فيسبوك تويتر لينكدإن بينتيريست البريد الإلكتروني من خلال الرشوة والتساهل في التنفيذ، تأخذ الشركات الصينية ما قيمته مليارات الدولارات من خشب الورد أسرة ايه دي اف أصبح للطبقات المتوسطة والعليا الأخذة في التزايد في الصين طلبًا لا ينضب على الأثاث المصنوع يدويًا من خشب الورد – ولكن افريقيا هي من يدفع الثمن. إن ولع الصين بأثاث خشب الورد ليس بالأمر الجديد. لقد حظرت الصين قطع الأشجار في غاباتها الطبيعية، وهي تحصل على خشب الورد من ماليزيا وبلدان أخرى في جنوب شرق آسيا. ولكن الصين استنفدت الموارد المتاحة في آسيا، وبدأت بقطع الأشجار في أفريقيا في حوالي عام 2010، وذلك وفقا للجمعية الخيرية الامريكية “فورست تريندز”. الآن، هناك صنف من خشب الورد ينمو في غرب أفريقيا مهدد بالانقراض بسبب زيادة التجارة بمقدار خمسة عشر ضعفًا بين عامي 2009 و 2014، وفقًا لما ذكره الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة. إن حجم قطع الأشجار في الصين ـ الذي أغلبه غير قانوني ـ مذهل. من جزيرة مدغشقر في المحيط الهندي إلى غينيا بيساو وغامبيا على الحافة الغربية للقارة، يقوم التجار الصينيون برشوة المسؤولين لغض الطرف عن قيام الحطابين بإزالة الأشجار من الغابات التي لم يلمسها الإنسان قط. وأفاد المركز الدولي للتحقيقات الإستقصائية بعد إجراءه بحوثاً حول قطع الأشجار غير القانوني في نيجيريا، بأن “رجال الأعمال الصينيين الأذكياء يستغلون بيئة تنظيمية وإنفاذية متساهلة، وثغرات في القوانين القائمة، وانعدام السياسات والتوجيهات الحكومية، فضلاً عن الفساد الرسمي من جانب المسؤولين الحكوميين لدفع التجارة غير المشروعة في الموارد الحرجية للبلد وتصديرها”. عامل يسير عبر منطقة تخزين في موقع لقطع الأشجار في موزمبيق. وكالة فرانس برس/جيتي إيميجز ويقول حماة البيئة إن استبدال شطر خشب الورد أمر صعب، إن لم يكن مستحيلاً، لأن أشجار خشب الورد تستغرق عقوداً من الزمان لكي تنمو إلى حجم مفيد تجاريا، وقروناً لكي تنضج بشكل كامل. وقد قامت وكالة التحقيقات البيئية، وهي منظمة غير حكومية، بفحص مبيعات عمليات قطع الاشجار السرية في نيجيريا وأفادت في أواخر عام 2017 أنه تم على مدى أربع سنوات شحن جذوع الأشجار النيجيرية المقطوعة بشكل غير قانوني والتي بلغت قيمتها مليار دولار بشكل سري إلى الصين. وأفادت الوكالة أن الحطابين دفعوا للمسؤولين النيجيريين أكثر من مليون دولار في شكل رشاوى، وخلصت إلى أن تجارة خشب الورد ربما تكون قد أفادت جماعة بوكو حرام الإرهابية. وذكر التقرير أيضا أن القنصلية الصينية ربما تكون متورطة فما يتعلق بشحنات الأخشاب غير قانونية. وقد وُصفت نيجيريا بأنها أكثر البلدان إفراطا في إزالة الغابات في أفريقيا. أقل من 10 % من البلد مشجر، ويتكون 20 ألف هكتار فقط منه من الغابات الأولية، أي الغابات البكر التي لم تمس. في جميع أنحاء القارة، تخسر الدول الأفريقية 17 مليار دولار سنويًا بسبب قطع الأشجار غير القانوني، حيث ترسل معظم الأخشاب المهربة إلى الصين. يقول المعهد الدولي للبيئة والتنمية إن أفريقيا تصّدر ما يصل إلى 75 % من خشبها إلى الصين كل عام حيث يتم تصنيع 40 % من أثاث العالم. مهندسون تابعون لوزارة الأحراج والأحياء البرية الكاميرونية يقومون بالتفتيش على عملية قطع الأشجار بالقرب من الحدود مع غابون.