Africa Defense Forum
Africa Defense Forum

مجموعة تفند معتقدات داعش

تقول‭ ‬منظمة‭ ‬مناهضة‭ ‬للتطرف‭ ‬إن‭ “‬كتيّب‭” ‬داعش‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬تشويه‭ ‬القرآن

فريق‭ ‬منتدى‭ ‬الدفاع‭ ‬الأفريقي‭ | ‬تم‭ ‬التقاط‭ ‬الصور‭ ‬بواسطة‭ ‬وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬الفرنسية‭/‬جيتي‭ ‬إيماجيس

باسم‭ ‬الله،‭ ‬قام‭ ‬مقاتلو‭ ‬داعش‭ ‬بارتكاب‭ ‬فظائع‭ ‬لا‭ ‬توصف‭.‬

قطعوا‭ ‬رؤوس‭ ‬المدنيين‭ ‬أحرقوا‭ ‬الناس‭ ‬أحياء‭. ‬اعتصبوا‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي‭ ‬أطفالاً‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬12‭ ‬سنة‭. ‬ولم‭ ‬يترددوا‭ ‬في‭ ‬ذبح‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬ضد‭ ‬أعدائهم‭. ‬أعداؤهم‭ ‬هم‭ ‬ببساطة‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬لا‭ ‬ينتمي‭ ‬إليهم‭.‬

قتل‭ ‬داعش‭ ‬1700‭ ‬مسلم‭ ‬—‭ ‬مجندين‭ ‬شباب‭ ‬—‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2014‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬قصور‭ ‬سابق‭ ‬لصدام‭ ‬حسين‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬تكريت،‭ ‬العراق‭. ‬صور‭ ‬داعش‭ ‬أشرطة‭ ‬فيديو‭ ‬تظهر‭ ‬هذه‭ ‬الفظائع،‭ ‬فهي‭ ‬تظهر‭ ‬طوابيراً‭ ‬من‭ ‬الشبان‭ ‬المذعورين‭ ‬الذين‭ ‬يسيرون‭ ‬تحت‭ ‬تهديد‭ ‬السلاح‭ ‬نحو‭ ‬مقابر‭ ‬جماعيةكان‭ ‬باستطاعتهم‭ ‬أن‭ ‬يرو‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬بالفعل‭ ‬مليئة‭ ‬بالجثث‭. ‬وتم‭ ‬إجبار‭ ‬أخرين‭ ‬على‭ ‬السير‭ ‬إلى‭ ‬رصيف‭ ‬صغير‭ ‬على‭ ‬نهر‭ ‬دجلة‭. ‬تم‭ ‬جر‭ ‬كل‭ ‬مجند‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬وأطلق‭ ‬النار‭ ‬على‭ ‬رأسه،‭ ‬ليسقط‭ ‬الجسم‭ ‬في‭ ‬الماء‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬ضفة‭ ‬النهر‭ ‬المليئة‭ ‬بالدماء‭.‬

مقاتل عراقي انضم إلى وحدات الحشد الشعبي شبه العسكرية لمحاربة تنظيم داعش يقوم بتدريب الجنود على استخدام الأسلحة.

مقاتلو‭ ‬داعش‭ ‬مسلمون،‭ ‬ولكن‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التفسير‭ ‬للقرآن‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يبرر‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الفظائع،‭ ‬أي‭ ‬تشجيع‭ ‬المسلمين‭ ‬على‭ ‬قتل‭ ‬إخوانهم‭ ‬المسلمين؟

