Africa Defense Forum
Africa Defense Forum

جماعات الأمن الأهلية النيجيرية

نيجيريا تستعين بالحرَّاس المدنيين في ظل هجمات المتطرفين وقطَّاع الطرق.

أسرة‭ ‬منبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريق

كان طلبة‭ ‬كلية‭ ‬العلوم‭ ‬الحكومية‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬النيجر‭ ‬بنيجيريا‭ ‬ينامون‭ ‬ذات‭ ‬ليلة‭ ‬من‭ ‬ليالي‭ ‬شباط‭/ ‬فبراير‭ ‬2021،‭ ‬وإذا‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬مسلحاً‭ ‬من‭ ‬غابة‭ ‬قريبة‭ ‬يغيرون‭ ‬على‭ ‬حرم‭ ‬كليتهم،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬يوجد‭ ‬سوى‭ ‬فرد‭ ‬أمن‭ ‬واحد‭ ‬لمقاومتهم‭.‬

ومع‭ ‬أنَّ‭ ‬مركز‭ ‬الشرطة‭ ‬كان‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬مسيرة‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬3‭ ‬كيلومترات،‭ ‬فقد‭ ‬جاب‭ ‬الغزاة‭ ‬حرم‭ ‬الكلية‭ ‬لمدة‭ ‬ثلاث‭ ‬ساعات‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعترض‭ ‬أحد‭ ‬سبيلهم،‭ ‬ثمَّ‭ ‬فروا‭ ‬عائدين‭ ‬إلى‭ ‬الغابة،‭ ‬محتجزين‭ ‬42‭ ‬رهينة،‭ ‬معظمهم‭ ‬من‭ ‬الفتيان‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬15‭ ‬عاماً،‭ ‬نقلاً‭ ‬عن‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬أفريكا‭ ‬ريبورت‮»‬‭.‬

أثار‭ ‬هذا‭ ‬الغزو‭ ‬ضجة‭ ‬وطنية،‭ ‬وكان‭ ‬أشبه‭ ‬باختطاف‭ ‬276‭ ‬فتاة‭ ‬من‭ ‬مدرسة‭ ‬تشيبوك‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬جماعة‭ ‬بوكو‭ ‬حرام‭ ‬المتطرفة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014،‭ ‬واختطاف‭ ‬317‭ ‬فتاة‭ ‬من‭ ‬مدرسة‭ ‬ثانوية‭ ‬بولاية‭ ‬زمفرة‭ ‬في‭ ‬شباط‭/ ‬فبراير‭ ‬2021،‭ ‬وحالات‭ ‬احتجاز‭ ‬رهائن‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‭.‬

ولكن‭ ‬على‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬الاختطاف‭ ‬هذه،‭ ‬فقد‭ ‬انتهت‭ ‬حادثة‭ ‬ولاية‭ ‬النيجر‭ ‬بسرعة‭ ‬نسبية،‭ ‬إذ‭ ‬أرسل‭ ‬الحاكم‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭ ‬ساني‭ ‬بيلو‭ ‬إحدى‭ ‬جماعات‭ ‬الأمن‭ ‬الأهلية‭ ‬المحلية‭ ‬إلى‭ ‬الغابات‭ ‬في‭ ‬مهمة‭ ‬بحث‭ ‬وإنقاذ،‭ ‬وأطلق‭ ‬الخاطفون‭ ‬سراح‭ ‬معظم‭ ‬أسراهم‭ ‬خلال‭ ‬10‭ ‬أيام‭.‬

بلغ‭ ‬من‭ ‬شيوع‭ ‬الهجمات‭ ‬التي‭ ‬يشنها‭ ‬قطَّاع‭ ‬الطرق‭ ‬المسلحون‭ ‬والمتطرفون‭ ‬في‭ ‬بقاع‭ ‬من‭ ‬نيجيريا‭ ‬أنَّ‭ ‬شكل‭ ‬المدنيون‭ ‬جماعات‭ ‬أمن‭ ‬أهلية‭ ‬لتدعيم‭ ‬صفوف‭ ‬رجال‭ ‬الجيش‭ ‬والشرطة‭ ‬الذين‭ ‬تقل‭ ‬أعدادهم‭ ‬عن‭ ‬أعداد‭ ‬هؤلاء‭ ‬المجرمين‭.‬

أكثر من 3,000 نازح يعيشون في خيام في بلدة أنكا الواقعة شمال غربي نيجيريا؛ وقطَّاع الطرق أرهبوا المنطقة. وكالة الأنباء الفرنسية/صور غيتي

تتعرَّض‭ ‬جماعات‭ ‬الأمن‭ ‬الأهلية‭ ‬هذه‭ ‬لمخاطر‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬يتعرَّض‭ ‬لها‭ ‬نظيرتها‭ ‬الرسمية؛‭ ‬إذ‭ ‬قتلت‭ ‬عصابات‭ ‬إجرامية‭ ‬في‭ ‬آذار‭/‬مارس‭ ‬2021‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬جماعات‭ ‬الأمن‭ ‬الأهلية‭ ‬وأحد‭ ‬عناصر‭ ‬الجيش‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬نيجيريا،‭ ‬وأطلق‭ ‬عشرات‭ ‬من‭ ‬قطَّاع‭ ‬الطرق‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬دراجات‭ ‬نارية‭ ‬النار‭ ‬على‭ ‬عناصر‭ ‬جماعات‭ ‬أمن‭ ‬أهلية‭ ‬في‭ ‬كمين‭ ‬بمنطقة‭ ‬ماريجا‭ ‬الحكومية‭ ‬المحلية‭ ‬بولاية‭ ‬النيجر،‭ ‬وكانت‭ ‬تلك‭ ‬العناصر‭ ‬تتقفى‭ ‬أثر‭ ‬قطَّاع‭ ‬الطرق‭ ‬الذين‭ ‬هاجموا‭ ‬نقطة‭ ‬عسكرية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

