Africa Defense Forum
Africa Defense Forum

صانع سلام مخضرم ينهض بتحد جديد

محادثة‭ ‬مع‭ ‬السفير‭ ‬فرانسيسكو‭ ‬ماديرا،‭ ‬رئيس‭ ‬بعثة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأفريقي‭ ‬في‭ ‬الصومال

الصورة‭ ‬مقدمة‭ ‬من‭ ‬بعثة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأفريقي‭ ‬في‭ ‬الصومال
تولى‭ ‬السفير‭ ‬فرانسيسكو‭ ‬ماديرا‭ ‬في‭ ‬كانون‭ ‬الأول‭/ ‬ديسمبر‭ ‬2015‭ ‬منصب‭ ‬الممثل‭ ‬الخاص‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأفريقي‭ ‬في‭ ‬الصومال‭ ‬ورئيس‭ ‬بعثة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأفريقي‭ ‬في‭ ‬الصومال‭. ‬يُعد‭ ‬ماديرا،‭ ‬وهو‭ ‬مواطن‭ ‬من‭ ‬موزامبيق،‭ ‬واحداً‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬المرموقين‭ ‬في‭ ‬أفريقيا‭. ‬شارك‭ ‬في‭ ‬الوفد‭ ‬الذي‭ ‬تفاوض‭ ‬على‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬في‭ ‬موزامبيق‭ ‬عام‭ ‬1992‭. ‬كان‭ ‬مبعوثاً‭ ‬خاصاً‭ ‬لرئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأفريقي‭ ‬في‭ ‬ساو‭ ‬تومي‭ ‬وبرينسيبي‭ ‬عقب‭ ‬انقلاب‭ ‬تموز‭/ ‬يوليو‭ ‬2003‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الدولة‭. ‬وكان‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1999‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬2010‭ ‬مبعوثاً‭ ‬خاصاً‭ ‬لجزر‭ ‬القمر‭. ‬وخدم‭ ‬في‭ ‬برلمان‭ ‬موزامبيق‭ ‬الوطني‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2005‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬2010‭. ‬ومنذ‭ ‬عام‭ ‬2010،‭ ‬يشغل‭ ‬منصب‭ ‬الممثل‭ ‬الخاص‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأفريقي‭ ‬للتعاون‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬ومدير‭ ‬المركز‭ ‬الأفريقي‭ ‬لدراسة‭ ‬وبحوث‭ ‬الإرهاب‭ ‬الذي‭ ‬يتخذ‭ ‬من‭ ‬الجزائر‭ ‬العاصمة‭ ‬مقراً‭ ‬له‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬عُيّن‭ ‬مبعوثاً‭ ‬خاصاً‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأفريقي‭ ‬حول‭ ‬قضية‭ ‬جيش‭ ‬الرب‭ ‬للمقاومة‭. ‬وتم‭ ‬اختصار‭ ‬هذه‭ ‬المقابلة‭ ‬لتناسب‭ ‬هذه‭ ‬الصيغة‭.‬
أيه‭ ‬دي‭ ‬إف‭: ‬لقد‭ ‬امتد‭ ‬تاريخك‭ ‬المهني‭ ‬عقوداً،‭ ‬وتوسطت‭ ‬في‭ ‬نزاعات‭ ‬بأنحاء‭ ‬القارة‭. ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬تعلمته‭ ‬ويعتبر‭ ‬من‭ ‬المهارات‭ ‬الضرورية‭ ‬لعمل‭ ‬الوسيط؟
ماديرا‭: ‬إن‭ ‬ما‭ ‬تعلمته‭ ‬بكل‭ ‬وضوح‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬الأساليب‭ ‬المقنعة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تنتهجها،‭ ‬ومهما‭ ‬كانت‭ ‬براعتك،‭ ‬ومهما‭ ‬كنت‭ ‬حاسماً،‭ ‬فإنك‭ ‬لن‭ ‬تحقق‭ ‬شيئاً‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬الطرفين‭ ‬مستعداً‭ ‬للتفاوض‭ ‬بعد‭. ‬سوف‭ ‬يناورون،‭ ‬ويسوفون‭ ‬ويستخدمون‭ ‬أساليب‭ ‬المماطلة‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬مستعدين‭ ‬للمفاوضات‭.