وكالة فرانس برس/جيتي إيميجز وبينما تقوم الصين بتجريد أفريقيا من أخشابها الصلبة فهي تقوم بحماية غاباتها. في عام 1998، بدأت الحكومة الشيوعية الصينية في تقييد قطع الأشجار في غابات البلاد. فقد أدى قطع الأشجار إلى تعرية الجبال وتلويث الأنهار والتسبب في الفيضانات. وقد زادت القيمة الإجمالية لواردات الصين من الأخشاب — الجذوع الخام أو الأخشاب أو لب الخشب — بأكثر من 10 مرات منذ أن بدأت الصين في تقييد قطع الأشجار في الداخل، لتصل إلى 23 مليار دولار في عام 2017، وهي أعلى قيمة على الإطلاق، وفقًا لأطلس التجارة العالمية الصادر عن أي أتش اس ميركيت. وقال الدكتور محمد فايزان، محامي البيئة المقيم في كينيا، “إن أحد أسباب ازدهار هذه التجارة لفترة طويلة هو أن رجال الأعمال الصينيين قد حددوا الثغرات القانونية فيما يتعلق بحماية الغابات وتجارة الأخشاب في العديد من البلدان الأفريقية واستفادوا من تلك الثغرات”. وتقول منصة الصحافة فير بلانيت، “لقد ساعد في ذلك أيضًا المسؤولون الحكوميون الفاسدون، وبعضهم يتولى مناصب رفيعة جدًا تسمح بالتدمير العشوائي للغابات الأفريقية”. نهب مدغشقر في مدغشقر، رابع أكبر جزيرة في العالم، يخفي قاطعو الأشجار غير الشرعيين ما حصدوه من خشب الورد في الرمال بينما ينتظرون قدوم السفن لاستلامه. وقد قال المراسلان ساندي أونغ وإدوارد كارفر، اللذان يكتبان لمجلة ييل البيئية 360 على الإنترنت، أن قاطعي الأخشاب يخزنون أيضًا الأخشاب تحت الماء، مما يمنع التعفن. ويتحول لون المياه حول جذوع الأشجار المغمورة للون الدم الاحمر. بالإضافة إلى حماية التربة والنباتات الأخرى، تعمل أشجار خشب الورد كمناطق تعشيش للعديد من حيوانات مدغشقر، بما في ذلك حيوانات الليمور المتوجة. بالإضافة إلى القضاء على الأشجار، يتم ايضا القضاء على حيوانات الليمور – حيث يقتلها الحطابون ويأكلونها في بعض الأحيان. وقد حظرت مدغشقر قطع أشجار خشب الورد منذ عقود، ومع ذلك فإن قطع الأشجار لا يزال مستمراً. وكما هو الحال في معظم البلدان، اختفت أفضل الجذوع وأكثرها قيمة منذ فترة طويلة. قام تاجر أخشاب أمريكي بفحص بعض الأخشاب المخزنة في مدغشقر في عام 2018 وأخبر أونغ وكارفر أن قطر بعض الجذوع كان “من أربع إلى خمس بوصات فقط.” يضع الحطابون جذوع الأشجار على القوارب التي بدورها تنقلها إلى سفينة حاويات راسية في البحر. ومن هناك، كثيرا ما تستخدم السفن طرقا معقدة لإخفاء نقطة منشأ حمولتها. وتشمل أساليبهم تزوير تصاريح بلد المنشأ، ووضع معلومات على حاويات خشب الورد تفيد بأنها بعض المنتجات الأخرى، ورشوة المفتشين. وقال باحث الأخشاب شياو دي للصحفيين، “نحن نعلم أن معظم الجذوع مقطوعة بشكل غير قانوني، ولكن عندما تأتي الصين