Close Menu
    فيسبوك X (Twitter) الانستغرام
    فيسبوك X (Twitter) الانستغرام
    Africa Defense Forum
    • الصفحة الرئيسية
    • الاخبار اليومية
    • مجلة
      • تحت المجهر
      • أفريقيا اليوم
      • أين أنا؟
      • التكاتف
      • العدة والعتاد
      • حفظ السلام
      • رؤية عالمية
      • نبض أفريقيا
      • نظرة للوراء
      • وجهة نظر
    • التهديدات الأمنية
    • نبذة عن إيه دي اف
      • اتصل بنا
      • اشتراك
    • شارك معنا
    • الأرشيف
    • العربية
      • English
      • Français
      • Português
    • العربية
      • English
      • Français
      • Português
    Africa Defense Forum
    الرئيسية»تحت المجهر»الرأس الساحلي المنسي
    تحت المجهر

    الرأس الساحلي المنسي

    ADFبواسطة ADFنوفمبر 10, 2022آخر تحديث:نوفمبر 20, 202210 دقائق
    فيسبوك تويتر لينكدإن بينتيريست البريد الإلكتروني

    أسرة‭ ‬منبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي

    الصور‭ ‬بعدسة‭: ‬وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬الفرنسية‭/‬صور‭ ‬غيتي

    فيما‭ ‬كان‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬يجوبون‭ ‬شوارع‭ ‬بلدة‭ ‬موسيمبوا‭ ‬دا‭ ‬برايا‭ ‬بالسواطير‭ ‬وبنادق‭ ‬الكلاشنكوف‭ ‬يوم‭ ‬5‭ ‬تشرين‭ ‬الأول‭/‬أكتوبر‭ ‬2017،‭ ‬أخذ‭ ‬بعض‭ ‬أهالي‭ ‬البلدة‭ ‬يختلسون‭ ‬النظر‭ ‬عبر‭ ‬النوافذ‭ ‬خوفاً،‭ ‬مسجلين‭ ‬تلك‭ ‬المسيرة‭ ‬الوقحة‭ ‬على‭ ‬هواتفهم‭ ‬المحمولة‭.‬

    وأثناء‭ ‬مرور‭ ‬متشدد‭ ‬مدجج‭ ‬بالسلاح،‭ ‬فإذا‭ ‬بأحد‭ ‬الأهالي‭ ‬يهمس‭ ‬باسم‭ ‬من‭ ‬الأسماء‭ ‬النكراء‭ ‬والمخيفة‭: ‬“الشباب‭.‬”

    يرد‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬وثائقي‭ ‬لبرنامج‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬أفريكا‭ ‬آي‮»‬‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬أبناء‭ ‬موسيمبوا‭: ‬أزمة‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬موزمبيق»؛‭ ‬ويصف‭ ‬هذا‭ ‬الفيلم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تشكلها‭ ‬تلك‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬اجتاحت‭ ‬محافظة‭ ‬كابو‭ ‬ديلجادو‭ ‬منذ‭ ‬ذاك‭ ‬الهجوم‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬تشرين‭ ‬الأول‭/‬أكتوبر‭ ‬2017‭. ‬فقد‭ ‬شهد‭ ‬ذاك‭ ‬الهجوم‭ ‬قيام‭ ‬نحو‭ ‬30‭ ‬متمرداً‭ ‬بمحاصرة‭ ‬مراكز‭ ‬الشرطة‭ ‬الثلاثة‭ ‬بالبلدة،‭ ‬مما‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬17‭ ‬شخصاً،‭ ‬بينهم‭ ‬شرطيان،‭ ‬وأغاروا‭ ‬على‭ ‬مستودعات‭ ‬الأسلحة‭. ‬وتشتهر‭ ‬محافظة‭ ‬كابو‭ ‬ديلجادو‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬الرأس‭ ‬البحري‭ ‬المنسي‮»‬‭.‬

    يستخدم‭ ‬المواطنون‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬الشباب‮»‬‭ ‬استخداماً‭ ‬غير‭ ‬رسمي‭ ‬للإشارة‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الجماعة،‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تنتمي‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬المتمركزة‭ ‬في‭ ‬الصومال‭ ‬والموالية‭ ‬للقاعدة‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬الاسم‭ ‬نفسه‭. ‬كما‭ ‬تُسمى‭ ‬جماعة‭ ‬أنصار‭ ‬السنة‭. ‬

