Africa Defense Forum
Africa Defense Forum

”نحن آخر خط للدفاع عن هذه الدولة“

خدم‭ ‬الفريق‭ ‬دينيس‭ ‬سيتالي‭ ‬عليبوزوي‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬الزامبي‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬40‭ ‬سنة،‭ ‬شغل‭ ‬خلالها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مناصب‭ ‬القيادة‭ ‬والأركان،‭ ‬وخدم‭ ‬في‭ ‬بعثات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لحفظ‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬أنغولا‭ ‬ودارفور‭ ‬وإثيوبيا‭/‬إريتريا‭ ‬وسيراليون،‭ ‬وعُين‭ ‬نائباً‭ ‬لقائد‭ ‬الجيش‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬ثمَّ‭ ‬قائداً‭ ‬للجيش‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭. ‬وتحدث‭ ‬مع‭ ‬منبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭ ‬من‭ ‬مقر‭ ‬قيادة‭ ‬الجيش‭ ‬الزامبي‭ ‬في‭ ‬لوساكا‭. ‬اضطررنا‭ ‬إلى‭ ‬تعديل‭ ‬هذه‭ ‬المقابلة‭ ‬حفاظاً‭ ‬على‭ ‬المساحة‭ ‬والوضوح‭. ‬

منبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭:‬‭ ‬لطالما‭ ‬كانت‭ ‬زامبيا‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬بعثات‭ ‬حفظ‭ ‬السلام،‭ ‬إذ‭ ‬يخدم‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬1‭,‬000‭ ‬جندي‭ ‬حفظ‭ ‬سلام‭ ‬من‭ ‬جنودها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬بعثات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة؛‭ ‬فما‭ ‬أهمية‭ ‬ذلك‭ ‬وكيف‭ ‬ساعدت‭ ‬الخدمة‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬كفاءة‭ ‬قوات‭ ‬الدفاع‭ ‬الزامبية‭ ‬في‭ ‬الداخل؟

عليبوزوي‭:‬‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الداخلي،‭ ‬نشارك‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬تجري‭ ‬حول‭ ‬حدودنا،‭ ‬لكننا‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬خبرة‭ ‬البعثات‭ ‬لأنها‭ ‬من‭ ‬الالتزامات‭ ‬التي‭ ‬علينا‭ ‬الوفاء‭ ‬بها‭ ‬بما‭ ‬أننا‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬وتتضاعف‭ ‬قوتنا‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬مشاركتنا‭ ‬فيها،‭ ‬فقد‭ ‬واجهتنا‭ ‬تحديات‭ ‬عندما‭ ‬انتشرنا‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬موزمبيق،‭ ‬ثم‭ ‬تحسَّن‭ ‬أداؤنا‭ ‬في‭ ‬رواندا،‭ ‬ولم‭ ‬نزل‭ ‬نتحسَّن‭ ‬في‭ ‬بعثات‭ ‬أخرى‭. ‬فهذا‭ ‬يضعنا‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬الواقعية‭ ‬التي‭ ‬يحتاجها‭ ‬جنودنا‭. ‬نبدأ‭ ‬دائماً‭ ‬بالتدريب‭ ‬قبل‭ ‬نشر‭ ‬القوات،‭ ‬وكنت‭ ‬عالي‭ ‬الهمة‭ ‬في‭ ‬تدريب‭ ‬الجنود‭ ‬قبل‭ ‬نشرهم‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬رائداً،‭ ‬فالتدريب‭ ‬يمنح‭ ‬من‭ ‬يحافظون‭ ‬على‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وفي‭ ‬إفريقيا‭ ‬شعوراً‭ ‬بالانتماء،‭ ‬وعندما‭ ‬تُحسن‭ ‬الاستعداد،‭ ‬يتيسَّر‭ ‬عليك‭ ‬تنفيذ‭ ‬المهام‭ ‬المنوطة‭ ‬بك‭ ‬في‭ ‬البعثة،‭ ‬وتغدو‭ ‬متأهباً‭ ‬لفهم‭ ‬الوضع‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬وتكسب‭ ‬محبة‭ ‬الدولة‭ ‬المضيفة،‭ ‬فيشعر‭ ‬الجنود‭ ‬أنهم‭ ‬ينتمون‭ ‬إليها‭.‬

منبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭:‬‭ ‬يعد‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬النسائي‭ ‬الزامبي‭ ‬من‭ ‬الفرق‭ ‬التي‭ ‬حظيت‭ ‬بإشادة‭ ‬كبيرة؛‭ ‬فما‭ ‬أهميتهن؟‭ ‬

عليبوزوي‭: ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬دارفور،‭ ‬كان‭ ‬لدي‭ ‬ثلاث‭ ‬ضابطات‭ ‬شرطة‭ ‬زامبيات،‭ ‬أو‭ ‬قل‭ ‬أخوات؛‭ ‬كان‭ ‬بوسعهن‭ ‬التحدث‭ ‬مع‭ ‬المواطنين‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬مروا‭ ‬به،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬الاغتصاب،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬سلاح‭ ‬حرب،‭ ‬ولا‭ ‬تستحي‭ ‬المرأة‭ ‬أن‭ ‬تتحدث‭ ‬مع‭ ‬مرأة‭ ‬أخرى‭ ‬عن‭ ‬محنتها‭. ‬فحرصت‭ ‬الوحدة‭ ‬الزامبية‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬نسائها‭ ‬حتى‭ ‬يتمكنَّ‭ ‬من‭ ‬الخروج‭ ‬إلى‭ ‬الميدان‭ ‬والتفاعل‭ ‬مع‭ ‬الأهالي،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال،‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬النتيجة‭ ‬المرجوة‭ ‬وجمع‭ ‬المعلومات‭ ‬منهم‭.‬

منبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭:‬‭ ‬كان‭ ‬لفريق‭ ‬العمل‭ ‬النسائي‭ ‬عظيم‭ ‬الأثر،‭ ‬فطلبنا‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لدينا‭ ‬أيضاً‭ ‬فريقٌ‭ ‬من‭ ‬الجنسين‭ ‬يُسمى‭ ‬فريق‭ ‬العمل،‭ ‬لأن‭ ‬الرجال‭ ‬أنفسهم‭ ‬لا‭ ‬يسلمون‭ ‬من‭ ‬الأذى،‭ ‬ويخجلون‭ ‬من‭ ‬التحدث‭ ‬مع‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬النسائي‭. ‬فشكلنا‭ ‬فريقاً‭ ‬مصغراً‭ ‬لإشراك‭ ‬الرجال،‭ ‬والنتائج‭ ‬مشجعة‭ ‬ومبشرة‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭. ‬ولهذا‭ ‬السبب،‭ ‬فإن‭ ‬الكتيبة‭ ‬الزامبية‭ ‬أينما‭ ‬نُشرت‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬إفريقيا‭ ‬الوسطى،‭ ‬فلا‭ ‬يفرط‭ ‬فيها‭ ‬المواطنون،‭ ‬ولا‭ ‬يقبلون‭ ‬بغيرها،‭ ‬عذراً‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أقول‭. ‬فحين‭ ‬تحقق‭ ‬النتيجة‭ ‬المنشودة،‭ ‬فما‭ ‬أسعدك‭ ‬بأن‭ ‬تفعل‭ ‬شيئاً‭ ‬يعود‭ ‬بالخير‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭.‬

عليبوزوي يتحدث مع قادة الألوية خلال جولة في كلية القيادة والأركان التابعة لإدارة خدمات الدفاع. الجيش الزامبي

منبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭:‬‭ ‬لا‭ ‬يشكل‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف‭ ‬تهديداً‭ ‬جسيماً‭ ‬لزامبيا‭ ‬وتعيش‭ ‬في‭ ‬سلام‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬جوارها؛‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬أكبر‭ ‬التهديدات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬اليوم،‭ ‬وكيف‭ ‬تعملون‭ ‬على‭ ‬التصدي‭ ‬لها؟‭ ‬

عليبوزوي‭:‬‭ ‬أعتقد‭ ‬أننا‭ ‬نحن‭ ‬من‭ ‬نشكل‭ ‬خطراً‭ ‬على‭ ‬وطننا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن،‭ ‬فيغيب‭ ‬الولاء‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات،‭ ‬ولا‭ ‬نؤمن‭ ‬بتلك‭ ‬القضية‭ ‬النبيلة‭ ‬للإخلاص‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬وطننا،‭ ‬فتزايدت‭ ‬أعداد‭ ‬المهاجرين‭ ‬غير‭ ‬الشرعيين،‭ ‬ونحن‭ ‬من‭ ‬يسرنا‭ ‬ذلك،‭ ‬وإننا‭ ‬بذلك‭ ‬نشكل‭ ‬تهديداً‭ ‬لأنفسنا‭ ‬لأننا‭ ‬لا‭ ‬نعي‭ ‬مغبة‭ ‬ما‭ ‬نفعل‭ ‬على‭ ‬أمننا‭. ‬

وبخلاف‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬زامبيا،‭ ‬فحدودنا‭ ‬واسعة‭ ‬ويسهل‭ ‬اختراقها،‭ ‬ولكن‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نفعل‭ ‬أحسن‭ ‬مما‭ ‬نفعل،‭ ‬ونوقف‭ ‬ما‭ ‬يقاسيه‭ ‬إخواننا‭ ‬وأخواتنا‭ ‬في‭ ‬موزمبيق،‭ ‬ونتصدى‭ ‬للاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬والاتجار‭ ‬بالمخدرات‭ ‬وسائر‭ ‬الرذائل،‭ ‬مثل‭ ‬تهريب‭ ‬المعادن‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭.‬‭ ‬وإذا‭ ‬تركنا‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬حتى‭ ‬يستفحل،‭ ‬فسيعكر‭ ‬صفو‭ ‬بلادنا‭ ‬ويهدد‭ ‬أممنا،‭ ‬ونبذل‭ ‬قصارى‭ ‬جهدنا‭ ‬لإصلاح‭ ‬الوضع،‭ ‬ونحظى‭ ‬بما‭ ‬يضمره‭ ‬السيد‭ ‬هاكايندي‭ ‬هيشيليما،‭ ‬رئيس‭ ‬البلاد‭ ‬والقائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬من‭ ‬خير‭ ‬لنا،‭ ‬إذ‭ ‬تعهد‭ ‬بتمويلنا‭ ‬بما‭ ‬يكفينا‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬قواتنا‭ ‬وتحديث‭ ‬جيشنا‭. ‬كما‭ ‬نتعاون‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬جوارنا‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬تنمية‭ ‬الجنوب‭ ‬الإفريقي،‭ ‬ونحرص‭ ‬على‭ ‬تبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬الاستخبارية،‭ ‬كما‭ ‬أننا‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬تحديات‭ ‬شتى‭ ‬كمجموعة‭ ‬إقليمية‭. ‬

منبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭:‬‭ ‬لا‭ ‬تَسلم‭ ‬زامبيا‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬كالفيضانات‭ ‬والأعاصير؛‭ ‬فكيف‭ ‬يعمل‭ ‬جيشها‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬الاستعداد‭ ‬للكوارث‭ ‬وقدرته‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬معها؟

عليبوزوي‭:‬‭ ‬لدينا‭ ‬‮«‬وحدة‭ ‬إدارة‭ ‬الكوارث‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬آثارها‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الكوارث‭ ‬والتحديات،‭ ‬لكننا‭ ‬نتدرب‭ ‬لمواجهة‭ ‬الكوارث،‭ ‬ونقوم‭ ‬بإعادة‭ ‬التجهيز‭ ‬لمواجهة‭ ‬كافة‭ ‬أنواع‭ ‬الكوارث‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬‮«‬لجنة‭ ‬العمليات‭ ‬المشتركة‭ ‬المركزية‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬معنية‭ ‬بتنفيذ‭ ‬نهج‭ ‬حكومي‭ ‬موحد‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬مواقف‭ ‬مثل‭ ‬الكوارث‭. ‬وثمة‭ ‬لجنة‭ ‬تداوم‭ ‬على‭ ‬الاجتماع‭ ‬ودراسة‭ ‬طرق‭ ‬الاستنفار‭ ‬ومواعيده‭ ‬ومواقعه‭ ‬ودواعيه،‭ ‬حتى‭ ‬نتأهب‭ ‬عند‭ ‬إطلاق‭ ‬تنبيه‭ ‬الطقس‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬الأرصاد‭ ‬الجوية‭. ‬فالجيش‭ ‬مستعدٌ‭ ‬لأي‭ ‬شيء،‭ ‬ونتأهب‭ ‬للأسوأ‭. ‬

منبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭:‬‭ ‬حين‭ ‬صدر‭ ‬القرار‭ ‬بتعيينك‭ ‬قائداً‭ ‬للجيش‭ ‬الزامبي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬هيشيليما‭ ‬إن‭ ‬الجيش‭ ‬”يجب‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬مصلحة‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬صميم‭ ‬ما‭ ‬يفعل،‭ ‬مخلصاً‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬البلاد‭.‬“‭ ‬كيف‭ ‬فسرت‭ ‬هذه‭ ‬المهمة،‭ ‬وكيف‭ ‬حاولت‭ ‬تحسين‭ ‬العلاقات‭ ‬المدنية‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬البلاد؟‭ ‬

الفريق عليبوزوي يتابع تدريب عمليات القوات الخاصة في منطقة مبالا في المحافظة الشمالية بزامبيا.
الجيش الزامبي

