فيسبوك تويتر لينكدإن بينتيريست البريد الإلكتروني تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تساعد في تبديد الشائعات في دلتا تانا المضطربة في كينيا يلتف نهر تانا في كينيا مسافة 1000 كيلومتر حول جبال أبردار. فهو ينعطف ويتحول قبل أن يشق طريقه عبر بلدات غاريسا، وهولا وغارسن وهو في طريقه إلى المحيط الهندي. إنه أطول نهر في البلاد، وتزدهر حوله دلتا تعج بنخيل السافانا، والمراعي، والغابات والبحيرات. ومعروف أيضاً عن الدلتا الغنية بحقول الأرز ومحاصيل السكر، بالعنف المتجذر في نزاعات مزمنة بين الجماعتين العرقيتين، البوكوما والأورما. وشعب البوكوما معظمه من المزارعين الذين يعيشون على المحاصيل المدرة للنقود على طول النهر. بينما معظم شعب الأورما من الرعاة الباحثين عن المراعي لمواشيهم. وكثيراً ما ينتهي الأمر بالصدام بين المزارعين والرعاة في أفريقيا. في أيلول/ سبتمبر 2012، وقع اشتباك شرس بين الجانبين في كيليلنغواني بدأ عندما تدفق عدة مئات من الرجال المسلحين على القرية بالبنادق، والحراب، والسواطير، والأقواس والسهام. وأضرموا النار في الأكواخ ذات الأسقف القش وقطّعوا الرجال، والنساء والأطفال إربا حتى الموت. قال إسماعيل بودولي، أحد سكان القرية، لهيئة الإذاعة البريطانية، “لقد كانوا كثيرين. كانوا يلفون جباههم بأوشحة حمراء ويصرخون، ’اقتل، اقتل، اقتل‘. كان هذا هو هديرهم”. قُتل أكثر من 100 شخص من الجانبين في غضون شهر واحد، وفر آلاف من قراهم، حسب ما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية. وبعدها بسنة، وفقاً للإذاعة الألمانية، قُتل 10 أشخاص في قرية ندورو بدلتا تانا. وفي كلا الحادثين، سرى اعتقاد بأن المصالح السياسية كانت وراء العنف. قال أغري أدولي، وهو ضابط خفر سواحل إقليمي للإذاعة الألمانية، “إنها فقط العمليات السياسية في غمار الانتخابات التي يتم ممارستها. نحن نعرف أن هناك بضعة أشخاص يحاولون تحريض الناس ضد بعضهم البعض بسبب الانتهازية السياسية فقط”. تيموثي كوين، وكريستوفر تاكوود، وجون غرين أوتونغا وكريستين موتيسيا من سينتينال بروجيكت ينصتون إلى ردود فعل سفراء المجتمع في قرية تاراسا في آب/ أغسطس 2014. سينتينال بروجيكت تاريخ من العنف، مستقبل في مجال التكنولوجيا تمتد دلتا تانا أكثر من 35000 كيلومتر مربع ويقطنها نحو ربع مليون نسمة. ومن شأن منطقة شاسعة مثل الدلتا بتاريخها من النزاع العرقي، أن تشكل تحدياً لأي قوة أمنية محترفة. وفي أيلول/ سبتمبر 2012، أرسل الرئيس آنذاك مواي كيباكي 1000 من ضباط الشرطة إلى المنطقة على أمل وقف العنف. تنتشر القرى في أنحاء الدلتا، ويظهر عدد قليل منها على الخريطة. وبسبب تاريخ المنطقة، فإن الشائعات عن العنف مسألة شائعة. والواقع، أن مثل هذه الشائعات يمكن أن تنتشر من قرية لأخرى وتحرض على عنف فعلي. وتقدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وسيلة لوقف الشائعات في مهدها، مع تزويدها القرويين بمعلومات موثوقاً بها حول ما يجري حولهم. تشمل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات طائفة من التطبيقات والأجهزة مثل الهواتف المحمولة، وأجهزة اللاسلكي، والتلفزيون، والكمبيوتر، وما يتعلق بها من معدات وبرامج. وتتيح إمكانية التوسع في اتصالات الوكالات الحكومية، واستعادة النشاط التجاري، وتتبع العنف، وتحاشي التوترات التي تغذيها الشائعات والمعلومات المضللة. ويمكن أن تزود تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المسؤولين في الشرطة والجيش بخيارات