جذور فيروس كورونا (كوفيد-19) في تجارة الحيوانات الغريبة الكوفيد - 19 بواسطة ADF في يونيو 22, 2020 شارك أسرة إيه دي اف ظنت سيدة تبيع الجمبري بأحد الأسواق الرطبة بمدينة ووهان في الصين وتبلغ من العمر 57 عاماً أنها تعاني من البرد في بادئ الأمر، ولكنها أمست واحدة من الحالات الأولى التي أُصيبت بفيروس سارس-كوف-2 الذي يتسبب في مرض كوفيد-19 في كانون الأول/ديسمبر 2019. وذكر الأطباء أن مرضها ”عديم الرحمة“ — وأنها ليست الحالة الوحيدة التي تعاني منه؛ إذ ثبتت إصابة نحو عشرين شخصاً على علاقة بسوق هوانان للمأكولات البحرية بفيروس كورونا (كوفيد-19) بعد إجراء الفحوصات الطبية لهم، بحسب ما ذكرته صحيفة ذا إيكونوميك تايمز الهندية، وتشير الحالات المصابة إلى الأسواق الرطبة باعتبارها مصدر العدوى. تُوضع الحيوانات الحية في الأسواق الرطبة المزدحمة بمدينة ووهان والأسواق التي تشبهها في العالم في أقفاص، مما يسمح لمسببات الأمراض وسوائل الجسم أن تسيل من قفص لآخر، ثم يذبحها التجار ويجهزونها ويغلفونها في هذه الأسواق التي كثيراً ما لا تتوفر فيها المعايير الصحية. ويقول الدكتور بيتر لي، الأستاذ المساعد بجامعة هيوستن-داون تاون والخبير في تجارة الحيوانات بالصين، لموقع «فوكس» الأمريكي: ”لم نتفاجأ بذلك على الإطلاق، وأعتقد أن الكثير من العلماء لم يتفاجأوا بذلك؛ لأن الأقفاص توضع فوق بعضها البعض، وكثيراً ما تغرق الحيوانات الموجودة بالأسفل بسائر أنواع السوائل — من براز الحيوانات، وقيحها، ودمائها — أي سوائل تسيل عليها من الحيوانات التي تعلوها.“ ويُصنف فيروس كورونا ضمن الأمراض الحيوانية المصدر، ويُقصد بها الأمراض التي تنشأ في الحيوانات أو الحشرات وتنتشر من خلالها، وتحدث مثل هذه الأمراض عن طريق البكتيريا، والفطريات، والطفليات، والفيروسات. ومن الأمثلة الأخرى لهذه الأمراض الإيبولا الذي يظن العلماء أنه ظهر في الخفافيش، والإيدز الذي خرج من قردة الشمبانزي، كما أن متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد، أو السارس، قد ظهرت في الصين، وظهرت متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، أو الميرز، لأول مرة في المملكة العربية السعودية، ولربما انتقلت كلتا المتلازمتين إلى البشر من الخفافيش. وتذكر هيئة المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية أن ما يزيد على ستة من كل 10 أمراض معدية تُعد حيوانية المصدر، أي يمكن للحيوان أن ينقلها للإنسان، كما أن ثلاثة من كل أربعة أمراض معدية ناشئة تُعد حيوانية المصدر، وتُعد الخفافيش المصدر الأرجح لتفشي فيروس كورونا. ويبحث العلماء أيضاً ما إن كان لآكل النمل الحرشفي المهدد بالانقراض دور في نقل المرض إلى البشر. هذا، ويفيد موقع «فوكس» أن السارس ظهر عام 2003 في أحد الأسواق الرطبة المماثلة في الصين ولم يتوقف إلّا بعدما انتشر في 29 دولة حول العالم، وأودى بحياة نحو 800 شخص. أمّا فيروس كورونا، فقد انتشر في 213 دولةً وإقليماً وتسبب في وفاة نحو 325,000 شخصٍ في العالم حتى 20 أيّار/مايو. وتشتهر الأسواق