ومنذ‭ ‬السنوات‭ ‬الأولى‭ ‬لتنظيم‭ ‬القاعدة،‭ ‬اعتمد‭ ‬المتطرفون‭ ‬على‭ ‬كتاب‭ ‬بعنوان‭ “‬إدارة‭ ‬الوحشية‭”. ‬ألفه‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الإسلامي‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭ ‬ناجي‭ ‬ونُشرعلى‭ ‬الإنترنت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2004‭. ‬وهو‭ ‬يوضح‭ ‬استراتيجية‭ ‬لاستغلال‭ ‬المناطق‭ ‬ذات‭ ‬الحكومات‭ ‬الضعيفة‭ ‬والاضطرابات‭ ‬المدنية‭. ‬وكان‭ ‬الهدف‭ ‬النهائي‭ ‬له‭ ‬هو‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬للحم‭ ‬الملكي‭ ‬للسعودية‭ ‬وسيطرة‭ ‬تنظيم‭ ‬القاعدة‭ ‬على‭ ‬العاصمة‭ ‬الدينية‭ ‬مكة‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬تعتمد‭ ‬داعش‭ ‬على‭ ‬كتاب‭ ‬مستوحى‭ ‬من‭ ‬الفكر‭ ‬السلفي‭ ‬يسمى‭ ‬فقه‭ ‬الدماء‭. ‬ويورد‭ ‬الكتاب‭ ‬المكون‭ ‬من‭ ‬579‭ ‬صفحة‭ ‬تفسيراً‭ ‬للقرآن‭ ‬يدعي‭ ‬مؤلفه‭ ‬أنه‭ ‬يبرر‭ ‬فظائع‭ ‬مثل‭ ‬قطع‭ ‬الرؤوس‭ ‬والعبودية‭. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬بمثابة‭ ‬دليل‭ ‬عملي‭ ‬للجهاديين‭.‬

ويدعو‭ ‬الدليل‭ ‬بوضوح‭ ‬إلى‭ “‬القتل‭ ‬العشوائي‭” ‬للأعداء‭ ‬المتصورين،‭ ‬ويشجع‭ ‬المتطرفين‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬أي‭ ‬وسيلة‭ ‬ضرورية‭ “‬لانتزاع‭ ‬أرواحهم،‭ ‬وإبعاد‭ ‬أرواحهم‭ ‬عن‭ ‬أجسادهم،‭ ‬وتطهير‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬قذارتهم‭”.‬

عمال عراقيون يعيدون بناء رصيف في الموصل بعد استعادة المدينة من داعش.

أمضت‭ ‬مجموعة‭ ‬كويليام،‭ ‬التي‭ ‬تصف‭ ‬نفسها‭ ‬بأنها‭ “‬أول‭ ‬منظمة‭ ‬لمكافحة‭ ‬التطرف‭ ‬في‭ ‬العالم‭”‬،‭ ‬عامين‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬كتاب‭ ‬داعش‭ ‬وتدوينه‭. ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬أنتجت‭ ‬دحضا‭ ‬لاهوتيا‭ ‬مفصلا‭ ‬لتفسير‭ ‬داعش‭” ‬الملتوي‭” ‬للتعاليم‭ ‬الإسلامية‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الإرهاب‭: ‬رد‭ ‬على‭ ‬نظرية‭ ‬التكفير‭ ‬الإرهابية،‭ ‬بقلم‭ ‬صلاح‭ ‬الأنصاري‭ ‬وأسامة‭ ‬حسن‭.‬

ويفيد‭ ‬التفنيد‭ ‬بأن‭ “‬هناك‭ ‬افتقار‭ ‬مذهل‭ ‬إلى‭ ‬الدراسة‭ ‬والقلق‭ ‬بشأن‭ ‬هذا‭ ‬النص‭ ‬البغيض‭ ‬والخطير‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الدراسات‭ ‬الغربية‭ ‬والعربية‭ ‬تقريبا‭”. “‬ونأمل‭ ‬أن‭ ‬نفضح‭ ‬هذا‭ ‬النص‭ ‬غير‭ ‬الجذاب‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬خبيثاً‭ ‬جداً‭ ‬ومخرباً‭ ‬وأن‭ ‬ندحضه‭”.‬

تاريخ من سوء التفسير

ويشير‭ ‬المؤلفان‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التفسيرات‭ ‬الخاطئة‭ ‬للقرآن‭ ‬تكاد‭ ‬تكون‭ ‬قديمة‭ ‬مثل‭ ‬قدم‭ ‬القرآن‭ ‬نفسه‭. ‬يقول‭ ‬أحد‭ ‬علماء‭ ‬تفسير‭ ‬القرآن‭ ‬الذي‭ ‬عاش‭ ‬قبل‭ ‬1300‭ ‬عام،‭ “‬تعلّم‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تمارس‭ ‬دينك،‭ ‬حيث‭ ‬يصبح‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يمارسون‭ ‬الدين‭ ‬دون‭ ‬تعلم‭ ‬عادة‭ ‬متعصبين‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬القتل‭ ‬يصبح‭ ‬جزءاً‭ ‬اساسياً‭ ‬من‭ ‬سلوكهم‭”.‬

