Africa Defense Forum
Africa Defense Forum

أسلحة على شبكة الإنترنت

الفيسبوك‭ ‬يكافح‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭.‬

أسرة‭ ‬عمل‭ ‬أيه‭ ‬دي‭ ‬إف

مع‭ ‬وجود‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬2‭ ‬مليار‭ ‬حساب‭ ‬نشط‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬الفيسبوك،‭ ‬تتوافر‭ ‬على‭ ‬الموقع‭ ‬خدمات‭ ‬تغطي‭ ‬كافة‭ ‬احتياجات‭ ‬المستخدمين‭ ‬تقريبا‭. ‬ويشمل‭ ‬ذلك‭ ‬قاذفات‭ ‬صواريخ‭ ‬وصواريخ‭ ‬مضادة‭ ‬للطائرات‭ ‬تباع‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭.‬

يتم‭ ‬عرض‭ ‬هذه‭ ‬الأسلحة‭ ‬للبيع‭ ‬على‭ ‬الفيسبوك‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬التي‭ ‬كدس‭ ‬فيها‭ ‬الدكتاتور‭ ‬السابق،‭ ‬معمر‭ ‬القذافي،‭ ‬أسلحة‭ ‬قيمتها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬قبل‭ ‬الإطاحة‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2011‭. ‬وبعد‭ ‬مقتله،‭ ‬وجد‭ ‬المسؤولون‭ ‬والمتمردون‭ ‬واللصوص‭ ‬مخابئ‭ ‬أسلحة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد،‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬المستودعات‭ ‬العسكرية،‭ ‬بل‭ ‬أيضاً‭ ‬أسلحة‭ ‬مدفونة‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭. ‬وقد‭ ‬انتشرت‭ ‬الأسلحة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬القارة‭. ‬وأفاد‭ ‬تقرير‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬أن‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة،‭ ‬من‭ ‬بوكو‭ ‬حرام‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‭ ‬إلى‭ ‬الثوار‭ ‬السوريين،‭ ‬قد‭ ‬اشترت‭ ‬أسلحة‭ ‬من‭ ‬الباعة‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭.‬

أفراد مجموعة مسلحة يحملون بنادق من طراز أ.ك.-47 في بنغازي في يوليو 2017، وعادة ما تباع هذه البنادق في السوق السوداء. وكالة الانباء الفرنسية /جيتي إيمجيز

كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬طلب‭ ‬كبير‭ ‬داخل‭ ‬ليبيا‭ ‬على‭ ‬الأسلحة‭ ‬الصغيرة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المسدسات‭ ‬والبنادق‭ ‬الهجومية‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬كلاشنكوف‭. ‬فبسبب‭ ‬استمرار‭ ‬انعدام‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬يخشى‭ ‬الليبيون‭ ‬على‭ ‬سلامتهم،‭ ‬ويشعر‭ ‬الكثيرون‭ ‬بأنهم‭ ‬مضطرون‭ ‬إلى‭ ‬حمل‭ ‬أسلحة‭ ‬مخبأة‭. ‬وتعد‭ ‬سرقة‭ ‬السيارات‭ ‬مشكلة‭ ‬رئيسية‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الليبية،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬التبليغ‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬وحدها‭ ‬عما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬سبع‭ ‬عمليات‭ ‬سرقة‭ ‬في‭ ‬اليوم‭. ‬فلا‭ ‬عجب‭ ‬أن‭ ‬الليبيين‭ ‬يريدون‭ ‬امتلاك‭ ‬الأسلحة‭ ‬النارية‭ ‬ويقومون‭ ‬أحيانا‭ ‬بشرائها‭ ‬على‭ ‬الفيسبوك‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬يدفعه‭ ‬الليبيون‭ ‬مقابل‭ ‬المسدسات‭ ‬هو‭ ‬مؤشر‭ ‬على‭ ‬الطلب‭. ‬يقول‭ ‬أحد‭ ‬الباحثين‭ ‬أن‭ ‬المسدسات‭ ‬كانت‭ ‬تباع‭ ‬على‭ ‬الفيسبوك‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬بأسعار‭ ‬تتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬2‭,‬000‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬7‭,‬000‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭.‬