    كان‭ ‬الهجوم‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬أول‭ ‬هجوم‭ ‬في‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬المنطقة‭ ‬وأسفرت‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3‭,‬700‭ ‬إنسان‭ ‬ونزوح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬850‭,‬000‭ ‬آخرين‭ ‬حتى‭ ‬شباط‭/‬فبراير‭ ‬2022‭. ‬دخلت‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬والشرطة‭ ‬الرواندية‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬تموز‭/‬يوليو‭ ‬2021‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬استعادت‭ ‬بلدة‭ ‬موسيمبوا‭ ‬دا‭ ‬برايا‭ ‬بقوة‭ ‬قوامها‭ ‬1‭,‬000‭ ‬جندي‭. ‬

    أفراد من الشرطة الرواندية، يسار الصورة، وأفراد من الجيش الموزمبيقي يقفون خلال إحدى الفعاليات يوم 24 أيلول/سبتمبر 2021 في بيمبا بكابو ديلجادو.

    كما‭ ‬وصلت‭ ‬‮«‬بعثة‭ ‬مجموعة‭ ‬تنمية‭ ‬الجنوب‭ ‬الإفريقي‭ ‬في‭ ‬موزمبيق‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬وصول‭ ‬القوات‭ ‬الرواندية‭ ‬بأيام،‭ ‬فأضافت‭ ‬عدة‭ ‬مئات‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬إلى‭ ‬الجيش‭ ‬الموزمبيقي،‭ ‬وهذه‭ ‬العناصر‭ ‬قادمة‭ ‬من‭ ‬ثمانية‭ ‬بلدان‭ ‬مساهمة‭ ‬بقواتها‭: ‬أنغولا‭ ‬وبوتسوانا‭ ‬وجمهورية‭ ‬الكونغو‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وليسوتو‭ ‬وملاوي‭ ‬وجنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬وتنزانيا‭ ‬وزامبيا‭. ‬وجاءت‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬من‭ ‬بوتسوانا‭ ‬وليسوتو‭ ‬وجنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬وتنزانيا،‭ ‬وساهمت‭ ‬بلدان‭ ‬أخرى‭ ‬بسبل‭ ‬الإمداد‭ ‬والتموين،‭ ‬نقلاً‭ ‬عن‭ ‬تقرير‭ ‬لصحيفة‭ ‬‮«‬ديلي‭ ‬مافريك‮»‬‭ ‬الجنوب‭ ‬إفريقية‭ ‬في‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭/‬يناير‭ ‬2022‭.‬

    ومع‭ ‬أنَّ‭ ‬القوات‭ ‬الموزمبيقية‭ ‬والرواندية‭ ‬وبعثة‭ ‬المجموعة‭ ‬أحرزت‭ ‬نجاحات‭ ‬ملحوظة‭ ‬خلال‭ ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬ومطلع‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬فقد‭ ‬استمرت‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬الوحشية،‭ ‬ومعها‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التمرد‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬بسنوات‭. ‬

    تاريخ‭ ‬حافل‭ ‬بالعزلة

    تبعد‭ ‬بلدة‭ ‬موسيمبوا‭ ‬دا‭ ‬برايا‭ ‬الساحلية‭ ‬عن‭ ‬العاصمة‭ ‬الموزمبيقية‭ ‬مابوتو‭ ‬مسيرة‭ ‬تتجاوز‭ ‬2‭,‬600‭ ‬كيلومتر‭ ‬براً‭. ‬ويعد‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬المراكز‭ ‬الحكومية‭ ‬سمة‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬المناطق‭ ‬المبتلاة‭ ‬بالتشدد‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية،‭ ‬فمن‭ ‬الشائع‭ ‬أنَّ‭ ‬البعد‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬الوجود‭ ‬الحكومي‭ ‬والخدمات‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬النائية،‭ ‬مما‭ ‬يخلق‭ ‬تصوراً‭ ‬بالتهميش‭ ‬وسط‭ ‬المواطنين؛‭ ‬ومن‭ ‬أمثلة‭ ‬ذلك‭ ‬شمال‭ ‬مالي،‭ ‬مهد‭ ‬تطرف‭ ‬الإسلاميين‭ ‬المتشددين‭ ‬المنتشرين‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الدولة،‭ ‬وشمال‭ ‬نيجيريا،‭ ‬موطن‭ ‬تمرد‭ ‬بوكو‭ ‬حرام‭. ‬

