Africa Defense Forum
Africa Defense Forum

دور المرأة الريادي في مجابهة التطرف

تجربة الكاميرون في إعادة تأهيل المقاتلين السابقين تكشف دور المرأة في عملية نزع التطرف

أسرة‭ ‬منبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭ | ‬الصور‭ ‬بعدسة‭ ‬صور‭ ‬غيتي

اقتحم نحو‭ ‬100‭ ‬لص‭ ‬بلدة‭ ‬موزوغو‭ ‬الكاميرونية‭ ‬الساعة‭ ‬1‭:‬30‭ ‬فجراً‭ ‬يوم‭ ‬8‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭/‬يناير‭ ‬2021‭. ‬وكان‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬من‭ ‬طريقة‭ ‬لبسهم‭ ‬وكلامهم‭ ‬أنهم‭ ‬من‭ ‬متطرفي‭ ‬بوكو‭ ‬حرام‭.‬

اقتحموا‭ ‬المنازل‭ ‬ونهبوها،‭ ‬وأطلقوا‭ ‬النار‭ ‬على‭ ‬أهالي‭ ‬البلدة‭ ‬الفارين‭ ‬إلى‭ ‬الغابات‭ ‬القريبة،‭ ‬ولحق‭ ‬انتحاري‭ ‬ببعضهم‭ ‬وفجَّر‭ ‬سترة‭ ‬مفخخة،‭ ‬وأسفر‭ ‬تفجيرها‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬12‭ ‬شخصاً‭ ‬بينهم‭ ‬ثمانية‭ ‬أطفال،‭ ‬وأُصيب‭ ‬ثلاثة‭ ‬آخرين‭.‬

كان‭ ‬الانتحاري‭ ‬امرأة،‭ ‬وهذا‭ ‬ليس‭ ‬بمستغرب،‭ ‬إذ‭ ‬يقول‭ ‬معهد‭ ‬الدراسات‭ ‬الأمنية‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬45‭%‬‭ ‬من‭ ‬الأعضاء‭ ‬السابقين‭ ‬ببوكو‭ ‬حرام‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬بقاع‭ ‬الكاميرون‭ ‬من‭ ‬الإناث‭.‬

تستخدم‭ ‬بوكو‭ ‬حرام‭ ‬النساء‭ ‬كانتحاريات‭ ‬منذ‭ ‬حزيران‭/‬يونيو‭ ‬2014،‭ ‬وذلك‭ ‬حين‭ ‬اقتربت‭ ‬امرأة‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬العمر‭ ‬تقود‭ ‬دراجة‭ ‬نارية‭ ‬من‭ ‬الثكنات‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬غومبي‭ ‬بنيجيريا‭. ‬وأثناء‭ ‬تفتيشها‭ ‬فجرت‭ ‬عبوَّات‭ ‬ناسفة‭ ‬مربوطة‭ ‬بجسدها‭ ‬وقتلت‭ ‬نفسها‭ ‬وأودت‭ ‬بحياة‭ ‬جندي‭.‬

تقول‭ ‬الباحثتان‭ ‬ميا‭ ‬بلوم‭ ‬وهيلاري‭ ‬ماتفس‭ ‬في‭ ‬دراستهما‭ ‬الصادرة‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬المرأة‭ ‬رمزاً‭ ‬وسيفاً‭ ‬في‭ ‬إرهاب‭ ‬بوكو‭ ‬حرام‮»‬‭: ‬“بهذه‭ ‬الفعلة،‭ ‬بدأ‭ ‬فصل‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬بوكو‭ ‬حرام‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الخراب‭ ‬والدمار؛‭ ‬إذ‭ ‬انضمت‭ ‬إلى‭ ‬صفوف‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬أقحمت‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬ملفاتها‭ ‬التنظيمية‭.‬”‭ ‬

نشب‭ ‬صراع‭ ‬بوكو‭ ‬حرام‭ ‬شمال‭ ‬شرقي‭ ‬نيجيريا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2009،‭ ‬وأسفر‭ ‬عن‭ ‬سقوط‭ ‬35‭,‬000‭ ‬قتيل‭ ‬وتهجير‭ ‬مليوني‭ ‬آخرين‭ ‬في‭ ‬أرجاء‭ ‬الكاميرون‭ ‬وتشاد‭ ‬والنيجر‭ ‬ونيجيريا‭.‬

عضوات منظمة غير حكومية يلقين دروساً للاجئات والفتيات خلال زيارة لشمال الكاميرون.

