أسرة إيه دي اف
عندما يتعلَّق الأمر بإجراء اختبارات الكشف عن فيروس كورونا (كوفيد-19)، فقد أصبحت سرعة الحصول على النتائج من الأهمية بمكان للتصدي لانتشار المرض؛ ويعني ذلك في غانا أنَّ العينات كثيراً ما تحلِّق في السماء.
منذ عام 2019 وشركة «زيبلاين إنترناشيونال» لخدمات النقل الطبي تشغِّل أسطولاً من الطائرات المسيَّرة ذاتية التشغيل لنقل العينات المعمليَّة وأكياس نقل الدم واللوازم الطبية الأخرى للمناطق النائية في أرجاء الدولة في وقت قياسي وبتكلفة زهيدة.
وذكر الدكتور كواسي أنتوي، الصيدلي وخبير تكامل منظومات الرعاية الصحية بشركة «زيبلاين»، أنَّ الشركة تستطيع انطلاقاً من أربعة مراكز توزيع في أرجاء الدولة أن تصل إلى ما يزيد على 950 منشأة طبية منتشرة في ريف غانا، بما يمثِّل نسبة تتراوح من 30% إلى 40% من مساحة الدولة؛ وصارت الرحلة التي كانت تستغرق ساعات بالسيارة على الطرق غير المعبَّدة جيداً لا تستغرق الآن اللهم إلَّا بضع دقائق جواً.
وتساعد شبكة «زيبلاين» الباحثين الطبيين على جمع عينات كورونا ونقلها بسرعة إلى المختبرات الموجودة في مركز كوماسي للتعاون البحثي ومعهد نوغوتشي التذكاري للأبحاث الطبية، وقد نجحت الشركة حتى نهاية آب/أغسطس في القيام بعدد 517 رحلة جوية خاصة بفيروس كورونا ونقلت ما يزيد على 3,000 عينة للمراكز البحثية.
وذكر أنتوي أنَّ الشركة تنقل كذلك مستلزمات الحماية الشخصية مثل القفازات والكمامات ومعقم اليدين من مركز توزيع موجود في فوبسي إلى الأماكن التي تحتاج إليها في شمال شرقي غانا.
ويسمح عقد «زيبلاين» مع الحكومة الغانية بعمل ما يصل إلى 150 رحلة جوية يومياً لكل مركز توزيع لمدة أربعة أعوام.
وأخبر الدكتور فريدريك كوامي أوفوسو، مدير الخدمات الصحية لبلدة سوهوم المجاورة لمدينة أميناكو، لموقع «جرافيك أونلاين» في غانا أنَّ بلدته اعتادت على إنفاق 200 سدي غاني (نحو 35 دولاراً) لنقل عينة واحدة إلى معهد نوغوشي الموجود في العاصمة أكرا والذي يبعد عن البلدة مسيرة 90 دقيقة.
وقال أوفوسو: ”إلَّا أنَّ البلدية لم تنفق مع وصول «زيبلاين» أي أموال على نقل عينات كورونا إلى نوغوشي؛ ممَّا يُعد تخفيفاً كبيراً عن كاهل البلدية من حيث التكلفة والسرعة في نقل هذه العينات إلى نوغوشي.“
وتعتبر كل منشأة من منشآت «زيبلاين» مقسَّمة إلى مستودع ومطار للطائرات المسيَّرة، وتغطِّي مساحة خدمة تصل إلى 22,500 كيلومتر مربع، ويتلقَّى الموظفون الطلبات إلكترونياً، ثمَّ يضعونها في الطائرة ويطلقونها في طريقها في غضون دقائق، وقد كانت أول طائرة تطلقها «زيبلاين» في سماء غانا عام 2019 تحمل لقاحات الحمَّى الصفراء للتأكد من توفرها في مستشفى تافو في كوماسي.
وتحمل طائرات «زيبلاين» المسيَّرة حمولات صغيرة تصل إلى 1.6 كيلوجرام وتقطع مسافة تصل إلى 80 كيلومتراً على مسار مبرمج باستخدام الخرائط ثلاثية الأبعاد وشبكة تحديد المواقع (جي بي اس)، وعندما تصل الطائرة إلى وجهتها المقصودة، تفتح أبواب مستودع الحمولة، وتصل الأغراض المنقولة إلى الأرض عن طريق مظلَّة مخصصة للاستخدام مرة واحدة، ثمَّ تعود الطائرة أدراجها.
هذا، وقد دشَّنت شركة «زيبلاين» التي يوجد مقرها بمدينة سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة عملياتها الإفريقية في رواندا عام 2016، وبعيداً عن نقل العينات واللقاحات ومستلزمات الحماية الشخصية الخاصة بمكافحة فيروس كورونا، فيمكن لطائرات «زيبلاين» المسيَّرة كذلك أن تنقل الدم والأغراض الأخرى التي يحتاج إليها العاملون في قطاع الرعاية الصحية، مثل ما يقضيه الأمر خلال حالات الولادة المتعسِّرة في المناطق الريفية.
ويرى الدكتور سيث بيركلي، المدير التنفيذي للتحالف العالمي للقاحات والتحصين (جافي) المتواجد في 40 بلداً إفريقياً، أنَّ تكنولوجيا الطائرات المسيَّرة مثل «زيبلاين» تعتبر شديدة الأهمية لتوفير خدمات الرعاية الصحية للأماكن التي يتعذَّر الوصول إليها.
وقال بيركلي لقناة «تشانلز تليفيجن» النيجيرية: ”ليس هذا فحسب، وإنَّما يتوفر في الطائرات المسيَّرة مزية الوصول في الوقت المحدد، وهذا الأمر في غاية الأهمية للمنتجات التي لا يمكنك أن تتوقع الأماكن التي تحتاج إليها.“