كان‭ ‬الهدف‭ ‬الأصلي‭ ‬لبوكو‭ ‬حرام،‭ ‬التي‭ ‬تشكلت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2002،‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬فرض‭ ‬شكل‭ ‬متعصب‭ ‬من‭ ‬‮«‬صحيح‮»‬‭ ‬الإسلام‭ ‬شمالي‭ ‬نيجيريا‭ ‬وغايتها‭ ‬الإطاحة‭ ‬بالحكومة‭ ‬النيجيرية‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭. ‬وقد‭ ‬بدأ‭ ‬التمرد‭ ‬الحالي‭ ‬للجماعة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2009،‭ ‬وقتل‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬36‭,‬000‭ ‬مواطن‭ ‬وأجبر‭ ‬ما‭ ‬يُقدَّر‭ ‬بنحو‭ ‬2‭.‬3‭ ‬مليون‭ ‬آخرين‭ ‬على‭ ‬ترك‭ ‬منازلهم‭.‬

كشف‭ ‬مركز‭ ‬إفريقيا‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬أنَّ‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬المرتبطة‭ ‬بجماعة‭ ‬بوكو‭ ‬حرام‭ ‬وفرعها،‭ ‬أي‭ ‬ولاية‭ ‬تنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬تضاعفت‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬وذلك‭ ‬حين‭ ‬شنَّت‭ ‬الحكومة‭ ‬هجوماً‭ ‬موسعاً‭ ‬لطرد‭ ‬الجماعتين‭. ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬والمركز‭ ‬يلاحظ‭ ‬أنَّ‭ ‬الجماعتين‭ ‬تركزان‭ ‬على‭ ‬المناطق‭ ‬منخفضة‭ ‬الكثافة‭ ‬السكانية‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬بورنو،‭ ‬ومنها‭ ‬غابة‭ ‬سامبيسا‭ ‬الوعرة‭ ‬المتاخمة‭ ‬للجبال‭ ‬الواقعة‭ ‬شمال‭ ‬غربي‭ ‬الكاميرون‭ ‬ومستنقعات‭ ‬فيركي‭ (‬القطن‭ ‬الأسود‭) ‬الواقعة‭ ‬جنوبي‭ ‬وجنوب‭ ‬غربي‭ ‬بحيرة‭ ‬تشاد‭.‬

إلَّا‭ ‬أنَّ‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة‭ ‬ليست‭ ‬المشكلة‭ ‬الوحيدة‭. ‬فالعصابات‭ ‬الإجرامية‭ ‬تجوب‭ ‬شمال‭ ‬غربي‭ ‬ووسط‭ ‬نيجيريا،‭ ‬وتسرق‭ ‬الماشية،‭ ‬وتختطف‭ ‬المواطنين‭ ‬للمطالبة‭ ‬بفدية،‭ ‬وتقتلهم،‭ ‬وتنهب‭ ‬أموالهم،‭ ‬وتصيبهم‭ ‬بعاهات‭ ‬مستديمة،‭ ‬وتضرم‭ ‬النيران‭ ‬في‭ ‬منازلهم،‭ ‬ولا‭ ‬تتبنى‭ ‬أيديولوجية‭ ‬بعينها،‭ ‬ولا‭ ‬تلهث‭ ‬إلَّا‭ ‬وراء‭ ‬المال،‭ ‬وتتزايد‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬القلق‭ ‬حيال‭ ‬تسللها‭ ‬بتدبير‭ ‬متطرفين‭ ‬من‭ ‬الشمال‭.‬

مشكلة‭ ‬تتعلق‭ ‬بالحجم

لم‭ ‬تتمكن‭ ‬الشرطة‭ ‬والجيش‭ ‬من‭ ‬التصدِّي‭ ‬للتطرف‭ ‬وقطع‭ ‬الطرق‭ ‬والعنف‭ ‬الطائفي،‭ ‬بيد‭ ‬أنَّ‭ ‬المراقبين‭ ‬يقولون‭ ‬إنَّ‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬خطأهما‭ ‬دون‭ ‬سواهما؛‭ ‬فنيجيريا‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬مشكلة‭ ‬تتعلق‭ ‬بالحجم،‭ ‬فمع‭ ‬أنها‭ ‬الدولة‭ ‬الرابعة‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المساحة‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬فهي‭ ‬أكبر‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬وصاحبة‭ ‬أكبر‭ ‬اقتصاد‭ ‬فيها،‭ ‬وتضم‭ ‬ولاياتها‭ ‬وعددها‭ ‬36‭ ‬ولاية‭ ‬أغلبية‭ ‬مسيحية‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬وأغلبية‭ ‬مسلمة‭ ‬في‭ ‬الشمال،‭ ‬وهي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أثرى‭ ‬البلدان‭ ‬بالتنوع‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬إذ‭ ‬تضم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬لغة‭ ‬و300‭ ‬طائفة‭ ‬عرقية،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬تضاريسها‭ ‬وعرة،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬خلال‭ ‬موسم‭ ‬الأمطار‭.‬

وهنالك‭ ‬أيضاً‭ ‬مشكلة‭ ‬الأعداد؛‭ ‬ذلك‭ ‬لأن‭ ‬نسبة‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬إلى‭ ‬المدنيين‭ ‬أقل‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬توصيات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬كما‭ ‬تتحدث‭ ‬وكالة‭ ‬أنباء‭ ‬‮«‬نيو‭ ‬هيومانيتيريان‮»‬‭ ‬عن‭ ‬“نقص‭ ‬العتاد،‭ ‬وضعف‭ ‬التدريب،‭ ‬وانخفاض‭ ‬الروح‭ ‬المعنوية‭ ‬لرجل‭ ‬الشرطة‭ ‬العادي”‭ ‬في‭ ‬أجهزة‭ ‬الشرطة‭ ‬النيجيرية‭.‬

