Africa Defense Forum
Africa Defense Forum

التعاون ينطلق في ندوة

قادة القوات الجوية من ربوع القارة يناقشون التحديات والموارد المشتركة

أسرة‭ ‬منبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي

ما إن‭ ‬انتهى‭ ‬قادة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬من‭ ‬تفريغ‭ ‬حقائبهم‭ ‬وعادوا‭ ‬إلى‭ ‬عملهم‭ ‬بعد‭ ‬عودتهم‭ ‬من‭ ‬ندوة‭ ‬قارية‭ ‬استضافتها‭ ‬السنغال،‭ ‬أكدت‭ ‬الطبيعة‭ ‬بمنتهى‭ ‬الوحشية‭ ‬بعض‭ ‬الموضوعات‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬ناقشوها‭ ‬خلال‭ ‬فعاليات‭ ‬الندوة‭.‬

فقد‭ ‬قطع‭ ‬إعصار‭ ‬فريدي‭ ‬المداري‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬8‭,‬000‭ ‬كيلومتر‭ ‬خلال‭ ‬34‭ ‬يوماً،‭ ‬وضرب‭ ‬محافظة‭ ‬زامبيزيا‭ ‬الواقعة‭ ‬شمالي‭ ‬موزمبيق‭ ‬يوم‭ ‬11‭ ‬آذار‭/‬مارس‭ ‬2023،‭ ‬بعد‭ ‬ثمانية‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬ختام‭ ‬‮«‬ندوة‭ ‬قادة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الإفريقية‮»‬‭ ‬في‭ ‬داكار‭. ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬المرة‭ ‬الثانية‭ ‬التي‭ ‬تضرب‭ ‬فيها‭ ‬هذه‭ ‬العاصفة‭ ‬الجبارة‭ ‬اليابسة‭.‬

وتسببت‭ ‬الرياح‭ ‬العاتية‭ ‬والأمطار‭ ‬الغزيرة‭ ‬والعواصف‭ ‬الشديدة‭ ‬في‭ ‬حدوث‭ ‬دمار‭ ‬وخراب‭ ‬في‭ ‬ملاوي‭ ‬وموزمبيق‭ ‬وجنوب‭ ‬شرقي‭ ‬زامبيا‭ ‬وشمال‭ ‬شرقي‭ ‬زيمبابوي‭. ‬وضرب‭ ‬هذا‭ ‬الإعصار‭ ‬الذي‭ ‬حطم‭ ‬الرقم‭ ‬القياسي‭ ‬اليابسة‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬مدغشقر‭ ‬يوم‭ ‬21‭ ‬شباط‭/‬فبراير،‭ ‬أي‭ ‬قبل‭ ‬انعقاد‭ ‬الندوة‭ ‬بأسبوع‭. ‬وبعد‭ ‬هطول‭ ‬أمطار‭ ‬غزيرة‭ ‬وفيضانات‭ ‬في‭ ‬موزمبيق‭ ‬وزيمبابوي،‭ ‬انتقل‭ ‬إلى‭ ‬قناة‭ ‬موزمبيق،‭ ‬حيث‭ ‬أعادت‭ ‬المياه‭ ‬الدافئة‭ ‬تنشيطه‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يضرب‭ ‬مدغشقر‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬ويعود‭ ‬نحو‭ ‬موزمبيق‭. ‬وحتى‭ ‬منتصف‭ ‬آذار‭/‬مارس،‭ ‬لقي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬شخص‭ ‬مصرعهم،‭ ‬وحققت‭ ‬ملاوي‭ ‬مكاسب‭ ‬ضد‭ ‬موجة‭ ‬عنيدة‭ ‬من‭ ‬تفشي‭ ‬الكوليرا‭ ‬خلال‭ ‬طوفان‭ ‬فريدي‭. ‬

وفي‭ ‬بعض‭ ‬البلدان،‭ ‬عاد‭ ‬قادة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬إلى‭ ‬حياة‭ ‬غارقة‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬الفيضانات‭ ‬والأنقاض‭ ‬وشبح‭ ‬الموت،‭ ‬وكانت‭ ‬المناقشات‭ ‬حول‭ ‬الجسر‭ ‬الجوي‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬والإغاثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬والاستجابة‭ ‬للكوارث‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬أذهانهم‭.‬

