Africa Defense Forum
Africa Defense Forum

الثورة مستمرة

بعد سنوات من الربيع العربي، ما زالت بعض الدول تناضل من أجل تحقيق النمو الكامل وسيادة القانون

العميد‭ (‬المتقاعد‭) ‬خليفة‭ ‬نفتي‭/ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬التونسية

بعد مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثماني‭ ‬سنوات‭ ‬منذ‭ ‬اندلعت‭ ‬احتجاجات‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬يناضلون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحرية‭ ‬والكرامة‭. ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬الاستقرار‭ ‬والأمن‭ ‬اللذين‭ ‬كان‭ ‬يأمل‭ ‬الكثيرون‭ ‬في‭ ‬تحقيقهما‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬أمراً‭ ‬بعيد‭ ‬المنال‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬البلدان‭.‬

ولا‭ ‬تزال‭ ‬هذه‭ ‬الأسئلة‭ ‬قائمة‭: ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬لشعوب‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الحرية‭ ‬والكرامة‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة؟‭ ‬هل‭ ‬ستؤدي‭ ‬التحولات‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬إلى‭ ‬التقدم‭ ‬والاستقرار‭ ‬أم‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬وانعدام‭ ‬الأمن؟‭ ‬يعتمد‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬أمرين‭ ‬أساسيين‭ ‬وهما‭: ‬الثقة‭ ‬وسيادة‭ ‬القانون‭. ‬وكل‭ ‬منهما‭ ‬يشكّل‭ ‬الأساس‭ ‬للنمو‭ ‬والاستقرار‭.‬

حيث‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬الزعماء‭ ‬السياسيين‭ ‬العرب‭ ‬أن‭ ‬يلتزموا‭ ‬بسيادة‭ ‬القانون‭ ‬للبقاء‭ ‬في‭ ‬السلطة‭ ‬وتجنب‭ ‬الاضطرابات‭ ‬الاجتماعية‭. ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬سيادة‭ ‬القانون،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ترغب‭ ‬فيه‭ ‬أغلب‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭.‬

ويتعين‭ ‬على‭ ‬المهنيين‭ ‬العسكريين‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬يفكروا‭ ‬في‭ ‬السبل‭ ‬التي‭ ‬يمكنهم‭ ‬بها‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬بيئة‭ ‬مستقرة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مستقبل‭ ‬زاهر‭. ‬وبوسع‭ ‬القادة‭ ‬العسكريين‭ ‬إثبات‭ ‬التزامهم‭ ‬بهذا‭ ‬الاستقرار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ضمان‭ ‬بقائهم‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الشعب‭ ‬عندما‭ ‬تبدأ‭ ‬هذه‭ ‬التحولات‭. ‬والقيام‭ ‬بذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتضمن‭ ‬سلامة‭ ‬المدنيين‭ ‬ومؤسساتهم‭ ‬ضد‭ ‬الفوضى‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬متساوية‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الأحزاب‭ ‬والفصائل‭ ‬السياسية‭.‬

فنان تونسي يشيد بثورة الربيع العربي من خلال حفر أعلام على لوحات برونزية في مدينة تونس عام 2011. رويترز

إن‭ ‬نظرة‭ ‬عامة‭ ‬على‭ ‬المشهد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والسياسي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬قبل‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬وبعده‭ ‬تقدم‭ ‬منظوراً‭ ‬ودروساً‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬اضطرابات‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نستمد‭ ‬الحلول‭ ‬والخطوات‭ ‬التالية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬النمو‭ ‬المستمر‭ ‬نحو‭ ‬الحكم‭ ‬الرشيد‭ ‬وسيادة‭ ‬القانون‭.‬

الدروس‭ ‬المستفادة‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬المشهد‭ ‬الحالي

يبدو‭ ‬أن‭ ‬الخبراء‭ ‬يتفقون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تعافي‭ ‬دول‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬لن‭ ‬يأتي‭ ‬بسهولة‭. ‬ويزعم‭ ‬مراقبون‭ ‬مثل‭ ‬المحلل‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬جورج‭ ‬فريدمان‭ ‬والكاتب‭ ‬روبرت‭ ‬كابلان‭ ‬أن‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬طريقاً‭ ‬أكيداً‭ ‬أو‭ ‬سريعاً‭ ‬نحو‭ ‬الديمقراطية‭.‬