ويقول‭ ‬المؤلفان‭ ‬إن‭ ‬للإسلام‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‭ ‬طائفة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬التفسيرات‭ ‬ومدارس‭ ‬الفكر‭ ‬—‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأي‭ ‬دين‭.‬

‭”‬عندما‭ ‬يحدث‭ ‬هجوم‭ ‬إرهابي،‭ ‬يظهردائماً‭ ‬رأيان‭ ‬غالبان‭: ‬المسلمين‭ ‬وغير‭ ‬المسلمين‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬الذين‭ ‬ينكرون‭ ‬أن‭ ‬لهذا‭ ‬الأمر‭ ‬أي‭ ‬علاقة‭ ‬بالدين‭ ‬الإسلامي،‭ ‬والشعبيين‭ ‬اليمينيين‭ ‬المتطرفين‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬وصف‭ ‬كل‭ ‬المسلمين‭ ‬بأنهم‭ ‬إرهابيون‭”‬،‭ ‬بحسم‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬المؤلفان‭. “‬يبدي‭ ‬المتطرفين‭ ‬الإسلاميين‭ ‬موافقتهم‭ ‬على‭ ‬الأمر،‭ ‬لأنهم‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬يسمح‭ ‬بأعمال‭ ‬الإرهاب‭ ‬هذه‭”.‬

تقول‭ ‬كويليام‭ ‬إن‭ ‬فكر‭ ‬داعش‭ ‬يبدأ‭ ‬بمبدأ‭ “‬تكفير‭” ‬كل‭ ‬الأنظمة‭ ‬السياسية‭ ‬القائمة،‭ ‬لأنها‭ ‬لا‭ ‬تنفذ‭ ‬التعاليم‭ ‬الحقيقية‭ ‬للإسلام‭ ‬وقد‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬فخ‭ ‬‭”‬جاهلية‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الإسلام‭”. ‬لذلك‭ ‬يحق‭ ‬لأتباع‭ ‬داعش‭ ‬محاربة‭ ‬جميع‭ ‬الكفار‭ ‬ومهاجمة‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬غير‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬تربطها‭ ‬معاهدة‭ ‬معهم‭. ‬وهم‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬حتى‭ ‬يصبح‭ ‬الإسلام‭ ‬العقيدة‭ ‬الوحيدة‭ ‬المهيمنة‭.‬

أحد أفراد القوة شبه العسكرية يقوم بحراسة الحدود بين العراق وسوريا. تم تشكيل مجموعته في عام 2014 استجابة لداعش.

وبهذا‭ ‬كهدف‭ ‬له،‭ ‬يضفي‭ ‬دليل‭ ‬داعش‭ ‬الشرعية‭ ‬على‭ ‬الاغتيالات،‭ ‬والاختطاف،‭ ‬وأخذ‭ ‬الرهائن،‭ ‬والعمليات‭ ‬الانتحارية،‭ ‬وتشويه‭ ‬الجثث،‭ ‬وقطع‭ ‬الرؤوس،‭ ‬وقتل‭ ‬الأطفال‭ ‬وغير‭ ‬المقاتلين،‭ ‬والإستعباد‭ ‬الجنسي،‭ ‬والاتجار‭ ‬بالأعضاء‭ ‬البشرية،‭ ‬واستخدام‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل،‭ ‬والإبادة‭ ‬الجماعية‭.‬

يقول‭ ‬كويليام‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬المبادئ‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬التفسيرات‭ ‬الإسلامية‭ ‬التقليدية‭ ‬والصحيحة‭ ‬للجهاد‭:‬

ويعلم‭ ‬القرآن‭ ‬أن‭ ‬الجهاد‭ ‬كفاح‭ ‬غير‭ ‬عنيف‭ ‬يستمر‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الخير‭ ‬والعدالة‭ ‬والحقيقة‭ ‬وضد‭ ‬الشر‭ ‬والظلم‭ ‬والتضليل‭.‬

