تقع بلدة بيراو النائية في جمهورية إفريقيا الوسطى بالقرب من حدود تشاد والسودان، فعبر إليها آلاف اللاجئين الفارين من الحرب الأهلية في السودان.
قالت امرأة تُدعى فاطمة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهي تتذكر مسيرها من نيالا في ولاية جنوب دارفور بالسودان إلى بيراو: ”رحلت مع أبنائي فقط، والملابس على ظهورنا، أما ممتلكاتنا ومنزلنا، فكان علينا أن نترك كل شيء ولا نبالي.“ عبر مئات الآلاف الحدود ليأمنوا على أنفسهم منذ أن شبت نار الحرب الأهلية في السودان في نيسان/أبريل 2023، ولاذ كثيرون بالفرار إلى تشاد ومصر، ودخل أكثر من 16,000 شخص إفريقيا الوسطى، وفيها ما فيها من مشكلات، إذ تعاني بيراو من صراع بين القبائل المتعادية منذ أكثر من خمس سنوات، وذكرت منظمة «آكتد»، وهي منظمة إنسانية خاصة غير ربحية، أن أكثر من 24,000 فروا من المدينة إلى مخيمات المهجَّرين. وفي خضم كل هذا الصراعات والاضطرابات، تباشر بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى عملها، يخدم فيها أكثر من 16,000 من أفراد الجيش والشرطة، أكثر من 700 منهم من قوات الدفاع الزامبية، وأمضت الوحدة الزامبية شهر آب/أغسطس 2024 في القيام بدوريات حول بيراو، فالتقت بالمدنيين وأصحاب المشاريع لتقيم علاقات معهم، وتخدم في البعثة منذ عام 2015.