فقد‭ ‬كتب‭ ‬كابلان،‭ ‬الذي‭ ‬يشغل‭ ‬منصب‭ ‬المدير‭ ‬الإداري‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬أوراسيا،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬فورين‭ ‬بوليسي‭ ‬عام‭ ‬2015‭: “‬إن‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالربيع‭ ‬العربي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يدور‭ ‬حول‭ ‬مولد‭ ‬الحرية‭ ‬بل‭ ‬حول‭ ‬انهيار‭ ‬السلطة‭ ‬المركزية،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنبئنا‭ ‬بشيء‭ ‬عن‭ ‬استعداد‭ ‬هذه‭ ‬الدول،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬مصطنعاً‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬ذلك،‭ ‬لمشاق‭ ‬الديمقراطية‭.”‬

وأسباب‭ ‬ذلك‭ ‬كثيرة‭ ‬ومتعددة‭. ‬

ينشأ‭ ‬السبب‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يسمى‭ ‬بالسياق‭ ‬البيئي‭. ‬فمنذ‭ ‬التسعينات،‭ ‬أصبح‭ ‬العالم‭ ‬أكثر‭ ‬عولمة‭ ‬حيث‭ ‬تجاوزت‭ ‬حركة‭ ‬الأعمال‭ ‬والتجارة‭ ‬والسفر‭ ‬الحدود‭ ‬الوطنية‭. ‬باختصار،‭ ‬أصبح‭ ‬العالم‭ ‬أكثر‭ ‬ترابطاً‭ ‬وارتباطاً‭.‬

أكدت‭ ‬هذه‭ ‬التغييرات‭ ‬أن‭ ‬الاستقرار‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬وأن‭ ‬الأمن‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭. ‬وعليه،‭ ‬فإن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬العوامل‭ ‬مثل‭ ‬الجغرافيا‭ ‬والتاريخ‭ ‬والثقافة‭ ‬والسياسة‭. ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يتذكر‭ ‬القادة‭ ‬السياق‭ ‬البيئي‭ ‬أثناء‭ ‬العمل‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقرار‭. ‬ثم‭ ‬يجب‭ ‬عليهم‭ ‬وضع‭ ‬رؤية‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭. ‬وسيؤدي‭ ‬تجاهل‭ ‬أي‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬ضمان‭ ‬الفشل‭.‬

وقد‭ ‬ساعدت‭ ‬نقاط‭ ‬الضعف‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المجالات‭ ‬في‭ ‬اندلاع‭ ‬الثورات‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2011‭. ‬لكن‭ ‬نقاط‭ ‬الضعف‭ ‬نفسها‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الاضطراب‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2011‭. ‬والتصدي‭ ‬لهذه‭ ‬المشاكل‭ ‬أمر‭ ‬ضروري‭ ‬لتحسين‭ ‬الظروف‭ ‬المعيشية‭.‬

والسبب‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬الفوضى‭ ‬شائعة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬رغبات‭ ‬وأحلام‭ ‬الشعوب‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬تجاهلها‭. ‬لقد‭ ‬ظلت‭ ‬الشعوب‭ ‬تواجه‭ ‬لعقود‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬نقصاً‭ ‬في‭ ‬العدالة‭ ‬والكرامة‭ ‬والحرية‭. ‬وتعد‭ ‬أوجه‭ ‬القصور‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬الأساسية‭ ‬شائعة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬شهدت‭ ‬ثورة‭ ‬أو‭ ‬اضطرابات‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭.‬

حيث‭ ‬أشار‭ ‬بعض‭ ‬المراقبين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬تدهورت‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2011‭. ‬وتشمل‭ ‬الأدلة‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية،‭ ‬وزيادة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وتهريب‭ ‬البشر‭ ‬والاتجار‭ ‬بجميع‭ ‬أنواع‭ ‬المواد‭ ‬غير‭ ‬المشروعة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الأسلحة‭. ‬وقد‭ ‬شملت‭ ‬النتيجة‭ ‬أعداداً‭ ‬لا‭ ‬تحصى‭ ‬من‭ ‬اللاجئين‭ ‬وآلاف‭ ‬الأرواح‭ ‬التي‭ ‬أزهقت‭.‬

أحد المحتجين يصرخ “نريد العدالة!” وخارج المبنى البرلماني في تونس في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، حيث عقدت الجمعية الدستورية التونسية المنتخبة بعد الثورة، جلستها الافتتاحية. رويترز