وركزت‭ ‬بوكو‭ ‬حرام‭ ‬وولاية‭ ‬تنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ ‬الهجمات‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬أقصى‭ ‬الشمال‭ ‬بالكاميرون‭. ‬كما‭ ‬تعاني‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬الجماعات‭ ‬الانفصالية‭ ‬المسلحة‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬استقلال‭ ‬مناطق‭ ‬الأقلية‭ ‬الناطقة‭ ‬بالإنجليزية‭.‬

يكثر‭ ‬الاستشهاد‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تفسر‭ ‬أسباب‭ ‬انضمام‭ ‬المرأة،‭ ‬المضطهدة‭ ‬في‭ ‬بقاع‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬إفريقيا‭ ‬عبر‭ ‬العصور،‭ ‬إلى‭ ‬صفوف‭ ‬الإرهابيين‭. ‬وتقول‭ ‬بلوم‭ ‬وماتفس‭ ‬إن‭ ‬الانتقام‭ ‬والقصاص‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لهما‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬“تحفيز‭ ‬مشاركة‭ ‬المرأة”،‭ ‬منوهَين‭ ‬إلى‭ ‬كثرة‭ ‬الأرامل‭ ‬وسط‭ ‬المقاتلات‭.‬

ورأت‭ ‬الدراسات‭ ‬أن‭ ‬المشكلات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬تحفز‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة‭ ‬على‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬المتطرفين‭ ‬بسبب‭ ‬اليأس‭ ‬والإحباط،‭ ‬ويقول‭ ‬بعض‭ ‬الباحثين‭ ‬إن‭ ‬المرأة‭ ‬ربما‭ ‬تنضم‭ ‬إلى‭ ‬صفوف‭ ‬المتطرفين‭ ‬بمحض‭ ‬إرادتها‭ ‬بسبب‭ ‬الروابط‭ ‬الثقافية‭ ‬والدينية‭. ‬ويقول‭ ‬آخرون‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭. ‬ولكن‭ ‬يتفق‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بمساعدة‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬كسر‭ ‬دائرة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وبما‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬المدنيين،‭ ‬فلا‭ ‬بدَّ‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬إشراكها‭ ‬في‭ ‬المساعدة‭ ‬على‭ ‬إخراج‭ ‬المتطرفين‭ ‬من‭ ‬دروب‭ ‬التطرف‭.‬

ففي‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬تكتفي‭ ‬جهود‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬ومكافحة‭ ‬الفكر‭ ‬المتشدد‭ ‬بالتركيز‭ ‬على‭ ‬الرجال‭ ‬الذين‭ ‬يشكلون‭ ‬غالبية‭ ‬المقاتلين‭. ‬وتغفل‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬إقناع‭ ‬هؤلاء‭ ‬الرجال‭ ‬بإلقاء‭ ‬السلاح‭ ‬وحشد‭ ‬مجتمعها‭ ‬ضد‭ ‬التطرف‭.‬