ولجأت‭ ‬الحكومة‭ ‬الاتحادية‭ ‬إلى‭ ‬قواتها‭ ‬المسلحة‭ ‬لمساعدتها،‭ ‬لكنها‭ ‬تعاني‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬قلة‭ ‬عناصرها‭ ‬وتنشغل‭ ‬بالصراع‭ ‬الدائر‭ ‬شمال‭ ‬شرقي‭ ‬البلاد،‭ ‬كما‭ ‬أنَّ‭ ‬رجال‭ ‬الجيش‭ ‬غير‭ ‬مدرَّبين‭ ‬على‭ ‬تأدية‭ ‬المهام‭ ‬الشرطية؛‭ ‬فتقول‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬نيو‭ ‬هيومانيتيريان‮»‬‭: ‬“وهذا‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬جميعاً‭ ‬يطلقون‭ ‬النار‭ ‬باستمرار‭ ‬للقتل،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬إفلات‭ ‬شبه‭ ‬تام‭ ‬من‭ ‬العقاب‭.‬”

وقد‭ ‬أسفرت‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬عن‭ ‬تشكيل‭ ‬جماعات‭ ‬الأمن‭ ‬الأهلية؛‭ ‬أي‭ ‬مواطنين‭ ‬يطبقون‭ ‬القانون‭ ‬بأيديهم‭. ‬وتشكل‭ ‬جماعات‭ ‬الأمن‭ ‬الأهلية‭ ‬تهديداً‭ ‬للأمن‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬لكنها‭ ‬باتت‭ ‬ضرورة‭ ‬تقرها‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬بقاع‭ ‬من‭ ‬نيجيريا‭.‬

حارس أمن كان حاملاً بندقيته في الخدمة حين اختطف مسلحون أكثر من 300 فتاة شمالي نيجيريا يوم 1 آذار/مارس 2021؛ وتفوق المسلحون على رجال الشرطة وجماعة الأمن الأهلية. آسوشييتد بريس

مشكلة‭ ‬متنامية

تتفاقم‭ ‬المشكلة‭ ‬يوماً‭ ‬تلو‭ ‬الآخر،‭ ‬فقد‭ ‬أفاد‭ ‬معهد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬للسلام‭ ‬أنَّ‭ ‬معدَّل‭ ‬عمليات‭ ‬الاختطاف‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬نيجيريا‭ ‬ارتفع‭ ‬بنسبة‭ ‬169٪‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬وحتى‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2020‭.‬

وفي‭ ‬تقرير‭ ‬منشور‭ ‬على‭ ‬موقعه‭ ‬الإلكتروني‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬ست‭ ‬طرق‭ ‬بديلة‭ ‬لقياس‭ ‬مستويات‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‮»‬،‭ ‬خلص‭ ‬المعهد‭ ‬إلى‭ ‬أنَّ‭ ‬تزايد‭ ‬مستوى‭ ‬غياب‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬ضعف‭ ‬أداء‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية،‭ ‬وهذا‭ ‬بدوره‭ ‬دفع‭ ‬النيجيريين‭ ‬للجوء‭ ‬إلى‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬بأيديهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تشكيل‭ ‬جماعات‭ ‬الأمن‭ ‬الأهلية‭.‬

ويقول‭ ‬التقرير‭: ‬“تبدو‭ ‬نيجيريا‭ ‬مبتلاة‭ ‬بأعمال‭ ‬العنف‭ ‬عند‭ ‬قياس‭ ‬الوضع‭ ‬بعدد‭ ‬القتلى؛‭ ‬وتسببت‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬شيوع‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬بعض‭ ‬المقاييس‭.‬”

واستخدم‭ ‬تقرير‭ ‬المعهد‭ ‬بحثاً‭ ‬تناول‭ ‬أربع‭ ‬ولايات‭ ‬نيجيرية،‭ ‬وأشار‭ ‬التقرير‭ ‬إلى‭ ‬أنَّ‭ ‬المواطنين‭ ‬الذين‭ ‬استنجدوا‭ ‬بالشرطة‭ ‬تحدثوا‭ ‬عن‭ ‬نتائج‭ ‬مخيبة‭ ‬للآمال،‭ ‬إذ‭ ‬ذكر‭ ‬نسبة‭ ‬64٪‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬الاستبيانات‭ ‬أنَّ‭ ‬التجربة‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬صعبة‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬صعبة‭ ‬للغاية‮»‬‭.‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬التقرير‭: ‬“ثمة‭ ‬دعم‭ ‬قوي‭ ‬لجماعات‭ ‬الأمن‭ ‬الأهلية؛‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنَّ‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬المراقبين‭ ‬لديهم‭ ‬مخاوف‭ ‬بشأن‭ ‬مساءلة‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬وانضباطها،‭ ‬مع‭ ‬الإشراف‭ ‬المحدود‭ ‬على‭ ‬أنشطتها،‭ ‬فإنَّ‭ ‬النيجيريين‭ ‬الذين‭ ‬شاركوا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البحث‭ ‬يعبرون‭ ‬عن‭ ‬دعمهم‭ ‬القوي‭ ‬لجماعات‭ ‬الأمن‭ ‬الأهلية‭. ‬فقد‭ ‬وافق‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثمانية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬10‭ ‬مشاركين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الولايات‭ ‬التي‭ ‬شملتها‭ ‬الاستبيانات‭ ‬على‭ ‬أنَّ‭ ‬‮«‬لجماعات‭ ‬الأمن‭ ‬الأهلية‭ ‬مساهمة‭ ‬إيجابية‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‮»‬‭.‬”