وخلال‭ ‬وجوده‭ ‬الذي‭ ‬دام‭ ‬13‭ ‬عاماً‭ ‬في‭ ‬مكة،‭ ‬تعرض‭ ‬النبي‭ ‬محمد‭ ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬وأتباعه‭ ‬للاضطهاد‭ ‬ولكنه‭ ‬أُمروهم‭ ‬بالبقاء‭ ‬صبورين‭ ‬وغير‭ ‬عنيفين‭. ‬وخلال‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬تعرض‭ ‬أتباع‭ ‬النبي‭ ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬للتعذيب‭ ‬والقتل،‭ ‬ولكن‭ ‬كان‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬الرد‭ ‬سلميا‭ ‬ًوغير‭ ‬عنيف‭.‬

خلال‭ ‬وجود‭ ‬النبي‭ ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬الذي‭ ‬دام‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬المنورة،‭ ‬سُمح‭ ‬بالجهاد‭ ‬العسكري‭ ‬لأغراض‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭.‬

ولا‭ ‬يمكن‭ ‬إعلان‭ ‬الجهاد‭ ‬العسكري‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬سلطة‭ ‬شرعية‭. ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‭ ‬أن‭ ‬الحكومات‭ ‬الشرعية‭ ‬وحدها‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بالسلطة‭ ‬اللازمة‭ ‬لإعلان‭ ‬حالة‭ ‬الحرب‭ ‬أو‭ ‬الجهاد‭ ‬العسكري‭. ‬وليس‭ ‬لدى‭ ‬الجهات‭ ‬الفاعلة‭ ‬الأهلية‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬مثل‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬سلطة‭ ‬إسلامية‭ ‬لإصدار‭ ‬نداء‭ ‬لحمل‭ ‬السلاح‭ ‬باسم‭ ‬الجهاد‭.‬

كما‭ ‬تم‭ ‬تشريع‭ ‬الجهاد‭ ‬العسكري‭ ‬لحماية‭ ‬وتعزيز‭ ‬الحرية‭ ‬الدينية‭. ‬يسمح‭ ‬للمسلمين‭ ‬حماية‭ ‬الحرية‭ ‬الدينية‭ ‬للمسلمين‭ ‬واليهود‭ ‬والمسيحيين‭.‬

وكان‭ ‬الجهاد‭ ‬العسكري‭ ‬دوماً‭ ‬خاضعاً‭ ‬لقيود‭ ‬أخلاقية‭ ‬صارمة‭.‬

وتحدث‭ ‬النبي‭ ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬الإلتزام‭ ‬بتجنب‭ ‬قتل‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭ ‬والمسنين‭ ‬والفلاحين‭ ‬والرهبان‭ ‬وغيرهم‭ ‬في‭ ‬الحرب‭. ‬كما‭ ‬حظر‭ ‬النبي‭ ‬محمد‭ ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬قطع‭ ‬الأشجار‭ ‬أو‭ ‬حرق‭ ‬البساتين‭ ‬أو‭ ‬تسميم‭ ‬الآبار‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬إمدادات‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬الحرب‭. ‬ويقول‭ ‬كويليام‭: ‬‭”‬قد‭ ‬يُنظر‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬التعاليم‭ ‬باعتبارها‭ ‬أسبقية‭ ‬إسلامية‭ ‬لأخلاقيات‭ ‬الحرب‭ ‬الحديثة،‭ ‬مثل‭ ‬اتفاقيات‭ ‬جنيف،‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬أيضاً‭ ‬إسلامية‭ ‬روحياً،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬اعتبارها‭ ‬ملزمة‭ ‬للمسلمين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭”.‬

يقول‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم،‭ “‬أفضل‭ ‬الجهاد‭ ‬كلمة‭ ‬حق‭ ‬عند‭ ‬سلطان‭ ‬جائر‭ “. ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬الجهاد‭ ‬كفاح‭ ‬عالمي‭ ‬للخير‭ ‬ضد‭ ‬الشر‭.‬

