هجمات القراصنة تؤجج المخاوف من عودة القرصنة الصومالية.. والمحللون يستبعدون ذلك
أسرة منبر الدفاع الإفريقي
اختُطفت سفينة تجارية ترفع علم مالطا قبالة سواحل الصومال في مطلع كانون الأول/ديسمبر، ويُعتقد أن هذا أول هجوم ناجح على سفينة تجارية في المنطقة منذ عام 2017.
قال السيد جيري نورثوود، وهو قبطان سابق قاد بوارج في المنطقة مع البحرية الملكية البريطانية، لوكالة أنباء «رويترز» إن الهجمات تدل على أن القراصنة ”يستبيحون أوضاع البر.“
ما أصعب تأمين الشريط الساحلي الصومالي، إذ يبلغ طوله نحو 3,400 كيلومتر، ويشمل مياه خليج عدن وقناة جواردافوي وغرب المحيط الهندي.
وقال نورثوود، وهو استشاري لدى شركة «ماست» للأمن البحري، لرويترز: ”أضف إلى ذلك أن الدوريات البحرية منهكة على البر والأمن على متن السفن شبه معدوم.“
حدث هجوم كانون الأول/ديسمبر عقب حادث آخر وقع في تشرين الثاني/نوفمبر، إذ هاجم قراصنة ناقلة بحرية ترفع علم ليبيريا تحمل كمية من حمض الفوسفوريك قبالة اليمن في خليج عدن. وما إن وقع القراصنة المسلحون الخمسة في قبضة بارجة تابعة للبحرية الأمريكية حتى سقط صاروخ أُطلق من اليمن في الخليج على مسيرة 18 كيلومتراً من البارجة.
وذكرت وكالة أنباء «آسوشييتد بريس» أن طاقم السفينة الليبيرية المكون من 22 بحاراً من بلغاريا وجورجيا والهند والفلبين وروسيا وتركيا وفيتنام لم يصابوا بمكروه.
وأفادت شركة «دراياد جلوبال» للأمن البحري أن الهجمات قد تحدث بالتنسيق مع حركة الشباب المتطرفة، وذكرت أنها قد تحصل على 30% من عائدات الفدية، وحذرت من التحالف المتنامي بين الإرهابيين الصوماليين والمتمردين الحوثيين في اليمن. وقالت: ”صمود حركة الشباب، وتكتيكاتها المتطورة مع تحالفات القراصنة، والتحديات الإقليمية الأوسع مثل أنشطة الحوثيين، كلها تساهم في تعقيد وتهييج الوضع الأمني في منطقة القرن الإفريقي.“
بلغت القرصنة ذروتها في الصومال في عام 2011 عندما شن قراصنة صوماليون 212 هجوماً، ولكن لم تُسجل سوى خمس هجمات بين عامي 2017 و2020.
وصرَّح السيد علي محمد عمر، وزير الدولة للشؤون الخارجية والتعاون الدولي الصومالي، أن الهجمات الأخيرة تعتبر حوادث”منفردة.“
وفي حين تسلط هذه الهجمات الضوء على التهديدات الناشئة التي يمكن أن يسببها القراصنة في المياه الصومالية، يستبعد الدكتور بيتر فيجو جاكوبسن والدكتور ترويلز بورشال هينينغسن، وكلاهما أستاذان مشاركان بكلية الدفاع الملكية الدنماركية، أن تتفاقم أنشطة القراصنة الصوماليين.
وذكرا في مقال نشرته مؤسسة «كونفرسيشن» الإخبارية غير الربحية أن التدابير المتخذة للتصدي للقراصنة الصوماليين لا تزال متبعة في الغالب.
وتضمنت تلك التدابير ما يلي:
عمليات مكافحة القرصنة التي تجريها القوات البحرية الدولية. فقد أوقف حلف الناتو عملياته في عام 2016، ولكن لا تزال بعثة الاتحاد الأوروبي وتحالف تقوده الولايات المتحدة يباشران عملهما.
وضع تدابير الحماية، مثل استعانة دول العلم وأصحاب السفن بحراس مسلحين. ولكن نوَّه جاكوبسن وهينينغسن إلى أن عدد السفن التي يوجد على متنها حراس مسلحون انخفض بشدة.
تكثيف الجهود الدولية للنهوض بقدرة الصومال ودول أخرى على القيام بدوريات في مياهه الوطنية.
وضع إطار قانوني ينص على محاكمة القراصنة وسجنهم، ويجيز سجنهم في دول المنطقة وفي الصومال.
ويقول جاكوبسن وهينينغسن : ”نجاح المحاكمة والسجن سيخبر سائر القراصنة بأن القرصنة لا تزال عملاً عديم الجدوى قبالة سواحل الصومال.
التعليقات مغلقة.