    وقد‭ ‬تفاقمت‭ ‬مشكلة‭ ‬البعد‭ ‬لأنَّ‭ ‬موزمبيق‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تتعافى‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬أهلية‭ ‬طاحنة‭ ‬استعرت‭ ‬نارها‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1977‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬1992؛‭ ‬إذ‭ ‬تشير‭ ‬التقديرات‭ ‬إلى‭ ‬أنَّ‭ ‬الحرب‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬مقتل‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬ونزوح‭ ‬ملايين‭ ‬آخرين‭. ‬كما‭ ‬أنَّ‭ ‬ساحل‭ ‬كابو‭ ‬ديلجادو‭ ‬يرتبط‭ ‬عموماً‭ ‬بحركة‭ ‬‮«‬المقاومة‭ ‬الوطنية‭ ‬الموزمبيقية‮»‬‭ ‬المتمردة،‭ ‬الشهيرة‭ ‬بحركة‭ ‬‮«‬الرينامو‮»‬،‭ ‬إذ‭ ‬قاتلت‭ ‬قواتها‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬‮«‬جبهة‭ ‬تحرير‭ ‬موزمبيق‮»‬،‭ ‬الشهيرة‭ ‬بجبهة‭ ‬‮«‬الفريليمو‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬يترأسها‭ ‬الرئيس‭ ‬الموزمبيقي‭ ‬فيليب‭ ‬نيوسي‭ ‬الآن‭.‬

    يقول‭ ‬البعض‭ ‬إنَّ‭ ‬هذا‭ ‬الانقسام‭ ‬السياسي‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬فصل‭ ‬كابو‭ ‬ديلجادو‭ ‬وأهلها‭ ‬عن‭ ‬اهتمام‭ ‬الحكومة‭ ‬وحرصها‭. ‬ومن‭ ‬القضايا‭ ‬الإقليمية‭ ‬الرئيسية‭ ‬الأخرى‭ ‬اكتشاف‭ ‬موارد‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬الهائلة‭ ‬ومناجم‭ ‬الياقوت‭ ‬الأصغر‭ ‬والاستفادة‭ ‬منها‭. ‬فيشير‭ ‬الخبراء‭ ‬إلى‭ ‬استبعاد‭ ‬الأهالي‭ ‬–‭ ‬وطردهم‭ ‬أحياناً‭ ‬–‭ ‬من‭ ‬مواقع‭ ‬التنقيب‭ ‬عن‭ ‬الياقوت‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بعد‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬الحرفية‭ ‬طيلة‭ ‬سنوات،‭ ‬وبالتالي‭ ‬حرمانهم‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬ومنها‭ ‬الفرص‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭. ‬

    الجغرافيا‭ ‬والتاريخ‭ ‬والسياسة‭: ‬تتفاوت‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬جميعاً‭ ‬عن‭ ‬الأوضاع‭ ‬الراهنة‭ ‬في‭ ‬كابو‭ ‬ديلجادو‭. ‬بيد‭ ‬أنَّ‭ ‬الخبراء‭ ‬يقولون‭ ‬إنَّ‭ ‬حكومة‭ ‬موزمبيق‭ ‬أخطأت‭ ‬هي‭ ‬الأخرى،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬تبالِ‭ ‬بتحذيرات‭ ‬الأهالي‭ ‬ومخاوفهم،‭ ‬فلو‭ ‬كانت‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬قد‭ ‬أولتهم‭ ‬اهتمامها‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬فلربما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬وأد‭ ‬هذا‭ ‬التمرد‭ ‬في‭ ‬مهده‭.‬

    أحد عناصر الجيش الرواندي يتولى مهام الحراسة بالقرب من شاحنة محترقة في بالما بكابو ديلجادو في أيلول/سبتمبر 2021.

    استجابة‭ ‬موزمبيق

    قال‭ ‬الدكتور‭ ‬سلفادور‭ ‬فوركيلها،‭ ‬الباحث‭ ‬الأول‭ ‬بمعهد‭ ‬الدراسات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬في‭ ‬موزمبيق،‭ ‬لمنبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭ ‬إنَّ‭ ‬الشرطة‭ ‬الموزمبيقية‭ ‬وصلت‭ ‬فور‭ ‬انتهاء‭ ‬هجوم‭ ‬تشرين‭ ‬الأول‭/‬أكتوبر‭ ‬2017،‭ ‬ووجهت‭ ‬مسؤولية‭ ‬ارتكاب‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬إلى‭ ‬قطَّاع‭ ‬الطرق،‭ ‬وأعلنت‭ ‬أنها‭ ‬ستنهي‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬أسبوع‭.‬

    وذكر‭ ‬فوركيلها‭ ‬أنَّ‭ ‬الحكومة‭ ‬ارتكبت‭ ‬عدة‭ ‬أخطاء‭ ‬فادحة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬إذ‭ ‬اتسمت‭ ‬ردة‭ ‬فعل‭ ‬المسؤولين‭ ‬الأمنيين‭ ‬أولاً‭ ‬بالعنف‭ ‬وأغلقوا‭ ‬المساجد‭ ‬وقاموا‭ ‬ببعض‭ ‬الاعتقالات‭ ‬السريعة،‭ ‬وتفيد‭ ‬الأنباء‭ ‬أنَّ‭ ‬هذه‭ ‬التصرفات‭ ‬زرعت‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الارتباك‭ ‬وأثارت‭ ‬حفيظة‭ ‬بعض‭ ‬مسلمي‭ ‬موزمبيق‭.‬