وذكر‭ ‬المعهد‭ ‬أنَّ‭ ‬نسبة‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬10٪‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬شعروا‭ ‬أنَّ‭ ‬لجماعات‭ ‬الأمن‭ ‬الأهلية‭ ‬تأثير‭ ‬سلبي‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬النيجيري،‭ ‬ومع‭ ‬أنَّ‭ ‬استبيانات‭ ‬المعهد‭ ‬لم‭ ‬تشمل‭ ‬إلَّا‭ ‬أربعة‭ ‬ولايات‭ ‬من‭ ‬ولايات‭ ‬نيجيريا‭ ‬التي‭ ‬يبلغ‭ ‬عددها‭ ‬36‭ ‬ولاية،‭ ‬فيمكن‭ ‬تفسير‭ ‬النتائج‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تتسق‭ ‬مع‭ ‬سائر‭ ‬الدولة‭. ‬فقد‭ ‬كشفت‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬إس‭ ‬بي‭ ‬إم‭ ‬إنتلچَنس‮»‬‭ ‬الأمنية‭ ‬بلاغوس‭ ‬أنَّ‭ ‬590‭ ‬نيجيرياً‭ ‬لاقوا‭ ‬حتفهم‭ ‬في‭ ‬نيسان‭/‬أبريل‭ ‬2021‭ ‬في‭ ‬هجمات‭ ‬عنيفة‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد،‭ ‬باستثناء‭ ‬خمس‭ ‬ولايات‭ ‬فحسب‭.‬

مسلحون تابعون لجماعة أمن أهلية يفتشون المركبات في نقطة مرورية في يولا بنيجيريا. آسوشييتد بريس

سياسة‭ ‬وطنية

ما‭ ‬تزال‭ ‬الحكومة‭ ‬النيجيرية‭ ‬تتمسك‭ ‬بقدرة‭ ‬الشرطة‭ ‬والجيش‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬مواطنيها‭ ‬بدون‭ ‬قوات‭ ‬مساعدة‭ ‬ما‭ ‬إن‭ ‬توفرت‭ ‬لهما‭ ‬الموارد‭ ‬الكافية،‭ ‬بيد‭ ‬أنَّ‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يمثل‭ ‬رأي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬حكام‭ ‬ولايات‭ ‬الدولة‭ ‬وعددهم‭ ‬36‭ ‬حاكماً،‭ ‬فقد‭ ‬باتوا‭ ‬يهتمون‭ ‬بتشكيل‭ ‬جماعات‭ ‬الأمن‭ ‬الأهلية،‭ ‬بل‭ ‬أقروها‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬كثيرة‭.‬

ومن‭ ‬أمثلة‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬‮«‬فرقة‭ ‬العمل‭ ‬المدنية‭ ‬المشتركة‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تشكلت‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬بورنو‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2013،‭ ‬وبدأت‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬صائدي‭ ‬الطرائد‭ ‬المحليين‭ ‬الذين‭ ‬أرادوا‭ ‬حماية‭ ‬مجتمعاتهم،‭ ‬ولكن‭ ‬كما‭ ‬أشارت‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬كونڤرسيشن‮»‬‭ ‬الإخبارية،‭ ‬فسرعان‭ ‬ما‭ ‬أُدمجت‭ ‬فرقة‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬الجهود‭ ‬الحكومية‭ ‬الرسمية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الحركات‭ ‬المتمردة‭. ‬وقال‭ ‬خبراء‭ ‬لمجلة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬أنَّ‭ ‬فرقة‭ ‬العمل‭ ‬تضم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬26‭,‬000‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬ولايتي‭ ‬بورنو‭ ‬ويوكو،‭ ‬يحصل‭ ‬1‭,‬800‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬راتب‭ ‬شهري‭ ‬قدره‭ ‬50‭ ‬دولاراً‭ ‬أمريكياً‭.‬

استعانت‭ ‬فرقة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬السنين‭ ‬بإلمامها‭ ‬بالمجتمعات‭ ‬والتضاريس‭ ‬المحلية‭ ‬لاكتشاف‭ ‬عناصر‭ ‬بوكو‭ ‬حرام‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬هجماتها،‭ ‬وساهمت‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬مخيمات‭ ‬النازحين‭. ‬لكن‭ ‬شأن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬جماعات‭ ‬الأمن‭ ‬الأهلية،‭ ‬اتُهمت‭ ‬عناصر‭ ‬القوة‭ ‬كذلك‭ ‬بارتكاب‭ ‬انتهاكات،‭ ‬مثل‭ ‬جرائم‭ ‬القتل،‭ ‬واضطرت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬الضغط‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬لإنهاء‭ ‬ممارستها‭ ‬لتجنيد‭ ‬الأطفال‭.‬

لبعض‭ ‬جماعات‭ ‬الأمن‭ ‬الأهلية‭ ‬أصولها‭ ‬كقوات‭ ‬شرطية‭ ‬عينت‭ ‬نفسها‭ ‬بنفسها‭ ‬واكتسبت‭ ‬الشرعية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تأييد‭ ‬الحكومة‭ ‬لها؛‭ ‬فقد‭ ‬بدأت‭ ‬جماعة‭ ‬‮«‬باكاسي‭ ‬بويز‮»‬‭ ‬بالقيام‭ ‬بدوريات‭ ‬أمنية‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬أبا‭ ‬بولاية‭ ‬أبيا‭ ‬وتعمل‭ ‬الآن‭ ‬جنوب‭ ‬شرقي‭ ‬البلاد،‭ ‬وأعادت‭ ‬حكومة‭ ‬الولاية‭ ‬تسميتها‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬خدمة‭ ‬الأمن‭ ‬الأهلية‭ ‬بولاية‭ ‬أبيا‮»‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2000،‭ ‬ومنحتها‭ ‬المال‭ ‬والعتاد‭. ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬العام،‭ ‬دعا‭ ‬حاكم‭ ‬ولاية‭ ‬أنامبرا‭ ‬عناصر‭ ‬‮«‬باكاسي‭ ‬بويز‮»‬‭ ‬للتصدِّي‭ ‬لتزايد‭ ‬معدَّلات‭ ‬الجريمة‭ ‬في‭ ‬الولاية،‭ ‬وأقر‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الولاية‭ ‬قانوناً‭ ‬لإضفاء‭ ‬الشرعية‭ ‬على‭ ‬الجماعة‭ ‬تحت‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬خدمات‭ ‬الأمن‭ ‬الأهلية‭ ‬بأنامبرا‮»‬‭. ‬وحذت‭ ‬ولاية‭ ‬إيمو‭ ‬حذوها‭.‬

