭ ‬المصانع‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬لهم،‭ ‬ولكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تلاشت‭ ‬هذه‭ ‬الآمال؛‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬المصانع‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬عمالة‭ ‬كثيرة،‭ ‬كما‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬تلويث‭ ‬البيئة‭.‬

فيقول‭ ‬سكان‭ ‬مدينة‭ ‬جنجور‭ ‬الساحلية‭ ‬الصغيرة‭ ‬إنهم‭ ‬يرون‭ ‬جثث‭ ‬الحيتان‭ ‬والسلاحف‭ ‬والدلافين‭ ‬وثعابين‭ ‬البحر‭ ‬وأسماك‭ ‬الراي‭ ‬على‭ ‬الشاطئ‭ ‬منذ‭ ‬افتتاح‭ ‬مصنع‭ ‬‮«‬جولدن‭ ‬ليد‮»‬‭ ‬الصيني‭ ‬لصناعة‭ ‬دقيق‭ ‬السمك‭ ‬عام‭ ‬2016‭. ‬ويفيد‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬كوارتز‭ ‬أفريكا‮»‬‭ ‬أن‭ ‬لون‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬بحيرة‭ ‬مالحة‭ ‬مجاورة‭ ‬قد‭ ‬تغيّر‭ ‬وبدأت‭ ‬طيورها‭ ‬وأسماكها‭ ‬تموت‭ ‬بعد‭ ‬افتتاح‭ ‬المصنع‭ ‬بعام‭ ‬واحد‭.‬

وقد‭ ‬توصل‭ ‬العلماء‭ ‬إلى‭ ‬تلوث‭ ‬المياه‭ ‬بالفسفات،‭ ‬ووجه‭ ‬أنصار‭ ‬البيئة‭ ‬المحليون‭ ‬اللوم‭ ‬للمصنع‭ ‬بسبب‭ ‬إلقاء‭ ‬مياه‭ ‬المخلفات‭ ‬الصناعية‭ ‬في‭ ‬المحيط‭. ‬وأمرت‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للبيئة‭ ‬المصنع‭ ‬بإزالة‭ ‬أنبوب‭ ‬المخلفات‭ ‬الصناعية،‭ ‬إلّا‭ ‬أن‭ ‬أهالي‭ ‬المدينة‭ ‬والشرطة‭ ‬اضطروا‭ ‬إلى‭ ‬إزالته‭ ‬بأنفسهم‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬التقاعس‭ ‬عن‭ ‬تنفيذ‭ ‬القرار‭.‬

بيد‭ ‬أن‭ ‬المصنع‭ ‬وضع‭ ‬أنبوباً‭ ‬جديداً‭ ‬بعد‭ ‬نحو‭ ‬شهرين‭ ‬—‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬شاطئ‭ ‬جنجور‭ ‬—‭ ‬وكان‭ ‬عمال‭ ‬المصنع‭ ‬يرفعون‭ ‬علم‭ ‬الصين‭ ‬خلال‭ ‬وضع‭ ‬الأنبوب‭ ‬الجديد‭.‬

وقال‭ ‬أحد‭ ‬المواطنين‭ ‬لموقع‭ ‬‮«‬كوارتز‭ ‬أفريكا‮»‬‭: ‬”شعرنا‭ ‬فعلاً‭ ‬بالإهانة‭ ‬عندما‭ ‬وضعوا‭ ‬العلم‭ ‬على‭ ‬شاطئنا‭ ‬هكذا؛‭ ‬فنحن‭ ‬لا‭ ‬نعترض‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬ولكننا‭ ‬نطالب‭ ‬دوماً‭ ‬بتنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الأشياء‭ ‬بشكل‭ ‬يتصف‭ ‬بالمسؤولية،‭ ‬وألّا‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬ضرر‭ ‬لشعبنا‭ ‬أو‭ ‬بيئتنا‭.‬“

هذا،‭ ‬ومنذ‭ ‬أن‭ ‬تعاونت‭ ‬الحكومة‭ ‬الغامبية‭ ‬مع‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬شيبارد‮»‬‭ ‬في‭ ‬أيلول‭/‬سبتمبر‭ ‬2019،‭ ‬فقد‭ ‬تمكّنت‭ ‬من‭ ‬إلقاء‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬15‭ ‬شخصاً‭ ‬بتهم‭ ‬متعلقة‭ ‬بالصيد‭ ‬غير‭ ‬المشروع،‭ ‬والكثير‭ ‬منهم‭ ‬صينيون‭. ‬وأجبرت‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭-‬19‭) ‬أطقم‭ ‬الصيد‭ ‬—‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬موظفي‭ ‬أجهزة‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬الغامبية‭ ‬ووزارة‭ ‬المصايد‭ ‬السمكية‭ ‬الغامبية‭ ‬—‭ ‬على‭ ‬الحجر‭ ‬الصحي‭ ‬المؤقت،‭ ‬مما‭ ‬سمح‭ ‬لسفن‭ ‬الترولة‭ ‬بمواصلة‭ ‬الصيد‭ ‬غير‭ ‬الشرعي‭.‬

التعليقات مغلقة.