عليبوزوي‭:‬‭ ‬أحببت‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬لأنني‭ ‬أنادي‭ ‬بالولاء‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كنت‭ ‬ملازماً‭ ‬ثانياً،‭ ‬فقد‭ ‬أُتيحت‭ ‬لي‭ ‬الفرصة‭ ‬للبدء‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬التدريب،‭ ‬وكانت‭ ‬تُسمى‭ ‬آنذاك‭ ‬‮«‬مدرسة‭ ‬التعليم‭ ‬العسكرية‮»‬‭. ‬وأبدأ‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬انضمامنا‭ ‬للجيش،‭ ‬فزامبيا‭ ‬دولة‭ ‬مسيحية،‭ ‬وإذ‭ ‬ننضم‭ ‬إلى‭ ‬صفوف‭ ‬الجيش،‭ ‬نضع‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬في‭ ‬يدنا‭ ‬اليمنى‭ ‬لنحلف‭ ‬قسم‭ ‬الولاء،‭ ‬قائلين‭: ‬”أقسم‭ ‬بأن‭ ‬أحمي‭ ‬رئيس‭ ‬جمهورية‭ ‬زامبيا،‭ ‬وأن‭ ‬أحافظ‭ ‬على‭ ‬دستور‭ ‬جمهورية‭ ‬زامبيا،‭ ‬وأن‭ ‬أحمي‭ ‬شعب‭ ‬زامبيا،‭ ‬وأن‭ ‬أقوم‭ ‬بواجبي‭ ‬بإخلاص‭ ‬واجتهاد‭.‬“‭ ‬ويدور‭ ‬هذا‭ ‬القسم‭ ‬حول‭ ‬الخضوع‭ ‬للسلطة‭ ‬المدنية‭ ‬التي‭ ‬يمثلها‭ ‬الرئيس‭ ‬نفسه،‭ ‬فهو‭ ‬الذي‭ ‬يعطينا‭ ‬الأوامر‭ ‬والتعليمات‭ ‬بموجب‭ ‬قانون‭ ‬الدفاع‭. ‬فأنا‭ ‬خادم‭ ‬زامبيا،‭ ‬وخادم‭ ‬الرئيس،‭ ‬وخادم‭ ‬السلطات‭ ‬التي‭ ‬توجه‭ ‬دفة‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭. ‬وبهذا‭ ‬الفهم،‭ ‬لا‭ ‬يسع‭ ‬المرء‭ ‬أن‭ ‬يفعل‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬خارج‭ ‬إطار‭ ‬توجيهات‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬لقوات‭ ‬الدفاع‭. ‬أحاول‭ ‬جاهداً‭ ‬أن‭ ‬أحافظ‭ ‬على‭ ‬الانضباط‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الجيش،‭ ‬وأحاول‭ ‬جاهداً‭ ‬أن‭ ‬أجعل‭ ‬الجميع‭ ‬يفهمون‭ ‬المراد‭ ‬من‭ ‬قولنا‭:‬‭ ‬”واجبنا‭ ‬الإسراع‭ ‬بإطاعة‭ ‬الأوامر‭ ‬وتنفيذ‭ ‬المهام‭ ‬بطاعة‭.‬“‭ ‬فنحن‭ ‬آخر‭ ‬خط‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الدولة،‭ ‬ولا‭ ‬يسعنا‭ ‬أن‭ ‬نعصي‭ ‬الأوامر،‭ ‬ولا‭ ‬أن‭ ‬نعصي‭ ‬التوجيهات،‭ ‬لأن‭ ‬واجبنا‭ ‬هو‭ ‬أداء‭ ‬واجباتنا‭ ‬حسب‭ ‬توجيهات‭ ‬الرئيس‭. ‬فهذا‭ ‬أبسط‭ ‬ما‭ ‬يكون‭: ‬سوف‭ ‬تنصاع‭ ‬للأوامر‭ ‬إذا‭ ‬علمت‭ ‬أصلك‭ ‬ولزمت‭ ‬منزلتك‭. ‬

منبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭:‬‭ ‬ألديكم‭ ‬أي‭ ‬أدوات‭ ‬للتواصل‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬تستعينون‭ ‬بها‭ ‬لتحسين‭ ‬العلاقات‭ ‬المدنية‭ ‬العسكرية؟‭ ‬

عليبوزوي‭:‬‭ ‬لقد‭ ‬فتحنا‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬الناس‭ ‬ليتعرفوا‭ ‬علينا،‭ ‬فلدينا‭ ‬صفحة‭ ‬على‭ ‬الفيسبوك‭ ‬وموقع‭ ‬إلكتروني‭ ‬للجيش‭ ‬ننشر‭ ‬فيه‭ ‬أموراً‭ ‬تساعدنا‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬السكان‭ ‬ليعرفوا‭ ‬مقاصد‭ ‬الجيش‭ ‬ويعرفوا‭ ‬من‭ ‬يخالطونهم‭ ‬عندما‭ ‬نخرج‭ ‬إلى‭ ‬الأماكن‭ ‬العامة‭ ‬ويروننا‭ ‬بالبدلات‭ ‬العسكرية‭. ‬فالسكان‭ ‬يعرفون‭ ‬مقاصد‭ ‬الجيش‭ ‬حق‭ ‬المعرفة‭. ‬وهذا‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬والخدمة‭ ‬الوطنية‭ ‬الزامبية‭ ‬والشرطة‭ ‬الزامبية‭. ‬ولهذا‭ ‬السبب‭ ‬نحرص‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬مع‭ ‬السكان‭ ‬حتى‭ ‬يثقوا‭ ‬بنا‭ ‬ويثقوا‭ ‬في‭ ‬أننا‭ ‬موجودون‭ ‬للذود‭ ‬عنهم،‭ ‬فما‭ ‬كنا‭ ‬لنرتدي‭ ‬البدلات‭ ‬العسكرية‭ ‬لولاهم،‭ ‬ونفعل‭ ‬ما‭ ‬نفعل‭ ‬بفخر‭ ‬واعتزاز،‭ ‬وعليهم‭ ‬أن‭ ‬يعرفوا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الجيش‭ ‬جيش‭ ‬الشعب‭. ‬كما‭ ‬نستخدم‭ ‬الرياضة‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬هويتنا،‭ ‬فلدى‭ ‬الجيش‭ ‬لاعبات‭ ‬كرة‭ ‬قدم،‭ ‬وعدد‭ ‬كبير‭ ‬منهن‭ ‬يمثلن‭ ‬وطننا‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭. ‬

منبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭:‬‭ ‬ما‭ ‬السبب‭ ‬وراء‭ ‬شيوع‭ ‬الانقلابات‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬بعد‭ ‬تراجعها‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬المنصرمة؟‭ ‬

جنود حفظ سلام زامبيون يخدمون في بعثة الأمم المتحدة في جمهورية إفريقيا الوسطى يرحبون بأطفال في أثناء قيامهم بدورية. المينوسكا

عليبوزوي‭:‬‭ ‬أتحاشى‭ ‬التحدث‭ ‬بلسان‭ ‬مَن‭ ‬يخرجون‭ ‬عن‭ ‬نطاق‭ ‬تكليفاتهم‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬العسكري‭ ‬للاستيلاء‭ ‬على‭ ‬الحكم‭. ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬أود‭ ‬التأكيد‭ ‬عليه‭ ‬هو‭ ‬أننا‭ ‬هنا،‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬التدريب‭ ‬الأساسي‭ ‬لجميع‭ ‬المنتسبين‭ ‬بما‭ ‬فيهم‭ ‬الضباط،‭ ‬نؤكد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬احترام‭ ‬القانون‭. ‬كما‭ ‬ندرك‭ ‬أننا‭ ‬لسنا‭ ‬من‭ ‬يصحح‭ ‬الخطأ،‭ ‬فمهمتنا‭ ‬هي‭ ‬حماية‭ ‬الدستور،‭ ‬وطاعة‭ ‬الحكومة‭ ‬الحالية،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬السلام‭ ‬الذي‭ ‬تنعم‭ ‬به‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭. ‬فلا‭ ‬نفكر‭ ‬في‭ ‬تولي‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم،‭ ‬لأن‭ ‬الحكم‭ ‬ليس‭ ‬ميداننا،‭ ‬ولا‭ ‬تجول‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬في‭ ‬أذهاننا‭. ‬فتدريب‭ ‬رجالنا‭ ‬ونسائنا‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬مكرسٌ‭ ‬لإعدادهم‭ ‬للقيام‭ ‬بما‭ ‬ينص‭ ‬عليه‭ ‬القانون‭ ‬وليس‭ ‬ما‭ ‬يجرمه‭ ‬القانون‭. ‬ولقد‭ ‬نجحنا‭ ‬في‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬ويتمتع‭ ‬جنودنا‭ ‬بخصال‭ ‬المهنية‭ ‬والاحترافية؛‭ ‬ربما‭ ‬ستساور‭ ‬بعضهم‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار،‭ ‬لكننا‭ ‬نتخلص‭ ‬منهم‭ ‬فور‭ ‬اكتشافهم،‭ ‬ويخلعون‭ ‬هذه‭ ‬البدلات‭ ‬العسكرية‭ ‬الشريفة‭. ‬

منبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭:‬‭ ‬في‭ ‬مستهل‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬دخلت‭ ‬‮«‬قاعة‭ ‬مشاهير‭ ‬الزملاء‭ ‬الدوليين‮»‬‭ ‬في‭ ‬الكلية‭ ‬الحربية‭ ‬للجيش‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وقد‭ ‬التحقت‭ ‬بهذه‭ ‬الكلية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2013؛‭ ‬فما‭ ‬وقع‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬نفسك؟‭ ‬

عليبوزوي‭:‬‭ ‬التكريم‭ ‬من‭ ‬أعلى‭ ‬المستويات‭ ‬إنجاز‭ ‬عظيم،‭ ‬وشرف‭ ‬كبير‭ ‬لا‭ ‬يناله‭ ‬الكثيرون‭. ‬فهذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬ثمرة‭ ‬اجتهادي‭ ‬طوال‭ ‬مسيرتي،‭ ‬لكنه‭ ‬جاء‭ ‬بالعمل‭ ‬الجاد،‭ ‬وبالإخلاص‭ ‬للحكومة‭ ‬الحالية،‭ ‬وبالتركيز‭ ‬على‭ ‬فوائد‭ ‬تلك‭ ‬الدورة‭ ‬وغايتي‭ ‬منها،‭ ‬إذ‭ ‬عدت‭ ‬منها‭ ‬وطورت‭ ‬أساليبي‭ ‬في‭ ‬التدريس،‭ ‬فقد‭ ‬عدت‭ ‬لعملي‭ ‬كمدرب‭ ‬أول‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬القيادة‭ ‬والأركان‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭. ‬فنشرت‭ ‬تلك‭ ‬التجربة‭ ‬التي‭ ‬حسنت‭ ‬فهمي‭ ‬لبعض‭ ‬المفاهيم‭ ‬العسكرية‭. ‬والأهم‭ ‬أنني‭ ‬في‭ ‬ذروة‭ ‬مسيرتي‭ ‬المهنية،‭ ‬والخطوة‭ ‬التالية‭ ‬هي‭ ‬التقاعد‭. ‬فما‭ ‬أسعدني‭ ‬بذلك‭ ‬التكريم،‭ ‬ويجعلني‭ ‬أشعر‭ ‬بأنني‭ ‬عشت‭ ‬حياة‭ ‬عسكرية‭ ‬مشرفة‭.‬

منبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭:‬‭ ‬وإذ‭ ‬تستشرف‭ ‬المستقبل،‭ ‬ما‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬نُصب‭ ‬عينيك‭ ‬للجيش‭ ‬الزامبي؟

عليبوزوي‭:‬‭ ‬كنت‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أنفذ‭ ‬برامج‭ ‬كثيرة،‭ ‬ولكن‭ ‬اقتصادنا‭ ‬متعثر،‭ ‬وكل‭ ‬المؤسسات‭ ‬تطمع‭ ‬في‭ ‬الموارد‭ ‬المتاحة،‭ ‬فلا‭ ‬أنال‭ ‬ما‭ ‬أريد‭ ‬لتطوير‭ ‬الجيش‭ ‬في‭ ‬الإطارالزمني‭ ‬الذي‭ ‬أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬كافٍ،‭ ‬لكنني‭ ‬أركز‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬الجيش‭ ‬ليكون‭ ‬قادراً‭ ‬على‭ ‬الذود‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬وليتوفر‭ ‬له‭ ‬المعدات‭ ‬الحديثة‭ ‬والمناسبة‭ ‬لتلك‭ ‬الغاية،‭ ‬وسأسير‭ ‬بخطى‭ ‬بطيئة‭ ‬وثابتة،‭ ‬وأواصل‭ ‬الطرق‭ ‬على‭ ‬أبواب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬الأخرى‭ ‬ليحصل‭ ‬الجيش‭ ‬على‭ ‬الاهتمام‭ ‬الذي‭ ‬يستحقه‭ ‬ليصبح‭ ‬جيشاً‭ ‬محترفاً‭ ‬وحديثاً‭. 

التعليقات مغلقة.