أسرة إيه دي اف
يقول المسؤولون بالمنظمات والهيئات الصحية إن إفريقيا تحتاج إلى 15 مليون اختبار لمساعدتها على احتواء فيروس كورونا (كوفيد-19) الذي ينتشر في مختلف بلدانها التي يبلغ تعداد سكانها 1.3 مليار مواطن.
وقد تعهدت المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بتوفير نحو مليون اختبار حصلت عليهم من ألمانيا، علماً بأن إفريقيا قد سجّلت ما يزيد على 72,000 حالة مصابة بمرض كوفيد-19 الذي يتسبب فيه فيروس كورونا المستجد، وبلغ عدد الوفيات نحو 2,500 آخرين.
فيقول الدكتور جون نكينجاسونج، مدير المراكز الإفريقية:”تعاني إفريقيا من فجوة كبيرة في الاختبارات.“ وأضاف أن اكتشاف الحاملين للفيروس وتعقبهم من الأهمية بمكان لتمكين إفريقيا من التصدي لهذه الجائحة.
وذكرت الدكتورة بليندا هرينج، أحد الموظفين التقنيين بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإفريقيا، أن البلدان الإفريقية بحاجة إلى البنية التحتية المناسبة، والأجهزة الدقيقة، والكفاءات المدربة، والمركّبات المستخدمة في الاختبارات والتي تسمّى المواد الكاشفة.
وتقول هرينج في مقطع فيديو نشرته منظمة الصحة العالمية على موقعها الإلكتروني: ”نعمل على توفير المواد الكاشفة لعدد كبير من المختبرات بالمنطقة التي تعد جزءاً من شبكة مراقبة الإنفلونزا، كما نساعد المختبرات التي تتوفر لديها الإمكانيات عن طريق تدريبها على آخر المستجدات، أو توفير المواد الكاشفة الأخرى أو حتى المستلزمات التي تحتاجها لإجراء الاختبارات.“
ولا شك أن الاختبارات من الأهمية بمكان في الجهود التي تبذلها بلدان العالم لاحتواء فيروس كورونا الذي أصاب ما يزيد على 4.3 مليون شخص، وتسبب في وفاة 300,000 آخرين حول العالم، وترجع أهميتها الشديدة إلى أنه لا تظهر أعراض الفيروس على بعض المصابين به؛ فيتسببون دون علمهم في نشر هذا الفيروس الذي يودي بحياة الناس.
بيد أن الكثير من البلدان الإفريقية تعاني من صعوبة الحصول على الاختبارات، فقد أظهرت دراسة أجرتها وكالة أنباء «رويترز» أن معدل الاختبارات التي تجريها إفريقيا يبلغ نحو 685 اختبار لكل مليون شخص، وهذا لا يتجاوز نحو 3% من معدل الاختبارات في البلدان الأوروبية؛ وتجري جنوب إفريقيا وحدها نحو ثلث هذه الاختبارات بالقارة السمراء.
وكانت اختبارات فيروس كورونا تكلف أحياناً عند ظهوره مئات الدولارات وتستغرق نتائجها عدة ساعات، أمّا الآن فقد أوشك هذا الوضع على التغير، إذ تفيد مجلة نيو ساينتست العلمية بأن الباحثين بمعهـد باستـور بداكـار في السنغال يعملون على إنتاج اختبار تبلغ تكلفته دولاراً واحداً، ولا تستغرق نتائجه 10 دقائق، وسيتولى تصنيع الاختبارات كلٌ من منشأة «دياتروبيكس»، وهي منشأة مخصصة لاختبارات الأمراض المعدية ويديرها معهد باستور، وشركة «مولوجيك»، وهي إحدى شركات تصنيع تقنيات التشخيص بالمملكة المتحدة.
ويمكن أن يكون لهذه الاختبارات دور حيوي في الحد من انتشار فيروس كورونا بمنطقة جنوب الصحراء الكبرى، ويشبه النموذج الأولي لها اختبار الحمل المنزلي، ويمكن استخدامها إمّا لاكتشاف الحالات المصابة بالفيروس حالياً عن طريق اللعاب، وإمّا لاكتشاف الحالات التي كانت مصابة بالفيروس من قبل عن طريق الأجسام المضادة بالدم؛ وذكر المعهد أنه يمكن البدء في استخدام الاختبارات اعتباراً من حزيران/يونيو إذا ثبتت فعالية التجارب التي تجرى عليها.
وقال الدكتور أمادو سال، رئيس معهد باستور، إنه يمكن تحليل عدد يتراوح من 500 إلى 1,000 اختبار بالمنشأة يومياً، ويمكنها تصنيع ما يصل إلى 4 مليون اختبار سنوياً.
هذا، وقد شدد الدكتور نكينجاسونج على أهمية الاختبارات بأسلوب صريح لا يشوبه لبس، إذ قال: ”من لا يجري الاختبار، فلن يكتشف الفيروس.“