قال‭ ‬اللواء‭ ‬إيان‭ ‬ماكلويد‭ ‬تشيروا،‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الملاوية،‭ ‬لمنبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭ ‬في‭ ‬داكار،‭ ‬إن‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬لبلاده‭ ‬لم‭ ‬تخرج‭ ‬إلى‭ ‬النور‭ ‬إلا‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬عامين،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬مجرد‭ ‬جناح‭ ‬جوي‭ ‬أصغر‭. ‬وفي‭ ‬منتصف‭ ‬آذار‭/‬مارس،‭ ‬دعت‭ ‬ملاوي‭ ‬جارتها‭ ‬زامبيا‭ ‬إلى‭ ‬إعارتها‭ ‬مروحيات‭ ‬لمهمة‭ ‬الإنقاذ‭ ‬الجارية،‭ ‬مما‭ ‬أظهر‭ ‬روح‭ ‬التعاون‭ ‬التي‭ ‬نوقشت‭ ‬خلال‭ ‬الندوة‭.‬

قال‭ ‬السيد‭ ‬هاري‭ ‬ماكانداوير،‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الملاوي،‭ ‬لموقع‭ ‬‮«‬نياسا‭ ‬تايمز‮»‬‭ ‬الإخباري‭ ‬الملاوي‭ ‬يوم‭ ‬15‭ ‬آذار‭/‬مارس‭: ‬“‭ ‬لقد‭ ‬طلبنا‭ ‬من‭ ‬نظرائنا‭ ‬الزامبيين‭ ‬مساعدتنا‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الإنقاذ،‭ ‬فعلينا‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المهمة،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬لأننا‭ ‬نحتاج‭ ‬معدات‭ ‬كالمروحيات‭ ‬لمساعدتنا‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬سكان‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬يصعب‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭.‬”

لم‭ ‬يكن‭ ‬إعصار‭ ‬فريدي‭ ‬أول‭ ‬عاصفة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬تضرب‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬إفريقيا،‭ ‬ولن‭ ‬تكون‭ ‬الأخيرة؛‭ ‬إذ‭ ‬تسبب‭ ‬إعصار‭ ‬إيداي‭ ‬في‭ ‬تدمير‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬آذار‭/‬مارس‭ ‬2019،‭ ‬وتسبب‭ ‬في‭ ‬وفاة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1‭,‬500‭ ‬شخص‭. ‬ولهذا‭ ‬السبب،‭ ‬تشتد‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬الذي‭ ‬نوقش‭ ‬بين‭ ‬قادة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭.‬

فقد‭ ‬التقى‭ ‬قادة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬وأفراد‭ ‬آخرون‭ ‬من‭ ‬نحو‭ ‬40‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬داكار‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬28‭ ‬شباط‭/‬فبراير‭ ‬إلى‭ ‬3‭ ‬آذار‭/‬مارس‭ ‬لحضور‭ ‬فعاليات‭ ‬النسخة‭ ‬الـ‭ ‬12‭ ‬من‭ ‬‮«‬ندوة‭ ‬قادة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الإفريقية‮»‬‭ ‬لمناقشة‭ ‬التحديات‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬في‭ ‬القارة‭.‬

قال‭ ‬العميد‭ ‬بابا‭ ‬سليمان‭ ‬سار،‭ ‬رئيس‭ ‬أركان‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬السنغالية،‭ ‬للصحفيين‭ ‬المحليين‭ ‬بالفرنسية‭ ‬خلال‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحفي‭ ‬في‭ ‬الندوة‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬أربعة‭ ‬أيام‭: ‬“من‭ ‬أهدافنا‭ ‬توطيد‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬مناقشة‭ ‬الموضوعات‭ ‬المهمة‭ ‬لتعاوننا‭.‬”

وشارك‭ ‬سار‭ ‬في‭ ‬استضافة‭ ‬هذه‭ ‬الندوة‭ ‬مع‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬جيمس‭ ‬هيكر،‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬والقوات‭ ‬الجوية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وكانت‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬دور‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الإفريقية‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬التهديدات‭ ‬العابرة‭ ‬للحدود‮»‬‭.‬

وعُقدت‭ ‬الندوة‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬اتحاد‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الإفريقية،‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬رابطة‭ ‬تعاونية‭ ‬بين‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬تأسس‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬حين‭ ‬وقع‭ ‬على‭ ‬ميثاقه‭ ‬كلٌ‭ ‬من‭ ‬ساحل‭ ‬العاج‭ ‬وموريتانيا‭ ‬والسنغال‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬وخلال‭ ‬نسخة‭ ‬2023‭ ‬من‭ ‬الندوة،‭ ‬أصبح‭ ‬الصومال‭ ‬الدولة‭ ‬الإفريقية‭ ‬الـ‭ ‬29‭ ‬التي‭ ‬تنضم‭ ‬إلى‭ ‬الاتحاد‭ ‬بتوقيع‭ ‬العميد‭ ‬محمود‭ ‬شيخ‭ ‬علي‭ ‬محمد،‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الصومالية،‭ ‬على‭ ‬ميثاقه‭ ‬خلال‭ ‬حفل‭ ‬الافتتاح‭.‬