    وقال‭ ‬لمنبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭: ‬“أعتقد‭ ‬أنَّ‭ ‬الحكومة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مستعدة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة،‭ ‬ولا‭ ‬تنسوا‭ ‬أننا‭ ‬خضنا‭ ‬غمار‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬طيلة‭ ‬16‭ ‬سنة،‭ ‬وما‭ ‬زلنا‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬إنهاء‭ ‬عملية‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬بإعادة‭ ‬إدماج‭ ‬المتمردين‭ ‬السابقين‭ ‬من‭ ‬جماعة‭ ‬‮«‬الرينامو‮»‬‭ ‬المتمردة‭.. ‬فقد‭ ‬حدثت‭ ‬على‭ ‬حين‭ ‬غرة‭.‬”

    كما‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬مشكلات‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬التنظيم‭ ‬والتنسيق‭ ‬بين‭ ‬الشرطة‭ ‬والجيش،‭ ‬وتسبب‭ ‬غياب‭ ‬التنسيق‭ ‬هذا‭ ‬أحياناً‭ ‬في‭ ‬حدوث‭ ‬صراع‭ ‬بينهما،‭ ‬وواصل‭ ‬المتمردون‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬انتشارهم‭ ‬في‭ ‬المزيد‭ ‬والمزيد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬القوات‭ ‬الرواندية‭ ‬وبعثة‭ ‬مجموعة‭ ‬تنمية‭ ‬الجنوب‭ ‬الإفريقي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭.‬

    وقال‭ ‬فوركيلها‭ ‬لمنبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭: ‬“أعتقد‭ ‬أنَّ‭ ‬المنهجية‭ ‬التي‭ ‬اتبعها‭ ‬الجانب‭ ‬الحكومي‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬كانت‭ ‬خاطئة‭ ‬منذ‭ ‬البداية،‭ ‬وكان‭ ‬الأوان‭ ‬قد‭ ‬فات‭ ‬بالفعل‭ ‬حين‭ ‬أدركت‭ ‬الحكومة‭ ‬أنَّ‭ ‬الدولة‭ ‬تواجه‭ ‬مشكلة‭ ‬خطيرة‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالتشدد‭ ‬الإسلامي‭ ‬والإرهاب‭.‬”

    بذور‭ ‬التطرف

    يرى‭ ‬كثيرون‭ ‬أنَّ‭ ‬هجوم‭ ‬تشرين‭ ‬الأول‭/‬أكتوبر‭ ‬2017‭ ‬يعتبر‭ ‬أول‭ ‬هجوم‭ ‬منظم‭ ‬ومنسق‭ ‬لجماعة‭ ‬أنصار‭ ‬السنة،‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أول‭ ‬حالة‭ ‬عنف‭ ‬في‭ ‬كابو‭ ‬ديلجادو‭ ‬أو‭ ‬أول‭ ‬بادرة‭ ‬على‭ ‬انتشار‭ ‬التعاليم‭ ‬الإسلامية‭ ‬المتطرفة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

    فقد‭ ‬ظهرت‭ ‬جماعة‭ ‬أنصار‭ ‬السنة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬بالاعتداء‭ ‬على‭ ‬المسلمين‭ ‬المحليين،‭ ‬ويشير‭ ‬الفيلم‭ ‬الوثائقي‭ ‬لبرنامج‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬آي‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أنَّ‭ ‬القيادات‭ ‬المحلية‭ ‬كانت‭ ‬تدق‭ ‬ناقوس‭ ‬الخطر‭ ‬إزاء‭ ‬زحف‭ ‬شكل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬التعاليم‭ ‬الإسلامية‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2015‭.‬

    هذا المخيم المخصص للنازحين في مركز ميتوج بكابو ديلجادو يأوي نحو 30,000 نازح في أيَّار/مايو 2021، وهو عدد ضئيل من النازحين بسبب المتمردين.