أشارت‭ ‬التقارير‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2017‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬للأسلحة‭ ‬الليبية‭ ‬التي‭ ‬تباع‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭ ‬ينمو‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ،‭ ‬وأن‭ ‬التجار‭ ‬كانوا‭ ‬يبيعون‭ ‬أسلحة‭ ‬كبيرة‭ ‬وأكثر‭ ‬تطورا‭ -‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تستخدمها‭ ‬الجماعات‭ ‬المسلحة‭. ‬وقد‭ ‬أصبحت‭ ‬هذه‭ ‬الأسلحة‭ ‬شائعة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬يسيطر‭ ‬عليها‭ ‬داعش‭. ‬وأفادت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬الأسلحة‭ ‬الليبية‭ ‬قد‭ ‬بيعت‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬بلداً‭ ‬على‭ ‬الأقل‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الفيسبوك،‭ ‬يتم‭ ‬استخدام‭ ‬تطبيق‭ ‬واتساب،‭ ‬وإينستاجرام‭ ‬وخدمة‭ ‬الرسائل‭ ‬المشفرة‭ ‬تلغرام‭ ‬للمفاوضات‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬الأسلحة‭. ‬يحظر‭ ‬الفيسبوك‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الاعلام‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بيع‭ ‬الأسلحة‭ ‬ويقوم‭ ‬بإغلاق‭ ‬حسابات‭ ‬المستخدمين‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬تجارة‭ ‬الأسلحة‭. ‬ولكن‭ ‬بمجرد‭ ‬إغلاق‭ ‬حساب‭ ‬بائع‭ ‬أسلحة‭ ‬ما،‭ ‬يتم‭ ‬فتح‭ ‬حساب‭ ‬آخر،‭ ‬وأحيانا‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬دقائق‭.‬

في‭ ‬بيان‭ ‬معد‭ ‬مسبقاً،‭ ‬يقول‭ ‬أحد‭ ‬مسؤولي‭ ‬الفيسبوك‭: “‬إن‭ ‬تنسيق‭ ‬المبيعات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالأسلحة‭ ‬النارية‭ ‬ينافي‭ ‬معايير‭ ‬مجتمع‭ ‬الفيسيبوك،‭ ‬ونحن‭ ‬نزيل‭ ‬أي‭ ‬محتوى‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القبيل‭ ‬بمجرد‭ ‬علمنا‭ ‬به‭. ‬ونحن‭ ‬نشجع‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬روابط‭ ‬الإبلاغ‭ ‬الموجودة‭ ‬عبر‭ ‬موقعنا‭ ‬كي‭ ‬يتمكن‭ ‬فريق‭ ‬الخبراء‭ ‬الخاص‭ ‬بنا‭ ‬من‭ ‬مراجعة‭ ‬المحتوى‭ ‬بسرعة‭ “.‬

يقول‭ ‬ديفيد‭ ‬فيدلر،‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ان‭ ‬صدى‭ ‬مبيعات‭ ‬الأسلحة‭ ‬يتردد‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬السوق‭ ‬الدولية‭.‬

ويضيف‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬لمجلة‭ ‬كريستيان‭ ‬ساينس‭ ‬مونيتور‭ ‬أن‭ “‬استخدام‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬يخلق‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬المشاكل،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مشكلة‭ ‬تدفق‭ ‬الأسلحة‭ ‬وإمكانية‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الدولية‭. ‬فهي‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬مشكلة‭ ‬تتعلق‭ ‬بتنفيذ‭ ‬القانون،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬مشكلة‭ ‬أمن‭ ‬قومي‭ “.‬

