Africa Defense Forum
Africa Defense Forum

الصومال تعود إلى التدريب الإقليمي

الجيش‭ ‬الوطني‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يلعب‭ ‬دورًا‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬أفريقيا

أسرة‭ ‬إيه‭ ‬دي‭ ‬اف

عندما‭ ‬قامت‭ ‬قوات‭ ‬عسكرية‭ ‬من‭ ‬أفريقيا‭ ‬وأوروبا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بإجراء‭ ‬التدريبات‭ ‬البحرية‭ ‬السابعة‭ “‬Cutlass‭ ‬Express‭” ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬انضمت‭ ‬إليها‭ ‬الشرطة‭ ‬البحرية‭ ‬الصومالية‭ – ‬وهي‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬تقريبًا‭. ‬لم‭ ‬تشارك‭ ‬الصومال‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬تمرين‭ ‬أمني‭ ‬خارج‭ ‬حدودها‭ ‬منذ‭ ‬30‭ ‬عامًا‭. ‬

وتعتبر‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬التدريب‭ ‬العسكري‭ ‬خطوة‭ ‬هامة‭ ‬للصومال‭. ‬فالبلاد‭ ‬لم‭ ‬تهزم‭ ‬حركة‭ “‬الشباب‭” ‬المتطرفة‭ ‬هزيمةً‭ ‬كاملةً‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬وهي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬22‭ ‬ألف‭ ‬فرد‭ ‬من‭ ‬بعثة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأفريقي‭ ‬المتواجدة‭ ‬في‭ ‬الصومال‭ ‬من‭ ‬6‭ ‬دول‭ ‬أفريقية‭ ‬أخرى‭. ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬2018‭ ‬مدد‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬فترة‭ ‬البعثة‭ ‬حتى‭ ‬مايو‭ ‬2019‭.‬

اعترف‭ ‬وزير‭ ‬الأمن‭ ‬الداخلي‭ ‬الصومالي‭ ‬محمد‭ ‬مولان‭ ‬حسن‭ ‬بمشاكل‭ ‬بلاده‭ ‬أثناء‭ ‬بدء‭ ‬التدريبات‭ ‬في‭ ‬جيبوتي‭.‬

القوات الصومالية تؤمّن المكان بعد انفجار سيارتين مفخختين في مقديشو.
وكالة فرانس برس/جيتي إيميجز

وقال‭ “‬على‭ ‬نحوٍ‭ ‬ما،‭ ‬تمثل‭ ‬مشاركتنا‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬Cutlass Express‭ ‬دليلاً‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬التطور‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬الصومال‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭.” ‬‭”‬ولكن‭ ‬يجب‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬الموازنة‭ ‬بنفس‭ ‬الدرجة‭ ‬بين‭ ‬ذلك‭ ‬وبين‭ ‬إدراك‭ ‬مدى‭ ‬التطور‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يتعين‭ ‬علينا‭ ‬تحقيقه‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬نستعيد‭ ‬بنيتنا‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الحقوق‭ ‬والأمن‭.”‬

فوجود‭ ‬صومال‭ ‬مستقر‭ ‬هو‭ ‬مفتاح‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وخارجها‭. ‬تمتلك‭ ‬البلاد‭ ‬أطول‭ ‬خط‭ ‬ساحلي‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬أفريقيا‭ ‬بطول‭ ‬3‭ ‬آلاف‭ ‬كيلومتر،‭ ‬وتربط‭ ‬بين‭ ‬شرق‭ ‬أفريقيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬تهديدات‭ ‬القرصنة،‭ ‬تمر‭ ‬بلايين‭ ‬الدولارات‭ ‬من‭ ‬البضائع‭ ‬عبر‭ ‬مياهها‭ ‬كل‭ ‬عام‭. ‬موارد‭ ‬البلاد‭ ‬الوفيرة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الحديد‭ ‬والنحاس‭ ‬واليورانيوم،‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬استغلالها‭ ‬إلى‭ ‬حدٍ‭ ‬كبير،‭ ‬ويعتقد‭ ‬العلماء‭ ‬أن‭ ‬لديها‭ ‬كمياتٍ‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬البحري‭.‬

تمتلك‭ ‬البلاد‭ ‬ماضٍ‭ ‬عسكري‭ ‬عظيم‭. ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأولى‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬توحيد‭ ‬محمية‭ ‬الصومال‭ ‬البريطاني‭ ‬ومستعمرة‭ ‬الصوال‭ ‬الإيطالي‭ ‬التي‭ ‬تديرها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وأصبحت‭ ‬دولةً‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1960،‭ ‬كانت‭ ‬الصومال‭ ‬مستقرةً‭ ‬ومزدهرةً‭ ‬نسبيًا‭. ‬وكان‭ ‬لديها‭ ‬أحد‭ ‬أكبر‭ ‬الجيوش‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬قبل‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭.‬

وكتبت‭ ‬الصحفية‭ ‬أماندا‭ ‬سبيربر‭ ‬لموقع‭ ‬Foreignbolicy.com‭: “‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬أثار‭ ‬فيه‭ ‬السياسيون‭ ‬المشاعر‭ ‬القومية‭ ‬باسم‭ ‬الصومال‭ ‬الكبرى،‭ ‬سعت‭ ‬البلاد‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬جيش‭ ‬هائل،‭ ‬معروف‭ ‬محليًا‭ ‬باسم‭” ‬أسود‭ ‬أفريقيا‭.” “‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬كانت‭ ‬الأكاديميات‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬تتمتع‭ ‬بموارد‭ ‬كافية،‭ ‬وكان‭ ‬لديها‭ ‬دبابات‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬مطلوب‭ ‬للتدريب‭ ‬العملي‭.”‬

ثم‭ ‬سقطت‭ ‬البلاد‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬عقودٍ‭ ‬من‭ ‬الدكتاتورية‭ ‬العسكرية‭ ‬والحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬والآن،‭ ‬التمرد‭ ‬المسلح‭. ‬وفي‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬اتجه‭ ‬بعض‭ ‬الصوماليين‭ ‬إلى‭ ‬القرصنة‭.‬

أفاد‭ ‬تقرير‭ “‬حالة‭ ‬القرصنة‭ ‬البحرية‭ ‬لعام‭ ‬2017‭” ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬منظمة‭ ‬محيطات‭ ‬بلا‭ ‬قرصنة‭ “‬Oceans Beyond Piracy‭”‬،‭ ‬أن‭ ‬أكبر‭ ‬خسارة‭ ‬اقتصادية‭ ‬إجمالية‭ ‬من‭ ‬القرصنة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬نصيب‭ ‬شرق‭ ‬أفريقيا،‭ ‬حيث‭ ‬بلغت‭ ‬1‭.‬4‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي،‭ ‬مقابل‭ ‬1‭.‬7‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016‭. ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ “‬التهديد‭ ‬الذي‭ ‬يشكله‭ ‬اختطاف‭ ‬السفن‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬المناطق‭ ‬الأخرى،‭ ‬حيث‭ ‬ترتبط‭ ‬طبيعة‭ ‬الحوادث‭ ‬بالاختطاف‭ ‬مقابل‭ ‬الفدية‭ ‬أو‭ ‬اختطاف‭ ‬البضائع‭ ‬واليخوت‭.”‬

أعضاء من القوات المسلحة الوطنية الصومالية يمارسون التحركات التكتيكية أثناء تدريب Cutlass Express 2018.
ضابط صف من الدرجة الثانية أليسا ويكس/القوات البحرية الأمريكية

وقالت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إن‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬حكومة‭ ‬مستقرة‭ ‬في‭ ‬الصومال‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬مشكلة‭ ‬القرصنة‭.‬