قال‭ ‬أحد‭ ‬السكان‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬ديفا‭ ‬بالنيجر‭ ‬للمركز‭ ‬العالمي‭ ‬للأمن‭ ‬التعاوني‭: ‬“لا‭ ‬يزال‭ ‬لمقاتلي‭ ‬بوكو‭ ‬حرام‭ ‬زوجات‭ ‬في‭ ‬قراهم‭ ‬ويأتون‭ ‬لتناول‭ ‬الطعام‭ ‬هنا‭ ‬ليلاً‭. ‬فلا‭ ‬يجرؤ‭ ‬أحد‭ ‬على‭ ‬التبرؤ‭ ‬منهم،‭ ‬لأنهم‭ ‬سيقتلونك‭ ‬إن‭ ‬فعلت‭. ‬ولا‭ ‬يزالون‭ ‬متغلغلين‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭. ‬ولا‭ ‬تفلح‭ ‬سياسة‭ ‬التبرؤ‭ ‬منهم‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬تبرأت‭ ‬المرأة‭ ‬منهم،‭ ‬ولا‭ ‬يمكنها‭ ‬التبرؤ‭ ‬من‭ ‬زوجها‭ ‬أو‭ ‬ابنها‭ ‬أو‭ ‬أخوها‭. ‬فهذه‭ ‬الحرب‭ ‬معقدة‭ ‬بسبب‭ ‬من‭ ‬يقفون‭ ‬في‭ ‬صفهم‭.‬”‭ ‬

كنوز‭ ‬منسية

توصي‭ ‬الباحثة‭ ‬أوجيني‭ ‬روز‭ ‬فونتيب‭ ‬والدكتور‭ ‬أرماند‭ ‬مبوتشوانغ‭ ‬كونتشو‭ ‬في‭ ‬دراستهما‭ ‬الصادرة‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬إحلال‭ ‬السلام‭ ‬وتوظيف‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬المتضررة‭ ‬من‭ ‬بوكو‭ ‬حرام‮»‬،‭ ‬بزيادة‭ ‬إشراك‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬جلب‭ ‬بوكو‭ ‬حرام‭ ‬إلى‭ ‬طاولة‭ ‬المفاوضات‭ ‬في‭ ‬الكاميرون‭.‬

فيقولان‭: ‬“لا‭ ‬تستخدم‭ ‬بوكو‭ ‬حرام‭ ‬النساء‭ ‬كمقاتلات،‭ ‬بل‭ ‬ويغدو‭ ‬بعضهن‭ ‬انتحاريات،‭ ‬إلا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬اختطافهن‭ ‬وتعذيبهن‭. ‬ولولا‭ ‬هذه‭ ‬القوة‭ ‬والإقناع‭ ‬الخبيث،‭ ‬لكان‭ ‬للمرأة‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬إحلال‭ ‬السلام‭ ‬لأن‭ ‬المجتمعات‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬فيها‭ ‬المرأة‭ ‬بمكانة‭ ‬أعلى‭ ‬نسبياً‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬إحلال‭ ‬السلام‭.‬”

تشكل‭ ‬المرأة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬سكان‭ ‬الكاميرون،‭ ‬لكنها‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬إحلال‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬وطنها،‭ ‬وتندد‭ ‬بضعف‭ ‬تمثيلها‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬بلادها‭. ‬كما‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬في‭ ‬نزع‭ ‬سلاح‭ ‬المتمردين‭ ‬السابقين‭ ‬وتسريحهم‭ ‬وإعادة‭ ‬إدماجهم‭.‬

نساء أُجبرن على مغادرة قراهن في الكاميرون يغسلن ملابسهن في جدول مائي؛ تعاني البلاد من إرهاب المتطرفين والانفصاليين منذ سنوات.

صرَّحت‭ ‬مؤسسة‭ ‬تسمي‭ ‬نفسها‭ ‬‮«‬مفاوضات‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬سلام‭ ‬الكاميرون‮»‬‭ ‬أنها‭ ‬تعتزم‭ ‬لقاء‭ ‬مقاتلين‭ ‬وقوات‭ ‬حكومية‭ ‬لإيجاد‭ ‬سبيل‭ ‬للسلام‭.‬

