القيام بدوريات في الفضاء الإلكتروني تحت المجهر بواسطة ADF آخر تحديث فبراير 20, 2018 شارك هناك حاجة لقوانين وأساليب جديدة للإمساك بالمتطرفين على الإنترنت أسرة عمل أيه دي إف في يوليو 2017، عندما كانت القوات العراقية تقوم بطرد داعش خارج مدينة الموصل، وجدت السلطات فتاة تبلغ من العمر 16 عاما مختبئة في نفق. وكانت قد هربت من منزلها في المانيا قبل عام للانضمام الى الجماعة المتطرفة. فقد قامت بشراء تذكرة طائرتها من خلال انتحال شخصية أمها. تم نشر صور الفتاة الحزينة والخائفة، يحيط بها الخاطفين مبتسمين، على شبكة الإنترنت في جميع أنحاء العالم. تربت الفتاة في أسرة بروتستانتية ولكنها لم تبد اهتماماً كبيراً بالدين. ثم، في ربيع عام 2016، قالت لوالديها أنها مهتمة بالإسلام. ثم بدأت بتعليم نفسها اللغة العربية، مع قيامها بجلب نسخة من القرآن إلى المدرسة وارتداء الملابس المحتشمة. أفادت السلطات إنه تم تجنيدها في البداية من قبل داعش في غرف الدردشة عبر الإنترنت. وأقنعها أحد مجنديها بالانضمام إليه في سوريا. وكانت مقتنعة بأنها واقعة في حبه. وقالت والدتها في وقت لاحق أن ابنتها قد تعرضت “لغسل دماغي تماما” من قبل مُجًندي داعش. قصتها ليست قصة غير عادية. في جميع أنحاء العالم، إذا توفرت لدى الناس إمكانية الوصول إلى الإنترنت، فإن لديهم إمكانية الوصول إلى المتطرفين ودعايتهم. ظلت داعش وغيرها من الجماعات المتطرفة تستخدم الإنترنت، جنبا إلى جنب مع وسائل التواصل الأجتماعي، لتجنيد أعضاء جدد لسنوات – حيث تحاول السلطات إيجاد سبل لمنعهم. ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي.)، خلال هجوم شنه داعش في العراق في عام 2014، أن عدداً من حسابات تويتر التي تدعي أنها تمثل داعش في العراق وسوريا نشرت تحديثات حية عن تقدم التنظيم. وشملت بعض تغذيات تويتر صوراً تم التقاطها ونشرها باستخدام الهواتف المحمولة. يستخدم داعش تويتر منذ عام 2012 على الأقل، حيث يستخدمه التنظيم للتجنيد، والتخطيط، والتهديد، وتبني هجماته. وفي أواخر يناير 2017، أفادت صحيفة “ذا صن أوف نيجيريا” بأن جماعة بوكو حرام المتطرفة أعادت تركيز مواردها نحو حملة إعلامية ودعاية ضد نيجيريا. وقد تم اكتشاف الاستراتيجية المنقحة ضمن المواد التي خلفها المتطرفون الذين تم طردهم من معقلهم في الجزء الشمالي الشرقي من البلاد. وأضافت الصحيفة: “هذه المواد تضمنت وثائق، وهواتف، وحواسيب تحتوي على معلومات مفصلة حول استراتيجية بوكو حرام الخاصة بوسائل الاعلام والدعاية”. فى بيان للصحافة، يقول الحاج لاي محمد، وزير الاعلام والثقافة النيجيري: “إن الوثائق المكتوبة بالعربية قد حددت أيضاً الاستراتيجية الإعلامية التي على قادة بوكو حرام استخدامها، وكيف يتعين على الأعضاء الباقين على قيد الحياة ضمان نشر مذهب بوكو حرام باستخدام وسائل الاعلام الاجتماعية”. وأضاف الوزير أن المواد التي تم العثور عليها أكدت إعلان إقامة جناح إعلامي جديد لبوكو حرام يسمى “وادي بايا،” أو “الكلام الواضح”. امرأة نيجيرية تستمع إلى برنامج حواري إذاعي يومي على هاتفها المحمول. الهواتف المحمولة