لا‭ ‬تزال‭ ‬التهديدات‭ ‬العابرة‭ ‬للحدود‭ ‬تعصف‭ ‬بمساحة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬القارة،‭ ‬مثل‭ ‬تهريب‭ ‬الأسلحة‭ ‬من‭ ‬ليبيا‭ ‬والتنظيمات‭ ‬المتطرفة‭ ‬العنيفة‭ ‬التي‭ ‬ترهب‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬وشمال‭ ‬موزمبيق‭. ‬وتجد‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الساحلية‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ ‬نفسها‭ ‬تستخدم‭ ‬الأصول‭ ‬الجوية‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الجرائم‭ ‬البحرية‭ ‬بجميع‭ ‬أنواعها‭. ‬ويدل‭ ‬تركيز‭ ‬ندوة‭ ‬2022‭ ‬على‭ ‬الجسر‭ ‬الجوي‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬قادة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬كبيرة‭ ‬ومزمنة‭.‬

وتحدث‭ ‬سار‭ ‬عن‭ ‬تهديد‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف‭ ‬الذي‭ ‬يجتاح‭ ‬شمال‭ ‬مالي‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬وبلغ‭ ‬دول‭ ‬جوارها‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬مثل‭ ‬بوركينا‭ ‬فاسو‭ ‬والنيجر،‭ ‬وبدأ‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬الساحلية‭ ‬مثل‭ ‬بنين‭ ‬وساحل‭ ‬العاج‭ ‬وغانا‭ ‬والسنغال‭.‬

وقال‭ ‬للصحفيين‭ ‬المحليين‭: ‬“أمست‭ ‬التهديدات‭ ‬الآن‭ ‬عابرة‭ ‬للحدود؛‭ ‬ولدينا‭ ‬عدو‭ ‬مشترك‭ ‬يحاول‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬جهود‭ ‬أوطاننا،‭ ‬فعلينا‭ ‬جميعاً‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬يداً‭ ‬بيد‭ ‬للنجاح‭ ‬في‭ ‬صد‭ ‬هذا‭ ‬العدو‭.‬”

وذكر‭ ‬أن‭ ‬السنغال‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمنها،‭ ‬لكنه‭ ‬شدَّد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات،‭ ‬مضيفاً‭ ‬أن‭ ‬السنغال‭ ‬ستبسط‭ ‬“يداً‭ ‬ممدودة‭ ‬لجميع‭ ‬أصدقائنا‭.‬”

تتصف‭ ‬المجاعات‭ ‬والكوارث‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬الطقس،‭ ‬شأنها‭ ‬شأن‭ ‬المجرمين‭ ‬العابرين‭ ‬للحدود‭ ‬والتنظيمات‭ ‬المتطرفة‭ ‬العنيفة،‭ ‬بأنها‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬عند‭ ‬الحدود،‭ ‬وستتطلب‭ ‬دائماً‭ ‬استجابات‭ ‬منسقة‭ ‬وتعاونية؛‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬الحاضرين‭ ‬في‭ ‬الندوة،‭ ‬وأسفر‭ ‬عن‭ ‬أحد‭ ‬التصويتين‭ ‬الرئيسيين‭ ‬اللذين‭ ‬أُجراهما‭ ‬قادة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬خلال‭ ‬الندوة‭.‬

العميد محمود شيخ علي محمد، قائد القوات الجوية الصومالية، وسط الصورة، يوقع ميثاق اتحاد القوات الجوية الإفريقية خلال فعاليات «ندوة قادة القوات الجوية الإفريقية»
يوم 28 شباط/فبراير 2023 في العاصمة السنغالية داكار.رئيس رقباء مادلين جينكس/القوات الجوية الأمريكية