الرطبة في الصين ببيع الحيوانات الداجنة والبرية، ويتأصل هذا التحرك في أحد القرارات التي اتخذتها الحكومة الصينية في سبعينيات القرن العشرين؛ لأن ملايين الصينيين كانوا يتضورون جوعاً في ذلك الوقت بسبب عجز الحكومة عن إنتاج الغذاء الذي يكفي لإطعام شعبها المتزايد؛ ولذلك تخلّت الحكومة عن جزء من هيمنتها على إنتاج الطعام وسمحت للمواطنين بتربية الحياة البرية. ولذلك راح المزارعون يصيدون الحيوانات البرية ويربونها، مثل الثعابين والسلاحف، لتناول لحومها. واعتقدت الحكومة أنه طالما يستطيع الناس إطعام أنفسهم، فهذا سيعود بالخير على البلاد، كما وفر هذا العرف غطاء للتجارة غير الشرعية في الحيوانات، إذ بيعت الكثير من الفصائل الغريبة إلى الصين. وسمحت الصين عام 2016 بتربية الحيوانات المهددة بالانقراض مثل آكل النمل الحرشفي والنمور، وقد أظهر العلماء أن آكل النمل الحرشفي يحمل فيروسات تشبه فيروس كورونا. ويقول الدكتور لي: ”شجعت الصناعة حيوانات الحياة البرية هذه، مثل صناعة المقويّات التي تستخدم في كمال الأجسام، والمنشطات الجنسية، وبالطبع مكافحة الأمراض، وكلها مزاعم عارية من الصحة.“ وكانت الصين قد أعلنت عقب تفشي فيروس كورونا عن إغلاق الأسواق الرطبة وفرض حظر على تجارة الحياة البرية، وحثت المخاوف التي تساور بلدان العالم الصين على أن تجعل الحظر دائماً، إلّا أنها أعادت فتح الأسواق الرطبة في مختلف مدنها في نيسان/أبريل، بل إنها أنكرت وجود مثل هذه الأسواق. وتفيد صحيفة الجارديان البريطانية أن مجلس الشعب الصيني أصدر إجراءيْن جديدين في نهاية آذار/مارس لتقييد تجارة الحياة البرية، وحظر استهلاك لحوم الطرائد، وتجريم بيع حيوانات الحياة البرية لتناول لحومها بالأسواق الرطبة حتى ينتهي المجلس من تعديل قانون حماية الحياة البرية والموافقة عليه، إلّا أن هذه التحركات لا تتطرق إلى العمليات التي توفر الطلب على هذه الحيوانات من الطب الصيني التقليدي وصناعة الفراء والجلود؛ لأنها تشتهر بتشجيع الصيد الجائر في العالم، لا سيما في إفريقيا. الاتّجار في الحياة البرية وأسواق الحيوانات الحية التهديدات والحلول لا تسلم التجارة في أي نوع من أنواع الحياة البرية أو استهلاكها من المخاطر. 1. تهديد التنوع البيولوجي يتسبب الاتّجار في الحياة البرية في تدمير البيئات الطبيعية ويجعل الإنسان يختلط بالحيوان. 2. الحياة البرية والأسواق تُعد أسواق الحيوانات الحية واحدة من المصادر الرئيسية للفيروسات الجديدة، ومن المحتمل أن يكون فيروس كورونا قد ظهر في مثل هذه الأسواق. 3. حظر دائم يحمي حظر أسواق الحياة البرية الحيوانات من الصيد الجائر لتناول لحومها الغريبة، واستعمالها في الأدوية المزيفة، وتربيتها كحيوانات أليفة، مما يؤدي إلى انقراضها. 4. لا للاتّجار في الحياة البرية ينبغي للبلدان مكافحة الاتّجار في الحيوانات البرية داخل حدودها وعبرها، وتغيير العادات الخطيرة لاستهلاك الحياة البرية، لا سيما في المدن. المصادر: المنظمة العالمية للحفاظ على الحياة البرية وجمعية الحفاظ على الحياة البرية
التعليقات مغلقة.