تكنولوجية رخيصة للتعامل مع القضايا المتعلقة بالأمن. في منطقة دلتا تانا، أقامت سينتينال بروجيكت، وهي منظمة كندية غير حكومية، شبكة للهواتف المحمولة تسمى أونا هكيكا، وتعني “هل أنت متأكد” باللغة السواحيلية. أجرت المنظمة بحثاً في دلتا تانا عامي 2012 و 2013 في أعقاب العنف المتصل بالانتخابات ووجدت أن المعلومات المغلوطة هي التي تذكي الصراع في منطقة معرضة بالفعل للنزاعات. ورداً على ذلك، تعاونت سينتينال بروجيكت مع شركة البحوث آي هوب في كينيا لتصميم أونا هكيكا. درو بويد، يسار، مدير العمليات في سينتينال بروجيكت، يتحدث مع سكان قرية هاميسا في غارسن، بكينيا، في شباط/ فبراير 2014. قالت كريستين موتيسيا، منسقة المشروع في المنظمة غير الحكومية في نيروبي، بكينيا، “إن ما نفعله هو مكافحة المعلومات المضللة بإعطاء الناس المعلومات الصحيحة. لذلك، وقبل أن يقدموا على أي عمل، يمكنهم أن يسألوا أنفسهم هل هذا صحيح؟”. ووجدت منظمة سينتينال بروجيكت أنه رغم أن الدلتا نائية وواحدة من أقل أجزاء كينيا نمواً، فإن 81 بالمائة من السكان لديهم هواتف محمولة، و45 بالمائة من تلك الأجهزة يمكن وصلها بالإنترنت، و81 بالمائة من السكان يعيشون في أسر بها عدد من مستخدمي الهواتف المحمولة. ويستخدم ما يقرب من ثلث السكان الإنترنت والفيسبوك. قرر المطورون وضع برنامج تجريبي درّب 193 من “سفراء المجتمع” في أنحاء 17 قرية في دلتا تانا. وهؤلاء السفراء أشخاص لديهم ارتباطات شخصية بالسكان المحليين، وغالباً ما ينتمون لمجموعات سلام، ومجموعات نسائية ومجموعات شبابية. وقالت موتيسيا إنه أُجريت مقابلات معهم وكان عليهم أن يظهروا “رغبة في العمل من أجل السلام في المنطقة”. ويُعد السفراء نقاط اتصال للقرويين الذين يريدون الإبلاغ عن شائعة معينة أو الاستفسار بشأنها. كما يسمحون للعاملين في سينتينال بروجيكت بنقل المعلومات إلى الناس بشأن مدى صحة الشائعات. سفير أونا هكيكا مارتن بونا يسجل تقرير عن شائعات. سينتينال بروجيكت وتستخدم أونا هكيكا ثلاث خطوات للتصدي للشائعات والمعلومات المضللة: البلاغات وتحديد الأولويات: لدى أونا هكيكا 1200 مشترك يمكنهم الإبلاغ عن الشائعات باستخدام الرسائل النصية إس إم إس. ويمكن تقديم البلاغات عن طريق المكالمات الهاتفية أو بالاتصال بسفراء المجتمع. لذلك، وحتى إذا لم يكن لدى القرويين هواتف، يمكنهم التماس مساعدة من شخص لديه هاتف أو التحدث إلى أحد السفراء. ويتم إدراج الشائعات في نظامWikiRumour s، الذي ابتكرته سينتينال بروجيكت. ونظام WikiRumours أداة لإدارة المعلومات يقوم بتنظيم، وتحديد أولوية الشائعات وتتبعها. قال كريستوفر تاكوود، المدير التنفيذي لمنظمة سينتينال بروجيكت، “وكما هو متوقع، فإن أي شيء يتعلق بالأمن، سواء كان هجوماً وشيكاً، أو هجوماً زُعم أنه وقع بالفعل أو قيد التنفيذ، أو أي شيء يتعلق بجماعات مسلحة وهلم جرا يتحرك عبر المنطقة، فإنه يحتل مباشرة قمة قائمتنا”. التحقق: بمجرد تحديد أولوية الشائعات، يقرر العاملون ما إذا كانت صحيحة. ويمكن إنجاز ذلك بسهولة من خلال سفراء المجتمع أو المصادر الموثوقة الأخرى. و قال تاكوود، “إنه في بعض الحالات، قد تكون الأمور أكثر غموضاً إلى حد ما، لذلك نشرك السلطات، ونشرك قادة المجتمع، ونشرك المنظمات غير الحكومية الأخرى في المنطقة. فعلى سبيل المثال، فإن الصليب الأحمر الكيني يعمل على نطاق واسع، وقد يمكنه الحصول على معلومات لا نحصل نحن عليها”. التدخل والرسائل المضادة: إذا تحدد أن شائعة ما صحيحة، يمكن توجيه المعلومات