أعضاء القيادة الأمريكية لقارة أفريقيا
عمليات الانتشار الطويلة، الإجهاد البدني والمخاطر الشديدة. هذه هي المخاطر التي يعرفها المهنيون العسكريون جيداً. إنهم يتحملون هذه الأعباء بسرور لأن العمل بالنسبة لهم هو أكثر من مجرد مهنة. انه رسالة.
فعند سؤالهم عن أسباب التحاقهم بالخدمة العسكرية، غالباً ما يذكر الجنود المُثًل مثل “خدمة البلاد” و”الرغبة في حماية الآخرين”. كما أنهم يسعون جاهدين لتحقيق مهنية مثالية.
إن كون المرء مهنياً يعني التزاما دائمًا بالتعلم والسعي لأداء حرفته على أكمل وجه. ولدعم هذا التطور، تستثمر البلدان في مؤسسات التعليم العسكري المهنية، ولا سيما كليات القيادة والأفراد المصممة لتدريب الضباط على المستوى الاستراتيجي. كما أن البلدان بصدد فتح الباب أمام تدريب الضباط غير المكلفين، الذين يتوقون للعب دور قيادي والحصول على المهارات المتقدمة.
تظهر الدراسات الاستقصائية أن جيوش أفريقيا هي من بين المؤسسات الأكثر احتراماً في أعين الأشخاص الذين تخدمهم. إن إرث الإنجازات والتضحيات قد أكسبهم هذه السمعة، ويعد الحفاظ على هذه المكانة المتميزة أولوية قصوى.
إن الحفاظ على مستوى عال يتطلب الاستثمار. ويفيد أفراد في القوات المسلحة الأفريقية إنهم يرغبون في الحصول على المعدات الكافية، والأجور في وقتها، والإسكان بأسعار معقولة، واستحقاقات التقاعد. ويقولون إن هذه الأشياء تقلل من الحافز على الفساد الذي يلطخ سمعة الجيش في بعض الأحيان.
أن يكون المرء مهنياً يعني أيضًا احترام النظام الدستوري والإشراف المدني على القوات المسلحة. وبعد سنوات من عدم الاستقرار في أجزاء كثيرة من القارة الأفريقية، أصبحت حالات التدخل العسكري في السياسة أكثر ندرة، وأصبح الحكم الرشيد هو القاعدة وليس الاستثناء.
جعلت تحديات حرب القرن الواحد والعشرين من الكفاءة المهنية أمراً ضرورياً. فهي تتطلب من الضباط العسكريين اتخاذ مجموعة واسعة من القرارات التكتيكية والأخلاقية، وغالباً في سرعة البرق. ومن خلال التزامهم بالتعليم المهني والتشبث بالقيم الأساسية لمؤسساتهم، سيكون هؤلاء المهنيون مستعدين للتعامل مع أصعب التحديات.