لم‭ ‬تلقَ‭ ‬جماعة‭ ‬‮«‬باكاسي‭ ‬بويز‮»‬‭ ‬استحسان‭ ‬الجميع،‭ ‬فقد‭ ‬أيدت‭ ‬المحكمة‭ ‬النيجيرية‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬حكم‭ ‬الإعدام‭ ‬الصادر‭ ‬بحق‭ ‬ثلاثة‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬الجماعة‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬ارتكاب‭ ‬جريمتي‭ ‬قتل‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2006،‭ ‬وذكرت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬بانش‮»‬‭ ‬النيجيرية‭ ‬أنَّ‭ ‬القاضية‭ ‬أمينة‭ ‬أوجي‭ ‬التي‭ ‬نطقت‭ ‬بحكم‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭ ‬قالت‭: ‬“ليست‭ ‬جماعة‭ ‬‮«‬باكاسي‭ ‬بويز‮»‬‭ ‬سوى‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬الخارجين‭ ‬عن‭ ‬القانون‭.‬”‭ ‬وقالت‭ ‬إنهم‭ ‬كانوا‭ ‬“أشخاص‭ ‬خارجين‭ ‬على‭ ‬القانون‭ ‬يعملون‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬القانون،‭ ‬ودنسوا‭ ‬قوانين‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬سعيهم‭ ‬غير‭ ‬القانوني‭ ‬والمضلل‭ ‬لإقامة‭ ‬العدل‭ ‬بقتل‭ ‬المجرمين‭ ‬المزعومين‭.‬”

لا‭ ‬‮«‬نموذج‮»‬‭ ‬للجماعات

لا‭ ‬يوجد‭ ‬‮«‬نموذج‮»‬‭ ‬لجماعات‭ ‬الأمن‭ ‬الأهلية‭ ‬في‭ ‬نيجيريا؛‭ ‬فبعضها‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬التمويل‭ ‬والعتاد‭ ‬من‭ ‬الحكومات‭ ‬المحلية،‭ ‬وبعضها‭ ‬يضم‭ ‬مئات،‭ ‬بل‭ ‬آلاف،‭ ‬من‭ ‬المتطوعين،‭ ‬وبعضها‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬باحثين‭ ‬عن‭ ‬الانتقام‭ ‬وليدي‭ ‬اللحظة،‭ ‬دعتهم‭ ‬القيادات‭ ‬المحلية‭ ‬إلى‭ ‬التحرك‭ ‬للثأر‭ ‬لهجوم‭.‬

تمثل‭ ‬مشكلات‭ ‬نيجيريا‭ ‬الأمنية‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ ‬والساحل،‭ ‬وتتمتع‭ ‬نيجيريا‭ ‬بتعدادها‭ ‬الذي‭ ‬يبلغ‭ ‬200‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬بنفوذ‭ ‬هائل‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬بأكملها،‭ ‬وتقول‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬فورين‭ ‬أفيرز‮»‬‭: ‬“من‭ ‬المعتاد‭ ‬أن‭ ‬تتوقف‭ ‬سائر‭ ‬اقتصادات‭ ‬المنطقة‭ ‬عن‭ ‬النمو‭ ‬حين‭ ‬تنزلق‭ ‬نيجيريا‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الكساد‭ ‬الاقتصادي‭.‬”

وخلال‭ ‬توضيحها‭ ‬لإخفاقات‭ ‬جماعات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمية،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬فورين‭ ‬أفيرز‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬“تمتلك‭ ‬أيضاً‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التحرك‭ ‬بقدر‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬المرونة‭ ‬والدقة‭ ‬للتصدِّي‭ ‬للتحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬المحلية،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬إذا‭ ‬تمكنت‭ ‬الحكومة‭ ‬الاتحادية‭ ‬من‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬بعض‭ ‬الدوافع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وراء‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭.‬”

كما‭ ‬دافع‭ ‬آخرون‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات،‭ ‬قائلين‭ ‬إنها‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬منطقي‭ ‬لمشكلة‭ ‬بعينها‭.‬

فيقول‭ ‬السيد‭ ‬جودوين‭ ‬أوباسكي،‭ ‬حاكم‭ ‬ولاية‭ ‬إيدو‭: ‬“ندير‭ ‬اتحاداً؛‭ ‬ولدينا‭ ‬ثلاث‭ ‬مستويات‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭: ‬الحكومة‭ ‬الاتحادية‭ ‬وحكومات‭ ‬الولايات‭ ‬والحكومات‭ ‬المحلية؛‭ ‬فلماذا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يقتصر‭ ‬الأمن‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الاتحادي؟‭ ‬ماذا‭ ‬حلَّ‭ ‬بالاثنين‭ ‬الآخرين؟‭ ‬فلن‭ ‬نكون‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬صميم‭ ‬المشكلة‭ ‬الأمنية‭ ‬لحين‭ ‬معالجة‭ ‬هذا‭ ‬الخلل‭ ‬الهيكلي‭.‬”