ويمكن‭ ‬إلقاء‭ ‬اللوم‭ ‬بصورة‭ ‬جزئية‭ ‬على‭ ‬القادة‭ ‬الذين‭ ‬جاءوا‭ ‬بعد‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬والذين‭ ‬كانوا‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬للحكم‭ ‬لكنهم‭ ‬افتقروا‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬واضحة‭ ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬يقودون‭ ‬دولهم‭.‬

والاستثناءات‭ ‬الملحوظة‭ ‬هي‭ ‬مصر‭ ‬وتونس‭ ‬اللتين،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬العديدة،‭ ‬حظيا‭ ‬بانتعاش‭ ‬أكثر‭ ‬سلاسة‭ ‬بسبب‭ ‬تاريخهما‭ ‬الطويل‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬ومؤسسات‭ ‬الدولة‭.‬

التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬النمو‭ ‬والاستقرار
كتب‭ ‬سون‭ ‬تزو‭ ‬الجنرال‭ ‬الصيني‭ ‬القديم‭ ‬والاستراتيجي‭ ‬العسكري‭ ‬والكاتب‭ ‬والفيلسوف‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ “‬فن‭ ‬الحرب‭” ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تعرف‭ ‬نفسك‭ ‬وعدوك‭ ‬حتى‭ ‬تنجح‭.‬

‭”‬إذا‭ ‬عرفت‭ ‬العدو‭ ‬وعرفت‭ ‬نفسك،‭ ‬فلست‭ ‬بحاجة‭ ‬للخوف‭ ‬من‭ ‬نتيجة‭ ‬مئات‭ ‬المعارك‭.” “‬إذا‭ ‬كنت‭ ‬تعرف‭ ‬نفسك‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬العدو،‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬انتصار‭ ‬تحققه‭ ‬سوف‭ ‬يلحق‭ ‬بك‭ ‬أيضاً‭ ‬الهزيمة‭. “‬إذا‭ ‬كنت‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬العدو‭ ‬ولا‭ ‬تعرف‭ ‬نفسك،‭ ‬فسوف‭ ‬تستسلم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬معركة‭.”‬

قد‭ ‬تكون‭ ‬نصيحة‭ ‬سون‭ ‬تزو‭ ‬مفيدة‭ ‬لمسؤولي‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬وهم‭ ‬يستعدون‭ ‬للتحديات‭.‬

فأولاً،‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬التهديد‭ ‬الرئيسي‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬بسبب‭ ‬القيود‭ ‬التاريخية‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬السكان،‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الاضطرابات‭. ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬يجب‭ ‬عليهم‭ ‬الاستعداد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التهديدات‭ ‬الحدودية‭ ‬مثل‭ ‬مختلف‭ ‬أشكال‭ ‬التهريب‭.‬

ثانياً،‭ ‬على‭ ‬الأمم‭ ‬أن‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬تأتي‭ ‬نتيجة‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬والقيادة‭ ‬والرؤية‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬المستويات‭ ‬الحكومية‭. ‬وسيساعد‭ ‬التفكير‭ ‬الاستراتيجي‭ – ‬و‭”‬معرفة‭ ‬النفس‭” – ‬الدول‭ ‬على‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬سون‭ ‬تزو،‭ ‬فإن‭ ‬تفكير‭ ‬العقيد‭ ‬المتقاعد‭ ‬بالقوات‭ ‬الجوية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬جون‭ ‬واردن،‭ ‬يعتبر‭ ‬مفيداً‭ ‬هنا‭.‬

حيث‭ ‬طرح‭ ‬واردن‭ ‬نظرية‭ “‬الحلقات‭ ‬الخمس‭” ‬والتي‭ ‬استخدمت‭ ‬بنجاح‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬الحملة‭ ‬الجوية‭ ‬لعاصفة‭ ‬الصحراء‭ ‬عام‭ ‬1991‭ ‬والتي‭ ‬حرضت‭ ‬تحالفاً‭ ‬متعدد‭ ‬الجنسيات‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ضد‭ ‬القوات‭ ‬العراقية‭ ‬تحت‭ ‬زعامة‭ ‬صدّام‭ ‬حسين‭ ‬لطرد‭ ‬هذه‭ ‬القوات‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬المجاورة‭.‬