تجميع‭ ‬الموارد

كان‭ ‬المسؤولون‭ ‬الأفارقة‭ ‬يفكرون‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬مستودع‭ ‬مشترك‭ ‬للأصول‭ ‬الجوية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يوفر‭ ‬استجابات‭ ‬منسقة‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬للكوارث‭ ‬الإنسانية‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها‭. ‬وأمضى‭ ‬مسؤولو‭ ‬الاتصال‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬سبق‭ ‬الندوة‭ ‬يناقشون‭ ‬فكرة‭ ‬الجناح‭ ‬الإفريقي‭ ‬للنقل‭ ‬الجوي،‭ ‬وصوت‭ ‬قادة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬للموافقة‭ ‬على‭ ‬المفهوم‭ ‬هذا‭ ‬العام‭. ‬ثم‭ ‬سيوافق‭ ‬اتحاد‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الإفريقية‭ ‬على‭ ‬الفكرة،‭ ‬وسيشجع‭ ‬قادة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬وزراء‭ ‬الدفاع‭ ‬في‭ ‬أوطانهم‭ ‬على‭ ‬طرحها‭ ‬أمام‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬للموافقة‭ ‬عليها‭.‬

قال‭ ‬السيد‭ ‬أوليانجو‭ ‬أندرو‭ ‬بوبولا،‭ ‬مدير‭ ‬الأمانة‭ ‬الدائمة‭ ‬للاتحاد،‭ ‬إن‭ ‬جناح‭ ‬النقل‭ ‬الجوي‭ ‬سيكون‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬جناح‭ ‬النقل‭ ‬الجوي‭ ‬الثقيل‭ ‬التابع‭ ‬لوحدة‭ ‬قدرات‭ ‬الجسر‭ ‬الجوي‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬في‭ ‬بابا‭ ‬بالمجر‭ ‬وجناح‭ ‬نظام‭ ‬الإنذار‭ ‬المبكر‭ ‬والتحكم‭ ‬المحمول‭ ‬جواً‭ [‬المجوقل‭] ‬التابع‭ ‬لحلف‭ ‬الناتو‭ ‬في‭ ‬غايلنكيرشن‭ ‬بألمانيا‭.‬

يضم‭ ‬جناح‭ ‬النقل‭ ‬الجوي‭ ‬الثقيل‭ ‬في‭ ‬المجر‭ ‬12‭ ‬دولة،‭ ‬وهو‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬“تعظيم‭ ‬قدرة‭ ‬الجسر‭ ‬الجوي‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬العسكري‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تبادل‭ ‬الموارد‭ ‬وتجميع‭ ‬القدرات”،‭ ‬كما‭ ‬ورد‭ ‬على‭ ‬موقعه‭ ‬الإلكتروني‭. ‬وباشر‭ ‬مهامه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬باستلام‭ ‬أول‭ ‬طائرة‭ ‬نقل‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬‮«‬سي17‭- ‬غلوب‭ ‬ماستر‮»‬‭ ‬في‭ ‬تموز‭/‬يوليو‭ ‬2009‭. ‬وتسلم‭ ‬طائرتين‭ ‬أخريين‭ ‬بعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭. ‬وتضم‭ ‬قائمة‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬كلاً‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬و11‭ ‬دولة‭ ‬أوروبية‭.‬

وسيَّر‭ ‬الجناح‭ ‬مهاماً‭ ‬جوية‭ ‬إلى‭ ‬كلٍ‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭ ‬وجمهورية‭ ‬إفريقيا‭ ‬الوسطى‭ ‬وهايتي‭ ‬والعراق‭ ‬وليبيا،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭. ‬وساند‭ ‬المجموعة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لدول‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬مالي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2013‭. ‬ويعمل‭ ‬طاقم‭ ‬متعدد‭ ‬الجنسيات‭ ‬يتألف‭ ‬من‭ ‬150‭ ‬فرداً‭ ‬على‭ ‬تشغيل‭ ‬أسطول‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬طائرات‭ ‬‮«‬سي17‭-‬‮»‬‭. ‬وحتى‭ ‬مطلع‭ ‬نيسان‭/‬أبريل‭ ‬2023،‭ ‬نجح‭ ‬الجناح‭ ‬في‭ ‬تسيير‭ ‬3‭,‬200‭ ‬مهمة،‭ ‬ونقل‭ ‬98‭,‬000‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬الحمولة،‭ ‬وتسجيل‭ ‬36‭,‬000‭ ‬ساعة‭ ‬طيران‭.‬