دراسة‭ ‬مبيعات‭ ‬الأسلحة

أعضاء الميليشيات الليبية المسلحة يجوبون طرابلس في استعراض عسكري. تقول الأمم المتحدة أن الأسلحة الليبية متاحة بسهولة لدرجة بيعها في 14 دولة.
وكالة اسوشيتد برس

قامت‭ ‬مجموعة‭ ‬خدمات‭ ‬أبحاث‭ ‬التسلح‭ (‬ARES‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬مجموعة‭ ‬استشارية‭ ‬خاصة،‭ ‬بدراسة‭ ‬عمليات‭ ‬بيع‭ ‬الأسلحة‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وتوصلت‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬استنتاجات‭:‬

كل‭ ‬أنواع‭ ‬الأسلحة‭ ‬التقليدية‭ ‬تقريباً‭ ‬متاحة‭: ‬وجدت‭ ‬مجموعة‭ ‬خدمات‭ ‬أبحاث‭ ‬التسلح‭ (‬ARES‭) ‬والصحفيين،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬صحفيين‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز،‭ ‬مشاركات‭ ‬على‭ ‬الفيسبوك‭ ‬لصواريخ‭ ‬موجهة‭ ‬مضادة‭ ‬للدبابات،‭ ‬وصواريخ‭ ‬متتبعة‭ ‬للحرارة،‭ ‬وقاذفات‭ ‬قنابل‭ ‬يدوية،‭ ‬ورشاشات‭ ‬ثقيلة‭ ‬تستخدم‭ ‬لإسقاط‭ ‬الطائرات‭. ‬وغالبا‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬البائعون‭ ‬بنشر‭ ‬صور‭ ‬للأسلحة‭ ‬المعنية‭.‬

وبوجه‭ ‬عام،‭ ‬فإن‭ ‬معظم‭ ‬الأسلحة‭ ‬المضادة‭ ‬للطائرات،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬حجمها‭ ‬وقوتها،‭ ‬هي‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬قديمة‭ ‬وتمثل‭ ‬تهديداً‭ ‬أقل‭ ‬للطائرات‭ ‬العسكرية‭ ‬الحديثة‭ ‬مقارنة‭ ‬بالجيل‭ ‬الحالي‭ ‬من‭ ‬أسلحة‭ ‬أرض‭ -‬جو‭. ‬ولكن‭ ‬حتى‭ ‬الأسلحة‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬القديمة‭ ‬تشكل‭ ‬تهديدا‭ ‬للطائرات‭ ‬المروحية،‭ ‬والطائرات‭ ‬التجارية‭ ‬البطيئة‭ ‬الحركة،‭ ‬والطائرات‭ ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬لفترة‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفياتي‭ ‬التي‭ ‬يستخدمها‭ ‬الجيش‭ ‬الوطني‭ ‬الليبي‭.‬

تتوفر‭ ‬بعض‭ ‬أسلحة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحظر‭: ‬وثقت‭ ‬مجموعة‭ ‬خدمات‭ ‬أبحاث‭ ‬التسلح‭ (‬ARES‭) ‬وجود‭ ‬ثلاثة‭ ‬صواريخ‭ ‬مضادة‭ ‬للدبابات‭ ‬فرنسية‭ ‬الصنع‭ ‬تم‭ ‬بيعها‭ ‬بموجب‭ ‬عقد‭ ‬إلى‭ ‬ليبيا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2007،‭ ‬وكانت‭ ‬معروضة‭ ‬للبيع‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭.‬

الاتجار‭ ‬الرئيسي‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬المسدسات‭ ‬والبنادق‭ ‬الهجومية‭: ‬أحد‭ ‬الأسلحة‭ ‬الشائعة‭ ‬المعروضة‭ ‬للبيع‭ ‬هو‭ ‬البندقية‭ ‬الهجومية‭ ‬أ‭. ‬ك‭-‬47‭.‬

استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لبيع‭ ‬الأسلحة‭ ‬أمر‭ ‬جديد‭ ‬نسبياً‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭: ‬قبل‭ ‬الإطاحة‭ ‬بالقذافي،‭ ‬كان‭ ‬سوق‭ ‬الأسلحة‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬يخضع‭ ‬لرقابة‭ ‬صارمة،‭ ‬وكان‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الإنترنت‭ ‬أو‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية‭ ‬قليلاً‭.‬

ليست‭ ‬لیبیا‭ ‬السوق‭ ‬الوحید‭ ‬لبيع‭ ‬الأسلحة‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭: ‬یبدو‭ ‬أن‭ ‬سوق‭ ‬الأسلحة‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬یظھر‭ ‬كلما‭ ‬کان‭ ‬ھناك‭ ‬نزاع‭ ‬مسلح‭. ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬أسواق‭ ‬مماثلة‭ ‬على‭ ‬الفيسبوك‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا‭ ‬واليمن‭ ‬وذلك‭ ‬وفقاً‭ ‬لمجموعة‭ ‬خدمات‭ ‬أبحاث‭ ‬التسلح‭ (‬ARES‭).‬‭ ‬ويشيع‭ ‬الاتجار‭ ‬بالأسلحة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬يوجد‭ ‬فيها‭ ‬متطرفون‭ ‬مسلحون‭.‬

لقد‭ ‬ساهمت‭ ‬ميزات‭ ‬فيسبوك‭ ‬الجديدة‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مقصود‭ ‬في‭ ‬تسهيل‭ ‬بيع‭ ‬الأسلحة‭: ‬عندما‭ ‬بدأ‭ ‬الفيسبوك‭ ‬مزاولة‭ ‬نشاطه،‭ ‬قال‭ ‬مسؤول‭ ‬في‭ ‬الشركة‭ ‬لصحيفة‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز،‭ ‬إن‭ ‬الموقع‭ ‬لا‭ ‬يتضمن‭ ‬أي‭ ‬بند‭ ‬يخص‭ ‬الشراء‭ ‬والبيع‭. ‬لكن‭ ‬الآن‭ ‬يمكن‭ ‬الدفع‭ ‬عبر‭ ‬الفيسبوك‭ ‬عبر‭ ‬بطاقات‭ ‬الخصم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خدمة‭ ‬ماسنجر‭ ‬فيسبوك‭ ‬للمراسلة‭ ‬الفورية،‭ ‬والتي‭ ‬تتضمن‭ ‬أيقونة‭ ‬لكتابة‭ ‬رقم‭ ‬بطاقة‭ ‬الخصم‭ ‬المستخدمة‭.‬

الأعمال‭ ‬رائجة‭: ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬وثقت‭ ‬مجموعة‭ ‬خدمات‭ ‬أبحاث‭ ‬التسلح‭ ‬من‭ ‬250‭ ‬إلى‭ ‬ARES‭) ‬300‭)‬‭ ‬مشاركة‭ ‬لبيع‭ ‬الأسلحة‭ ‬كل‭ ‬شهر‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬يقول‭ ‬مدير‭ ‬مجموعة‭ ‬خدمات‭ ‬أبحاث‭ ‬التسلح‭ (‬ARES‭)‬،‭ ‬إن‭. ‬أر‭. ‬جينزن‭-‬جونز،‭ ‬أن‭ ‬مجموعة‭ ‬عمله‭ ‬قامت‭ ‬بتوثيق‭ ‬6‭ ‬آلآف‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬المتاجرة‭ ‬بالأسلحة‭ ‬بحلول‭ ‬مطلع‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬وأضاف‭ ‬قائلا‭: “‬لكن‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بكثير‭”.‬