يتكون‭ ‬نموذج‭ ‬الحلقات‭ ‬الخمس‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬الاهتمام‭ ‬والتي‭ ‬يجب‭ ‬مهاجمتها‭ ‬وتحطيمها‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬الكفاية‭ ‬بحيث‭ ‬يمكن‭ ‬هزيمة‭ ‬العدو،‭ ‬بحسب‭ ‬موقع‭ ‬UKEssays.com‭. ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭: ‬القوات‭ ‬العسكرية‭ ‬الميدانية‭ ‬والسكان‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬وأساسيات‭ ‬النظام‭ ‬والقيادة‭. ‬وتتلخص‭ ‬الفكرة‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬تحييد‭ ‬الحلقات‭ ‬الخارجية‭ ‬بالقدر‭ ‬الكافي،‭ ‬فإن‭ ‬قيادة‭ ‬العدو،‭ ‬التي‭ ‬تحتل‭ ‬الحلقة‭ ‬الوسطى،‭ ‬سوف‭ ‬تخضع‭ ‬للهزيمة‭ ‬وسوف‭ ‬تكون‭ ‬عُرضة‭ ‬لها‭.‬

مع‭ ‬وضع‭ ‬أفكار‭ ‬سون‭ ‬تزو‭ ‬وورادن‭ ‬في‭ ‬الحسبان،‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬القادة‭ ‬البدء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحديد‭ ‬العدو‭ ‬الأساسي‭ ‬للاستقرار‭ ‬والحكم‭ ‬الرشيد‭ ‬والاتفاق‭ ‬عليه‭. ‬وبعد‭ ‬تحديد‭ ‬ما‭ ‬يشكّل‭ ‬مركز‭ ‬ثقل‭ ‬العدو،‭ ‬سيكون‭ ‬تبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬والاستخبارات‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬محاربته‭. ‬سيحتل‭ ‬العدو‭ ‬الحلقة‭ ‬المركزية‭ ‬في‭ ‬تصور‭ ‬واردن‭.‬

ومن‭ ‬هناك،‭ ‬سوف‭ ‬ينظر‭ ‬القادة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يشكّل‭ ‬الحلقات‭ ‬الأربع‭ ‬المتبقية‭. ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬تشمل‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يقومون‭ ‬بتمويل‭ ‬التطرف‭ ‬وشركات‭ ‬التجنيد‭ ‬والمنظمات‭ ‬التابعة‭ ‬لها‭ ‬وأولئك‭ ‬الذين‭ ‬يعودون‭ ‬إلى‭ ‬ديارهم‭ ‬بعد‭ ‬القتال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬قضايا‭ ‬متطرفة‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬مثل‭ ‬تنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا‭.‬

القوات الخاصة التونسية تقوم بمهام الحراسة في مدينة التضامن في يناير 2018 بينما يحتفل التونسيون بمرور سبع سنوات على الانتفاضة التي أطلقت الربيع العربي. وكالة الأنباء الفرنسية/صور غيتي

ولمهاجمة‭ ‬هذه‭ ‬الحلقات‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬إلحاق‭ ‬الهزيمة‭ ‬بالعدو‭ ‬في‭ ‬المركز،‭ ‬سيتعين‭ ‬على‭ ‬القادة‭ ‬والحكومات‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬منظمين‭ ‬ولديهم‭ ‬أهداف‭ ‬واضحة،‭ ‬وأن‭ ‬يحافظوا‭ ‬على‭ ‬مؤسسات‭ ‬قوية‭ ‬تتبنى‭ ‬استراتيجيات‭ ‬سليمة‭. ‬وهذا‭ ‬الإجراء‭ ‬بأكمله‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬سيادة‭ ‬القانون‭.‬

ويمكن‭ ‬استخدام‭ ‬الحلقات‭ ‬الخمس‭ ‬لواردن‭ ‬كنموذج‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التشييد‭ ‬لإعادة‭ ‬بناء‭ ‬دولة‭ ‬جديدة‭ ‬تضمن‭ ‬السلامة‭ ‬وتطور‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وتحافظ‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭. ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬القيام‭ ‬بذلك‭ ‬بالطبع‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬السياقات‭ ‬البيئية‭ ‬والمحلية‭ ‬المذكورة‭ ‬أعلاه‭.‬