هي وسيلة الإعلام الأسرع نمواً في جميع أنحاء أفريقيا. وكالة اسوشيتد برس من الصعب المبالغة في تقدير أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في أفريقيا. ففي جميع أنحاء القارة، يتم استخدام وسائل الاعلام الاجتماعية لأكثر بكثير من مجرد الترفيه والاتصالات. إنها مصدر أساسي للأخبار، حيث تعد مجموعات الأخبار في تطبيق وأتس أب وحدها مصدر رئيسي للأخبار في أفريقيا. لا توجد صحف في العديد من أنحاء أفريقيا. وفي بعض البلدان، يتم تقييد حرية الصحافة. وانتشار الهواتف النقالة أكبر من انتشار التلفزيون في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وازداد استخدام الهواتف النقالة الذكية بأكثر من الضعف من 2014 إلى 2016. وتتمثل إحدى الطرق التي تمكن البلدان من حجب رسائل المتطرفين على وسائل التواصل الاجتماعي في حجب شبكة الإنترنت في أوقات معينة. ولكن قد يتم إساءة استخدام هذا النهج، وقد حظرت العديد من البلدان الوصول إلى وسائل الإعلام الاجتماعية لمنع الناس من الوصول إلى المعلومات المشروعة. واعتباراً من منتصف عام 2017، أفادت وكالة أنباء كوارتز الرقمية أن سبع دول أفريقية على الأقل قد منعت الوصول إلى وسائل الإعلام الاجتماعية خلال الانتخابات وفي أوقات أخرى حساسة سياسياً. زيادة النشاط في أفريقيا يقول ديفيد فيدلر، من مجلس العلاقات الخارجية في الولايات المتحدة الامريكية، أنه ليس هناك شك في أن داعش والمنظمات المتطرفة الأخرى بصدد زيادة نشاطها في أفريقيا. وبحسب ما كتبه فيدلر لموقع Defense One: “استناداً إلى نمط عملها على الإنترنت، تحاول الدولة الإسلامية تسخير وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز سلطتها وموقعها في ليبيا”. ويضيف: “وتقوم جماعات أخرى، لا سيما حركة الشباب في الصومال وبوكو حرام في نيجيريا، بتقليد استراتيجيات وسائل الإعلام الاجتماعية الخاصة بالدولة الإسلامية. إن هذا التطرف الذي تيسره شبكة الإنترنت يتجلى مع التغير السريع الذي طرأ على الفضاء الالكتروني في أفريقيا، بما في ذلك الجهود المبذولة لتوسيع الوصول إلى الإنترنت وزيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي”. ويعترف المتحدثون باسم تويتر وفاسيبوك ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى بأن الجماعات المتطرفة، بما في ذلك داعش وبوكو حرام، تستغل خدماتها. لكن النقاد يقولون إن عدم قيام هذه المواقع بالمزيد لإغلاق حسابات المتطرفين يعني أن وسائل التواصل الاجتماعي متواطئة معهم في الواقع. هذا لا يعني أن خدمات وسائل الإعلام الاجتماعية تشجع المتطرفين. على سبيل المثال، تتضمن إرشادات تويتر إشارة محددة إلى المتطرفين: “لا يجوز لك التهديد بالعنف أو الترويج للعنف، بما في ذلك التهديد باستخدام الإرهاب أو الترويج له”. وتشمل قواعد استخدام فيسبوك نصاً يحظر خطاب الكراهية وأي شيء يحرض على العنف. ويقول إنستغرام إنه “ليس مكانا لدعم أو الثناء على الإرهاب أو الجريمة المنظمة أو مجموعات الكراهية”. ويقول واتساب، المملوك من قبل فيسبوك، أنه لا يجوز استخدام خدماته لأغراض “غير قانونية، أو