وأفادت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ “‬الصومال‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تشتهر‭ ‬باعتبارها‭ ‬نقطة‭ ‬انطلاق‭ ‬عمليات‭ ‬الإرهاب‭ ‬والقرصنة‭ ‬والاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬وعمليات‭ ‬التهريب‭ ‬التي‭ ‬تعوق‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لتسويق‭ ‬الموارد‭ ‬البحرية‭ ‬الصومالية‭.” “‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬يُنظر‭ ‬باستمرار‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬قدرة‭ ‬الصومال‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بذلك‭ ‬بنجاح‭ ‬باعتباره‭ ‬أحد‭ ‬الأسباب‭ ‬الكامنة‭ ‬وراء‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭.”‬

تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي

لدى‭ ‬الجيش‭ ‬الوطني‭ ‬الصومالي‭ ‬الآن‭ ‬حوالي‭ ‬12‭ ‬جندي‭ ‬عامل،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬24‭ ‬ألف‭ ‬جندي‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬الاحتياط‭. ‬وتتضمن‭ ‬معداته‭ ‬140‭ ‬دبابة‭ ‬و430‭ ‬مركبة‭ ‬قتال‭ ‬مصفحة‭. ‬تمت‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬تدريجيًا‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2012‭. ‬وتبلغ‭ ‬الميزانية‭ ‬الحالية‭ ‬لكامل‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬للبلاد‭ ‬58‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭. ‬ويقول‭ ‬القادة‭ ‬الصوماليون‭ ‬إنهم‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬جيش‭ ‬يضم‭ ‬28‭ ‬ألف‭ ‬جندي‭ ‬محترف‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬شرطة‭ ‬قوامها‭ ‬12‭ ‬ألف‭ ‬جندي‭.‬

تحصل‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬للبلاد‭ ‬على‭ ‬التدريب‭ ‬والمساعدة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭:‬

وقد‭ ‬ساعد‭ ‬مدربون‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬تدريب‭ ‬قوة‭ ‬الرد‭ ‬السريع‭ ‬المعروفة‭ ‬باسم‭ ‬جاشان،‭ ‬والتي‭ ‬تُترجم‭ ‬إلى‭ “‬الدرع‭”. ‬وتستطيع‭ ‬القوة‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة،‭ ‬مثل‭ ‬القتال‭ ‬داخل‭ ‬صفوف‭ ‬العدو‭. ‬تساعد‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬لغارات‭ ‬عسكرية‭ ‬صومالية‭ ‬ضد‭ ‬حركة‭ ‬الشباب‭ ‬وفي‭ ‬توفير‭ ‬المروحيات‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬القوات‭ ‬الصومالية‭ ‬إلى‭ ‬أهدافها‭.‬

وقد‭ ‬وفرت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬مراقبين‭ ‬لإنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬البحري‭ ‬وموجهين‭ ‬للنظام‭ ‬الهندسي‭ ‬والاتصالات‭ ‬داخل‭ ‬البلد،‭ ‬والذين‭ ‬قاموا‭ ‬بتدريب‭ ‬وحدات‭ ‬الشرطة‭ ‬البحرية‭ ‬الصومالية‭ ‬وخفر‭ ‬السواحل‭. ‬كما‭ ‬استفادت‭ ‬الشرطة‭ ‬البحرية‭ ‬الصومالية‭ ‬من‭ ‬التدريب‭ ‬المتقدم‭ ‬في‭ ‬سيشيل‭ ‬على‭ ‬عمليات‭ ‬التفتيش‭ ‬وصعود‭ ‬القوارب‭ ‬والبحث‭ ‬والمصادرة‭. ‬يقوم‭ ‬مراقبو‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بمراجعة‭ ‬الأوضاع‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬السجون‭ ‬الصومالية‭ ‬بشكلٍ‭ ‬دوري‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬الهروب‭ ‬أو‭ ‬سوء‭ ‬المعاملة،‭ ‬وخاصةً‭ ‬بالنسبة‭ ‬لسجناء‭ ‬برنامج‭ ‬ترحيل‭ ‬السجناء‭ ‬الضالعين‭ ‬في‭ ‬القرصنة‭.‬