قالت‭ ‬السيدة‭ ‬سونكينغ‭ ‬راشيل،‭ ‬إحدى‭ ‬القائمات‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬اللقاء،‭ ‬لشبكة‭ ‬‮«‬صوت‭ ‬أمريكا‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬يُنظر‭ ‬إليها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تتمتع‭ ‬بالأخلاق‭ ‬والنزاهة‭ ‬والانضباط‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تحظى‭ ‬بفرصة‭ ‬لإبداء‭ ‬رأيها‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الأزمات‭. ‬وقالت‭ ‬إن‭ ‬المرأة‭ ‬أثبتت‭ ‬أنها‭ ‬تستطيع‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أبرز‭ ‬من‭ ‬يتفاوض‭ ‬على‭ ‬إحلال‭ ‬السلام،‭ ‬لأنها‭ ‬تقدم‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الإنسانية‭ ‬للسكان‭ ‬المتضررين،‭ ‬وكذلك‭ ‬الجنود‭ ‬والمقاتلين‭ ‬الجرحى‭. ‬وأضافت‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬توعي‭ ‬المقاتلين‭ ‬والقوات‭ ‬الحكومية‭ ‬بضرورة‭ ‬إحلال‭ ‬السلام‭.‬

وفي‭ ‬دراسة‭ ‬أجرياها‭ ‬لمعهد‭ ‬الدراسات‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬نادى‭ ‬الباحثان‭ ‬سيليستين‭ ‬ديلانغا‭ ‬وأكينولا‭ ‬أولوجو‭ ‬بإشراك‭ ‬المرأة‭ ‬الكاميرونية‭ ‬في‭ ‬تشجيع‭ ‬مقاتلي‭ ‬بوكو‭ ‬حرام‭ ‬على‭ ‬مغادرتها‭ ‬وإعادة‭ ‬الاندماج‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬

فيقولان‭: ‬“إن‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬المتضررة‭ ‬من‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف‭ ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬تفهم‭ ‬احتياجات‭ ‬أعضاء‭ ‬بوكو‭ ‬حرام‭ ‬السابقين،‭ ‬كما‭ ‬تعرف‭ ‬المخاوف‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬التي‭ ‬تستضيف‭ ‬عمليات‭ ‬إعادة‭ ‬الإدماج‭ ‬أو‭ ‬تستقبلها‭. ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تستفيد‭ ‬البرامج‭ ‬الوطنية‭ ‬والإقليمية‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المعرفة‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬السلام‭ ‬بطرق‭ ‬تراعي‭ ‬الفروق‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬وتشمل‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة‭.‬”

تقول‭ ‬مجموعة‭ ‬الأزمات‭ ‬الدولية‭ ‬إن‭ ‬المرأة‭ ‬الكاميرونية‭ ‬تشارك‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬السلام،‭ ‬شاء‭ ‬الرجال‭ ‬أم‭ ‬أبوا‭.‬

وقالت‭ ‬في‭ ‬آذار‭/‬مارس‭ ‬2022‭: ‬“في‭ ‬تجاهل‭ ‬آراء‭ ‬المرأة‭ ‬تغافل‭ ‬عن‭ ‬عنصر‭ ‬أساسي‭ ‬ووجهات‭ ‬نظر‭ ‬جديدة‭ ‬بشأن‭ ‬الصراع؛‭ ‬ومع‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬الكاميروني‭ ‬مجتمع‭ ‬ذكوري‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬فلبعض‭ ‬النساء‭ ‬تأثير‭ ‬كبير،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القاعدة‭ ‬الشعبية‭ ‬وداخل‭ ‬الأسرة‭. ‬كما‭ ‬تتطلب‭ ‬الأضرار‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬تتجرع‭ ‬المرأة‭ ‬مرارتها‭ ‬اهتماماً‭ ‬خاصاً‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬والانفصاليين‭ ‬والشركاء‭ ‬الدوليين‭.‬”