‬‭ ‬وقد‭ ‬يعني‭ ‬هذا‭ ‬الاستعداد‭ ‬أنهم‭ ‬توصلوا‭ ‬إلى‭ ‬قناعة‭ ‬بأن‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬ينتهجونها‭ ‬لن‭ ‬تجعلهم‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يريدون‭. ‬أو‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تبين‭ ‬لهم‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يفعلونه‭ ‬لا‭ ‬يبشر‭ ‬ببداية‭ ‬طيبة،‭ ‬وأنهم‭ ‬يمارسون‭ ‬لعبة‭ ‬خاسرة‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجعلني‭ ‬أشعر‭ ‬أحياناً‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬تفلح‭ ‬ممارسة‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬–‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬بمساعدة‭ ‬شركاء‭ ‬استراتيجيين‭. ‬لا‭ ‬يسعنا‭ ‬أن‭ ‬ندعو‭ ‬للمفاوضات‭ ‬بصورة‭ ‬تلقائية‭. ‬فالجانب‭ ‬الآخر‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬لأن‭ ‬يشعر‭ ‬بالحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التفاوض‭. ‬فإذا‭ ‬شعر‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يتعرض‭ ‬للضغط،‭ ‬عندئذ‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬معنياً‭ ‬بالتفاوض‭. ‬وإذا‭ ‬شعر‭ ‬بأنه‭ ‬إذا‭ ‬استمر‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يفعل‭ ‬ما‭ ‬يفعله‭ ‬قد‭ ‬يُضعف‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر،‭ ‬سوف‭ ‬يفعل‭ ‬ذلك‭. ‬ولذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نبين‭ ‬للجانبين‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬مصلحتهما‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬تفاوضي‭ ‬وإلا‭ ‬لن‭ ‬يسود‭ ‬أي‭ ‬منهما‭. ‬إذا‭ ‬فهموا‭ ‬ذلك،‭ ‬ربما‭ ‬تحقق‭ ‬تقدم‭ ‬رئيسي‭.‬
أيه‭ ‬دي‭ ‬إف‭: ‬كيف‭ ‬تؤهلكم‭ ‬خبرتكم‭ ‬السابقة‭ ‬لدوركم‭ ‬الجديد‭ ‬كرئيس‭ ‬لبعثة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأفريقي‭ ‬في‭ ‬الصومال؟
ماديرا‭:‬‭ ‬سأحاول‭ ‬الاستعانة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬لدي‭ ‬من‭ ‬مهارة،‭ ‬ولكني‭ ‬واثق‭ ‬تماماً‭ ‬بأنها‭ ‬ليست‭ ‬مهمة‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭. ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجهد‭. ‬سوف‭ ‬أبحث‭ ‬عن‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬لديهم‭ ‬خبرة‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬نواحى‭ ‬الحياة‭: ‬في‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬والسياسة،‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭. ‬أعلم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يشمل‭ ‬عسكريين،‭ ‬ودبلوماسيين،‭ ‬وسياسيين،‭ ‬ويجب‭ ‬إشراك‭ ‬كبار‭ ‬السن،‭ ‬وزعماء‭ ‬العشائر،‭ ‬والنساء‭ ‬والأطفال‭. ‬وينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لدينا‭ ‬خبراء‭ ‬تقنيين،‭ ‬وموظفين‭ ‬مدنيين‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬عال،‭ ‬لديهم‭ ‬إلمام‭ ‬بالوضع‭. ‬نلتقي‭ ‬بهم،‭ ‬ونحصل‭ ‬على‭ ‬مشورتهم‭ ‬ثم‭ ‬نتأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المشورة‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الحقائق‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭.‬
أيه‭ ‬دي‭ ‬إف‭: ‬ان‭ ‬جوهر‭ ‬حالة‭ ‬الاضطراب‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬الصومال‭ ‬هو‭ ‬الأثر‭ ‬المزعزع‭ ‬للاستقرار‭ ‬الذي‭ ‬تتركه‭ ‬جماعة‭ ‬الشباب‭ ‬الإرهابية‭. ‬من‭ ‬واقع‭ ‬خبرتكم‭ ‬كمدير‭ ‬للمركز‭ ‬الأفريقي‭ ‬لدراسة‭ ‬وبحوث‭ ‬الإرهاب،‭ ‬ماذا‭ ‬تعلمت‭ ‬عن‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تدفع‭ ‬الشباب‭ ‬إلى‭ ‬الانضمام‭ ‬لجماعات‭ ‬متطرفة؟
جنود من بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال يحتفلون بوصول ماديرا في مطار آدم عدي الدولي في مقديشيو في 4 كانون الأول/ ديسمبر 2015.