وضعت‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬لوائح‭ ‬لمراقبة‭ ‬جماعات‭ ‬الأمن‭ ‬الأهلية،‭ ‬فقد‭ ‬أفاد‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬كونڤرسيشن‮»‬‭ ‬أنَّ‭ ‬اللوائح‭ ‬الرسمية‭ ‬لم‭ ‬تفلح‭ ‬في‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الانتهاكات‭ ‬تماماً،‭ ‬ولكن‭ ‬يبدو‭ ‬أنها‭ ‬أجدى‭ ‬من‭ ‬حظر‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭.‬

ويقول‭ ‬الموقع‭: ‬“وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬الطعن‭ ‬في‭ ‬فعالية‭ ‬جماعات‭ ‬الأمن‭ ‬الأهلية‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الجريمة،‭ ‬وبوسع‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬مع‭ ‬تعزيز‭ ‬آليات‭ ‬التدريب‭ ‬والمساءلة‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬ركيزة‭ ‬من‭ ‬ركائز‭ ‬الشرطة‭ ‬المجتمعية‭.‬”

ويقول‭ ‬منتقدو‭ ‬جماعات‭ ‬الأمن‭ ‬الأهلية‭ ‬إنَّ‭ ‬غياب‭ ‬الأمن‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الدولة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬معالجته‭ ‬إلَّا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منظومتي‭ ‬جيش‭ ‬وشرطة‭ ‬قويتين،‭ ‬ويقولون‭ ‬إنَّ‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭ ‬يمثل‭ ‬فشلاً‭ ‬وطنياً‭.‬

فقد‭ ‬صرَّح‭ ‬السيد‭ ‬شيهو‭ ‬ساني،‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬عن‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الشعبي‭ ‬المعارض‭ ‬في‭ ‬كادونا،‭ ‬في‭ ‬أيَّار‭/‬مايو‭ ‬2021‭ ‬أنَّ‭ ‬نيجيريا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬الشرطة‭ ‬وزيادة‭ ‬تمويلها‭.‬

ونقلت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬‭ ‬عنه‭ ‬قوله‭: ‬“لقد‭ ‬فشلت‭ ‬الحكومة‭ ‬للتو‭ ‬في‭ ‬الوفاء‭ ‬بمسؤولياتها‭ ‬وتوقعاتها؛‭ ‬فيجب‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬الفاسدين‭ ‬الذين‭ ‬ينهبون‭ ‬ميزانية‭ ‬الدفاع‭ ‬ويجب‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬رفاهية‭ ‬القوات،‭ ‬ويجب‭ ‬تحسين‭ ‬مستوى‭ ‬تسليح‭ ‬الجيش‭ ‬والشرطة‭ ‬لمجاراة‭ ‬قطَّاع‭ ‬الطرق‭ ‬والإرهابيين‭.‬”‭ 


نيجيريا‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬‮«‬خلطة‮»‬‭ ‬من‭ ‬الاستجابات‭ ‬الأمنية

الدكتور مارك دويركسن

الدكتور‭ ‬مارك‭ ‬دويركسن‭ ‬باحث‭ ‬مشارك‭ ‬بمركز‭ ‬إفريقيا‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬وتركز‭ ‬أبحاثه‭ ‬على‭ ‬الأوضاع‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‭ ‬والتوسع‭ ‬العمراني‭ ‬الذي‭ ‬عزَّ‭ ‬نظيره‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬والفرص‭ ‬التي‭ ‬توفرها‭ ‬المدن‭. ‬وتتناول‭ ‬مشاريعه‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬تتبع‭ ‬الأخبار‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالأمن‭ ‬وإنشاء‭ ‬رسوم‭ ‬الإنفوجرافيك‭ ‬التحليلية‭. ‬وقد‭ ‬حاوره‭ ‬منبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭ ‬عبر‭ ‬البريد‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬واضطررنا‭ ‬إلى‭ ‬تحرير‭ ‬الحوار‭ ‬بما‭ ‬يتفق‭ ‬وهذا‭ ‬التنسيق‭.‬

منبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭:  هل‭ ‬جماعات‭ ‬المرتزقة‭ ‬النيجيرية‭ ‬مجدية‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع؟‭ ‬فيبدو‭ ‬أنَّ‭ ‬الكثير‭ ‬منها‭ ‬أصبحت‭ ‬أشبه‭ ‬بالتنظيمات‭ ‬التي‭ ‬تشكلت‭ ‬لمكافحتها،‭ ‬ومثال‭ ‬ذلك‭ ‬أنَّ‭ ‬قاضية‭ ‬اتحادية‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‭ ‬قالت‭ ‬إنَّ‭ ‬عناصر‭ ‬جماعة‭ ‬‮«‬باكاسي‭ ‬بويز‮»‬‭ ‬“ليسوا‭ ‬سوء‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬الخارجين‭ ‬عن‭ ‬القانون‭.‬”

دويركسن‭:  هذا‭ ‬سؤال‭ ‬معقد؛‭ ‬فلا‭ ‬يتضح‭ ‬دوماً‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الجماعات‭ ‬الأمنية‭ ‬الإقليمية‭ ‬والمحلية‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‭ ‬مجدية،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬السابق‭ ‬لأوانه‭ ‬معرفة‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭. ‬وأعتقد‭ ‬أنه‭ ‬يجدر‭ ‬بنا‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭:‬

•الشركات‭ ‬الأمنية‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬عادةً‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬التعاقد‭ ‬معها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬المصالح‭ ‬الخاصة‭.‬

•الميليشيات‭ ‬المحلية‭ ‬وجماعات‭ ‬الأمن‭ ‬الأهلية‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬الممتلكات‭ ‬والمجتمعات‭ ‬المحلية،‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬تتغاضي‭ ‬الحكومات‭ ‬المحلية‭ ‬عنها‭ ‬وتتولى‭ ‬تجهيزها‭ ‬وتدريبها‭.‬

•الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬الإقليمية‭ ‬التي‭ ‬أنشأتها‭ ‬حكومات‭ ‬الولايات‭ ‬أو‭ ‬أقرتها‭ ‬رسمياً،‭ ‬ولئن‭ ‬كانت‭ ‬دستوريتها‭ ‬موضع‭ ‬خلاف‭.‬

تتداخل‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬القوات‭ ‬أحياناً‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الجغرافي‭ ‬وتعمل‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها،‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬فرق‭ ‬الشرطة‭ ‬الاتحادية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬الأخرى‭ ‬مثل‭ ‬جهاز‭ ‬أمن‭ ‬الدولة‭. ‬وهكذا‭ ‬يوجد‭ ‬بالفعل‭ ‬‮«‬خلطة‮»‬‭ ‬من‭ ‬الاستجابات‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‭ ‬تتألف‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬التي‭ ‬تحاول‭ ‬ظاهرياً‭ ‬تأمين‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الجماعات‭ ‬المسلحة‭ ‬التي‭ ‬تنشط‭ ‬فيها‭.‬

وفي‭ ‬حالة‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬جماعات‭ ‬الأمن‭ ‬الأهلية‭ ‬أو‭ ‬القوات‭ ‬الإقليمية‭ ‬الجديدة‭ ‬لملء‭ ‬الفراغ‭ ‬الأمني،‭ ‬فكثيراً‭ ‬ما‭ ‬تخطو‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬خطوات‭ ‬متشابهة‭ ‬بالانخراط‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬في‭ ‬أنواع‭ ‬السلوك‭ ‬الإجرامي‭ ‬والانتهاكات‭ ‬التي‭ ‬كُلِّفت‭ ‬بمنعها‭. ‬وتلك‭ ‬هي‭ ‬الحال‭ ‬مع‭ ‬مليشيات‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الشمالية‭ ‬الغربية؛‭ ‬إذ‭ ‬أنشأها‭ ‬المزارعون‭ ‬المحليون‭ ‬في‭ ‬بادئ‭ ‬الأمر‭ ‬لحماية‭ ‬مصالحهم‭ ‬من‭ ‬الميليشيات‭ ‬المسلحة‭ ‬الموالية‭ ‬للرعاة،‭ ‬لكنها‭ ‬انخرطت‭ ‬بمرور‭ ‬الوقت‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬التعذيب‭ ‬والأعمال‭ ‬الوحشية،‭ ‬بل‭ ‬أصبحت‭ ‬مصدرة‭ ‬للعصابات‭ ‬الإجرامية‭ ‬الشهيرة‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

وتعد‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬النتائج،‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬جماعة‭ ‬‮«‬باكاسي‭ ‬بويز‮»‬،‭ ‬ثمرة‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬إشراف‭ ‬جيد‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬القوات‭ ‬مع‭ ‬تلقيها‭ ‬تدريبات‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬التدريبات‭ ‬التي‭ ‬تتلقاها‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬الرسمية‭.‬

منبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭:  هل‭ ‬توجد‭ ‬استثناءات‭ ‬لهذا‭ ‬الوضع؟

دويركسن‭:  نعم،‭ ‬توجد‭ ‬بالتأكيد‭ ‬مجتمعات‭ ‬استفادت‭ ‬من‭ ‬إنشاء‭ ‬جماعات‭ ‬تقوم‭ ‬بدوريات‭ ‬أمنية‭ ‬وتتولَّى‭ ‬أعمال‭ ‬المراقبة،‭ ‬ولكن‭ ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬يتوقف‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬تفاني‭ ‬القيادات‭ ‬المحلية‭ ‬وإشرافها‭ ‬وليس‭ ‬الضوابط‭ ‬والمساءلة‭ ‬المؤسسية‭. ‬لذلك‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬تعميم‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬النجاحات‭ ‬لإحداث‭ ‬أثر‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬النيجيرية‭.‬

وفي‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬من‭ ‬المستبعد‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬هذه‭ ‬الحلول‭ ‬الأمنية‭ ‬‮«‬البديلة‮»‬‭ ‬نتائج‭ ‬مستدامة‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تُدمج‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬التي‭ ‬ستراقبها‭ ‬وتدرِّبها‭ ‬وتحاسبها‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬فقد‭ ‬تزايدت‭ ‬أحداث‭ ‬العنف‭ ‬الموثقة‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬الجماعات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‭ ‬بشدة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬الماضية،‭ ‬من‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬700‭ ‬حادث‭ ‬سنوياً‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬2‭,‬000‭ ‬حادث‭ ‬سنوياً‭. ‬ويُنسب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬تنطوي‭ ‬على‭ ‬عنف‭ ‬بحق‭ ‬المدنيين‭ ‬إلى‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬النيجيرية‭ ‬والميليشيات‭ ‬التي‭ ‬تشكلت‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬لتكثيف‭ ‬الأمن‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬المحلي‭.‬

منبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭:  مع‭ ‬كل‭ ‬الدعاية‭ ‬المصاحبة‭ ‬لتشكيل‭ ‬جماعتي‭ ‬‮«‬أموتكون‮»‬‭ ‬و«شيجي‭ ‬كا‭ ‬فاسا‮»‬‭ ‬المرتزقتين،‭ ‬فلا‭ ‬يبدو‭ ‬أنهما‭ ‬تنجزان‭ ‬شيئاً‭ ‬جديراً‭ ‬بالذكر‭.‬