وقال‭ ‬سار‭ ‬لمنبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭ ‬إن‭ ‬الهدف‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬امتلاك‭ ‬جناح‭ ‬جوي‭ ‬يمتلك‭ ‬أصوله‭ ‬الخاصة‭ ‬ويديره‭ ‬الأفارقة،‭ ‬وسيُنشأ‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬أو‭ ‬دولتين،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬ستساهم‭ ‬دول‭ ‬مختلفة‭ ‬بتزويد‭ ‬كوادر‭ ‬وقطع‭ ‬الغيار‭. ‬وسيتولى‭ ‬مهام‭ ‬الصيانة‭ ‬وسيكون‭ ‬متاحاً‭ ‬للمساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والاستجابة‭ ‬للكوارث‭ ‬وسائر‭ ‬أنواع‭ ‬الجسر‭ ‬الجوي‭ ‬الاستراتيجي‭.‬

وقال‭ ‬سار‭: ‬“سيكون‭ ‬كأي‭ ‬جناح‭ ‬من‭ ‬أجنحتنا‭ ‬في‭ ‬قواتنا‭ ‬الجوية،‭ ‬لكنه‭ ‬سيكون‭ ‬جناحاً‭ ‬متعدد‭ ‬الجنسيات،‭ ‬أي‭ ‬ستتولى‭ ‬إدارته‭ ‬قوات‭ ‬جوية‭ ‬مختلفة؛‭ ‬ولذا‭ ‬سنتفق‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬منا،‭ ‬وسيكون‭ ‬هذا‭ ‬الجناح‭ ‬للبلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬كافة،‭ ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬لديك‭ ‬كارثة‭ ‬مثلاً،‭ ‬فعلينا‭ [‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭] ‬نقل‭ ‬وحدة‭ ‬محددة‭ ‬في‭ ‬مهمة،‭ ‬وسنقوم‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭.‬”

وفي‭ ‬تصويت‭ ‬آخر،‭ ‬وافق‭ ‬قادة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬على‭ ‬تقاسم‭ ‬التكاليف‭ ‬المرتبطة‭ ‬بفعاليات‭ ‬‮«‬ندوة‭ ‬قادة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الإفريقية‮»‬‭ ‬المستقبلية‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتحمل‭ ‬دولة‭ ‬واحدة‭ ‬عبء‭ ‬تمويلها‭ ‬بالكامل‭.‬

قيمة‭ ‬التجمع

وخلال‭ ‬الندوة،‭ ‬اجتمع‭ ‬قادة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬ينوبون‭ ‬عنهم‭ ‬لإلقاء‭ ‬عروض‭ ‬تقديمية‭ ‬حول‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬والإغاثة‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الكوارث،‭ ‬وعمليات‭ ‬الاستخبارات‭ ‬والمراقبة‭ ‬والاستطلاع،‭ ‬والمرأة‭ ‬والسلم‭ ‬والأمن،‭ ‬وعدة‭ ‬ومواضيع‭ ‬أخرى‭. ‬وشهدت‭ ‬الندوة‭ ‬اجتماعات‭ ‬ثنائية‭ ‬بين‭ ‬قادة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬حتى‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬مناقشة‭ ‬القضايا‭ ‬النوعية‭ ‬على‭ ‬انفراد‭.‬

كما‭ ‬تضمنت‭ ‬منتدىً‭ ‬لكبار‭ ‬الضباط‭ ‬وعروضاً‭ ‬ثقافية‭ ‬لتعزيز‭ ‬روح‭ ‬الود‭ ‬والزمالة‭ ‬بين‭ ‬الحاضرين‭.‬

وتحدث‭ ‬قادة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬عن‭ ‬ثمار‭ ‬التلاقي‭ ‬لمناقشة‭ ‬المخاوف‭ ‬والتحديات‭.‬

فقال‭ ‬العميد‭ ‬هرملاس‭ ‬نداباشينزي،‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬البوروندية‭: ‬“تساهم‭ ‬الندوة‭ ‬في‭ ‬توطيد‭ ‬علاقاتنا؛‭ ‬إذ‭ ‬نستعرض‭ ‬جهود‭ ‬قواتنا‭ ‬الجوية‭ ‬خلال‭ ‬العروض‭ ‬التقديمية‭ ‬وخلال‭ ‬الاجتماعات‭ ‬الثنائية‭.‬”‭ ‬وقال‭ ‬إنَّ‭ ‬قادة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬يمكنهم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬التي‭ ‬تؤتي‭ ‬ثمارها‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬ويطبقونها‭ ‬على‭ ‬قواتهم‭ ‬الجوية‭.‬