جنود من بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال يحتفلون بوصول ماديرا في مطار آدم عدي الدولي في مقديشيو في 4 كانون الأول/ ديسمبر 2015.
ماديرا‭:‬‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نضع‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬الإرهاب‭ ‬جريمة‭ ‬سياسية‭. ‬ولكونها‭ ‬جريمة‭ ‬سياسية،‭ ‬فإنها‭ ‬تسعى‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬سياسية‭. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الناس‭ ‬أفراد‭ ‬يريدون‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬لممارسة‭ ‬النفوذ‭ ‬أو،‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة،‭ ‬لزرع‭ ‬ما‭ ‬يُسمى‭ ‬بالخلافة‭ ‬الإسلامية‭ ‬التي‭ ‬تمتد‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬أرجاء‭ ‬العالم‭. ‬إنه‭ ‬هدف‭ ‬سياسي‭. ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬الأساس،‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬مجندين‭ ‬للعمل‭ ‬لحسابهم‭. ‬ولا‭ ‬يسعهم‭ ‬أن‭ ‬يفعلوا‭ ‬ذلك‭ ‬بأنفسهم‭. ‬لذلك‭ ‬يستغلون‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬مقدورهم‭ ‬لإقناع‭ ‬الناس‭ ‬بالانضمام‭ ‬إليهم‭. ‬والشباب‭ ‬هم‭ ‬القطاع‭ [‬الأكثر‭ ‬عدداً‭] ‬من‭ ‬السكان،‭ ‬ويتسم‭ ‬بعضهم‭ ‬بالسذاجة‭ ‬أحياناً‭. ‬ومن‭ ‬السهل‭ ‬جداً‭ ‬إقناعهم،‭ ‬سواء‭ ‬كانوا‭ ‬متعلمين‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬متعلمين‭. ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يتوافقوا‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬الذين‭ ‬يجدون‭ ‬أنفسهم‭ ‬فيه‭. ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬دمجهم،‭ ‬فإنهم‭ ‬يشعرون‭ ‬بالحرمان،‭ ‬والعزلة‭ ‬والإقصاء‭. ‬وهذه‭ ‬الأمور‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تدفعهم‭ ‬إلى‭ ‬التطرف‭. ‬ومما‭ ‬يؤسف‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬اكتسبت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المهارات‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬كيفية‭ ‬التقرّب،‭ ‬والإغراء‭ ‬وكسب‭ ‬هؤلاء‭ ‬الشباب‭ ‬إلى‭ ‬صفهم‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭. ‬لذلك‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬جبهة‭ ‬لتخفيض‭ ‬عدد‭ ‬الشباب‭ ‬المعرضين‭ ‬للتطرف‭ ‬العنيف‭. ‬ولا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نفعل‭ ‬ذلك،‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الصومال،‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬حكومة‭ ‬فعّالة‭.‬
أيه‭ ‬دي‭ ‬إف‭: ‬يبدو‭ ‬أنك‭ ‬تؤمن‭ ‬بأن‭ ‬التطرف‭ ‬يترعرع‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬دولة‭ ‬حقيقية‭. ‬فحينما‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬دولة‭ ‬ولا‭ ‬تؤدي‭ ‬واجباتها،‭ ‬تكون‭ ‬للجماعات‭ ‬المتطرفة‭ ‬مصداقية‭ ‬أكبر‭.‬