حاملة الوثائق “الصحيحة”، فإنها تصبح قانونية”. العمال يحملون الأثاث المصنوع من خشب الورد الأفريقي خارج متجر في بكين، الصين. أسوشييتد برس فقدان الغابات ولا تعاني نيجيريا ومدغشقر فقط على أيدي قاطعي الأخشاب الفاسدين؛ بل تتأثر بلدان أخرى أيضا بذلك: الكاميرون: وفقًا لمرصد الغابات العالمي، خسرت الكاميرون 657,000 هكتار من الغابات بسبب قطع الأشجار غير القانوني بين عامي 2001 و 2014، مع ارتفاع معدل الخسارة السنوي إلى 141,000 هكتار في عام 2014. كوت ديفوار: خلال الستينات والسبعينات من القرن المنصرم، كان قطاع الغابات يشكل أهمية اقتصادية كبرى بالنسبة للبلد. مع ذلك، كان لقطع الأشجار الكثيفة على مدار الخمسين عامًا الماضية أثره، حيث أصبحت الغابات الأولية تغطي 2 % فقط من مساحة البلاد. جمهورية الكونغوالديمقراطية: تُظهر الوثائق التجارية التي حللتها مجموعة الشاهد العالمي أن صادرات الأخشاب من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى فيتنام زادت بأكثر من الضعف من عام 2017 إلى عام 2018، إلى ما يقرب من 90,000 طن متري. الغابون: في أبريل 2019، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أنه تم اكتشاف أكثر من 350 حاوية من خشب كيفازينغو في ميناء أويندو الغابوني. وكان الخشب الثمين، الذي يشبه خشب الورد، جاهزا ًللتصدير. قال رويترز أن قيمة الخشب تبلغ مئات الملايين من الدولارات وأنه تم العثور عليه في مستودعات تملكها شركات صينية. وافادت التقارير الإخبارية أن الخشب كان موشحاً بمعلومات مزورة، ويفترض أنه يحمل وثائق غابونية رسمية. واختفت الحاويات في وقت لاحق، ولكن تم في نهاية المطاف تم استعادة حوالي 200 حاوية. غامبيا: بعد نيجيريا، تعد غامبيا ثاني أكبر مصدر للأخشاب في غرب أفريقيا إلى الصين، وفقًا لما ذكره فريق أبحاث الجريمة إيناكت. بلغت قيمة صادرات البلاد من خشب الورد إلى الصين بين عامي 2010 و 2015 بما يقدر بـ 238.5 مليون دولار. وبالنظر إلى أن غابات غامبيا لا تزال قليلة، فإن هذا المبلغ ضخم، مما يوحي بأن البلد قد يكون أيضا نقطة شحن لقطع الأشجار التي يتم قطعها بصورة غير قانونية من السنغال. غينيا بيساو: في عام 2012، دفع انقلاب غينيا بيساو إلى الفوضى. وبدون حكومة فعّالة هناك، جرد قاطعو الأخشاب الصينيون غابات خشب الورد في البلاد من الاشجار. وقد أفادت وكالة التحقيقات البيئية أن صادرات الأخشاب من غينيا بيساو إلى الصين وصلت الذروة في عام 2014، حيث بلغت 98,000 طن متري — حوالي 255,000 شجرة في عام واحد. وعلى الرغم من الدعوات لوقف الشحنات إلى الصين، أظهرت البيانات الجمركية أنه تم استيراد أكثر من 7,000 طن متري من خشب الورد — حوالي 300 حاوية شحن مليئة بالأخشاب- من غينيا بيساو إلى الصين خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2019، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء رويترز. موزمبيق: بين عامي 2001 و 2017، خسرت موزامبيق 2.88 مليون هكتار من الغطاء الشجري وسط الطلب المتزايد في الصين