لا‭ ‬غنىً‭ ‬عن‭ ‬إشراك‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬إعادة‭ ‬الإدماج‭ ‬في‭ ‬الكاميرون‭ ‬لأن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المتمردين‭ ‬المستسلمين‭ ‬أو‭ ‬المأسورين‭ (‬ما‭ ‬يُقدَّر‭ ‬بنحو‭ ‬20‭%‬‭) ‬من‭ ‬النساء‭.‬

وأفادت‭ ‬منصة‭ ‬‮«‬هوم‭ ‬أنجل‮»‬‭ ‬الإخبارية‭ ‬في‭ ‬تشرين‭ ‬الثاني‭/‬نوفمبر‭ ‬2022‭ ‬أن‭ ‬الكاميرون‭ ‬أعلنت‭ ‬عن‭ ‬خطة‭ ‬خمسية‭ ‬لإعادة‭ ‬إدماج‭ ‬متمردي‭ ‬بوكو‭ ‬حرام‭ ‬والمقاتلين‭ ‬السابقين‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭. ‬

سيدة تعمل في حقل بصل في المنطقة الشمالية بالكاميرون، حيث أجبرت العناصر الإرهابية في بوكو حرام الأهالي على الفرار من منازلهم.

وقالت‭ ‬المنصة‭: ‬“ستعتمد‭ ‬على‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬التي‭ ‬استُخدمت‭ ‬في‭ ‬صراعات‭ ‬شتى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬وحاولت‭ ‬إعادة‭ ‬من‭ ‬كانوا‭ ‬يحملون‭ ‬السلاح‭ ‬وأُمروا‭ ‬بسفك‭ ‬الدماء‭ ‬إلى‭ ‬مجتمع‭ ‬ربما‭ ‬يتوجس‭ ‬منهم‭ ‬خيفة‭.‬”‭ ‬

وقالت‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لنزع‭ ‬السلاح‭ ‬والتسريح‭ ‬وإعادة‭ ‬الإدماج‭ ‬إنها‭ ‬ستراعي‭ ‬“الاحتياجات‭ ‬والمصالح‭ ‬الخاصة‭ ‬للنساء‭ ‬والفتيات‭ ‬المنخرطات‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الجماعات‭ ‬المسلحة”‭ ‬في‭ ‬جهودها،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬نزع‭ ‬السلاح‭ ‬والتسريح‭ ‬وإعادة‭ ‬الإدماج‭ ‬التي‭ ‬تديرها‭.‬

وأفادت‭ ‬المنصة‭ ‬أن‭ ‬السيد‭ ‬جان‭ ‬كلود‭ ‬أوبام،‭ ‬عضو‭ ‬اللجنة،‭ ‬قال‭: ‬“من‭ ‬المقرر‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدورات‭ ‬التدريبية‭ ‬وحملات‭ ‬التوعية،‭ ‬وزيادة‭ ‬مشاركة‭ ‬النساء‭ ‬والفتيات‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬نزع‭ ‬السلاح‭ ‬والتسريح‭ ‬وإعادة‭ ‬الإدماج،‭ ‬وحمايتهن‭ ‬من‭ ‬وصمة‭ ‬العار‭ ‬والعنف‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬نوعهن‭.‬”

وحتى‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬كشفت‭ ‬الكاميرون‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬نحو‭ ‬770‭ ‬من‭ ‬المقاتلات‭ ‬والمنخرطات‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬نزع‭ ‬السلاح‭ ‬والتسريح‭ ‬وإعادة‭ ‬الإدماج‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البلاد‭.‬

الكيل‭ ‬بمكيالين

يتحدث‭ ‬ديلانغا‭ ‬وأولوجو‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الكيل‭ ‬بمكيالين‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬إدماج‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬

فيقولان‭: ‬“عند‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬ديارهن،‭ ‬يقع‭ ‬بعضهن‭ ‬ضحية‭ ‬لأهلهن‭ ‬أو‭ ‬مجتمعاتهن،‭ ‬وتلاحقهن‭ ‬وصمة‭ ‬العار‭ ‬حين‭ ‬يحاولن‭ ‬الزواج‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬بل‭ ‬يُنبذن‭ ‬نبذاً‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭. ‬وكشفت‭ [‬المنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للهجرة‭] ‬أن‭ ‬الاضطهاد‭ ‬في‭ ‬الكاميرون‭ ‬يشيع‭ ‬بين‭ ‬عضوات‭ ‬بوكو‭ ‬حرام‭ ‬السابقات‭ ‬مقارنة‭ ‬بالذكور‭. ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تعيق‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬جهود‭ ‬إعادة‭ ‬الإدماج‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يوجد‭ ‬حل‭ ‬لها‭.‬”

ويقدما‭ ‬هذه‭ ‬الاقتراحات‭ ‬للاستعانة‭ ‬بالمرأة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬نزع‭ ‬السلاح‭ ‬والتسريح‭ ‬وإعادة‭ ‬الإدماج‭ ‬في‭ ‬الكاميرون‭: ‬

يجب‭ ‬زيادة‭ ‬مشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لنزع‭ ‬السلاح‭ ‬والتسريح‭ ‬وإعادة‭ ‬الإدماج‭ ‬بالكاميرون،‭ ‬فقد‭ ‬تأسست‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬لكنها‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬لا‭ ‬تضم‭ ‬إلا‭ ‬عضوة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬16‭ ‬عضواً‭. ‬وينبغي‭ ‬تعديل‭ ‬المرسوم‭ ‬الذي‭ ‬أسسها‭ ‬بحيث‭ ‬تتولى‭ ‬المرأة‭ ‬دوراً‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬مراكز‭ ‬نزع‭ ‬السلاح‭ ‬والتسريح‭ ‬وإعادة‭ ‬الإدماج‭ ‬في‭ ‬البلاد‭. ‬ويقولان‭: ‬“إن‭ ‬سن‭ ‬هذه‭ ‬القوانين‭ ‬سيؤتي‭ ‬ثماره‭ ‬إذا‭ ‬تعاونت‭ ‬وزارات‭ ‬العدل‭ ‬مع‭ ‬الوزارات‭ ‬المعنية‭ ‬بالنهوض‭ ‬بالمرأة‭ ‬والأسرة‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية‭.‬”

لا‭ ‬بدَّ‭ ‬من‭ ‬مشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬تصميم‭ ‬برامج‭ ‬نزع‭ ‬السلاح‭ ‬والتسريح‭ ‬وإعادة‭ ‬الإدماج‭ ‬لمن‭ ‬شاركن‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬

بوكو‭ ‬حرام‭.‬

على‭ ‬المستوى‭ ‬الإقليمي،‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تزيد‭ ‬لجنة‭ ‬حوض‭ ‬بحيرة‭ ‬تشاد‭ ‬من‭ ‬تركيزها‭ ‬على‭ ‬احتياجات‭ ‬المرأة‭. ‬تركز‭ ‬نقاط‭ ‬رئيسية‭ ‬من‭ ‬اللجنة‭ ‬بالفعل‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬المرأة‭ ‬وتمكين‭ ‬المرأة‭ ‬والشباب‭ ‬وإدماجهم‭.‬

على‭ ‬لجنة‭ ‬حوض‭ ‬بحيرة‭ ‬تشاد‭ ‬أيضاً‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الدروس‭ ‬المستفادة‭ ‬وأفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬إعادة‭ ‬الإدماج،‭ ‬وينبغي‭ ‬أن‭ ‬تسلط‭ ‬اجتماعاتها‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الموضوعات‭ ‬التي‭ ‬تولي‭ ‬الأولوية‭ ‬لاحتياجات‭ ‬المرأة‭.‬

