أسرة منبر الدفاع الإفريقي
تجاوزت ضبطيات المخدرات في «مطار أديس أبابا بولي الدولي» بإثيوبيا الضعف في العام الماضي؛ وهذا دليل على تنامي دور إثيوبيا كمركز للمخدرات المتجهة من أمريكا الجنوبية إلى أوروبا وجنوب آسيا.
صرَّحت مصلحة الجمارك الإثيوبية أن تهريب المخدرات إلى إثيوبيا ارتفع بنسبة 254٪ بينما زاد تهريبها منها بنسبة 163٪ خلال الـ 11 شهراً الماضية. وتضاعفت قيمة المخدرات المهربة، من الكوكايين والهيروين وأنواع أخرى، من نحو 80 مليون دولارٍ أمريكي إلى ما يقرب من 190 مليون دولارٍ أمريكي في الفترة من تموز/يوليو 2022 إلى تموز/يوليو 2023.
وقال السيد ديبيلي كابيتا، رئيس مصلحة الجمارك، تحت قبة البرلمان الوطني مؤخراً: ”يعمل المهربون جاهدين ليجعلوا من أديس أبابا وجهةً ومعبراً لهم؛ لم تكن هذه الممارسات التي تحدث في المطار سائدة في إثيوبيا في السابق.“
ومع أن إثيوبيا قامت بمجموعة من ضبطيات الاتجار بالمخدرات في السنوات الأخيرة، فإن المراقبين يقولون إن الطفرة الأخيرة في تهريبها عبر أديس أبابا تزامنت مع تشديد الضوابط الجمركية في المطارات في كينيا وتنزانيا، ومع إلقاء القبض على مجموعة من كبار تجار المخدرات في تنزانيا.
فقال السيد كاسيان نيانديندي، نائب المفوض العام لهيئة مكافحة المخدرات وإنفاذ القانون في تنزانيا، للمبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية: ”لطالما كان الأمن في «مطار جوليوس نيريري الدولي» ضعيفاً، واستغل التجار ذلك.“
وذكر محللو المبادرة العالمية أن تزايد الاتجار بالمخدرات تزامن أيضاً مع توسعة مطار إثيوبيا الدولي، إذ تجاوزت هذه التوسعة قدرات الأمن في المطار.
وخلص تقرير الأمم المتحدة العالمي عن الاتجار بالمخدرات لعام 2023 إلى أن 64 من أصل 165 من تجار الكوكايين الذين أُلقي القبض عليهم في البرازيل كانوا متجهين إلى أديس أبابا.
وقال السيد جون وذرسبون، رئيس مؤسسة صوت السجناء في هونغ كونغ، لموقع «بوركينا» الإخباري الإثيوبي، إن الكثير من المقبوض عليهم بتهم الاتجار بالمخدرات نساءٌ.
وكشف مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة أن عصابات غرب إفريقيا، التي لها باع طويل في تهريب الحشيش والهيروين، تنشط في أمريكا اللاتينية ولها دورٌ رئيسيٌ في تزايد نسبة الاتجار بالكوكايين وتعاطيه في شرق إفريقيا. وذكر وذرسبون أن الكثير من التجار رجالٌ نيجيريون يجبرون النساء على العمل في تهريب المخدرات؛ وهؤلاء يُطلق عليهم بغال المخدرات.
ففي أيلول/سبتمبر 2019، أُوقفت مسافرة من ساو باولو بالبرازيل في مطار بولي الدولي وبحوزتها 8 كيلوجرامات من الكوكايين. وذكر وذرسبون أن امرأة أخرى أُجبرت في العام السابق على ابتلاع كبسولات تحتوي على 644 جراماً من الكوكايين لنقلها من أديس أبابا إلى هونغ كونغ.
وأفادت تقارير إخبارية أن 14 مواطناً أنغولياً (سبعة رجال وسبع نساء) قد أُلقي القبض عليهم بتهم الاتجار بالكوكايين في إثيوبيا عند سفرهم من البرازيل. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2023، أُلقي القبض على ستة رجال نيجيريين في البرازيل عندما كشف أمن المطار أن كل منهم قد ابتلع 150 كبسولة مملوءة بالكوكايين قبل سفرهم إلى إثيوبيا.
وفي مطلع كانون الثاني/يناير 2024، أُلقي القبض على امرأة ناميبية في مطار بولي الدولي وبحوزتها كوكايين.
ودعا وذرسبون السلطات الإثيوبية إلى تشديد الإجراءات الأمنية في مطار بولي الدولي للحد من تهريب المخدرات به.
وقال: ”نناشد الحكومة، ولا نتهمها، بالتعجيل بتشديد الإجراءات الأمنية.“