إن‭ ‬الجهاد‭ ‬الخارجي‭ ‬ـ‭ ‬النضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الخير‭ ‬والحقيقة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬ـ‭ ‬يستند‭ ‬دوماً‭ ‬إلى‭ ‬الجهاد‭ ‬الداخلي،‭ ‬وهو‭ ‬النضال‭ ‬ضد‭ ‬رغبات‭ ‬النفس‭ ‬الاساسية‭.‬

ويمكن‭ ‬تسمية‭ ‬جميع‭ ‬الجهود‭ ‬الخيرية‭ ‬أو‭ ‬كفاح‭ ‬المسلمين‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الخير‭ ‬والحقيقة‭ ‬والعدالة‭ ‬ضد‭ ‬الشر‭ ‬والظلم‭ ‬بالجهاد‭.‬

تهديد للعالم

يقول‭ ‬كويليام‭ ‬إن‭ ‬دليل‭ ‬داعش‭ ‬يعرّف‭ ‬الجهاد‭ ‬بأنه‭ ‬إعلان‭ ‬حرب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬غير‭ ‬المسلمين‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬خارج‭ ‬الأراضي‭ ‬الإسلامية،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يعتنقوا‭ ‬الإسلام،‭ ‬أو‭ ‬يقبلوا‭ ‬حكم‭ ‬المسلمين‭ ‬لهم،‭ ‬أو‭ ‬يدفعوا‭ ‬الجزية‭ ‬كدليل‭ ‬على‭ ‬انصياعهم‭. ‬ويقول‭ ‬المؤلفان‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬التفسير‭ ‬يشكل‭ ‬تهديدا‭ ‬لأي‭ ‬نظام‭ ‬عالمي،‭ ‬لأنه‭ ‬يعتمد‭ ‬سياسة‭ ‬إقليمية‭ ‬لا‭ ‬حدود‭ ‬لها‭ ‬ستنفذ‭ ‬بحروب‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬لها‭.‬

ويشير‭ ‬المؤلفان‭ ‬إلى‭ ‬حالات‭ ‬في‭ ‬الدليل‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬بوضوح‭ ‬إإخراج‭ ‬مقاطع‭ ‬القرآن‭ ‬من‭ ‬السياق‭. ‬فالإشارة‭ ‬إلى‭ ‬الناس‭ ‬فياحدى‭ ‬الأيات‭ ‬تفسر‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تعني‭ ‬جميع‭ ‬الناس،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬تشير‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬محددة‭ ‬من‭ ‬الغزاة‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬النبي‭ ‬محمد‭ ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭. ‬

يقول‭ ‬كويليام،‭ “‬إن‭ ‬أحد‭ ‬الأخطاء‭ ‬الرئيسية‭ ‬لمؤلف‭ ‬كتاب‭ ‬داعش‭ ‬هذا،‭ ‬والإيديولوجية‭ ‬التي‭ ‬تمليه،‭ ‬هو‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تفاصيل‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬وتجاهل‭ ‬الأخلاقيات‭ ‬والفلسفة‭ ‬والمبادئ‭ ‬الحاكمة‭”. ‬وهذا‭ ‬يمكن‭ ‬داعش‭ ‬من‭ ‬عزل‭ ‬جزء‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬النص‭ “‬لدعم‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬ما‭ ‬ونفي‭ ‬القرآن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭”.‬

ويتناول‭ ‬المؤلفان‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬في‭ ‬دراستهم،‭ ‬ويصفوها‭ ‬بأنها‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬يسبب‭ ‬القتل‭ ‬العشوائي،‭ ‬مثل‭ ‬إشعال‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬بأكملها‭. ‬وكتبا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأسلحة‭ ‬لا‭ ‬تسمح‭ ‬بمستوى‭ ‬من‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬المقاتلين‭ ‬وغير‭ ‬المقاتلين‭ ‬وان‭\ ‬لقرآن‭ ‬يحرم‭ ‬استخدامها‭. ‬