ووافقه‭ ‬تشيروا،‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الملاوية،‭ ‬الرأي،‭ ‬وقال‭: ‬“تتعدد‭ ‬مزايا‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر؛‭ ‬فملاوي‭ ‬كدولة‭ ‬تقدر‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والسلام،‭ ‬فرؤية‭ ‬قادة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الإفريقية‭ ‬ترمي‭ ‬إلى‭ ‬التعاون‭ ‬وتوطيد‭ ‬العلاقات‭ ‬الإفريقية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والسلام‭. ‬فهذا‭ ‬محفل‭ ‬مميَّز‭ ‬للمساهمة‭ ‬كملاوي‭ ‬وكقوة‭ ‬جوية‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬هذه‭ ‬الشراكة‭ ‬المهمة‭ ‬مع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬الأخرى‭.‬”

وأوضح‭ ‬سار‭ ‬أن‭ ‬الندوة‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬علاقات‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤتي‭ ‬ثمارها‭ ‬فيما‭ ‬بعد،‭ ‬وقال‭ ‬لمنبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭: ‬“حين‭ ‬تلتقون،‭ ‬وحين‭ ‬تتعارفون،‭ ‬فهذا‭ ‬يذلل‭ ‬العقبات‭ ‬حين‭ ‬يقع‭ ‬أي‭ ‬مكروه،‭ ‬فلنفترض‭ ‬أنه‭ ‬حدثت‭ ‬كارثة‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬ما،‭ ‬فسيكون‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬قادراً‭ ‬على‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬نظرائه،‭ ‬وسيرفع‭ ‬هاتفه‭ ‬ويتصل‭ ‬بهم،‭ ‬وسيساعدونه‭. ‬وهذه‭ ‬أول‭ ‬ثمرة‭ ‬نجنيها‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الندوات،‭ ‬هذه‭ ‬التجمعات‭.‬”

وتشمل‭ ‬قائمة‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الندوة‭ ‬كلاً‭ ‬من‭ ‬الجزائر‭ ‬وأنغولا‭ ‬وبنين‭ ‬وبوتسوانا‭ ‬وبوروندي‭ ‬والكاميرون‭ ‬وجمهورية‭ ‬إفريقيا‭ ‬الوسطى‭ ‬وتشاد‭ ‬وساحل‭ ‬العاج‭ ‬وجمهورية‭ ‬الكونغو‭ ‬الديمقراطية‭ ‬ومصر‭ ‬وغينيا‭ ‬الاستوائية‭ ‬وإسواتيني‭ ‬والغابون‭ ‬وغانا‭ ‬وغينيا‭ ‬بيساو‭ ‬وكينيا‭ ‬وليسوتو‭ ‬وليبيا‭ ‬ومدغشقر‭ ‬وملاوي‭ ‬وموريتانيا‭ ‬والمغرب‭ ‬وموزمبيق‭ ‬والنيجر‭ ‬ونيجيريا‭ ‬وجمهورية‭ ‬الكونغو‭ ‬ورواندا‭ ‬والسنغال‭ ‬وسيراليون‭ ‬والصومال‭ ‬وتنزانيا‭ ‬وتوغو‭ ‬وتونس‭ ‬وأوغندا‭ ‬وزامبيا‭.‬

ومن‭ ‬المقرر‭ ‬عقد‭ ‬النسخة‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬‮«‬ندوة‭ ‬قادة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الإفريقية‮»‬‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬وسيركز‭ ‬موضوعها‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬قدرات‭ ‬الجيل‭ ‬القادم‭ ‬لإفريقيا‭.  


قادة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬يستمعون‭ ‬إلى‭ ‬محاضرة لإضافة‭ ‬الطيران‭ ‬إلى‭ ‬المنظومة‭ ‬البحرية

أسرة‭ ‬منبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي

حققت‭ ‬دول‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ ‬مكاسب‭ ‬ملموسة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬توقيع‭ ‬‮«‬مدونة‭ ‬ياوندي‭ ‬لقواعد‭ ‬السلوك‮»‬‭.‬

فالمعلومات‭ ‬تتدفق‭ ‬بانسيابية‭ ‬من‭ ‬مراكز‭ ‬التنسيق‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬منطقة‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬التعاون‭ ‬الخمس‭ ‬وإلى‭ ‬المراكز‭ ‬الإقليمية‭ ‬في‭ ‬بوانت‭ ‬نوار‭ ‬بجمهورية‭ ‬الكونغو،‭ ‬وأبيدجان‭ ‬بساحل‭ ‬العاج،‭ ‬وإلى‭ ‬مركز‭ ‬التنسيق‭ ‬الأقاليمي‭ ‬في‭ ‬ياوندي‭ ‬بالكاميرون‭.‬