فاحشة، أو تشهيرية، أو تهديدية، أو تخويفية، أو للمضايقة، أو إبداء الكراهية، أو الإساءة على أساس عنصري أو عرقي، أو التحريض على سلوك غير قانوني أو تشجيعه، أو غيره من السلوكيات غير الملائمة، بما في ذلك الترويج للجرائم العنيفة “. ويحظر يوتيوب نشر مقاطع فيديو تحتوي على” كلام يحض على الكراهية، بما في ذلك الهجمات اللفظية القائمة على الجنس، أو التوجه الجنسي، أو العرق، أو الاثنية، أو الدين، أو الإعاقة، أو الجنسية”. يعتقد أن الإرهابي الذي قتل أربعة أشخاص وجرح العشرات في هجوم مارس 2017 في لندن قد قام باستخدام خدمة رسائل واتساب. وتقول وزيرة الداخلية البريطانية، امبر رود، أنها تريد أن يسهل واتساب وغيره من وسائل الإعلام الاجتماعية وصول السلطات إلى منصاته في حالات مثل هجوم لندن. وقالت في مقابلة: “نحن بحاجة للتأكد من عدم قيام شركات مثل واتساب – وشركات كثيرة أخرى من هذا القبيل -بتوفير مكان سري للإرهابيين للتواصل مع بعضهم البعض”. تطبيق واتساب مفيد بشكل خاص للمتطرفين لأن رسائله مشفرة على مستوى المستخدم النهائي، وهذا يعني لا يمكن لأحد قراءة رسائل واتساب سوى مرسل ومتلقي الرسائل المحددين. وقد أصبح تطبيقاً شعبياً للغاية خاصة في البلدان التي منعت فيها حكوماتها خدمات المراسلة الأخرى لتقييد المعارضة. ما زال المسؤولون الحكوميون يمارسون الضغوط على شركات وسائل الإعلام الاجتماعية ومصنعي الهواتف المحمولة لتزويدها بـ “باب خلفي” أو مدخل سري لتجاوز التشفير. لكن شركات البرمجيات والهواتف المحمولة تعتقد أنها إذا وفرت هذا الباب الخلفي لحكومة شرعية، فإن الحكومات القمعية ستطالبها أيضا بالمثل. وتقول معظم وسائل الاعلام الاجتماعية أنها تحاول الحفاظ على الأمن بنفسها. ففي مارس 2017، أعلن تويتر أنه قام بوقف 636,248 حساباً من 1 أغسطس 2015 وحتى 31 ديسمبر 2016 بسبب “انتهاكات تتعلق بالترويج للإرهاب”. وأفاد موقع Naked Security أن فيسبوك كان بصدد تطوير برنامج ذكاء اصطناعي في يونيو 2017 لكشف التعليقات المتطرفة وأنه قام بتوظيف 150 خبيراً لجعل المنصة “مكاناً معادياً للإرهابيين”. وفي الوقت نفسه، أعلنت محرك البحث غوغل أنه سيستخدم المزيد من برمجيات الذكاء الاصطناعي، المعروفة أيضاً باسم “تكنولوجيا التعلم الآلي”، وأنه قام بإضافة 50 منظمة غير حكومية خبيرة إلى المنظمات الـ 63 التي كانت بالفعل جزءاً من برنامج “المخبر الموثوق” لموقع يوتيوب. النقاد يريدون المزيد. ففي يناير 2017، رفع أفراد أسر ضحايا الإرهابيين دعوى قضائية ضد تويتر مدعيين أن تويتر قام، نتيجة الإهمال، بتقديم الدعم والموارد إلى داعش. “نعتقد أن تويتر لا يفعل ما يكفي للقيام برصد وتحديد وإزالة الحسابات الخاصة بالإرهاب بشكل مسبق، وأنه لم يبذل جهداً فعالاً أو مطولاً لضمان عدم إعادة إنشاء هذه الحسابات”، بحسب ما جاء في لائحة الدعوى التي قدمها المدعون، وذلك وفقاً لصحفية نيويورك تايمز. “باختصار، إن إجراءات تويتر محدودة جداً ومتأخرة جدا”. ما الذي ينبغي القيام به على الرغم من اختلاف السياسات والنهج من بلد إلى آخر، إلا أن النقاد يجمعون على القول بأنه