ينص‭ ‬القرآن‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬المساس‭ ‬بالمدنين‭ ‬بموجب‭ ‬قواعد‭ ‬القتال‭. ‬يقول‭ ‬كويليام‭ ‬إنه‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬استخدام‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬ضد‭ ‬أهداف‭ ‬عسكرية‭ ‬بحتة،‭ ‬فإنها‭ ‬تقتل‭ ‬وتشوه‭ ‬بطرق‭ ‬مروعة‭ ‬بحيث‭ ‬تنتهك‭ ‬التعاليم‭ ‬الإسلامية‭ ‬بشأن‭ ‬القتال‭ ‬بشكل‭ ‬إنساني‭. ‬وأخيراً،‭ ‬يقولان‭ ‬إن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأسلحة‭ ‬تسبب‭ ‬ضرراً‭ ‬دائماً‭ ‬للبيئة،‭ “‬وهي‭ ‬نتيجة‭ ‬لابد‭ ‬وأن‭ ‬تؤخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬في‭ ‬التقييمات‭ ‬الأخلاقية‭ ‬الإسلامية‭ ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬حياة‭ ‬ثمينة‭ ‬كخلق‭ ‬من‭ ‬خلق‭ ‬الله،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬منفعة‭ ‬يستمدها‭ ‬البشر‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأسلحة‭”.‬

العلماء ينددون بالمتطرفين

إن‭ ‬مؤلفي‭ ‬كويليام‭ ‬ليسوا‭ ‬أول‭ ‬علماء‭ ‬مسلمين‭ ‬يدينون‭ ‬المتطرفين‭. ‬في‭ ‬عام‭ ‬2010،‭ ‬أصدر‭ ‬الباحث‭ ‬الإسلامي‭ ‬محمد‭ ‬طاهر‭ ‬القادري‭ ‬فتوى‭ ‬من‭ ‬600‭ ‬صفحة‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬الإرهابيين‭ ‬المسلمين‭ ‬سيذهبون‭ ‬إلى‭ ‬الجحيم‭.‬

الفتوى‭ ‬هي‭ ‬رأي‭ ‬ديني‭ ‬بشأن‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬يصدره‭ ‬باحث‭ ‬إسلامي‭. ‬وغالباً‭ ‬ما‭ ‬تصدر‭ ‬لزيادة‭ ‬الوعي‭ ‬وتوضيح‭ ‬مسألة‭ ‬محددة‭ ‬للمسلمين‭ ‬الذين‭ ‬قد‭ ‬يتبعونها‭ ‬أو‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يتبعونها‭. ‬

وبأوضح‭ ‬لغة،‭ ‬قال‭ ‬الدكتور‭ ‬طاهر‭ ‬القادري‭ ‬إن‭ ‬أبحاثه‭ ‬أثبتت‭ ‬أن‭ “‬قتل‭ ‬المسلمين‭ ‬وارتكاب‭ ‬الإرهاب‭ ‬هي‭ ‬أعمل‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬غير‭ ‬مشروعة‭ ‬ومحرمة‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬تمثل‭ ‬أيضاً‭ ‬رفض‭ ‬الإيمان‭”. ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬فتواه‭ ‬ضرورية‭ ‬لأن‭ ‬الإسلام‭ ‬والإرهاب‭ ‬أصبحا‭ ‬مرادفين‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬بعض‭ ‬الغربيين‭. ‬وخلص‭ ‬ملخص‭ ‬لفتوى‭ ‬بشأن‭ ‬الهجمات‭ ‬التفجيرية‭ ‬الانتحارية‭ ‬والإرهاب‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ “‬التفجيرات‭ ‬والهجمات‭ ‬التفجيرية‭ ‬الانتحارية‭ ‬ضد‭ ‬أهداف‭ ‬مدنية‭ ‬هي‭ ‬امور‭ ‬لا‭ ‬يدينها‭ ‬الإسلام‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬تخرج‭ ‬مرتكبيها‭ ‬عن‭ ‬الإسلام‭ ‬تماماً‭”.‬