وتسمح‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬التي‭ ‬دخلت‭ ‬الخدمة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬بتبادل‭ ‬السجلات‭ ‬والصور‭ ‬والتسجيلات،‭ ‬وتساعد‭ ‬المستخدمين‭ ‬على‭ ‬تجميع‭ ‬بيانات‭ ‬المراقبة‭ ‬لاكتشاف‭ ‬السفن‭ ‬المشبوهة‭. ‬وأسفر‭ ‬ذلك‭ ‬عن‭ ‬تحقيق‭ ‬نتائج‭ ‬كبيرة‭. ‬

فقد‭ ‬تراجعت‭ ‬مستويات‭ ‬القرصنة‭ ‬في‭ ‬خليج‭ ‬غينيا‭ ‬من‭ ‬81‭ ‬حادثة‭ ‬مسجلة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬إلى‭ ‬34‭ ‬حادثة‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭. ‬ولم‭ ‬تشهد‭ ‬التسعة‭ ‬أشهر‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬سوى‭ ‬13‭ ‬حادثة،‭ ‬نقلاً‭ ‬عن‭ ‬مشروع‭ ‬الإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬الجريمة‭ ‬المنظمة‭ ‬والفساد‭.‬

يقول‭ ‬الاستشاري‭ ‬الجوي‭ ‬والبحري‭ ‬فيليب‭ ‬هيل‭ ‬إن‭ ‬الذراع‭ ‬الجوي‭ ‬يعتبر‭ ‬الشيء‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬تفتقده‭ ‬منظومة‭ ‬ياوندي‭.‬

وقال‭ ‬للمسؤولين‭ ‬في‭ ‬‮«‬ندوة‭ ‬قادة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الإفريقية‮»‬‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬السنغالية‭ ‬داكار‭: ‬“ثمة‭ ‬شيء‭ ‬واحد‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬نفعله‭ ‬منذ‭ ‬10‭ ‬سنوات،‭ ‬وهو‭ ‬سبب‭ ‬وجودي‭ ‬هنا،‭ ‬وهو‭ ‬أننا‭ ‬لم‭ ‬ننشئ‭ ‬ذراعاً‭ ‬جوياً‭ ‬لمدونة‭ ‬ياوندي‭ ‬لقواعد‭ ‬السلوك‭.‬”‭ ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬المجموعة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لدول‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ (‬الإيكواس‭) ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬إضافة‭ ‬ذراع‭ ‬جوي‭ ‬إلى‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬البحرية‭ ‬المتكاملة‭.‬

“كما‭ ‬تعلمون‭ ‬جميعاً،‭ ‬لا‭ ‬يمكنكم‭ ‬الإمساك‭ ‬بالأشرار‭ ‬بحراً‭ ‬بدون‭ ‬طائرات،‭ ‬فلا‭ ‬غنىً‭ ‬لنا‭ ‬عنها‭.‬”

وهيل،‭ ‬صاحب‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬هيل‭ ‬جروب‮»‬،‭ ‬متعاقد‭ ‬مع‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الأمريكية‭ ‬ويعمل‭ ‬مع‭ ‬الإيكواس‭ ‬على‭ ‬مفهوم‭ ‬الطيران‭. ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬المحاضرة‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬كانت‭ ‬أول‭ ‬محاضرة‭ ‬يسمعها‭ ‬قادة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الإفريقية‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭. ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬القوات‭ ‬الجوية،‭ ‬مثل‭ ‬غانا‭ ‬ونيجيريا‭ ‬والسنغال،‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬الدوريات‭ ‬البحرية،‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬بالمستوى‭ ‬المطلوب‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬المجال‭ ‬البحري‭ ‬بالكامل‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الشركاء‭ ‬الدوليين‭ ‬سيكونون‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬لتمويل‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الدوريات‭ ‬الجوية‭. ‬

سيضيف‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬الدوريات‭ ‬الجوية‭ ‬ودوريات‭ ‬السفن‭ ‬بُعداً‭ ‬حاسماً‭ ‬إلى‭ ‬المنظومة‭ ‬البحرية‭ ‬للمدونة‭ ‬ويساعد‭ ‬على‭ ‬تأمين‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأزرق‭ ‬للمنطقة‭ ‬برمتها،‭ ‬وقد‭ ‬نما‭ ‬هذا‭ ‬الاقتصاد‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬ليشمل‭ ‬اكتشافات‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭. ‬وقال‭ ‬هيل‭ ‬لمنبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬إدرار‭ ‬دخلاً‭ ‬لتلبية‭ ‬مجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الأخرى،‭ ‬مثل‭ ‬التعليم‭ ‬وتخفيف‭ ‬حدة‭ ‬الفقر‭: ‬“ولكن‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تحكمها،‭ ‬فسينهبها‭ ‬الجميع‭.‬”‭ ‬