الفيسبوك‭ ‬يحتاج‭ ‬مساعدتك‭: ‬سهّل‭ ‬موقع‭ ‬فيسبوك‭ ‬قيام‭ ‬المستخدمين‭ ‬بالإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬الأنشطة‭ ‬المشبوهة‭ ‬على‭ ‬الموقع‭. ‬فهناك‭ ‬خيار‭ “‬إبلاغ‭” ‬على‭ ‬كل‭ ‬مشاركة‭ ‬في‭ ‬الفيسبوك،‭ ‬ثم‭ ‬تقوم‭ ‬فرق‭ ‬العمليات‭ ‬المجتمعية‭ ‬في‭ ‬فيسبوك‭ ‬بمراجعة‭ ‬المشاركات‭ ‬وبإمكانها‭ ‬إزالة‭ ‬المحتويات‭ ‬المسيئة‭.‬

المتطرفون‭ ‬لا‭ ‬يشترون‭ ‬الأسلحة‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬الفيسبوك‭: ‬فهناك‭ ‬أسواق‭ ‬موجودة‭ ‬للمستلزمات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بالأسلحة،‭ ‬والتي‭ ‬تشمل‭ ‬الذخيرة،‭ ‬والسترات‭ ‬المضادة‭ ‬للرصاص،‭ ‬وأجهزة‭ ‬الإرسال‭ ‬والاستقبال‭ ‬اللاسلكية،‭ ‬والملابس‭ ‬العسكرية،‭ ‬وكاميرات‭ ‬الرؤية‭ ‬الليلية‭. ‬ولا‭ ‬يخالف‭ ‬بيع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬عادة‭ ‬قواعد‭ ‬فيسبوك،‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬أمكن‭ ‬إثبات‭ ‬قيام‭ ‬نفس‭ ‬المجموعات‭ ‬التي‭ ‬تبيع‭ ‬هذه‭ ‬الأصناف‭ ‬ببيع‭ ‬الأسلحة‭ ‬أيضا‭.‬

نسبة‭ ‬منخفضة‭ ‬نسبياً

يقول‭ ‬الباحثون‭ ‬إن‭ ‬تجارة‭ ‬الأسلحة‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬تشكل‭ ‬نسبة‭ ‬صغيرة‭ ‬نسبياً‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬المبيعات‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭.  ‬وسواء‭ ‬كانت‭ ‬تتم‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬أم‭ ‬لا،‭ ‬فما‭ ‬يقدر‭ ‬بنحو‭ ‬80‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬مبيعات‭ ‬الأسلحة‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬والمناطق‭ ‬المحيطة‭ ‬بها‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الصفقات‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬توفر‭ ‬تحديات‭ ‬فريدة‭ ‬لموظفي‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬والجيش‭. ‬فعادة‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬صفحات‭ ‬فيسبوك‭ ‬التي‭ ‬تباع‭ ‬فيها‭ ‬الأسلحة‭ ‬سرية‭ ‬أو‭ ‬مغلقة‭ ‬أمام‭ ‬الجمهور،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬بإمكانها‭ ‬اجتذاب‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الأعضاء‭ ‬والتجارة‭ ‬في‭ ‬الأسلحة‭ ‬لشهور‭ ‬قبل‭ ‬اكتشافها‭.‬

خلال‭ ‬الربيع‭ ‬العربي،‭ ‬كانت‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الفيسبوك،‭ ‬أدوات‭ ‬حيوية‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتمرد‭.‬

وبحسب‭ ‬تقرير‭ ‬عن‭ ‬اتحاد‭ ‬مكافحة‭ ‬تمويل‭ ‬الإرهاب‭: “‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬كان‭ ‬الفيسبوك‭ ‬يستخدم‭ ‬لتوضيح‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الطبية،‭ ‬ونشر‭ ‬أرقام‭ ‬الهواتف‭ ‬الهامة،‭ ‬ونشر‭ ‬رسائل‭ ‬من‭ ‬المستشفيات‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التبرع‭ ‬بالدم‭. ‬لقد‭ ‬جمع‭ ‬الفيسبوك‭ ‬الناس‭ ‬معاً،‭ ‬وحشدهم‭ ‬حول‭ ‬قضية،‭ ‬وشجع‭ ‬الشعور‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والمساءلة‭”.‬