وفي‭ ‬عام‭ ‬2010‭ ‬أيضاً،‭ ‬اجتمعت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬العلماء‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬ماردين‭ ‬بتركيا‭ ‬لدراسة‭ ‬فتوى‭ ‬أصدرها‭ ‬باحث‭ ‬القرن‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬ابن‭ ‬تيمية‭ ‬وطالما‭ ‬أسيء‭ ‬تفسيرها‭. ‬وقال‭ ‬العلماء‭ ‬الخمسة‭ ‬عشر‭ ‬الذين‭ ‬اتو‭ ‬من‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الهند‭ ‬وإندونيسيا‭ ‬وإيران‭ ‬والكويت‭ ‬والمغرب‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬والسنغال‭ ‬وتركيا،‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬استخدام‭ ‬الفتوى‭ ‬التي‭ ‬يستخدمها‭ ‬المتطرفين‭ ‬لتبرير‭ ‬القتل‭ ‬باسم‭ ‬الإسلام‭ ‬لتبرير‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬حديث‭ ‬يحترم‭ ‬العقيدة‭ ‬والحقوق‭ ‬المدنية‭. ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬نفسه،‭ ‬أصدر‭ ‬مجلس‭ ‬كبار‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬فتوى‭ ‬ذكر‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬تمويل‭ ‬الإرهاب‭ ‬انتهاك‭ ‬للقانون‭ ‬الإسلامي‭ ‬وأنه‭ ‬يعاقب‭ ‬عليه‭ ‬بموجب‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭.‬

ولكن‭ ‬فتوى‭ ‬طاهر‭ ‬القادري‭ ‬برزت‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬البحث‭ ‬الذي‭ ‬اعتمدت‭ ‬عليه‭ ‬ومن‭ ‬حيث‭ ‬تفصيلها‭. ‬وتتضمن‭ ‬الفتوى،‭ ‬التي‭ ‬نشرت‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬في‭ ‬كتاب،‭ ‬نصوصاً‭ ‬من‭ ‬القرآن‭ ‬والحديث‭ ‬وآراء‭ ‬صحابة‭ ‬النبي‭ ‬عليه‭ ‬الصاة‭ ‬والسلام،‭ ‬و‭ “‬النصوص‭ ‬الكلاسيكية‭ ‬المقبولة‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬لعلماء‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭”. ‬

وتدين‭ ‬الفتوى‭ ‬الإرهاب،‭ ‬ولكنها‭ ‬تخطو‭ ‬خطوة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬انتقادها‭ ‬المسلمين‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يرفعون‭ ‬صوتهم‭ ‬لمعارضة‭ ‬العنف‭. ‬كتب‭ ‬طاهر‭ ‬القادري،‭ “‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬إنكار‭ ‬لحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭ ‬يعارضون‭ ‬الإرهاب‭ ‬ويدينونه‭ ‬بعبارات‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيها‭ ‬و‭ ‬أنهم‭ ‬غير‭ ‬مستعدين‭ ‬لقبوله‭ ‬باعتباره‭ ‬حتى‭ ‬مرتبطا‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬بالإسلام‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭”. ‬

‭”‬إن‭ ‬الإسلام‭ ‬لا‭ ‬يحرم‭ ‬قتل‭ ‬المسلمين‭ ‬وارتكاب‭ ‬الإرهاب‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬أنهما‭ ‬يمثلان‭ ‬أيضاً‭ ‬رفض‭ ‬الإيمان‭”. “‬وقد‭ ‬ثبت‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬لدى‭ ‬جميع‭ ‬السلطات‭ ‬المستنيرة‭ ‬نفس‭ ‬الرأي‭ ‬بشأن‭ ‬الإرهاب‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الإسلام‭ ‬الذي‭ ‬امتد‭ ‬1400‭ ‬سنة‭”.‬

كان‭ ‬طاهر‭ ‬القادري‭ ‬واضحاً‭ ‬عندما‭ ‬تعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بإدراج‭ ‬أولئك‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يمكن‭ ‬للمسلمين‭ ‬قتلهم‭ ‬بشكل‭ ‬مبرر‭: ‬جنود‭ ‬العدو‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الحرب،‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬غيرهم‭.‬

وكما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المتوقع،‭ ‬قامت‭ ‬جماعة‭ ‬طالبان‭ ‬الإسلامية‭ ‬المتشددة‭ ‬التي‭ ‬تتخذ‭ ‬من‭ ‬باكستان‭ ‬مقراً‭ ‬لها‭ ‬بإضافة‭ ‬القادري‭ ‬إلى‭ ‬قائمة‭ ‬الأشخاص‭ ‬المتسهدفين‭ ‬بالقتل‭ ‬بعد‭ ‬نشر‭ ‬فتواه‭. 

التعليقات مغلقة.