شرع المغرب في إنشاء حظيرة صيانة جديدة في مطار بنسليمان لخدمة أسطول المقاتلات وطائرات النقل المتنامي لدى القوات الجوية الملكية المغربية.
ومن المقرر افتتاح المشروع في عام 2026، ويأتي في إطار استثمارات المغرب المتزايدة في قطاع الطيران.
وهذه الحظيرة عبارة عن مشروعٍ مشترك بين شركة «ميدز»، وهي شركة معنية بتطوير البنية التحتية تابعة لمجموعة صندوق الإيداع والتدبير المغربي؛ وشركة «لوكهيد مارتن» الأمريكية للصناعات الجوية؛ وشركة «مينتنانس أيرو ماروك»، إحدى شركات «سابينا إنجنيرينغ» البلجيكية للصيانة والإصلاح والتشغيل.
تبلغ مساحة الحظيرة 8,000 متر مربع، وستصبح بعد اكتمالها مركزاً إقليمياً لصيانة مقاتلات «إف-16 فايتنغ فالكون» وطائرات «سي-130 هيركوليز» التابعة للقوات الجوية المغربية.
قال السيد راي بيسيلي، نائب رئيس الشؤون الدولية بشركة «لوكهيد مارتن»، أثناء حفل وضع حجر الأساس: ”لا يقتصر هذا التعاون على بناء القدرات الصناعية، بل يوفر فرص عمل عالية الكفاءة، ويحفز النمو الصناعي في المغرب، ويعزز العلاقات بين بلدينا.“
أبرم المغرب في عام 2019 صفقة مع «لوكهيد مارتن» لشراء 25 مقاتلة جديدة من طراز «إف-16 بلوك 72»، وتضمنت الصفقة رفع كفاءة أسطول الطائرات المغربية الحالية وتحديثها. وطلب في العام التالي 24 مروحية «أباتشي» لتوفير الإسناد الجوي القريب وتوجيه ضربات جوية دقيقة. كما طلبت القوات الجوية المغربية 10 مروحيات للنقل الثقيل من طراز «إيرباص إتش 225 إم» ثنائية المحرك.
وتتردد شائعات بأن المغرب يتطلع إلى شراء مقاتلات «إف-35»، وهي مقاتلات من الجيل الخامس مزودة بتقنية التخفي وإلكترونيات طيران متقدمة من شأنها أن تضع المملكة في مصاف تلك القلة القليلة من صفوة القوى الجوية.
ويقول محللون إن المغرب يسابق الخطى لحيازة طائرات وقدرات صيانة جديدة، ويعمل أيضاً على النهوض بقدراته المحلية.
يقول موقع «موروكو بوست» الإخباري: ”هذا النهج المزدوج الذي يجمع بين شراء المعدات الجديدة والارتقاء بقدرات التصنيع المحلية دليلٌ على نية المغرب للكف عن الشراء وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الدفاع؛ وسيكون مركز بنسليمان أيضاً، عقب تشغيله، مركزاً لتدريب المهندسين والفنيين المغاربة، مما يعزز طموحات البلاد المتنامية في مجال الفضاء.“
صدر الإعلان عن حظيرة الصيانة بعد جهود أخرى بذلها المغرب لتحديث أسطوله، فقد وقعت القوات الجوية المغربية في تموز/يوليو عقداً مع شركة «إل 3 هاريس تكنولوجيز» ومقرها الولايات المتحدة لتحديث أسطولها من طائرات «سي-130 هيركوليز». وقد أُبرم هذا العقد مع الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني، ويتضمن تحديث أنظمة إلكترونيات الطيران والصيانة الثقيلة وإصلاحات كاملة للمحركات.
كما وُفق المغرب في توطيد شراكات القوات الجوية ورفع مستوى التوافق العملياتي. فقد أجرت مقاتلات «إف-16» المغربية تدريبات على التزود بالوقود جواً مع طائرات «كي سي-135 ستراتوتانكر» الأمريكية أثناء تمرين «الأسد الإفريقي». كما حلقت طائرات «سي-130 هيركوليز» المغربية إلى جانب طائرات «سي-130 جيه سوبر هيركوليز» الأمريكية في عمليات لمحاكاة الإجلاء الطبي الجوي ومهام الجسر الجوي التكتيكي.
ويقول موقع «موروكو بوست»: ”إن انشغال المغرب بالتحديث العسكري دليلٌ على أنه عازم على التكيف مع الواقع الاستراتيجي الجديد، وذلك عن طريق الجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والشراكات الدولية والنهوض بالقدرات المحلية حرصاً على تحقيق الأمن والاستقرار الدائمين.“