أما‭ ‬اليوم‭ ‬فقد‭ ‬تغيرت‭ ‬الأمور‭. ‬فقد‭ ‬نشرت‭ ‬صحيفة‭ ” ‬ذا‭ ‬إنديبندنت‭” ‬البريطانية‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2013‭ ‬قصة‭ ‬شاب‭ ‬ليبي‭ ‬احتاج‭ ‬إلى‭ ‬بندقية‭ ‬ووجد‭ ‬إعلانا‭ ‬لبيع‭ ‬بندقية‭. ‬قام‭ ‬الرجل‭ ‬بالرد‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬التعليقات‭ ‬من‭ ‬المشاركة،‭ ‬وقم‭ ‬بإعطاء‭ ‬رقم‭ ‬هاتفه‭. ‬وأشارت‭ ‬المشاركة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬للبائع‭ ‬أن‭ ‬يسلم‭ ‬المسدس‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬مما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬كيان‭ ‬منظم‭ ‬وراء‭ ‬البيع‭. ‬وبعد‭  ‬بضعة‭ ‬أيام،‭ ‬تلقى‭ ‬المشتري‭ ‬مكالمة‭ ‬لتأكيد‭ ‬الصفقة،‭ ‬وظهر‭ ‬صبي‭ ‬توصيل‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬طرابلس‭ ‬يحمل‭ ‬البندقية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬شرائها‭.‬

كما‭ ‬يمكن‭ ‬استخدام‭ ‬مسودات‭ ‬البريد‭ ‬الإلكتروني‭ ‬في‭ ‬تجارة‭ ‬الأسلحة‭ ‬وتبادل‭ ‬المعلومات‭. ‬وذلك‭ ‬يتم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تشارك‭ ‬طرفان‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬معلومات‭ ‬تسجيل‭ ‬الدخول‭ ‬لحساب‭ ‬بريد‭ ‬إلكتروني‭ ‬مشترك،‭ ‬حيث‭ ‬يمكنهم‭ ‬كتابة‭ ‬مسودات‭ ‬رسائل‭ ‬البريد‭ ‬الإلكتروني‭ ‬دون‭ ‬إرسالها‭ ‬فعلا‭. ‬ونظرا‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬شخصين‭ ‬يشتركان‭ ‬في‭ ‬الحساب،‭ ‬فإنه‭ ‬يمكنهما‭ ‬رؤية‭ ‬الرسائل‭ ‬غير‭ ‬المبعوثة‭. ‬ومثل‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬الإلكترونية‭ ‬لا‭ ‬يخلف‭ ‬وراءه‭ ‬أي‭ ‬أثر‭ ‬يخص‭ ‬البيانات‭ ‬لدرجة‭ ‬تجعل‭ ‬اكتشافه‭ ‬مستحيلة‭ ‬فعلياً‭.‬

ومع‭ ‬عمل‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لمنع‭ ‬المتطرفين‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬خدماتها،‭ ‬أصبح‭ ‬المتطرفون‭ ‬أكثر‭ ‬تطورا‭ ‬فيما‭ ‬يتصل‭ ‬بالتقنيات‭ ‬التي‭ ‬يستخدمونها‭. ‬ويقول‭ ‬خبراء‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬أن‭ ‬اختراق‭ ‬موقع‭ ‬متطرف‭ ‬أمر،‭ ‬وتتبع‭ ‬المتطرفين‭ ‬الذين‭ ‬ينتقلون‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬الفيسبوك‭ ‬المختلفة‭ ‬أو‭ ‬ينشرون‭ ‬مئات‭ ‬من‭ ‬أشرطة‭ ‬الفيديو‭ ‬على‭ ‬يوتيوب‭ ‬أمر‭ ‬أخر‭ ‬أصعب‭. ‬ففي‭ ‬الفيسبوك،‭ ‬تنتقل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأعضاء‭ ‬الأساسيين‭ ‬بين‭ ‬المجموعات‭ ‬التجارية‭ ‬بانتظام‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬مراقبة‭ ‬مستمرة‭ ‬على‭ ‬بيع‭ ‬الأسلحة‭ ‬في‭ ‬الفيسبوك،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المجموعات‭ ‬يمكنها‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬بيع‭ ‬الأسلحة‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬يتم‭ ‬اكتشافها‭ ‬لفترات‭ ‬طويلة‭.‬