ماديرا‭:‬‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬أحاول‭ ‬نقلها‭. ‬نحن‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬حكومة‭ ‬في‭ ‬الصومال‭ ‬تكون‭ ‬فعّالة‭ ‬وتمثل‭ ‬كياناً‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يُستشعر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬منطقة‭ ‬وحي،‭ ‬وتستجيب‭ ‬لاحتياجات‭ ‬السكان‭ ‬ومتطلباتهم‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬لتدريب‭ ‬القوات،‭ ‬وتدريب‭ ‬ضباط‭ ‬المخابرات،‭ ‬وتدريب‭ ‬الشرطة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حفظ‭ ‬القانون‭ ‬والنظام،‭ ‬وتدفع‭ ‬كذلك‭ ‬رواتبهم‭. ‬لأنك‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تدفع‭ ‬رواتبهم،‭ ‬فإنهم‭ ‬سيحملون‭ ‬ببساطة‭ ‬المهارات‭ ‬التي‭ ‬اكتسبوها‭ ‬لديك‭ ‬ويذهبون‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭. ‬إن‭ ‬الحكومة‭ ‬الفعّالة‭ ‬فقط‭ ‬بمؤسساتها‭ ‬العاملة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يُنظر‭ ‬إليها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬وليست‭ ‬كياناً‭ ‬غريباً‭ ‬يفرض‭ ‬نفسه‭ ‬عليهم‭ ‬أو‭ ‬يُستغل‭ ‬لفرض‭ ‬عشيرة‭ ‬ما‭ ‬ضد‭ ‬العشائر‭ ‬الأخرى‭.‬
أيه‭ ‬دي‭ ‬إف‭: ‬هناك‭ ‬ظاهرة‭ ‬مقلقة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬مراهقين‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وكندا‭ ‬وأوروبا‭ ‬سافروا‭ ‬إلى‭ ‬الصومال‭ ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬جماعة‭ ‬الشباب‭. ‬ولا‭ ‬يندرج‭ ‬هؤلاء‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬تطرفوا‭ ‬تحت‭ ‬صورة‭ ‬نمطية‭ ‬موحدة‭. ‬فكثير‭ ‬منهم‭ ‬ينتسبون‭ ‬لعائلات‭ ‬متعلمة‭ ‬من‭ ‬الطبقة‭ ‬الوسطى‭ ‬ولديهم‭ ‬الكثير‭ ‬الذي‭ ‬يعيشون‭ ‬من‭ ‬أجله‭. ‬وكثير‭ ‬منهم‭ ‬لم‭ ‬يتلق‭ ‬تدريباً‭ ‬دينياً‭ ‬يُذكر‭ ‬قبل‭ ‬تطرفهم‭. ‬ماذا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تفعله‭ ‬الحكومات‭ ‬لمعالجة‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة؟
ماديرا‭:‬‭ ‬لدي‭ ‬انطباع‭ ‬قوي‭ ‬بأننا‭ ‬لم‭ ‬نكسب‭ ‬بعد‭ ‬معركة‭ ‬الخطاب‭ ‬المضاد‭. ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نطور‭ ‬خطابات‭ ‬مقنعة‭ ‬تبيّن‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تنقله‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬أكاذيب،‭ ‬وألاعيب،‭ ‬ويجب‭ ‬عدم‭ ‬تصديقها‭. ‬ولسوء‭ ‬الحظ،‭ ‬أن‭ ‬آلتنا‭ ‬الدعائية‭ ‬ليست‭ ‬متطورة‭ ‬بما‭ ‬يكفي‭ ‬لتكون‭ ‬لها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬إقناع‭ ‬هؤلاء‭ ‬الشباب‭ ‬بخلاف‭ ‬ذلك‭. ‬فهذه‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة‭ ‬تنجح‭ ‬لأن‭ ‬هناك،‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا،‭ ‬حالات‭ ‬من‭ ‬الإجحاف‭ ‬والظلم‭ ‬التي‭ ‬متى‭ ‬استغلها‭ ‬هؤلاء‭ ‬المتطرفون،‭ ‬لا‭ ‬نكون‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬لتفنيدها‭ ‬لأنها‭ ‬حقيقية‭. ‬هناك‭ ‬فساد‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭. ‬هناك‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬الغذاء‭ ‬بينما‭ ‬تملك‭ ‬قلة‭ ‬الكثير‭. ‬نمارس‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬يفعله‭ ‬قادتنا‭ ‬شيء‭ ‬مختلف‭ ‬تماماً‭. ‬وبدلاً‭ ‬من‭ ‬مبدأ‭ ‬صوت‭ ‬واحد‭ ‬للشخص‭ ‬الواحد،‭ ‬يشترون‭ ‬الأصوات؛‭ ‬يتلاعبون‭ ‬ويمددون‭ ‬ولاياتهم‭ ‬عندما‭ ‬تنتهي‭ ‬مدد‭ ‬خدمتهم‭. ‬هذه‭ ‬الأشياء‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬قدرتنا‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬الجدية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يراها‭ ‬علينا‭ ‬الشباب‭. ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬نظامنا‭ ‬الديمقراطي‭ ‬أفضل‭ ‬بكثير‭ ‬مما‭ ‬يفعله‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأفراد‭ ‬الذين‭ ‬يتسمون‭ ‬بالعنف‭. ‬إن‭ ‬ما‭ ‬تعلمته‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬هي‭ ‬مكافحة‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الشرور‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا،‭ ‬والتي‭ ‬تستغلها‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬حتى‭ ‬تجذب‭ ‬الشباب‭ ‬إلى‭ ‬صفوفها‭.‬