    فقد‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الفيلم‭ ‬أنَّ‭ ‬عمدة‭ ‬موسيمبوا‭ ‬دا‭ ‬برايا‭ ‬أعلن‭ ‬أنَّ‭ ‬جماعة‭ ‬تدعى‭ ‬‮«‬الشباب‮»‬‭ ‬كانت‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تجنيد‭ ‬شباب‭ ‬المنطقة،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬يهدد‭ ‬حالة‭ ‬السلام‭ ‬التي‭ ‬تنعم‭ ‬بها‭. ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬بعام،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬قال‭ ‬مدير‭ ‬مدرسة‭ ‬لإذاعة‭ ‬‮«‬راديو‭ ‬ناسيدجي‮»‬‭ ‬إنَّ‭ ‬الحضور‭ ‬في‭ ‬مدرسته‭ ‬تضاءل،‭ ‬وألقى‭ ‬باللوم‭ ‬على‭ ‬فرقة‭ ‬إسلامية‭ ‬تقول‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬طائل‭ ‬من‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭.‬

    وأرسل‭ ‬أحد‭ ‬شيوخ‭ ‬القبائل‭ ‬المحليين‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬قائمة‭ ‬مخاوف‭ ‬للمجلس‭ ‬الإسلامي‭ ‬المحلي‭ ‬تتضمن‭ ‬أشياءً‭ ‬غريبة‭ ‬يعظ‭ ‬بها‭ ‬المتمردون؛‭ ‬إذ‭ ‬أمروا‭ ‬المصلين‭ ‬بالصلاة‭ ‬بأحذيتهم،‭ ‬وعدم‭ ‬حمل‭ ‬بطاقات‭ ‬الهوية،‭ ‬وتجنب‭ ‬المدارس‭ ‬التي‭ ‬ترعاها‭ ‬الدولة،‭ ‬ونبذ‭ ‬العلم‭ ‬الوطني‭ ‬والمناسبات‭ ‬الوطنية‭. ‬وقال‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬هيئة‭ ‬الإذاعة‭ ‬البريطانية‭: ‬“جندوا‭ ‬المسلمين‭ ‬غير‭ ‬الواعين‭ ‬والأميين‭ ‬والفقراء‭.‬”

    وقال‭ ‬فوركيلها‭ ‬لهيئة‭ ‬الإذاعة‭ ‬البريطانية‭: ‬“‭ ‬كانت‭ ‬القيادات‭ ‬الإسلامية‭ ‬تحذر‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬وذهب‭ ‬بعضهم‭ ‬لمقابلة‭ ‬المسؤولين‭ ‬المحليين‭ ‬ليقولوا‭ ‬لهم‭: ‬اعلموا‭ ‬أننا‭ ‬نواجه‭ ‬عدة‭ ‬تحديات‭ ‬في‭ ‬مساجدنا‭ ‬المحلية؛‭ ‬فلدينا‭ ‬أناس‭ ‬يأتون‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬وبالأخص‭ ‬شباب،‭ ‬يحاولون‭ ‬نشر‭ ‬شكل‭ ‬شديد‭ ‬التطرف‭ ‬من‭ ‬الإسلام‭. ‬ولم‭ ‬تتخذ‭ ‬الحكومة‭ ‬إجراءات‭ ‬واضحة‭ ‬بجلاء‭.. ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مكافحة‭ ‬تلك‭ ‬الجماعة‭ ‬في‭ ‬البداية‭.‬”

    التأثيرات‭ ‬الخارجية

    لطالما‭ ‬عانت‭ ‬محافظة‭ ‬كابو‭ ‬ديلجادو‭ ‬والمناطق‭ ‬المحيطة‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬تقاعس‭ ‬الحكومة،‭ ‬بيد‭ ‬أنَّ‭ ‬نفراً‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬يرون‭ ‬أنَّ‭ ‬جذور‭ ‬الإسلام‭ ‬المتشدد‭ ‬قد‭ ‬تمتد‭ ‬خارج‭ ‬المنطقة‭ ‬وعبر‭ ‬الحدود‭ ‬إلى‭ ‬تنزانيا‭ ‬وأماكن‭ ‬أخرى‭. ‬أجرى‭ ‬مركز‭ ‬إفريقيا‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬ندوة‭ ‬إلكترونية‭ ‬في‭ ‬تشرين‭ ‬الأول‭/‬أكتوبر‭ ‬2021‭ ‬لمناقشة‭ ‬جذور‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬كابو‭ ‬ديلجادو‭. ‬

    أشار‭ ‬خلالها‭ ‬السيد‭ ‬دينو‭ ‬مهتاني،‭ ‬نائب‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬إفريقيا‭ ‬بمجموعة‭ ‬الأزمات‭ ‬الدولية‭ ‬آنذاك،‭ ‬إلى‭ ‬الحملات‭ ‬القمعية‭ ‬على‭ ‬المتشددين‭ ‬الإسلاميين‭ ‬في‭ ‬تنزانيا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬وربما‭ ‬دفعت‭ ‬هذه‭ ‬الحملات‭ ‬هؤلاء‭ ‬المتشددين‭ ‬إلى‭ ‬موزمبيق،‭ ‬حيث‭ ‬اندمجوا‭ ‬مع‭ ‬المتطرفين‭ ‬بها‭.‬