ويقول‭ ‬النقاد‭ ‬أن‭ ‬شركات‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الاجتماعية‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بعمل‭ ‬أفضل‭ ‬في‭ ‬مراقبة‭ ‬مواقعها‭. ‬ففي‭ ‬ليبيا،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬تجد‭ ‬أن‭ ‬سبل‭ ‬التواصل‭ ‬الخاصة‭ ‬ببيع‭ ‬الأسلحة‭ ‬موجودة‭ ‬باللغة‭ ‬العربية،‭ ‬دون‭ ‬بذل‭ ‬أي‭ ‬جهد‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬لإخفاء‭ ‬الغرض‭ ‬منها،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬المواقع‭ ‬السابقة‭ ‬كان‭ ‬يسمى‭ “‬سوق‭ ‬الأسلحة‭ ‬النارية‭ ‬الليبية‭”. ‬وللتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الوضع،‭ ‬تحاول‭ ‬شركات‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بذل‭ ‬جهد‭ ‬أكبر‭ ‬لتحجيم‭ ‬وتقييد‭ ‬مبيعات‭ ‬الأسلحة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬المتطرفة‭. ‬ومع‭ ‬وضع‭ ‬الشركات‭ ‬لسياسات‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة،‭ ‬وتحسين‭ ‬دور‭ ‬الشرطة،‭ ‬واتخاذ‭ ‬تدابير‭ ‬مضادة‭ ‬أكثر‭ ‬فعالية،‭ ‬فمن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬المتطرفون‭ ‬بتطوير‭ ‬أساليبهم‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬أفضل‭.‬

ويقول‭ ‬الباحثون‭ ‬أن‭ ‬حل‭ ‬مشكلة‭ ‬تجارة‭ ‬الأسلحة‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬يتطلب‭ ‬وجود‭ ‬شراكة‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭. ‬وإن‭ ‬قيام‭ ‬الفيسبوك‭ ‬وخدمات‭ ‬الإنترنت‭ ‬الأخرى‭ ‬بالدخول‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬شراكة‭ ‬مع‭ ‬ليبيا‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬السهل‭. ‬فمنذ‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬برلمانان‭ ‬متنافسان‭ ‬وثلاث‭ ‬حكومات‭. ‬وقد‭ ‬تشكلت‭ ‬آخر‭ ‬تلك‭ ‬الحكومات‭ ‬بعد‭ ‬محادثات‭ ‬جرت‭ ‬بوساطة‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬استبدال‭ ‬الحكومتين‭ ‬الآخرتين‭.‬

وبدون‭ ‬قيام‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الشراكة،‭ ‬ستستمر‭ ‬مبيعات‭ ‬الأسلحة‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬في‭ ‬الازدهار‭. ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬فيدلر‭ ‬لصحيفة‭ ‬المراقب‭: “‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬يتصل‭ ‬بمجموعة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬نرى‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬الشركات‭ ‬والحكومات‭ ‬الاستجابة‭ ‬إلى‭ ‬العوامل‭ ‬الخارجية‭ ‬السلبية‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬الإلكتروني‭”.  ‬

التعليقات مغلقة.