قطعت‭ ‬الوكالة‭ ‬النيجيرية‭ ‬للإدارة‭ ‬والسلامة‭ ‬البحرية‭ ‬شوطاً‭ ‬طويلاً‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬نحو‭ ‬تأمين‭ ‬مجالها‭ ‬البحري‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬المتكاملة‭ ‬لحماية‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬والممرات‭ ‬المائية‮»‬‭ ‬الشهير‭ ‬بمشروع‭ ‬‮«‬ديب‭ ‬بلو‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬تبلغ‭ ‬ميزانيته‭ ‬195‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭. ‬لكنه‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬نيجيريا‭ ‬اشترت‭ ‬أصولها‭ ‬البرية‭ ‬والبحرية‭ ‬والجوية‭.‬

وقال‭ ‬لمنبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭: ‬“ما‭ ‬نتحدث‭ ‬عنه‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الأصول‭ ‬الموجودة،‭ ‬قوة‭ ‬جوية‭ ‬حالية،‭ ‬لا‭ ‬تقوم‭ ‬بالفعل‭ ‬بمهمة‭ ‬بحرية‭ ‬للاستخبارات‭ ‬والمراقبة‭ ‬والاستطلاع،‭ ‬ونطلب‭ ‬منها‭ ‬المساهمة‭ ‬بذلك؛‭ ‬فنحن‭ ‬لا‭ ‬نشتري‭ ‬طائرات‭ ‬جديدة،‭ ‬بل‭ ‬نكتفي‭ ‬باستخدام‭ ‬ما‭ ‬لدينا؛‭ ‬لأن‭ ‬إحدى‭ ‬المبادرات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬مستوى‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬أجهزتك،‭ ‬ولا‭ ‬يكلفك‭ ‬ذلك‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬إضافي،‭ ‬فأنت‭ ‬تدفع‭ ‬لهم‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬حال‭. ‬فلما‭ ‬لا‭ ‬تجعلهم‭ ‬جميعاً‭ ‬يعملون‭ ‬معاً‭ ‬للقيام‭ ‬بمهام‭ ‬معينة؟

وقال‭ ‬العميد‭ ‬بابا‭ ‬سليمان‭ ‬سار،‭ ‬رئيس‭ ‬أركان‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬السنغالية‭ ‬والمشارك‭ ‬في‭ ‬استضافة‭ ‬‮«‬ندوة‭ ‬قادة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الإفريقية‮»‬،‭ ‬لمنبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭ ‬إنه‭ ‬“من‭ ‬أشد‭ ‬المؤيدين”‭ ‬لهذه‭ ‬الفكرة‭.‬

وقال‭: ‬“السنغال‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬إذ‭ ‬وضعنا‭ ‬أصولنا‭ ‬للقيام‭ ‬بالمراقبة‭ ‬البحرية؛‭ ‬وأنا‭ ‬أؤيد‭ ‬ما‭ ‬يفعلونه‭ ‬هناك،‭ ‬وبالطبع‭ ‬سنضيف‭ ‬صوتنا‭ ‬لأصوات‭ ‬الآخرين‭ ‬لتحقيق‭ ‬ذلك،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أننا‭ ‬سنكون‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬تحقيقه،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬أنه‭ ‬يتحدث‭ [‬يقصد‭ ‬هيل‭] ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬التمويل‭ ‬المحتمل‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬للبلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬الحصول‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬المانحين‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬سواهم‭. ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬المجال‭ ‬الذي‭ ‬يمكننا‭ ‬البحث‭ ‬فيه‭ ‬لإيجاد‭ ‬حلول‭.‬”

وأوصى‭ ‬هيل‭ ‬قادة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬بضرورة‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬الإيكواس‭ ‬والمجموعة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لدول‭ ‬وسط‭ ‬إفريقيا‭ ‬لنشر‭ ‬أفراد‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬المراقبة‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المناطق‭. ‬

وقال‭: ‬“سيؤدي‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬مع‭ ‬الذراع‭ ‬الجوي،‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬تنمية‭ ‬اقتصادية؛‭ ‬وهذا‭ ‬بيت‭ ‬القصيد‭.‬”

التعليقات مغلقة.