    ‭ ‬وذكر‭ ‬مهتاني‭ ‬أنَّ‭ ‬حملات‭ ‬القمع‭ ‬استهدفت‭ ‬المنتسبين‭ ‬“لأفرع‭ ‬القاعدة‭ ‬على‭ ‬الساحل‭ ‬السواحلي”‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬الصومال،‭ ‬ومروراً‭ ‬بكينيا‭ ‬وتنزانيا،‭ ‬ووصولاً‭ ‬إلى‭ ‬موزمبيق‭. ‬وأضاف‭ ‬أنَّ‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬يحاول‭ ‬‮«‬اقتحام‮»‬‭ ‬الشبكة‭ ‬وإدخالها‭ ‬تحت‭ ‬لوائه‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬بالفعل‭ ‬جماعة‭ ‬‮«‬تحالف‭ ‬القوى‭ ‬الديمقراطية‮»‬‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬الكونغو‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬وتكشف‭ ‬الأبحاث‭ ‬أنَّ‭ ‬التنزانيين‭ ‬المجندين‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬يظهرون‭ ‬في‭ ‬معسكرات‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬الكونغو‭ ‬الديمقراطية‭ ‬ثمَّ‭ ‬في‭ ‬كابو‭ ‬ديلجادو‭: ‬“لذلك‭ ‬هناك‭ ‬ذهاب‭ ‬وإياب‭ ‬لشباب‭ ‬الساحل‭ ‬السواحلي‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬العنيف‭ ‬في‭ ‬كابو‭ ‬ديلجادو‭ ‬وفي‭ ‬شرق‭ ‬الكونغو‭.‬”

    يتفق‭ ‬الدكتور‭ ‬أدريانو‭ ‬ألفريدو‭ ‬نوفونجا،‭ ‬مدير‭ ‬مركز‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والتنمية،‭ ‬وهو‭ ‬إحدى‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬غير‭ ‬الربحية‭ ‬في‭ ‬موزمبيق،‭ ‬على‭ ‬أنَّ‭ ‬التأثيرات‭ ‬الخارجية‭ ‬شكلت‭ ‬تمرد‭ ‬كابو‭ ‬ديلجادو‭.‬

    مواطنة تحمل طفلاً وسط أطلال قرية أحرقها المتمردون خارج ماكوميا في محافظة كابو ديلجادو بموزمبيق.

    وذكر‭ ‬خلال‭ ‬الندوة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬أنَّ‭ ‬المنطقة‭ ‬لطالما‭ ‬تعرَّضت‭ ‬للتهميش‭ ‬والإهمال‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الحكومة‭ ‬المركزية،‭ ‬وقال‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مترجم‭ ‬شفهي‭: ‬“النسيج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بأكمله‭ ‬المتسبب‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬مرتبط‭ ‬بالمشكلات‭ ‬المحلية؛‭ ‬بيد‭ ‬أنَّ‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬الوحشية‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬المتمردون،‭ ‬كقطع‭ ‬الرؤوس‭ ‬وبتر‭ ‬الأطراف،‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أساليب‭ ‬إرهابية‭ ‬مستوردة‭ ‬إلى‭ ‬كابو‭ ‬ديلجادو‭ ‬من‭ ‬الخارج‭.‬”

    ما‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬اتخاذها؟

    يتفق‭ ‬فوركيلها‭ ‬على‭ ‬أنَّ‭ ‬أعداداً‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المتطرفين‭ ‬عبروا‭ ‬الحدود‭ ‬من‭ ‬تنزانيا،‭ ‬وقال‭ ‬لمنبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭: ‬“إنَّ‭ ‬مما‭ ‬يثير‭ ‬الدهشة‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬أنَّ‭ ‬الحكومة‭ ‬استغرقت‭ ‬وقتاً‭ ‬طويلاً‭ ‬للتعاون‭ ‬مع‭ ‬تنزانيا‭ ‬مثلاً‭.‬”‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬بإمكان‭ ‬موزمبيق‭ ‬أن‭ ‬تتعلم‭ ‬المزيد‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬يمكنها‭ ‬توقعه‭ ‬وسبل‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التمرد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬كينيا‭ ‬وتنزانيا‭ ‬وأوغندا،‭ ‬وكلها‭ ‬واجهت‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سنوات‭.‬