إلى شرطة المنطقة والمشتركين. ولو كانت معلومات مضللة، يمكن للعاملين توجيه المعلومات الصحيحة باستخدام نفس المسارات لتلقي البلاغات: الرسائل النصية إس إم إس، والمكالمات الصوتية وسفراء المجتمع. قال تاكوود إنه بغض النظر عن صحة الشائعات، فإن النتائج والاستجابات تعود فقط إلى القرى التي أبلغت عنها. فهذا يمنع انتشار المعلومات المضللة بشكل غير مقصود. جون غرين أوتونغا، وسط، وكريستين موتيسيا، يسار، العاملان في أونا هكيكا، يقودان دورة تدريبية لسفراء المجتمع. أدريان غريغوريتش/ سينتينال بروجيكت البناء فوق النجاح بعد أن عملت قرابة سنتين، أظهرت أونا هكيكا نجاحاً قابلاً للقياس. فالناس في دلتا تانا مشاركون، والشرطة عموماً تدعم هذا الجهد. قال تاكوود، “لقد وصلتنا ردود إيجابية بشأن أونا هكيكا من السلطات المحلية لأننا كنا قادرين، بالطبع، على خفض أشياء مثل عدد الاستجابات التي كان عليهم أن يتعاملوا معها بمواردهم المحدودة”. منظمو أونا هكيكا ينوون إطلاق طائرات مروحية بدون طيار وطائرات بأجنحة ثابتة للأعمال الإنسانية في دلتا تانا، كهذه الطائرة التي تستعد لرحلة تجريبية في كيبوسي، بمقاطعة نهر تانا في كينيا. درو بويد/ سينتينال بروجيكت إن استخدام التكنولوجيا للمحافظة على الاتصال مع المناطق النائية أو الأقل تطوراً، يمكن أن يساعد في ضمان استجابة قوات الأمن فقط للحوادث أو بلاغات العنف التي تتسم بالمصداقية. فهذا يوفر الوقت، والمال والموارد. كان من المقرر أن ينتهي البرنامج التجريبي، الذي بدأ في أوائل عام 2014، في تشرين الأول/ أكتوبر 2015. ويأمل المنظمون في توسيع نطاقه. وقد بدأ الحديث ينتشر عن البرنامج، وأعربت المقاطعات المحيطة عن اهتمامها به. قال تاكوود، “هناك شيء واحد، على سبيل المثال، في كينيا يشغل أذهاننا بدرجة كبيرة جداً، وهو الانتخابات القادمة عام 2017”. فكينيا لها تاريخ قريب من العنف أثناء الانتخابات. وبحلول ذلك الوقت، تأمل سينتينال بروجيكت في أن تغطي أونا هكيكا المنطقة الساحلية بأسرها، فضلاً عن مناطق ساخنة أخرى بكافة أرجاء البلاد. تلقي المجموعة أيضا نظرة أولية على المناطق الأخرى، مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية، وجنوب أفريقيا وجنوب السودان. علاوة على ذلك، تستطلع المجموعة فرصاً للتصدي للمعلومات المضللة في ميدان الصحة العامة، والتنمية والحكم المحلي. وتفشي الإيبولا في غرب أفريقيا مثال على الكيفية التي يمكن بها للمعلومات المضللة أن تحوّل حدثاً صحياً أو إنسانياً إلى قلق أمني خطير. فقد قُتل بعض العاملين في الصحة العامة في غينيا بسبب معلومات مغلوطة وعدم ثقة بين السكان المحليين. قال تاكوود، “لذلك لم يصبح الأمر مجرد قضية صحة عامة، بل حوّلته المعلومات المضللة إلى قضية أمنية فعلية. ربما كانت فرصة لو كان شيء مثل أونا هكيكا قائماً وعاملاً وداخلاً في تلك الاستجابة”. إضافة إلى التوسع في الأراضي، يسعى البرنامج إلى تعزيز التكنولوجيا التي يستخدمها. وفي خريف 2014، حمل فريق من سينتينال بروجيكت طائرة صغيرة بدون طيار للأعمال الإنسانية إلى دلتا تانا للتدليل على الإمكانيات الأمنية لمثل هذه الأداة بالنسبة للقرويين. كان التفكير هو أن أسطولاً صغيراً من الطائرات بدون طيار المروحية أو ذات الأجنحة الثابتة يمكن أن يصل إلى أماكن لا يستطيع الناس الوصول إليها، سواء بسبب شواغل السلامة أو الخدمات اللوجستية. قال درو بويد، مدير العمليات في سينتينال بروجيكت، “أعتقد أننا توقعنا شكوكاً أكثر بكثير وكانت مفاجأة سارة أن الاستقبال