أنشأت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2010‭ ‬صندوقًا‭ ‬ائتمانيًا‭ ‬لدعم‭ ‬المبادرات‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬تحارب‭ ‬القرصنة‭ ‬قبالة‭ ‬سواحل‭ ‬الصومال‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬قدم‭ ‬مكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المعني‭ ‬بالمخدرات‭ ‬والجريمة‭ ‬ثلاثة‭ ‬زوارق‭ ‬جديدة‭ ‬مخصصة‭ ‬للدوريات‭ ‬إلى‭ ‬وحدة‭ ‬الشرطة‭ ‬البحرية‭. ‬وقالت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬الزوارق‭ ‬تناسب‭ ‬البحار‭ ‬الهائجة‭ ‬قبالة‭ ‬مقديشو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬السفن‭ ‬الشراعية‭ ‬التي‭ ‬حلت‭ ‬هذه‭ ‬الزوارق‭ ‬محلها‭. ‬تجوب‭ ‬الزوارق‭ ‬متعددة‭ ‬الاستخدامات‭ ‬حول‭ ‬مقديشو‭ ‬365‭ ‬يومًا‭ ‬في‭ ‬العام،‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬20‭ ‬عامًا‭ ‬بدون‭ ‬دوريات‭ ‬منتظمة‭.‬

وقّعت‭ ‬الصومال‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬اتفاقيات‭ ‬تعاون‭ ‬عسكري‭ ‬مع‭ ‬إيطاليا‭ ‬والإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭.‬

وفي‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬بدأت‭ ‬تركيا‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬معسكر‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬مقديشو‭. ‬وستُستخدم‭ ‬القاعدة‭ ‬في‭ ‬تدريب‭ ‬الجنود‭ ‬الصوماليين‭. ‬200‭ ‬جندي‭ ‬تركي‭ ‬تقريبًا‭ ‬سيدربون‭ ‬الصوماليين‭. ‬كما‭ ‬تخطط‭ ‬تركيا‭ ‬لبناء‭ ‬مدرسة‭ ‬عسكرية‭.‬

وفي‭ ‬مارس‭ ‬2018‭ ‬أجرت‭ ‬بعثة‭ ‬التدريب‭ ‬التابعة‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬الصومال‭ ‬تدريبًا‭ ‬بالذخيرة‭ ‬الحية‭ ‬بالاشتراك‭ ‬مع‭ ‬وحدة‭ ‬الشرطة‭ ‬البحرية‭ ‬الصومالية‭ ‬لمساعدة‭ ‬وحدة‭ ‬الدوريات‭. ‬وتعلّم‭ ‬الضباط‭ ‬الصوماليون‭ ‬إجراءات‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬البندقية‭ ‬وإطلاق‭ ‬النار‭. ‬كما‭ ‬تدربت‭ ‬وحدة‭ ‬الشرطة‭ ‬البحرية‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2017‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بالدوريات‭ ‬والصعود‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬السفن‭. ‬وقال‭ ‬المدربون‭ ‬إن‭ ‬الهدف‭ ‬كان‭ ‬مساعدة‭ ‬الصومال‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬ميناءها‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬مقديشو،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬منافذه‭.‬

في‭ ‬كتابه‭ ‬Modern Maritime Piracy‭: ‬Genesis‭, ‬Evolution and Responses،‭ ‬كتب‭ ‬المؤلف‭ ‬روبرت‭ ‬سي‭. ‬مكابي‭ ‬أن‭ ‬برنامج‭ ‬المعونة‭ ‬التابع‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬والمقرر‭ ‬تنفيذه‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ “‬يعكس‭ ‬توجه‭ ‬التطور‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬القرصنة‭ ‬إلى‭ ‬بذل‭ ‬جهد‭ ‬أشمل‭ ‬لإعادة‭ ‬بناء‭ ‬وتطوير‭ ‬القدرة‭ ‬الأمنية‭ ‬الصومالية‭ ‬الأصلية‭.”‬