    وينصح‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬تحديات‭ ‬مماثلة‭ ‬بأن‭ ‬تأخذ‭ ‬التهديدات‭ ‬المحتملة‭ ‬على‭ ‬محمل‭ ‬الجد‭ ‬منذ‭ ‬البداية،‭ ‬ويتضمن‭ ‬ذلك‭ ‬حسن‭ ‬استخدام‭ ‬أجهزة‭ ‬مخابرات‭ ‬الدولة‭ ‬والسعي‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬تمتع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬بالقوة‭ ‬الكافية‭ ‬لمساعدة‭ ‬المواطنين‭ ‬على‭ ‬الصمود‭ ‬وتوفير‭ ‬الفرص‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لهم‭.‬

    ويرى‭ ‬أنَّ‭ ‬الحكومة‭ ‬الموزمبيقية‭ ‬إذا‭ ‬اتخذت‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬الحريص‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬منذ‭ ‬البداية،‭ ‬فلربما‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬منع‭ ‬المتمردين‭ ‬من‭ ‬ترسيخ‭ ‬أقدامهم‭ ‬بهذه‭ ‬القوة‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬المنطقة‭ ‬وتسببهم‭ ‬في‭ ‬نزوح‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬وجملة‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬الأخرى‭.‬

    أجرى‭ ‬فوركيلها‭ ‬استبيانات‭ ‬وأبحاثاً‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المتضرِّرة‭ ‬من‭ ‬كابو‭ ‬ديلجادو،‭ ‬وكان‭ ‬يتواجد‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭/‬يناير‭ ‬2022،‭ ‬وتحدث‭ ‬مع‭ ‬الأهالي‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬وميناء‭ ‬بيمبا‭ ‬عاصمة‭ ‬المحافظة‭. ‬وذكر‭ ‬أنَّ‭ ‬الأهالي‭ ‬أخبروه‭ ‬بأنهم‭ ‬“ما‭ ‬زالوا‭ ‬يتعرَّضون‭ ‬لهجمات‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المواقع”،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬قوات‭ ‬مسلحة‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسيات؛‭ ‬إذ‭ ‬تعمل‭ ‬مجموعات‭ ‬صغيرة‭ ‬من‭ ‬المتمردين‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬استهداف‭ ‬قرىً‭ ‬صغيرة‭ ‬للهجوم‭ ‬عليها،‭ ‬وستجد‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬صعوبة‭ ‬بالغة‭ ‬وستستغرق‭ ‬وقتاً‭ ‬أطول‭ ‬لقتالهم،‭ ‬وقال‭ ‬إنَّ‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬الوضع‭ ‬الأمني‭ ‬“لكنها‭ ‬لن‭ ‬تقضي‭ ‬على‭ ‬التمرد‭ ‬نفسه‭.‬”

    أحد عناصر الجيش الرواندي، جزء من 1,000 فرد من قوات الجيش والشرطة، يتولى مهام الحراسة بالقرب من بالما في كابو ديلجادو في أيلول/سبتمبر 2021.

    لجأت‭ ‬موزمبيق‭ ‬قبل‭ ‬تدخل‭ ‬القوات‭ ‬الرواندية‭ ‬وقوات‭ ‬بعثة‭ ‬مجموعة‭ ‬تنمية‭ ‬الجنوب‭ ‬الإفريقي‭ ‬إلى‭ ‬الشركات‭ ‬العسكرية‭ ‬الخاصة‭: ‬مجموعة‭ ‬فاغنر‭ ‬الروسية‭ ‬الشهيرة‭ ‬بأفعالها‭ ‬النكراء‭ ‬أولاً،‭ ‬ثمَّ‭ ‬مجموعة‭ ‬دايك‭ ‬الاستشارية‭ ‬التي‭ ‬يوجد‭ ‬مقرها‭ ‬بجنوب‭ ‬إفريقيا‭. ‬ورحلت‭ ‬قوات‭ ‬فاغنر‭ ‬بعد‭ ‬تكبدها‭ ‬خسائر‭ ‬فادحة،‭ ‬ورحلت‭ ‬دايك‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬عقدها‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬عام‭ ‬2021‭. ‬اتفق‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬الندوة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬على‭ ‬أنَّ‭ ‬التدخل‭ ‬العسكري‭ ‬وحده‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬يقضي‭ ‬على‭ ‬تمرد‭ ‬موزمبيق‭.‬

    فقد‭ ‬عقد‭ ‬السيد‭ ‬إدريس‭ ‬لالالي،‭ ‬رئيس‭ ‬وحدة‭ ‬التنبيه‭ ‬والوقاية‭ ‬بالمركز‭ ‬الإفريقي‭ ‬للدراسات‭ ‬والبحوث‭ ‬حول‭ ‬الإرهاب،‭ ‬مقارنة‭ ‬بين‭ ‬موزمبيق‭ ‬وما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬مالي‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2012‭. ‬فيجب‭ ‬على‭ ‬موزمبيق‭ ‬“إعادة‭ ‬تأسيس‭ ‬وجود‭ ‬الدولة”‭ ‬وبناء‭ ‬جسور‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬الدولة‭ ‬وقطاع‭ ‬الأمن‭ ‬والشعب‭ ‬اللذين‭ ‬يخدمانه‭.‬