دويركسن‭:  لا‭ ‬يتضح‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬تنجزه‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬هاتين‭ ‬الجماعتين‭ ‬بخلاف‭ ‬إثارة‭ ‬الجدل‭ ‬حول‭ ‬شرعيتهما،‭ ‬كما‭ ‬تتواصل‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬سلسلة‭ ‬عمليات‭ ‬الاختطاف‭ ‬للمطالبة‭ ‬بفدية‭ ‬في‭ ‬الشمال‭ ‬وعنف‭ ‬قطاع‭ ‬الأمن‭ ‬بحق‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الجنوبية‭ ‬الغربية‭. ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬أنَّ‭ ‬إضفاء‭ ‬الطابع‭ ‬الإقليمي‭ ‬على‭ ‬محور‭ ‬الأمن‭ ‬قد‭ ‬يخلق‭ ‬مشكلات‭ ‬غير‭ ‬مقصودة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬عملت‭ ‬هذه‭ ‬القوات‭ ‬بتحيز‭ ‬عرقي‭ ‬أو‭ ‬تحت‭ ‬راية‭ ‬القومية‭ ‬العرقية‭. ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تكتسب‭ ‬هذه‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمية‭ ‬خصال‭ ‬المهنية‭ ‬والاحترافية،‭ ‬فقد‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬تفاقم‭ ‬الانقسامات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬التي‭ ‬طالما‭ ‬ابتُليت‭ ‬نيجيريا‭ ‬بها؛‭ ‬ذلك‭ ‬أنَّ‭ ‬نيجيريا‭ ‬في‭ ‬غنىً‭ ‬عن‭ ‬حشد‭ ‬قوات‭ ‬أمن‭ ‬موالية‭ ‬لمنطقتها‭ ‬ومنظمة‭ ‬عرقياً،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬على‭ ‬علاقة‭ ‬بجماعات‭ ‬انفصالية‭ ‬مثل‭ ‬شبكة‭ ‬الأمن‭ ‬الشرقية،‭ ‬التي‭ ‬أنشأها‭ ‬القياديون‭ ‬بحركة‭ ‬‮«‬سكان‭ ‬بيافرا‭ ‬الأصليين‮»‬‭ ‬المسلحة‭.‬

منبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭:  يبدو‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أنَّ‭ ‬الحل‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‭ ‬الوحيد‭ ‬لمشكلات‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬الالتزام‭ ‬بتجنيد‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬وتدريبهم،‭ ‬وربما‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الجيش،‭ ‬وإلغاء‭ ‬ممارسة‭ ‬المرتزقة؛‭ ‬فهل‭ ‬هذه‭ ‬نظرية‭ ‬معيبة؟

دويركسن‭:  تكمن‭ ‬المشكلة‭ ‬في‭ ‬أنَّ‭ ‬تشكيل‭ ‬قوات‭ ‬جديدة‭ ‬أو‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جماعات‭ ‬الأمن‭ ‬الأهلية‭ ‬أو‭ ‬الجماعات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬أُقرت‭ ‬حديثاً‭ ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬المسار‭ ‬المتبع‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬انخراط‭ ‬السياسيين‭ ‬والمسؤولين‭ ‬الحكوميين‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الشاق‭ ‬وطويل‭ ‬الأجل‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬إصلاح‭ ‬قطاع‭ ‬الأمن‭ ‬وصقله‭ ‬بالمهنية‭ ‬والاحترافية‭ ‬وبناء‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬قدراته‭. ‬وقد‭ ‬اقترحت‭ ‬لجان‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الإصلاحات‭ ‬المنطقية،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬تُنفذ‭ ‬هذه‭ ‬الإصلاحات‭ ‬بالكامل‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬بل‭ ‬أُعيد‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬السنين‭ ‬تسمية‭ ‬وحدات‭ ‬الشرطة‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الإصلاح‭ ‬بأسماء‭ ‬جديدة‭ ‬مع‭ ‬إعادة‭ ‬تشكيلها‭ ‬دون‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬مشكلاتها‭ ‬الأساسية‭. ‬وثمة‭ ‬بعض‭ ‬المقترحات‭ ‬والتفاؤل‭ ‬بإمكانية‭ ‬تشكيل‭ ‬وحدات‭ ‬أكثر‭ ‬فاعلية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مبادرات‭ ‬الشرطة‭ ‬المجتمعية،‭ ‬وهكذا‭ ‬توجد‭ ‬مساحة‭ ‬للابتكار‭ ‬والأفكار‭ ‬الجديدة‭ ‬طالما‭ ‬أنَّ‭ ‬الغاية‭ ‬من‭ ‬تشكيلها‭ ‬التصدِّي‭ ‬للمشكلات‭ ‬التي‭ ‬حددتها‭ ‬عمليات‭ ‬المراجعة‭ ‬مع‭ ‬تقييم‭ ‬نتائجها‭ ‬بمرور‭ ‬الوقت‭. ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬القيام‭ ‬بذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إنشاء‭ ‬قوات‭ ‬السلامة‭ ‬العامة،‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬مساعدة‭ ‬نيجيريا‭ ‬على‭ ‬التطلع‭ ‬إلى‭ ‬حلول‭ ‬أمنية‭ ‬أكثر‭ ‬شمولاً‭ ‬وتكاملاً‭.‬

وخلاصة‭ ‬القول،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الهيكل‭ ‬الأمني‭ ‬النيجيري‭ ‬شديد‭ ‬التعقيد‭ ‬والإبهام‭ ‬وكثيراً‭ ‬ما‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬غياب‭ ‬الشفافية‭ ‬والمساءلة‭ ‬اللازمتين‭ ‬لتحقيق‭ ‬إصلاح‭ ‬فعال؛‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬المعالجة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬وضع‭ ‬استراتيجية‭ ‬متعددة‭ ‬الأبعاد‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭. ‬إنَّ‭ ‬الإصلاح‭ ‬الجاد‭ ‬وجهود‭ ‬تدريب‭ ‬قوات‭ ‬الجيش‭ ‬والشرطة‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الاستجابات‭ ‬الأمنية‭ ‬المتكاملة‭ (‬التي‭ ‬تتضمن‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومية‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ومبادرات‭ ‬العدالة‭) ‬أفضل‭ ‬رهان‭ ‬لنيجيريا‭ ‬للتصدِّي‭ ‬لمختلف‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭.‬

التعليقات مغلقة.