يقول‭ ‬الباحثان‭: ‬“من‭ ‬شأن‭ ‬إشراك‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬نزع‭ ‬السلاح‭ ‬والتسريح‭ ‬وإعادة‭ ‬الإدماج‭ ‬الكاميرونية‭ ‬النهوض‭ ‬بفعالية‭ ‬حل‭ ‬الصراع‭ ‬وإحلال‭ ‬السلام،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬معالجة‭ ‬مشكلات‭ ‬التمييز‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬المخاوف‭ ‬المتعلقة‭ ‬بأوضاع‭ ‬المرأة‭.‬”‭ 


النهوض‭ ‬بالمرأة في‭ ‬عملية‭ ‬السلام

نشرت‭ ‬عالمة‭ ‬السياسة‭ ‬أنجيلا‭ ‬أجودو‭ ‬أديبانجوكو‭ ‬تقريراً‭ ‬في‭ ‬المجلة‭ ‬الإفريقية‭ ‬المعنية‭ ‬بالإرهاب‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف‭ ‬شمال‭ ‬شرقي‭ ‬نيجيريا‮»‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭. ‬وذكرت‭ ‬هذه‭ ‬الخطوات‭ ‬للنهوض‭ ‬بمشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬مكافحة‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف‭. ‬

  • إجراء‭ ‬إصلاحات‭ ‬قانونية‭: ‬يجب‭ ‬أولاً‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالمرأة‭ ‬وإدماجها‭ ‬وحمايتها‭ ‬كمواطنة‭ ‬متساوية‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬أمام‭ ‬القانون‭. ‬
  • على‭ ‬مجتمع‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬الاعتراف‭ ‬بأن‭ ‬قضية‭ ‬المرأة‭ ‬قضية‭ ‬مركزية‭ ‬وليست‭ ‬هامشية‭.‬
  • ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تشمل‭ ‬المؤشرات‭ ‬التي‭ ‬تراعي‭ ‬الفروق‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬أنظمة‭ ‬للإنذار‭ ‬المبكر،‭ ‬وجمع‭ ‬المعلومات‭ ‬الاستخبارية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الوقاية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعنف‭ ‬ضد‭ ‬المرأة‭.‬
  • يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬المرأة‭ ‬حاضرة‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬الحل،‭ ‬ويجب‭ ‬إشراكها‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬أي‭ ‬استراتيجية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬بسبب‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬منظور‭ ‬مختلف‭ ‬وحيوي‭.‬
  • على‭ ‬المفاوضين‭ ‬معالجة‭ ‬الأسباب‭ ‬الكامنة‭ ‬وراء‭ ‬انضمام‭ ‬المرأة‭ ‬إلى‭ ‬بوكو‭ ‬حرام،‭ ‬ومن‭ ‬الأهمية‭ ‬بمكان‭ ‬أن‭ ‬يشارك‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬مع‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬أسباب‭ ‬لجوء‭ ‬المرأة‭ ‬إلى‭ ‬التطرف‭.‬
  • يجب‭ ‬زيادة‭ ‬وجود‭ ‬المرأة‭ ‬بين‭ ‬المعنيين‭ ‬بمكافحة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬مثل‭ ‬الجيش‭. ‬فعلى‭ ‬المؤسسات‭ ‬تعزيز‭ ‬جهودها‭ ‬لتوظيف‭ ‬المرأة‭ ‬والاحتفاظ‭ ‬بها،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الأدوار‭ ‬العملياتية،‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬تذليل‭ ‬العقبات‭ ‬التي‭ ‬تعترض‭ ‬تقدمها‭ ‬الوظيفي‭.‬
  • يجب‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬داخل‭ ‬القطاعين‭ ‬المدني‭ ‬والأمني،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬المستويات‭ ‬الوطنية‭. ‬
  • ينبغي‭ ‬تدريب‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬مهارات‭ ‬التوعية‭ ‬التي‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬منصبها‭ ‬وموقعها‭.‬
  • ينبغي‭ ‬إدراج‭ ‬البعد‭ ‬المراعي‭ ‬للمرأة‭ ‬في‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لنشر‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الثقافات‭ ‬والأديان‭.‬

التعليقات مغلقة.