أسرة أيه دي إف
تمتد جبال الريف ما يقرب من 300 كيلومتر من طنجة إلى وادي نهر ملوية قرب حدود المغرب مع الجزائر. ووسط هذه الجبال تقع مدينة صغيرة ظلت مخفية لعدة قرون، ولكنها تُعد الآن واحدة من أجمل الأماكن في العالم.
تتلوى شوارع شفشاون جيئة وذهابا وسط المناظر الطبيعية الخضراء والصفراء، ولكن المدينة التي يقطنها أكثر من 35000 نسمة مشهورة ببيوتها ومبانيها الزرقاء في الحي القديم المعروف باسم المدينة. ويقال إن التدرج غير المنطقي للألوان تعود جذوره إلى سكان البلدة السابقين من اليهود، حسب موقع CompleteMorocco.com. وكثيراً ما يشار إلى المدينة على أنها “لؤلؤة المغرب الزرقاء”.
تأسست المدينة، التي يسميها السكان المحليون الشاون، عام 1471 على أيدي المغاربة واليهود الذين فروا من محاكم التفتيش الأسبانية. ظلت المدينة مغلقة لعدة قرون في وجه بقية العالم فيما حارب سكانها الغزاة مثل البربر والبرتغاليين. وفي عشرينات القرن العشرين، استولت إسبانيا على المدينة المسورة، وفتحتها أمام العالم الخارجي.
جميع البيوت تقريباً، وبعض الأزقة، في القسم القديم من المدينة، مطلية بدرجات متفاوتة من اللون الأزرق. ويصنع طلاء اللون عن طريق خلط الطباشير مع الماء والصبغة. ويُعتقد أن اليهود جلبوا معهم اللون الأزرق إلى المدينة بعد أن فروا من مذابح هتلر في ثلاثينات القرن العشرين. وهناك تفسيرات متفاوتة للغرض من هذا اللون. يقول موقع عين الشرق الأوسط الإخباري على الانترنت، إن اللون الأزرق يرمز إلى “السماء والجنة، واعتناق حياة روحية”.
غير أن السكان المحليين لديهم آراء متباينة. فبعضهم يقول إن الأزرق يطرد البعوض. ويقول آخرون إنه يجعل الشوارع تبدو كمياه متدفقة. بينما يرفض آخر هذه الآراء ويقول: إن اللون الأزرق يعبر عن ربيع رأس الماء، الموجودة خارج أسوار المدينة مباشرة.
”يقول آخرون هذا خطأ. فالشفشاون زرقاء لأن البحر الأبيض المتوسط القريب أزرق”، طبقاً لموقع عين الشرق الأوسط الإخباري. “ويجادلون بأن البحر يبعد 20 ميلاً على الأقل، بينما يصر آخرون على أن البحر قريب”.
صنّف تقرير صدر في كانون الثاني/ يناير 2016 عن مجلة كوندى ناست ترافيلار الشفشاون على أنها تأتي رقم 6 في قائمة “أجمل 50 مدينة في العالم” ووصفها بأنها تمثل “فترة راحة مهدئة من الجنون الساحق لمراكش وفاس”.
عزز الفنان محسن نجادي، وهو رسّام، فكرة أن الشفشاون ملاذ هادئ. أبلغ موقع عين الشرق الأوسط الإخباري بأن الأزرق لا يمثل البعوض، أو يخلّد الحياة الروحية لليهود. “لقد اختير اللون الأزرق لأنه يريح العين، لا سيما في الصيف عندما تكون الشمس ساطعة. لا أحد في حالة استعجال هنا؛ الضغط العصبي غير موجود”.