ينبغي على البلدان أن تكون أكثر الحاحاً فيما يتعلق بشفافية منصات التواصل الاجتماعي العاملة داخل حدودها. وهم يدعون أنه ينبغي على مثل هذه المواقع أن تكون أكثر انخراطاً في البحث عن التعليقات المتطرفة وأن على الحكومات أن تدفعهم للعمل في هذا الاتجاه. وقد طور هاني فريد، رئيس قسم علوم الحاسوب في كلية دارتموث في الولايات المتحدة الأمريكية، برنامج يمكنه حجب التعليقات المتطرفة على شبكة الإنترنت، بما في ذلك وسائل الإعلام الاجتماعية. ويمكن استخدام البرنامج لإنشاء قاعدة بيانات لمحتوى متطرف معروف ومنع نشر هذا المحتوى. ويقول أن خدمات وسائل الإعلام الاجتماعية مترددة، حتى الآن، في استخدام برنامجه الحاسوبي بقوة. وأوضح فريد لمجلة “انتربرايز”: “المشكلة التي أجدها مع شركات التكنولوجيا هي أنهم يتذرعون بشروط خدمتهم عندما يريدون أن يفعلوا شيئا لا يحظى بشعبية ولكنه يصب في مصلحتهم المالية “. وأضاف أنه يعتقد أن الضغوط المتزايدة من الحكومات ووسائط الإعلام والجمهور ستجبر شركات التكنولوجيا على القيام بدورها. وتحاول عائلة امرأة قتلت في الهجمات الإرهابية في باريس في نوفمبر 2015 الحصول على حكم من المحاكم لجعل وسائل الاعلام الاجتماعية أكثر مبادرة في التعامل مع المتطرفين. ورفع والدي نوهيمي جونزاليس دعوى قضائية ضد يوتيوب وغوغل في المحكمة الاتحادية للولايات المتحدة الامريكية، قائلين إن شركتي وسائل الإعلام العملاقة كانتا متواطئتان فيما يتعلق بالهجوم والوفيات. وقالوا إن يوتيوب سمح مراراً لداعش والمجموعات الأخرى بنشر مقاطع فيديو، وأحيانا مع إعلانات مدفوعة الثمن للمنتجات المشروعة. وقد اعترف يوتيوب بأنه قام بنشر الإعلانات دون قصد إلى جانب مقاطع الفيديو الإرهابية، ولكنه قال إنه يعمل على التأكد من عدم حدوث ذلك مرة أخرى. انتشار الهواتف الخلوية في أفريقيا يجعل من الأهمية بمكان تخليص وسائل التواصل الاجتماعي من الدعاية المتطرفة. وكالة اسوشيتد برس تعتمد شركة غوغل، وهي الشركة الأم ليوتيوب، على قانون الآداب والاتصالات في الولايات المتحدة الامريكي لعام 1996 والذي أُقر قبل اختراع معظم خدمات الشبكات الاجتماعية. وينص هذا القانون على أن مشغلي مواقع الويب ليسوا ناشرين وأنه لا يمكن تحميلهم المسؤولية عن الأشياء التي يتم نشرها وعرضها من قبل المستخدمين. من الواضح أن العالم قد تغير بشكل ملحوظ منذ قانون آداب الاتصالات وأن القيود الأخرى أصبحت قانونا. يقول روبرت تولشين، محامي الوالدين الذين أقاما الدعوى: “إن الأشياء التي نراها من حيث الطريقة التي يتم بها استخدام الإنترنت الأن لم يتخيلها الناس الذين صاغوا قانون آداب الاتصالات هذا”. ويبين فيدلر إن أفريقيا والعالم يواجهان عهداً جديداً يتطلب استراتيجيات جديدة وسياسات جديدة: “مع قيام الدولة الإسلامية بجلب التطرف الميسر عبر الإنترنت الخاص بها إلى أفريقيا، ومع قيام الجماعات الإرهابية الأفريقية باعتماد منهج الدولة الإسلامية الخاص باستخدام الإنترنت، أصبحت الحاجة إلى نهج شامل تجاه المكونات الفضائية للتطرف العنيف في أفريقيا مسألة سياسة أكثر إلحاحاً “.
التعليقات مغلقة.