أيه‭ ‬دي‭ ‬إف‭: ‬ولمكافحة‭ ‬فعالية‭ ‬بعض‭ ‬الدعايات‭ ‬المتطرفة،‭ ‬هل‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تحسّن‭ ‬الظروف‭ ‬على‭ ‬الأرض؟
ماديرا‭:‬‭ ‬إن‭ ‬التطرف‭ ‬عملية‭ ‬فردية‭ ‬للغاية،‭ ‬عملية‭ ‬شخصية‭. ‬ولكن‭ ‬إذا‭ ‬ذهبت‭ ‬وتحدثت‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬أولئك‭ ‬الناس‭ ‬الذين‭ ‬ضُبطوا‭ ‬متلبسين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوضع،‭ ‬فإنهم‭ ‬يقولون‭ ‬لك،‭ “‬لقد‭ ‬انضممت‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الجماعة‭ ‬لأن‭ ‬جماعة‭ ‬عرقية‭ ‬معينة‭ ‬ارتكبت‭ ‬جرائم‭ ‬ضد‭ ‬جماعتي‭ ‬العرقية‭”. ‬أو‭ ‬يقولون،‭ “‬لقد‭ ‬انضممت‭ ‬لأن‭ ‬أبي‭ ‬سُجن‭ ‬بدون‭ ‬مبرر؛‭ ‬انضممت‭ ‬لأنني‭ ‬أريد‭ ‬العدالة‭”. ‬ويقول‭ ‬البعض،‭ “‬لقد‭ ‬انضممت‭ ‬لأنني‭ ‬طُردت‭ ‬من‭ ‬وظيفتي‭ ‬لأن‭ ‬قائداً‭ ‬أراد‭ ‬هذه‭ ‬الوظيفة‭ ‬لابنه‭”. ‬ويقولون،‭ “‬لقد‭ ‬تخرجت‭ ‬من‭ ‬الجامعة،‭ ‬وأخذت‭ ‬أطوف‭ ‬طرقات‭ ‬المدينة‭ ‬فأرى‭ ‬أن‭ ‬الذين‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬الوظائف‭ ‬هم‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬لديهم‭ ‬وساطات‭”. ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬تصحيحها‭. ‬ليس‭ ‬معنى‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يصادف‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬الإرهاب،‭ ‬ولكن‭ ‬وفي‭ ‬ظروف‭ ‬معينة‭ ‬عندما‭ ‬تتراكم‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأشياء‭ ‬ونجد‭ ‬عملاء‭ ‬مثل‭ ‬داعش،‭ ‬فإنها‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تفضي‭ ‬إلى‭ ‬الإرهاب‭.‬
أيه‭ ‬دي‭ ‬إف‭: ‬في‭ ‬حال‭ ‬هزيمة‭ ‬جماعة‭ ‬الشباب‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬المعركة‭ ‬أو‭ ‬اختار‭ ‬المقاتلون‭ ‬إلقاء‭ ‬سلاحهم‭ ‬والفرار،‭ ‬سيكون‭ ‬هناك‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يجب‭ ‬تخليصهم‭ ‬من‭ ‬التطرف‭ ‬وإعادة‭ ‬دمجهم‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭. ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك؟
ماديرا‭:‬‭ ‬أولاً‭ ‬وقبل‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ننظر‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬نزع‭ ‬السلاح،‭ ‬والتسريح‭ ‬وإعادة‭ ‬الاندماج‭. ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬ننزع‭ ‬سلاح‭ ‬هؤلاء‭ ‬الشباب‭. ‬عندئذ‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نستحضر‭ ‬علماء‭ ‬نفس‭ ‬كي‭ ‬يفحصوا‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ ‬ويتعرفوا‭ ‬على‭ ‬خلفياتهم‭ ‬ويحاولوا‭ ‬كسبهم،‭ ‬ليعودوا‭ ‬إلى‭ ‬المجتمع‭ ‬حتى‭ ‬يصبحوا‭ ‬مواطنين‭ ‬صالحين‭ ‬في‭ ‬مجتمعهم‭. ‬لذلك،‭ ‬نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬موارد‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬التطرف‭ ‬تعالج‭ ‬العوامل‭ ‬الأيديولوجية،‭ ‬والعوامل‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وتعالج‭ ‬كذلك‭ ‬العوامل‭ ‬الاقتصادية‭. ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نزود‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأفراد‭ ‬بالمهارات‭ ‬لكشف‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬صالح‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬طالح،‭ ‬كي‭ ‬نفهم‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬خدعتهم‭ ‬بها‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬ونبيّن‭ ‬أن‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬التي‭ ‬تشبثوا‭ ‬بها‭ ‬أمر‭ ‬خاطئ،‭ ‬وأن‭ ‬الحياة‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬ممكنة‭ ‬إلا‭ ‬بالتسامح‭ ‬المتبادل‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يروا‭ ‬أننا‭ ‬مجتمع‭ ‬غير‭ ‬مؤلف‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭. ‬هناك‭ ‬مسيحيون،‭ ‬ومسلمون،‭ ‬ووثنيون،‭ ‬وملحدون‭. ‬ولذلك‭ ‬عليكم‭ ‬أن‭ ‬تقبلوا‭ ‬بعضكم‭ ‬البعض‭ ‬ولا‭ ‬تحاولوا‭ ‬فرض‭ ‬إرادتكم‭ ‬على‭ ‬بعضكم‭ ‬البعض‭. ‬نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬برامج‭ ‬لإعادة‭ ‬الاندماج‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وشراكة‭ ‬قوية‭ ‬بين‭ ‬الحكومة،‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬والمثقفين،‭ ‬والعلماء،‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭. ‬يجب‭ ‬لم‭ ‬شمل‭ ‬الجميع،‭ ‬وأن‭ ‬يحدث‭ ‬ذلك‭ ‬الآن‭. ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬الآن‭ ‬وأنا‭ ‬أتحدث‭ ‬إليكم،‭ ‬بعض‭ ‬أعضاء‭ ‬جماعة‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬استسلموا،‭ ‬إنهم‭ ‬يأتون،‭ ‬ونستقبلهم،‭ ‬ونحاول‭ ‬تخليصهم‭ ‬من‭ ‬التطرف،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬عندئذ‭ ‬الوسائل‭ ‬ولا‭ ‬يعرفون‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬سيتوفر‭ ‬لهم‭ ‬ما‭ ‬يأكلونه‭ ‬في‭ ‬المساء‭. ‬لذلك،‭ ‬فإنهم‭ ‬بعد‭ ‬مضي‭ ‬بعض‭ ‬الوقت‭ ‬يعودون‭ ‬أدراجهم‭. ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نعالج‭ ‬هذا‭ ‬الآن‭.‬
أيه‭ ‬دي‭ ‬إف‭: ‬أعلنت‭ ‬جماعة‭ ‬الشباب‭ ‬منذ‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬ولاءها‭ ‬للقاعدة‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬ظهرت‭ ‬بعض‭ ‬المفاتحات‭ ‬من‭ ‬داعش‭ ‬أنها‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬تحالف‭ ‬مع‭ ‬الشباب‭ ‬وتوسيع‭ ‬نطاقها‭ ‬في‭ ‬الصومال‭. ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مدى‭ ‬شعورك‭ ‬بالقلق‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬قد‭ ‬يحدث‭ ‬ويؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تأجيج‭ ‬الصراع؟
ماديرا‭: ‬أسمع‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬مقديشيو‭ ‬عن‭ ‬مواجهات‭ ‬بين‭ ‬فصيلين‭ ‬للشباب‭ ‬لأن‭ ‬البعض‭ ‬يريد‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬داعش‭ ‬والآخر‭ ‬يريد‭ ‬البقاء‭ ‬مع‭ ‬القاعدة‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬أمر‭ ‬ممكن،‭ ‬ولن‭ ‬يكون‭ ‬مستغرباً‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬يبايع‭ ‬أحد‭ ‬الفصيلين‭ ‬داعش‭ ‬عاجلاً‭ ‬أو‭ ‬آجلاً‭. ‬وإذا‭ ‬جاءت‭ ‬داعش‭ ‬إلى‭ ‬الصومال‭ ‬وأصبحت‭ ‬ما‭ ‬يسمونها‭ ‬إحدى‭ ‬ولايات‭ ‬الخلافة،‭ ‬ستكون‭ ‬هذه‭ ‬مشكلة‭ ‬خطيرة‭. ‬نحن‭ ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬داعش‭ ‬تتمتع‭ ‬بمهارات‭ ‬قتالية،‭ ‬ولديها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬صنع‭ ‬القنابل،‭ ‬وتملك‭ ‬أموالاً‭. ‬وهذا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقوى‭ ‬شوكة‭ ‬جماعة‭ ‬الشباب‭. ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نبذل‭ ‬قصارى‭ ‬جهدنا‭ ‬للحيلولة‭ ‬دون‭ ‬حدوث‭ ‬ذلك‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نحسّن‭ ‬قدرتنا‭ ‬على‭ ‬جمع‭ ‬المعلومات‭ ‬الاستخباراتية،‭ ‬واختراق‭ ‬جماعة‭ ‬الشباب‭ ‬ومعرفة‭ ‬أين‭ ‬يتم‭ ‬هذا‭ ‬الاتصال‭ ‬مع‭ ‬داعش‭. ‬خصوصاً‭ ‬أن‭ ‬داعش‭ ‬تعاني‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬الهزائم‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬والعراق،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬الناس‭ ‬قد‭ ‬يحاولون‭ ‬المجيئ‭ ‬إلى‭ ‬الصومال‭ ‬وأماكن‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬أفريقيا‭ ‬هرباً‭ ‬من‭ ‬الضغوط‭. ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬أفضل‭ ‬استعداداً،‭ ‬وأفضل‭ ‬تسليحاً،‭ ‬وأفضل‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬الحركة‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬لدينا‭ ‬إمكانيات‭ ‬أكثر‭ ‬تساعدنا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذا‭ ‬الخطر‭ ‬القادم‭ ‬والمحتمل‭.‬
أيه‭ ‬دي‭ ‬إف‭: ‬تقترب‭ ‬بعثة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأفريقي‭ ‬في‭ ‬الصومال‭ ‬من‭ ‬نهاية‭ ‬عامها‭ ‬التاسع‭ ‬وقد‭ ‬حققت‭ ‬نجاحات‭ ‬كثيرة‭. ‬ما‭ ‬هي‭ ‬أهدافكم‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬وجودكم‭ ‬كرئيس‭ ‬للبعثة؟
ماديرا‭:‬‭ ‬أريد‭ ‬أولاً‭ ‬أن‭ ‬أشكر‭ ‬من‭ ‬سبقوني‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬الممتاز‭ ‬الذي‭ ‬أنجزوه‭. ‬ثانياً،‭ ‬تشتمل‭ ‬قضية‭ ‬الصومال‭ ‬على‭ ‬جبهتين‭ ‬هامتين‭. ‬إحداهما‭ ‬الجبهة‭ ‬السياسية‭. ‬نحن‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مواصلة‭ ‬السعي‭ ‬لتحقيق‭ ‬مسألة‭ ‬المصالحة‭ ‬السياسية،‭ ‬وإعادة‭ ‬الاندماج‭ ‬والوحدة‭ ‬الوطنية‭. ‬نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مساعدة‭ ‬البلاد‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬انتخابات‭ ‬موثوق‭ ‬بها‭. ‬هي‭ ‬بالطبع‭ ‬عملية‭ ‬تشوبها‭ ‬بعض‭ ‬الصعوبة،‭ ‬واضعين‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأولى‭ ‬تم‭ ‬تقسيمها‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬عشائري‭. ‬ويجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نتأكد‭ ‬أن‭ ‬الانتخابات‭ ‬المقبلة‭ [‬في‭ ‬عام‭ ‬2016‭] ‬ستكون‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬النهج‭ ‬الانتخابي‭ ‬السابق‭. ‬ستكون‭ ‬أكثر‭ ‬ديمقراطية‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬ستسير‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬نهج‭ ‬ديمقراطي‭ ‬أفضل‭. ‬ستكون‭ ‬أكثر‭ ‬شمولاً،‭ ‬بمعنى‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬زعماء‭ ‬العشائر‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬سيتحكمون‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬ولكن‭ ‬سيكون‭ ‬هناك‭ ‬دور‭ ‬أيضاً‭ ‬لقطاعات‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬مثل‭ ‬الشباب‭ ‬والمرأة‭. ‬يجب‭ ‬إضفاء‭ ‬الشرعية‭ ‬على‭ ‬الناس،‭ ‬وعلى‭ ‬نظام‭ ‬الحكم،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ندفع‭ ‬بجدول‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭.‬