الحلقات‭ ‬الخمس‭ ‬كنموذج‭ ‬بناء

عند‭ ‬استخدام‭ ‬مفهوم‭ ‬الحلقة‭ ‬العسكرية‭ ‬كنموذج‭ ‬لإعادة‭ ‬بناء‭ ‬الحكومة‭ ‬فإن‭ ‬المركز‭ ‬يمثل‭ ‬شرعية‭ ‬القادة‭ ‬التنفيذيين‭ ‬المكتسبة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬انتخابات‭ ‬حرة‭ ‬ونزيهة‭ ‬وفرض‭ ‬سيادة‭ ‬القانون‭. ‬ستساعد‭ ‬الشرعية‭ ‬القادة‭ ‬على‭ ‬إجراء‭ ‬كافة‭ ‬الإصلاحات‭ ‬والتعديلات‭ ‬اللازمة‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬سيادة‭ ‬القانون‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الشرعية‭ ‬المكتسبة،‭ ‬ستكسب‭ ‬الحكومة‭ ‬وقادتها‭ ‬أيضاً‭ ‬ثقة‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬تخدمهم‭. ‬وبناءً‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬سيثق‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تعزيزها‭.‬

ويمكن‭ ‬لسيادة‭ ‬القانون‭ ‬أن‭ ‬تكتسب‭ ‬ثقة‭ ‬الشعوب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ضمان‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬والحقوق‭ ‬الكاملة‭ ‬للمرأة‭. ‬تمثل‭ ‬المرأة‭ ‬نصف‭ ‬المجتمع،‭ ‬لذلك‭ ‬عندما‭ ‬يتعلمن‭ ‬ويتحررن،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يشكّلن‭ ‬قوة‭ ‬ذات‭ ‬مغزى‭ ‬للنمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنشئة‭ ‬أجيال‭ ‬منفتحة‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة‭.‬

وتجسد‭ ‬الحلقة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النموذج‭ ‬طريقة‭ ‬الحكم‭ ‬الرشيد‭. ‬ولتحقيق‭ ‬ذلك،‭ ‬سيتعين‭ ‬على‭ ‬القادة‭ ‬التنفيذيين‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬الاستراتيجيات،‭ ‬وتوظيف‭ ‬رؤية‭ ‬وأهداف‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬واضحة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭. ‬ويتطلب‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الغاية‭ ‬الإرادة‭ ‬اللازمة‭ ‬لمكافحة‭ ‬الفساد،‭ ‬ورفض‭ ‬المحسوبية،‭ ‬وضمان‭ ‬العدالة‭ ‬والمساواة‭. ‬

أما‭ ‬الحلقة‭ ‬الثالثة‭ ‬فإنها‭ ‬سوف‭ ‬تجسد‭ ‬الإصلاحات،‭ ‬وخاصةً‭ ‬فيما‭ ‬يتصل‭ ‬بالتعليم‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭. ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬أفضل‭ ‬السبل‭ ‬لمنح‭ ‬الأمل‭ ‬للشباب‭ ‬الذين‭ ‬يتزايد‭ ‬عددهم‭.‬

أما‭ ‬الحلقة‭ ‬الرابعة‭ ‬فتتكون‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬مثل‭ ‬الانفتاح‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭. ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تُغرس‭ ‬هذه‭ ‬المثل‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬شبابهم،‭ ‬وأن‭ ‬تتطلب‭ ‬الحوار‭ ‬وتوافق‭ ‬الآراء‭ ‬والحلول‭ ‬الوسط‭. ‬وهذه‭ ‬القيم‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تعد‭ ‬الأجيال‭ ‬المستقبلية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التفكير‭ ‬قبل‭ ‬اتخاذ‭ ‬أي‭ ‬إجراء‭ ‬و‭ ‬مقاومة‭ ‬إغراء‭ ‬قبول‭ ‬الإغراءات‭ ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬القضايا‭ ‬المتطرفة،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬خيار‭ ‬أفضل‭.‬

وأخيراً،‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬الحلقة‭ ‬الخامسة‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬نظام‭ ‬تعليمي‭ ‬حديث‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬الكفاءات‭ ‬والمهارات‭ ‬الواقعية‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬النمو‭ ‬والتنمية‭ ‬مع‭ ‬توسيع‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭.‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تونس،‭ ‬يمكننا‭ ‬فهم‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭.‬

