يظهرالتاريخ أن الانتصار في الحروب لا يتم دائماً بالقنابل والرصاص فقط. لإلحاق الهزيمة بالعدو والحفاظ على السلام، فإنه يجب على الجنود كسب قلوب وعقول المدنيين.
ويتسم ذلك بأهمية خاصة في عمليات حفظ السلام حيث يمكن النظر إلى القوات الأجنبية بعين الريبة والخوف.
وللتغلب على هذا التحدي، يجب على القوات المسلحة أن تستثمر الوقت والطاقة في مشاريع الانخراط بين العسكريين والمدنيين. ويمكن أن تكون هذه الأمور معقدة، مثل عملية بناء جسر جديد، أو بسيطة، مثل تنظيم مباراة لكرة القدم. بغض النظر عن حجمها، تساعد هذه المشاريع السكان المحليين على رؤية الجنود بمنظور مختلف.
ولكي تتكلل هذه الجهود بالنجاح، فإنه من المهم للجيش أن يعكس السكان الذين يخدمهم. تسعى قوات الدفاع في جميع أنحاء القارة لزيادة عدد النساء اللواتي يخدمن وهن يرتدين الزي العسكري. وقد حددت الأمم المتحدة هدفا يتمثل في زيادة عدد الأفراد من النساء العسكريات اللواتي يخدمن في بعثات حفظ السلام من 5 في المئة إلى 15 في المئة.
وتشدد جهود أخرى على مهارات حفظ السلام غير التقليدية. يتعلم حفظة السلام مفاهيم الوساطة وإدارة الصراعات كوسيلة لتخفيف حدة التوترات في البلدان التي مزقتها الحروب. وهم يخصصون الوقت للتعرف على ثقافة وتاريخ الدول التي يخدمون فيها.
وتستجيب الجيوش أيضاً للدعوة إلى الاستجابة للكوارث الطبيعية والأوبئة. لعبت قوة الدفاع الوطني لجنوب إفريقيا (SANDF) دوراً رائداً في إنقاذ الناس من الفيضانات في جنوب القارة السمراء، وإيصال المعونة الغذائية والطبية لهم. في غضون ستة أيام فقط بعد ضرب الإعصار الاستوائي ايداي لموزمبيق في أيار/مايو 2019، أنقذت قوات الدفاع الوطني السودانية 417 شخصاً، ونقلت 30 شخصاً جواً إلى المرافق الطبية.
من خلال وضع الناس في قلب المهمة، يمكن للجنود كسب ثقة الحلفاء، وبناء أساس لسلام دائم. ويكتسب الجنود الاحترام عندما يتمسكون إلى أعلى معايير الأخلاق المهنية والمسؤولية. إن قوات الدفاع التي تفهم هذا الواجب هي مؤهلة بشكل اكثر للنجاح.