على الأخشاب الصلبة القيمة، وذلك بحسب ما أفادت منظمة رصد الغابات العالمية. وقد أقر البرلمان الموزمبيقي قانوناً في تشرين الثاني/نوفمبر 2016 يحظر تصدير الأخشاب غير المصنعة. دخل هذا القانون حيز النفاذ في عام 2017، ولكن أظهر تحقيق أجرته مجموعة أوكسبيكرز البيئية أنه لا تزال هناك العديد من حالات “نهب الأخشاب” للتصدير من موزمبيق التي كان معظمها متجه إلى الصين. ناميبيا: على الرغم من جهود الحكومة لحظر قطع الأشجار ومبيعات الأخشاب إلى الصين، يظهر تقرير صدر في أيار/مايو 2019 أن 10,000 قطعة من خشب الورد — ما يكفي لملء 65 شاحنة قطع الأشجار — من شمال ناميبيا قد تم شحنها إلى الصين وفيتنام في أقل من سبعة أشهر. افادت صحيفة ذا نامبيان أن صادرات الأخشاب الناميبية إلى الصين زادت بما يقرب من عشرة أضعاف من عام 2015 إلى عام 2019. ويعتقد المسؤولون أن شحنات الأخشاب قد استخدمت أيضا لإخفاء منتجات الحياة البرية غير المشروعة، بما في ذلك قرون وحيد القرن وأنياب الفيلة. السنغال: أفاد معهد الدراسات الأمنية في أوائل عام 2019 أن منطقة كازامانس السنغالية فقدت أكثر من 10,000 هكتار من غاباتها بسبب قطع الأشجار غير القانوني، وهو ما يقدر بمليون شجرة. وتغطي منطقة غابات كازامانس 30,000 هكتار وتشتهر بأنواع الاشجار النادرة فيها، بما فيها خشب الورد. سييراليون: بعد سنوات من قطع الأشجار على نطاق واسع، بقي 5 % فقط من الغطاء الحرجي الأصلي للبلاد في عام 2018. وعلى وجه الخصوص، استهدف الحطابون غير الشرعيين خشب الورد الأفريقي. وقد أدت حركة شعبية “لإعادة غابات البلاد” إلى قرار من حكومة سيراليون بتعليق امتيازات قطع الأشجار مؤقتًا في عام 2018. ولقد تعهد وزير الزراعة والغابات جوزيف ندانيما لهيئة الإذاعة البريطانية بأن يتم قطع الأشجار في المستقبل “على نحو مسؤول”. ما هو خشب الورد؟ أسرة ايه دي اف يأتي خشب الورد من مجموعة من الأشجار من عائلة دالبرجيا. وسميت هذه الأشجار الصغيرة والمتوسطة بخشب الورد بسبب الرائحة الوردية الحلوة التي تطلقها عند قطعها أو صقلها بورق الزجاج. هناك طلب كبير على خشب الورد لصناعة الأثاث والآلات الموسيقية بسبب كثافته وألوانه العميقة. وقد تسببت زيادة شدة الطلب على بعض أنواع خشب الورد في جعلها على وشك الإنقراض. ذكرت مجلة التصميم الصناعي كور77 أن اللوائح التجارية تقيد عبور نوعين هما خشب الورد البرازيلي وخشب الورد من مدغشقر للحدود الدولية بأي شكل من الأشكال. وعلى الرغم من القيود التجارية، يواصل قاطعو الأخشاب قطع أشجار كلتا الغابتين بصورة غير قانونية. يقاوم خشب الورد بسبب كثافته التعفن والتلف بسبب المياه والحشرات. وبما أن الأشجار صغيرة وتنمو ببطء، فإنها تنتج كميات متواضعة نسبياً من الخشب. والمنتجات المصنوعة منه غالية الثمن. يسمى أحد انواع عائلة دالبرجيا في أفريقيا كوسو أو خشب الورد الأفريقي. ووفقًا لما ذكرته الوكالة الدولية للتحقيق البيئي، فإن جذوع كوسو التي تم شحنها إلى الصين قد تفوقت على جميع أنواع خشب الورد الأخرى.