وقد‭ ‬شكلت‭ ‬تونس‭ ‬نظاماً‭ ‬تعليماً‭ ‬حديثاً‭ ‬وأعطت‭ ‬المرأة‭ ‬حق‭ ‬التصويت‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬عاماً‭. ‬ولكن‭ ‬الحكم‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬قادا‭ ‬إلى‭ ‬اندلاع‭ ‬الثورة‭. ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬خسائر‭ ‬في‭ ‬الأرواح‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬الفرص‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬وبسبب‭ ‬تاريخ‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬وإرساء‭ ‬ثقافة‭ ‬الحوار‭ ‬والتوافق‭ ‬تم‭ ‬تجنب‭ ‬أسوأ‭ ‬النتائج‭ ‬الممكنة‭.‬

تونسيون يحتفلون بالذكرى السنوية لثورة الربيع العربي 2011 في شارع بورقيبة بتونس. رويترز

والآن‭ ‬تمضي‭ ‬تونس‭ ‬قدمًا،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬التقدم‭ ‬بطيئاً‭. ‬ولكن‭ ‬تظل‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬قائمة‭.‬

ومن‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬تسريع‭ ‬التحقيق‭ ‬الكامل‭ ‬لسيادة‭ ‬القانون‭ ‬هو‭ ‬إنشاء‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية،‭ ‬والتي‭ ‬نص‭ ‬عليها‭ ‬دستور‭ ‬تونس‭ ‬2014‭.‬

ويشترط‭ ‬الدستور‭ ‬على‭ ‬البرلمان‭ ‬اختيار‭ ‬أربعة‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬المحكمة‭ ‬الاثني‭ ‬عشر‭. ‬يختار‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬والمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للقضاء‭ ‬أربعة‭ ‬أعضاء،‭ ‬بحسب‭ ‬منظمة‭ ‬هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش‭. ‬وحتى‭ ‬فبراير‭/‬شباط‭ ‬2020،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬المحكمة‭ ‬قد‭ ‬انعقدت‭ ‬بعد‭.‬

جنود تونسيون يقفون خارج مركز اقتراع في بن عروس بالقرب من تونس العاصمة في مايو 2018 حيث أجرت البلاد أول انتخابات بلدية حرة. وكالة الأنباء الفرنسية/صور غيتي

يمكن‭ ‬للجيوش‭ ‬الوطنية‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬هذه‭ ‬العمليات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الالتزام‭ ‬بالوقوف‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الشعب‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭. ‬إن‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬الاضطرابات‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬السلامة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تساعد‭ ‬في‭ ‬التحول‭ ‬نحو‭ ‬حكم‭ ‬القانون،‭ ‬طالما‭ ‬ظلت‭ ‬الجيوش‭ ‬بعيدة‭ ‬بنفس‭ ‬القدر‭ ‬عن‭ ‬كافة‭ ‬الأحزاب‭ ‬والمصالح‭ ‬السياسية‭.‬

وما‭ ‬دام‭ ‬سيادة‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬الناس‭ ‬أمراً‭ ‬بعيد‭ ‬المنال،‭ ‬فإن‭ ‬الثقة‭ ‬بينهم‭ ‬وبين‭ ‬حكومتهم‭ ‬سوف‭ ‬تكون‭ ‬ضعيفة‭. ‬لقد‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لتحويل‭ ‬حلم‭ ‬سيادة‭ ‬القانون‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬لضمان‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والازدهار‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭ ‬لتونس‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬بأسرها‭. 

السيرة‭ ‬الذاتية‭ ‬للكاتب: العميد‭ ‬المتقاعد،‭ ‬خليفة‭ ‬نفتي‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬التونسية‭ ‬خدم‭ ‬مرتين‭ ‬كقائد‭ ‬قاعدة‭ ‬جوية‭ ‬وقضى‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬كقائد‭ ‬للدفاع‭ ‬الجوي‭ ‬التونسي‭. ‬ومنذ‭ ‬تقاعده‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬عمل‭ ‬نفتي‭ ‬مستشاراً‭ ‬أمنياً‭ ‬أول‭ ‬في‭ ‬المعهد‭ ‬التونسي‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭. ‬وقد‭ ‬شغل‭ ‬منصب‭ ‬مستشاراً‭ ‬أمنياً‭ ‬أول‭ ‬بمركز‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للشرق‭ ‬الأدنى‭ ‬و‭ ‬جنوب‭ ‬آسيا‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2013‭.‬

التعليقات مغلقة.