وكتب‭ ‬مكابي،‭ “‬إن‭ ‬المهمة‭ ‬الموسعة‭ ‬تعطي‭ ‬الأولوية‭ ‬لتطوير‭ ‬قدرات‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬البحري‭ ‬المدني‭ ‬لإجراء‭ ‬عمليات‭ ‬التفتيش‭ ‬على‭ ‬مصائد‭ ‬الأسماك‭ ‬ومكافحة‭ ‬تهريب‭ ‬المخدرات‭ ‬والقرصنة‭.” “‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬توضيح‭ ‬التشريعات‭ ‬الخاصة‭ ‬بوحدة‭ ‬الشرطة‭ ‬البحرية‭ ‬الصومالية‭ ‬وخفر‭ ‬السواحل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬التدريب‭ ‬والمراقبة‭ ‬في‭ “‬سلسلة‭ ‬العدالة‭ ‬الجنائية‭ ” ‬—‭ ‬الاعتقال‭ ‬والتحقيق‭ ‬والملاحقة‭ ‬القضائية‭ ‬—‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬شراء‭ ‬المعدات‭ ‬الخفيفة‭. ‬يتم‭ ‬دعم‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حلقات‭ ‬العمل‭ ‬التدريبية‭ ‬والمحاكمات‭ ‬الوهمية‭ ‬وتطوير‭ ‬شبكة‭ ‬إقليمية‭ ‬من‭ ‬واضعي‭ ‬القوانين‭ ‬وأعضاء‭ ‬النيابة‭.” 


الصوماليون‭ ‬يثيرون‭ ‬إعجاب‭ ‬المدربين‭ ‬أثناء CUTLASS‭ ‬EXPRESS

أسرة‭ ‬إيه‭ ‬دي‭ ‬اف

أظهرت‭ ‬مشاركة‭ ‬الصومال‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬Cutlass‭ ‬Express‭ ‬2018‭ ‬في‭ ‬جيبوتي‭ ‬وسيشيل‭ ‬التزامها‭ ‬بتحسين‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬أفريقيا‭ ‬وتشجيع‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬والإقليمي‭.‬

وقال‭ ‬شون‭ ‬إي‭ ‬داون،‭ ‬عميد‭ ‬بحري‭ ‬أمريكي‭ “‬إن‭ ‬مشاركة‭ ‬الصومال‭ ‬في‭ ‬البرنامج‭ ‬أمر‭ ‬رائع‭. “‬إنها‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يتمكنون‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬خارج‭ ‬حدودهم‭ ‬في‭ ‬تدريب‭ ‬متعدد‭ ‬الجنسيات‭. … ‬يُظهر‭ ‬ذلك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التقدم،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬نوع‭ ‬النجاح‭ ‬الذي‭ ‬يعززه Cutlass Express‭.”‬

رقيب أول أليسون مانرز/الحرس الوطني الجوي الأمريكي

وقدم‭ ‬خفر‭ ‬السواحل‭ ‬الأمريكي‭ ‬والجيش‭ ‬التركي‭ ‬في‭ ‬جيبوتي‭ ‬للمشاركين‭ ‬الصوماليين‭ ‬التدريب‭ ‬العملي‭ ‬على‭ ‬مهام‭ ‬التفتيش‭ ‬وصعود‭ ‬القوارب‭ ‬والبحث‭ ‬والمصادرة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الصعود‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬السفن‭ ‬على‭ ‬المرفأ‭ ‬وفي‭ ‬البحر‭. ‬واستغرقت‭ ‬التدريبات‭ ‬ثمانية‭ ‬أيام‭ ‬وشملت‭ ‬مرحلة‭ ‬تحضيرية‭ ‬في‭ ‬الموانئ،‭ ‬وخمسة‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬التدريبات‭ ‬وورش‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬سيشيل‭ ‬وجيبوتي‭.‬