كان إيجابياً للغاية. وكان الناس يشعرون بالقلق بسبب الأمن، ولكن كانت هناك مخاوف طفيفة للغاية في ضوء الحماسة لاستخدام هذه الأنظمة لعنصر أمن بشري”. تعمل سينتينال بروجيكت مع السلطات المحلية والوطنية للحصول على إذن بتحليق طائرات بدون طيار. وفي حال منح الإذن فإن طائرات مروحية بدون طيار سوف تحلق على طول المحيط الأمني، وتبث فيديوهات عالية الوضوح إلى الأرض. وسوف تُطلق طائرات بدون طيار ذات أجنحة ثابتة إلى المناطق البعيدة المدى ذات المخاطر الأمنية لتحديد ما يمكن أن يحدث في حال وقوع هجوم. قال بويد، لو أن مثل هذه الطائرات كانت موجود، لأصبحت مفيدة في هجوم ميليشيا الشباب على كلية جامعة غاريسا الذي قُتل فيه 147 شخصاً في نيسان/ إبريل، 2015. وقال بويد، “عندما تحدثنا إلى سكان دلتا تانا، اقترحوا، إضافة إلى دعمهم للفكرة، استخدامات عديدة أخرى لم نفكر فيها من قبل. أشياء مثل استخدام أو سوء استخدام الأراضي، وتطوير مشروعات زراعية كبيرة، قد تؤثر سلباً على الاستخدام الزراعي أو الرعوي في المنطقة. بل وأشياء مثل فقدان رؤوس الماشية نتيجة للقتال والهجمات في الماضي”. مشتركون في أونا هكيكا في قرية كيباو بمنطقة أورما يشاركون في دورة تدريبية. أدريان غريغورتش/ سينتينال بروجيكت الاستخدامات الأمنية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات فيما ينمو معدل الوصول إلى الإنترنت ويستمر انتشار استخدام الهاتف المحمول في أفريقيا، فإن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لديها القدرة على تحسين السلامة والأمن للناس في كافة أرجاء القارة. يمكن لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن تتخذ عدة أشكال: حشد المصادر المجتمعية حشد المصادر المجتمعية هو عملية الحصول على خدمات، أو أفكار أو معلومات من مجموعات كبيرة من الناس، عادة من خلال الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر. ويستخدم موقع أوشاهيدي، وتعني “شهادة” بالسواحيلية، حشد المصادر المجتمعية في جمع معلومات حول أعمال العنف التي وقعت بعد الانتخابات في كينيا عام 2008. الرسائل المضادة يمكن للهواتف المحمولة، ومواقع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أن تساعد القوات الأمنية في التصدي للدعايات والرسائل التي يبثها المتطرفون وغيرهم. تستقبل منصة أونا هكيكا في سينتينال بروجيكت الشائعات من منطقة دلتا تانا في كينيا، وتحدد أولوياتها، وتتحقق منها ثم تدفع بالمعلومات الصحيحة. أنظمة الإنذار المبكر يمكن لأنظمة الإنذار المبكر أن تبلغ المواطنين بالكوارث الوشيكة، أو العمليات العسكرية، أو نشاط المتطرفين أو الأزمات الصحية. تضع الأمم المتحدة نظاماً في شمال شرقي نيجيريا لضمان الرد السريع على جماعة بوكو حرام، وفقاً لصحيفة فانغارد. يمكن للسكان أن يرسلوا رسائل نصية مجهولة الهوية في الوقت الحقيقي، أو إخطارات فيديو أو صور. وسوف يتولى موظفون ملائمون تنبيه مخافر الشرطة والأمن القريبة لاتخاذ اللازم. المراقبة يمكن نشر أقمار صناعية، أو طائرات غير مأهولة، أو بدون طيار، وغيرها من التكنولوجيا لمراقبة المناطق النائية أو اندلاع أعمال العنف. في عام 2011، نصبت الشرطة النيجيرية كاميرات تعمل بالطاقة الشمسية لمراقبة المناطق التي ترتفع فيها معدلات الجريمة في أبوجا، ولاغوس، وبورت هاركورت ويناغو. ووفقاً لصحيفة ديلي إندبندنت النيجيرية، تم تركيب تكنولوجيا تحديد المواقع في عشرات من سيارات الشرطة للمساعدة في الاستجابة عندما تكشف الكاميرات عن وقوع جريمة.