    وقال‭ ‬لالالي‭ ‬للمشاركين‭ ‬في‭ ‬الندوة‭: ‬“إذا‭ ‬تقاعستم‭ ‬عن‭ ‬تنمية‭ ‬أجزاء‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬بلدكم،‭ ‬فستنهار‭ ‬وتطاردكم‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬أو‭ ‬أخرى؛‭ ‬وأعتقد‭ ‬أنَّ‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬مالي‭ ‬يحدث‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬موزمبيق‭.‬”

    وقال‭ ‬فوركيلها‭ ‬إنَّ‭ ‬موزمبيق‭ ‬سيتعين‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التفاعلات‭ ‬الداخلية‭ ‬مع‭ ‬توجيه‭ ‬الجهود‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تعالج‭ ‬الفقر‭ ‬ونقص‭ ‬فرص‭ ‬العمل،‭ ‬ومن‭ ‬شأن‭ ‬ذلك‭ ‬إحراز‭ ‬تقدم‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬للشباب‭ ‬فلا‭ ‬يتمكن‭ ‬المتطرفون‭ ‬من‭ ‬تجنيدهم،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬إيصال‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬إلى‭ ‬المحافظات‭ ‬المجاورة‭ ‬مثل‭ ‬نامبولا‭ ‬ونياسا‭ ‬وزامبيزيا‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬ظروف‭ ‬مماثلة‭.‬

    يؤكد‭ ‬البعد‭ ‬الخارجي‭ ‬لعلاقات‭ ‬أنصار‭ ‬السنة‭ ‬بالتنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬الدولية‭ ‬كداعش‭ ‬وشبكات‭ ‬شرق‭ ‬إفريقيا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬البلدان‭ ‬الأخرى‭. ‬وذكر‭ ‬فوركيلها‭ ‬أنَّ‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬إعلان‭ ‬مسؤوليته‭ ‬عن‭ ‬هجمات‭ ‬شنها‭ ‬المتمردون‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019‭: ‬“فالعلاقة‭ ‬موجودة‭ ‬إذن،‭ ‬ولا‭ ‬يسعنا‭ ‬إنكارها‭.‬”

    ويقول‭: ‬“لا‭ ‬أعتقد‭ ‬أنَّ‭ ‬دولة‭ ‬بمفردها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتشدد‭ ‬الإسلامي،‭ ‬أو‭ ‬أياً‭ ‬ما‭ ‬كان،‭ ‬دون‭ ‬تعاونها‭ ‬مع‭ ‬بلدان‭ ‬أخرى،‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬أخرى،‭ ‬مع‭ ‬أمم‭ ‬أخرى؛‭ ‬لأنه‭ ‬بات‭ ‬ضرباً‭ ‬من‭ ‬الظواهر‭ ‬العالمية،‭ ‬والتهديدات‭ ‬العالمية،‭ ‬ولا‭ ‬بدَّ‭ ‬من‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭. ‬ولذا‭ ‬ينبغي‭ ‬أخذ‭ ‬عنصر‭ ‬التعاون‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬لما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭.‬”‭  ‬q

    الإرهاب التطرف بعثة القوة الاحتياطية في موزمبيق موزمبيق
    شاركها. فيسبوك تويتر بينتيريست لينكدإن Tumblr البريد الإلكتروني
    السابقإسكات المعارضة
    التالي التعاون في حرب لا حدود لها

    المقالات ذات الصلة

    «الصحفيون الأشباح».. سلاح جديد في حملة روسيا لبسط نفوذها في إفريقيا

    مايو 6, 2025

    وسط اشتداد العنف والتطرف.. بوركينا فاسو تكمم أفواه المنتقدين

    مايو 6, 2025

    قوات دفاع بونتلاند تضرب المثل في استعادة الأراضي من قبضة داعش

    مايو 6, 2025

    التعليقات مغلقة.

    اتصل بنا
    • Facebook
    • Instagram
    • Pinterest
    • Twitter
    V18N1
    Africa Defense Forum
    فيسبوك X (Twitter) الانستغرام بينتيريست
    • English (الإنجليزية)
    • Français (الفرنسية)
    • العربية
    • Português (البرتغالية ، البرتغال)
    © 2025 Africa Defense Forum. All Rights Reserved.

    اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter

    Privacy Policy