يتمثل‭ ‬الأمر‭ ‬الثاني‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬البلاد‭ ‬حتى‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬حاضرة،‭ ‬وذات‭ ‬صلة‭ ‬ومستجيبة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المختلفة‭ ‬من‭ ‬البلاد‭. ‬نحن‭ ‬سعداء‭ ‬بالطبع‭ ‬أن‭ ‬الإدارات‭ ‬المؤقتة‭ ‬أصبحت‭ ‬من‭ ‬مكونات‭ ‬الدولة‭ ‬الفيدرالية‭ ‬في‭ ‬الصومال‭. ‬ونريد‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬هذه‭ ‬الإدارات‭ ‬الانتقالية‭ ‬كياناً‭ ‬يقبله‭ ‬الشعب‭ ‬الذي‭ ‬تمثله‭. ‬لذلك،‭ ‬نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬البلاد‭ ‬وتحقيق‭ ‬استقرارها‭. ‬وذلك‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬يتعين‭ ‬تزويد‭ ‬بعثة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأفريقي‭ ‬في‭ ‬الصومال‭ ‬بالقدرات‭ ‬التي‭ ‬تمكنها‭ ‬من‭ ‬مواصلة‭ ‬تنفيذ‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬الحاسمة‭ ‬ضد‭ ‬جماعة‭ ‬الشباب‭ ‬بغية‭ ‬إضعافها‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬يمكن‭ ‬فيها‭ ‬استتباب‭ ‬الحكم‭. ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نقوي‭ ‬الشرطة‭ ‬الإقليمية،‭ ‬والجيش‭ ‬الصومالي‭ ‬الوطني،‭ ‬وأجهزة‭ ‬الاستخبارات،‭ ‬حتى‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬توفير‭ ‬الأمن‭ ‬الذي‭ ‬يحتاجه‭ ‬الناس‭. ‬وبطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬نحن‭ ‬موجودون‭ ‬هنا‭. ‬نحن‭ ‬قوات‭ ‬أفريقية‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية‭. ‬ولكننا‭ ‬سنضطر‭ ‬إلى‭ ‬مغادرة‭ ‬الصومال‭ ‬عاجلاً‭ ‬أو‭ ‬آجلاً،‭ ‬لذلك‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نعد‭ ‬الصومال‭ ‬لتتولى‭ ‬شؤونها‭ ‬وحفظ‭ ‬القانون‭ ‬والنظام‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬
منذ‭ ‬فترة‭ ‬ليست‭ ‬بالقصيرة‭ ‬تمكنت‭ ‬بعثة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأفريقي‭ ‬في‭ ‬الصومال‭ ‬من‭ ‬تفكيك‭ ‬مواقع‭ ‬جماعة‭ ‬الشباب‭ ‬والاستيلاء‭ ‬عليها‭ ‬حين‭ ‬كانوا‭ ‬يديرون‭ ‬الإقليم،‭ ‬وكانوا‭ ‬مرئيين‭ ‬فتمكنا‭ ‬من‭ ‬استهدافهم‭ ‬والقضاء‭ ‬عليهم‭. ‬واليوم،‭ ‬غيّرت‭ ‬الشباب‭ ‬تكتيكاتها‭. ‬انقسمت‭ ‬إلى‭ ‬مجموعات‭ ‬صغيرة‭. ‬وأنشأت‭ ‬مجموعة‭ ‬متنقلة،‭ ‬ونشطة‭ ‬ومرنة،‭ ‬تسمى‭ ‬أمنيات؛‭ ‬وأصبح‭ ‬لديها‭ ‬شبكة‭ ‬تجسس‭ ‬متطورة‭. ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬بعثة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأفريقي‭ ‬في‭ ‬الصومال،‭ ‬وفي‭ ‬الجيش‭ ‬الوطني‭ ‬الصومالي،‭ ‬والجهاز‭ ‬الوطني‭ ‬للاستخبارات‭ ‬والأمن‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬مهاراتنا‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬أعلى‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬مهارات‭ ‬جماعة‭ ‬الشباب‭. ‬نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬اختراقهم‭ ‬عندما‭ ‬يختلطون‭ ‬بالسكان،‭ ‬لتحديد‭ ‬هوياتهم،‭ ‬ومعرفة‭ ‬أماكن‭ ‬مخابئهم‭ ‬وتفكيكها،‭ ‬وملاحقتهم‭ ‬وعدم‭ ‬السماح‭ ‬لهم‭ ‬بالتقاط‭ ‬أنفاسهم‭ ‬لحظة‭ ‬واحدة‭ ‬حيثما‭ ‬كانوا‭. ‬وما‭ ‬لم‭ ‬نطور‭ ‬هذه‭ ‬القدرات،‭ ‬سوف‭ ‬نواجه‭ ‬صعوبات‭. ‬وقد‭ ‬عقدت‭ ‬النية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أعمل‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬الشركاء‭ ‬لضمان‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬القدرات‭.‬‭  ‬

التعليقات مغلقة.