فيسبوك تويتر لينكدإن بينتيريست البريد الإلكتروني محادثة مع السفير فرانسيسكو ماديرا، رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال الصورة مقدمة من بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال تولى السفير فرانسيسكو ماديرا في كانون الأول/ ديسمبر 2015 منصب الممثل الخاص للاتحاد الأفريقي في الصومال ورئيس بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال. يُعد ماديرا، وهو مواطن من موزامبيق، واحداً من أبرز الدبلوماسيين المرموقين في أفريقيا. شارك في الوفد الذي تفاوض على إنهاء الحرب الأهلية في موزامبيق عام 1992. كان مبعوثاً خاصاً لرئيس الاتحاد الأفريقي في ساو تومي وبرينسيبي عقب انقلاب تموز/ يوليو 2003 في تلك الدولة. وكان في الفترة من عام 1999 إلى عام 2010 مبعوثاً خاصاً لجزر القمر. وخدم في برلمان موزامبيق الوطني من عام 2005 إلى عام 2010. ومنذ عام 2010، يشغل منصب الممثل الخاص للاتحاد الأفريقي للتعاون في مكافحة الإرهاب ومدير المركز الأفريقي لدراسة وبحوث الإرهاب الذي يتخذ من الجزائر العاصمة مقراً له. وفي عام 2011، عُيّن مبعوثاً خاصاً للاتحاد الأفريقي حول قضية جيش الرب للمقاومة. وتم اختصار هذه المقابلة لتناسب هذه الصيغة. أيه دي إف: لقد امتد تاريخك المهني عقوداً، وتوسطت في نزاعات بأنحاء القارة. ما الذي تعلمته ويعتبر من المهارات الضرورية لعمل الوسيط؟ ماديرا: إن ما تعلمته بكل وضوح هو أنه مهما كانت الأساليب المقنعة التي قد تنتهجها، ومهما كانت براعتك، ومهما كنت حاسماً، فإنك لن تحقق شيئاً إن لم يكن أي من الطرفين مستعداً للتفاوض بعد. سوف يناورون، ويسوفون ويستخدمون أساليب المماطلة. يجب أن يكونوا مستعدين للمفاوضات. وقد يعني هذا الاستعداد أنهم توصلوا إلى قناعة بأن الطريقة التي ينتهجونها لن تجعلهم يحصلون على ما يريدون. أو قد يكون عليك أن تبين لهم أن ما يفعلونه لا يبشر ببداية طيبة، وأنهم يمارسون لعبة خاسرة. وهذا ما يجعلني أشعر أحياناً أنه قد تفلح ممارسة نوع من الضغط – الدبلوماسي، بمساعدة شركاء استراتيجيين. لا يسعنا أن ندعو للمفاوضات بصورة تلقائية. فالجانب الآخر في حاجة لأن يشعر بالحاجة إلى التفاوض. فإذا شعر بأنه لا يتعرض للضغط، عندئذ لن يكون معنياً بالتفاوض. وإذا شعر بأنه إذا استمر في أن يفعل ما يفعله قد يُضعف الطرف الآخر، سوف يفعل ذلك. ولذلك يجب أن نبين للجانبين أن من مصلحتهما إيجاد حل تفاوضي وإلا لن يسود أي منهما. إذا فهموا ذلك، ربما تحقق تقدم رئيسي. أيه دي إف: كيف تؤهلكم خبرتكم السابقة لدوركم الجديد كرئيس لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال؟ ماديرا: سأحاول الاستعانة بكل ما لدي من مهارة، ولكني واثق تماماً بأنها ليست مهمة رجل واحد. علينا أن نعمل مع كل شخص يمكن أن يسهم في هذا الجهد. سوف أبحث عن الأشخاص الذين لديهم خبرة في كافة نواحى الحياة: في الاقتصاد، والسياسة، والمجتمع المدني وكل ذلك. أعلم أن هذا يجب أن يشمل عسكريين، ودبلوماسيين، وسياسيين، ويجب إشراك كبار السن، وزعماء العشائر، والنساء والأطفال. وينبغي أن يكون لدينا خبراء تقنيين، وموظفين مدنيين على مستوى عال، لديهم إلمام بالوضع. نلتقي بهم، ونحصل على مشورتهم ثم نتأكد من أن هذه المشورة مبنية على أساس الحقائق على أرض الواقع. أيه دي إف: ان جوهر حالة الاضطراب المستمرة في الصومال هو الأثر المزعزع للاستقرار الذي تتركه جماعة الشباب الإرهابية. من واقع خبرتكم كمدير للمركز الأفريقي لدراسة وبحوث الإرهاب، ماذا تعلمت عن الأسباب التي تدفع الشباب إلى الانضمام لجماعات متطرفة؟ جنود من بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال يحتفلون بوصول ماديرا في مطار آدم عدي الدولي في مقديشيو في 4 كانون الأول/ ديسمبر 2015. ماديرا: المهم أن نضع في الاعتبار أن الإرهاب جريمة سياسية. ولكونها جريمة سياسية، فإنها تسعى لتحقيق أهداف سياسية. لذلك فإن هؤلاء الناس أفراد يريدون الوصول إلى السلطة لممارسة النفوذ أو، في هذه الحالة، لزرع ما يُسمى بالخلافة الإسلامية التي تمتد من الشرق الأوسط إلى جميع أرجاء العالم. إنه هدف سياسي. وعلى هذا الأساس، هم في حاجة إلى مجندين للعمل لحسابهم. ولا يسعهم أن يفعلوا ذلك بأنفسهم. لذلك يستغلون أي شيء في مقدورهم لإقناع الناس بالانضمام إليهم. والشباب هم القطاع [الأكثر عدداً] من السكان، ويتسم بعضهم بالسذاجة أحياناً. ومن السهل جداً إقناعهم، سواء كانوا متعلمين أو غير متعلمين. لا سيما إذا لم يتوافقوا مع المجتمع الذين يجدون أنفسهم فيه. وإذا لم يتم دمجهم، فإنهم يشعرون بالحرمان، والعزلة والإقصاء. وهذه الأمور يمكن أن تدفعهم إلى التطرف. ومما يؤسف له أن هذه الجماعات اكتسبت الكثير من المهارات من حيث كيفية التقرّب، والإغراء وكسب هؤلاء الشباب إلى صفهم في نهاية الأمر. لذلك نحن في حاجة إلى فتح جبهة لتخفيض عدد الشباب المعرضين للتطرف العنيف. ولا نستطيع أن نفعل ذلك، في حالة الصومال، ما لم تكن هناك حكومة فعّالة. أيه دي إف: يبدو أنك تؤمن بأن التطرف يترعرع في غياب دولة حقيقية. فحينما لا تكون هناك دولة ولا تؤدي واجباتها، تكون للجماعات المتطرفة مصداقية أكبر. ماديرا: هذه هي الرسالة التي أحاول نقلها. نحن في حاجة إلى حكومة في الصومال تكون فعّالة وتمثل كياناً يمكن أن يُستشعر في كل منطقة وحي، وتستجيب لاحتياجات السكان ومتطلباتهم. يجب أن تكون الدولة في وضع لتدريب القوات، وتدريب ضباط المخابرات، وتدريب الشرطة من أجل حفظ القانون والنظام، وتدفع كذلك رواتبهم. لأنك إذا لم تدفع رواتبهم، فإنهم سيحملون ببساطة المهارات التي اكتسبوها لديك ويذهبون بها إلى مكان آخر. إن الحكومة الفعّالة فقط بمؤسساتها العاملة هي التي يمكن أن تؤدي هذه الأعمال. يجب أن يُنظر إليها على أنها جزء من السكان وليست كياناً غريباً يفرض نفسه عليهم أو يُستغل لفرض عشيرة ما ضد العشائر الأخرى. أيه دي إف: هناك ظاهرة مقلقة تتمثل في أن مراهقين من الولايات المتحدة وكندا وأوروبا سافروا إلى الصومال للانضمام إلى جماعة الشباب. ولا يندرج هؤلاء الشباب الذين تطرفوا تحت صورة نمطية موحدة. فكثير منهم ينتسبون لعائلات متعلمة من الطبقة الوسطى ولديهم الكثير الذي يعيشون من أجله. وكثير منهم لم يتلق تدريباً دينياً يُذكر قبل تطرفهم. ماذا يمكن أن تفعله الحكومات لمعالجة هذه المشكلة؟ ماديرا: لدي انطباع قوي بأننا لم نكسب بعد معركة الخطاب المضاد. علينا أن نطور خطابات مقنعة تبيّن أن ما تنقله هذه الجماعات المتطرفة عبارة عن أكاذيب، وألاعيب، ويجب عدم تصديقها. ولسوء الحظ، أن آلتنا الدعائية ليست متطورة بما يكفي لتكون لها القدرة على إقناع هؤلاء الشباب بخلاف ذلك. فهذه الجماعات المتطرفة تنجح لأن هناك، في مجتمعاتنا، حالات من الإجحاف والظلم التي متى استغلها هؤلاء المتطرفون، لا نكون في وضع لتفنيدها لأنها حقيقية. هناك فساد في مجتمعاتنا. هناك نقص في الغذاء بينما تملك قلة الكثير. نمارس الديمقراطية، ولكن ما يفعله قادتنا شيء مختلف تماماً. وبدلاً من مبدأ صوت واحد للشخص الواحد، يشترون الأصوات؛ يتلاعبون ويمددون ولاياتهم عندما تنتهي مدد خدمتهم. هذه الأشياء تؤثر على قدرتنا وعلى مدى الجدية التي يمكن أن يراها علينا الشباب. نريد أن نقول إن نظامنا الديمقراطي أفضل بكثير مما يفعله هؤلاء الأفراد الذين يتسمون بالعنف. إن ما تعلمته هو أن مكافحة الإرهاب هي مكافحة ضد كل هذه الشرور في مجتمعنا، والتي تستغلها الجماعات الإرهابية حتى تجذب الشباب إلى صفوفها. أيه دي إف: ولمكافحة فعالية بعض الدعايات المتطرفة، هل عليك أن تحسّن الظروف على الأرض؟ ماديرا: إن التطرف عملية فردية للغاية، عملية شخصية. ولكن إذا ذهبت وتحدثت مع بعض أولئك الناس الذين ضُبطوا متلبسين في هذا الوضع، فإنهم يقولون لك، “لقد انضممت إلى هذه الجماعة لأن جماعة عرقية معينة ارتكبت جرائم ضد جماعتي العرقية”. أو يقولون، “لقد انضممت لأن أبي سُجن بدون مبرر؛ انضممت لأنني أريد العدالة”. ويقول البعض، “لقد انضممت لأنني طُردت من وظيفتي لأن قائداً أراد هذه الوظيفة لابنه”. ويقولون، “لقد تخرجت من الجامعة، وأخذت أطوف طرقات المدينة فأرى أن الذين يحصلون على الوظائف هم الأشخاص الذين لديهم وساطات”. هذه هي الأشياء التي يجب أن نعمل على تصحيحها. ليس معنى ذلك أن كل من يصادف هذه التجربة يتحول إلى الإرهاب، ولكن وفي ظروف معينة عندما تتراكم مثل هذه الأشياء ونجد عملاء مثل داعش، فإنها يمكن أن تفضي إلى الإرهاب. أيه دي إف: في حال هزيمة جماعة الشباب على أرض المعركة أو اختار المقاتلون إلقاء سلاحهم والفرار، سيكون هناك عدد كبير من الأشخاص الذين يجب تخليصهم من التطرف وإعادة دمجهم في المجتمع. كيف يمكن تحقيق ذلك؟ ماديرا: أولاً وقبل كل شيء، يجب أن ننظر في عملية نزع السلاح، والتسريح وإعادة الاندماج. علينا أن ننزع سلاح هؤلاء الشباب. عندئذ يجب أن نستحضر علماء نفس كي يفحصوا كل واحد منهم ويتعرفوا على خلفياتهم ويحاولوا كسبهم، ليعودوا إلى المجتمع حتى يصبحوا مواطنين صالحين في مجتمعهم. لذلك، نحن بحاجة إلى موارد للتخلص من التطرف تعالج العوامل الأيديولوجية، والعوامل الاجتماعية وتعالج كذلك العوامل الاقتصادية. علينا أن نزود هؤلاء الأفراد بالمهارات لكشف ما هو صالح وما هو طالح، كي نفهم الطريقة التي خدعتهم بها هذه الجماعات الإرهابية، ونبيّن أن الأيديولوجية التي تشبثوا بها أمر خاطئ، وأن الحياة لا تكون ممكنة إلا بالتسامح المتبادل. يجب أن يروا أننا مجتمع غير مؤلف من نوع واحد فقط من الأفراد. هناك مسيحيون، ومسلمون، ووثنيون، وملحدون. ولذلك عليكم أن تقبلوا بعضكم البعض ولا تحاولوا فرض إرادتكم على بعضكم البعض. نحن بحاجة إلى برامج لإعادة الاندماج في المجتمع وشراكة قوية بين الحكومة، والمجتمع المدني، والمثقفين، والعلماء، ووسائل الإعلام. يجب لم شمل الجميع، وأن يحدث ذلك الآن. لأن هناك الآن وأنا أتحدث إليكم، بعض أعضاء جماعة الشباب الذين استسلموا، إنهم يأتون، ونستقبلهم، ونحاول تخليصهم من التطرف، ولكن لا تتوفر عندئذ الوسائل ولا يعرفون إن كان سيتوفر لهم ما يأكلونه في المساء. لذلك، فإنهم بعد مضي بعض الوقت يعودون أدراجهم. علينا أن نعالج هذا الآن. أيه دي إف: أعلنت جماعة الشباب منذ عدة سنوات ولاءها للقاعدة. ومع ذلك، ظهرت بعض المفاتحات من داعش أنها ترغب في تشكيل تحالف مع الشباب وتوسيع نطاقها في الصومال. ما هو مدى شعورك بالقلق من أن هذا قد يحدث ويؤدي إلى تأجيج الصراع؟ ماديرا: أسمع كل يوم في مقديشيو عن مواجهات بين فصيلين للشباب لأن البعض يريد الانضمام إلى داعش والآخر يريد البقاء مع القاعدة. هذا هو الوضع الحالي. لذلك فإن هذا أمر ممكن، ولن يكون مستغرباً بالنسبة لنا أن يبايع أحد الفصيلين داعش عاجلاً أو آجلاً. وإذا جاءت داعش إلى الصومال وأصبحت ما يسمونها إحدى ولايات الخلافة، ستكون هذه مشكلة خطيرة. نحن نعرف أن داعش تتمتع بمهارات قتالية، ولديها القدرة على صنع القنابل، وتملك أموالاً. وهذا يمكن أن يقوى شوكة جماعة الشباب. علينا أن نبذل قصارى جهدنا للحيلولة دون حدوث ذلك. يجب أن نحسّن قدرتنا على جمع المعلومات الاستخباراتية، واختراق جماعة الشباب ومعرفة أين يتم هذا الاتصال مع داعش. خصوصاً أن داعش تعاني الآن من الهزائم في سوريا والعراق، وهؤلاء الناس قد يحاولون المجيئ إلى الصومال وأماكن أخرى في أفريقيا هرباً من الضغوط. لذلك من الضروري أن نكون أفضل استعداداً، وأفضل تسليحاً، وأفضل قدرة على الحركة وأن تكون لدينا إمكانيات أكثر تساعدنا في مواجهة هذا الخطر القادم والمحتمل. أيه دي إف: تقترب بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال من نهاية عامها التاسع وقد حققت نجاحات كثيرة. ما هي أهدافكم الرئيسية في فترة وجودكم كرئيس للبعثة؟ ماديرا: أريد أولاً أن أشكر من سبقوني على العمل الممتاز الذي أنجزوه. ثانياً، تشتمل قضية الصومال على جبهتين هامتين. إحداهما الجبهة السياسية. نحن نحتاج إلى مواصلة السعي لتحقيق مسألة المصالحة السياسية، وإعادة الاندماج والوحدة الوطنية. نحن بحاجة إلى مساعدة البلاد على تنظيم انتخابات موثوق بها. هي بالطبع عملية تشوبها بعض الصعوبة، واضعين في الاعتبار أن الانتخابات الأولى تم تقسيمها على أساس عشائري. ويجب علينا أن نتأكد أن الانتخابات المقبلة [في عام 2016] ستكون أفضل من النهج الانتخابي السابق. ستكون أكثر ديمقراطية أو على الأقل ستسير في الطريق إلى نهج ديمقراطي أفضل. ستكون أكثر شمولاً، بمعنى أنه لن يكون زعماء العشائر هم الذين سيتحكمون في كل شيء، ولكن سيكون هناك دور أيضاً لقطاعات أخرى من المجتمع مثل الشباب والمرأة. يجب إضفاء الشرعية على الناس، وعلى نظام الحكم، ومن ثم يجب أن ندفع بجدول الأعمال في هذا الاتجاه. يتمثل الأمر الثاني في الحفاظ على استقرار البلاد حتى نتمكن من أن تصبح هذه المؤسسات الحكومية حاضرة، وذات صلة ومستجيبة في المناطق المختلفة من البلاد. نحن سعداء بالطبع أن الإدارات المؤقتة أصبحت من مكونات الدولة الفيدرالية في الصومال. ونريد الآن أن تصبح هذه الإدارات الانتقالية كياناً يقبله الشعب الذي تمثله. لذلك، نحن بحاجة إلى تعزيز البلاد وتحقيق استقرارها. وذلك يعني أنه يتعين تزويد بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال بالقدرات التي تمكنها من مواصلة تنفيذ العمليات العسكرية الحاسمة ضد جماعة الشباب بغية إضعافها إلى درجة يمكن فيها استتباب الحكم. علينا أن نقوي الشرطة الإقليمية، والجيش الصومالي الوطني، وأجهزة الاستخبارات، حتى تتمكن من توفير الأمن الذي يحتاجه الناس. وبطبيعة الحال، نحن موجودون هنا. نحن قوات أفريقية من عدد من الدول الأفريقية. ولكننا سنضطر إلى مغادرة الصومال عاجلاً أو آجلاً، لذلك ينبغي أن نعد الصومال لتتولى شؤونها وحفظ القانون والنظام والاستقرار في البلاد. منذ فترة ليست بالقصيرة تمكنت بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال من تفكيك مواقع جماعة الشباب والاستيلاء عليها حين كانوا يديرون الإقليم، وكانوا مرئيين فتمكنا من استهدافهم والقضاء عليهم. واليوم، غيّرت الشباب تكتيكاتها. انقسمت إلى مجموعات صغيرة. وأنشأت مجموعة متنقلة، ونشطة ومرنة، تسمى أمنيات؛ وأصبح لديها شبكة تجسس متطورة. ونحن في بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال، وفي الجيش الوطني الصومالي، والجهاز الوطني للاستخبارات والأمن نحتاج إلى رفع مستوى مهاراتنا إلى درجة أعلى بكثير من مهارات جماعة الشباب. نحن بحاجة إلى اختراقهم عندما يختلطون بالسكان، لتحديد هوياتهم، ومعرفة أماكن مخابئهم وتفكيكها، وملاحقتهم وعدم السماح لهم بالتقاط أنفاسهم لحظة واحدة حيثما كانوا. وما لم نطور هذه القدرات، سوف نواجه صعوبات. وقد عقدت النية على أن أعمل قدر الإمكان مع جميع الشركاء لضمان الحصول على هذه القدرات.