وقال‭ ‬النقيب‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬مختار‭ ‬من‭ ‬الشرطة‭ ‬العسكرية‭ ‬الصومالية‭: “‬لقد‭ ‬تعلمنا‭ ‬هذه‭ ‬الأساليب‭ ‬في‭ ‬الفصول‭ ‬الدراسية‭ ‬في‭ ‬الصومال،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭” ‬Cutlass Express‭” ‬يتيح‭ ‬لنا‭ ‬فرصة‭ ‬تعلم‭ ‬التطبيق‭ ‬التكتيكي‭ ‬من‭ ‬شركائنا‭.” “‬سيساعدنا‭ ‬تطبيق‭ ‬ما‭ ‬تعلمناه‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬هدفنا‭ ‬للأمن‭ ‬البحري‭.”‬

قال‭ ‬المعلمون‭ ‬إن‭ ‬الصوماليين‭ ‬كانوا‭ ‬سريعي‭ ‬التعلم‭ ‬وأنهم‭ ‬أثبتوا‭ ‬قدراتهم‭ ‬في‭ ‬التدريب‭ ‬النهائي‭ ‬للصعود‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬السفن‭.‬

وقد‭ ‬أعلنت‭ ‬الصومال‭ ‬بالفعل‭ ‬أنها‭ ‬ستشارك‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬Cutlass Express‭ ‬2019‭.‬

يمثل‭ ‬Cutlass Express‭ ‬تدريباً‭ ‬من‭ ‬سلسلة‭ ‬تضم‭ ‬ثلاثة‭ ‬تدريبات‭ ‬Express‭ ‬إقلمية‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬أفريقيا‭ ‬ترعاه‭ ‬قيادة‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬أفريقيا،‭ ‬ويتم‭ ‬تيسيره‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬أوروبا‭ -‬أفريقيا‭/‬الأسطول‭ ‬الأمريكي‭ ‬السادس‭. ‬وتندرج‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬تحت‭ ‬إطار‭ ‬محطة‭ ‬الشراكة‭ ‬الأفريقية‭ “‬Africa Partnership‭ ‬Station‭”‬،‭ ‬وهي‭ ‬البرنامج‭ ‬الشامل‭ ‬لسلسلة‭ ‬تدريبات Express‭ ‬ومبادرات‭ ‬التوعية‭ ‬وبناء‭ ‬القدرات‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬أفريقيا‭.‬

الدول‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬Cutlass Express‭ ‬2018‭ ‬كانت‭ ‬أستراليا‭ ‬وكندا‭ ‬وجزر‭ ‬القمر‭ ‬والدنمارك‭ ‬وجيبوتي‭ ‬وفرنسا‭ ‬وكينيا‭ ‬ومدغشقر‭ ‬وموريشيوس‭ ‬وموزمبيق‭ ‬وهولندا‭ ‬ونيوزيلندا‭ ‬وسيشيل‭ ‬وجنوب‭ ‬أفريقيا‭ ‬وتركيا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

وقالت‭ ‬ميلاني‭ ‬زيمرمان‭ ‬من‭ ‬سفارة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬موريشيوس‭ ‬وسيشيل‭: “‬تشكل‭ ‬الأنشطة‭ ‬الإجرامية‭ ‬تهديدًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬لأمن‭ ‬البيئة‭ ‬البحرية‭ ‬لأفريقيا‭.” “‬وهي‭ ‬تحديات‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬دولة‭ ‬أن‭ ‬تتغلب‭ ‬عليها‭ ‬بمفردها،‭ ‬ولكن‭ ‬إذا‭ ‬نجحنا‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬معًا،‭ ‬فإن‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيقه‭.”‬

التعليقات مغلقة.