أسرة منبر الدفاع الإفريقي
سلَّمت الحكومة الأمريكية ثالث طائرة من طراز «سي-130 هيركوليز» إلى القوات الجوية النيجرية في مطلع كانون الثاني/يناير، ومن شأن هذه الطائرة مساندة العمليات الإنسانية وجهود مكافحة الجماعات المتطرفة في منطقة الساحل.
وخلال حفل التسليم المُقام في قاعدة جوية في نيامي، صرَّح السيد القاسم إنداتو، وزير دفاع النيجر، أنَّ تلك المنحة إنما تعبر عن قوة التعاون الثنائي بين النيجر والولايات المتحدة.
وقال في تقرير نشره موقع «أوفرت ديفنس»: ”من الأهمية بمكان التأكيد على الدعم الأمريكي عظيم الأثر لمشروع «سي-130» لأنه يغطي جميع المجالات من إدارة هذه الطائرة إلى تشغيلها.“
سلَّمت الولاياتُ المتحدة النيجرَ أول طائرة من طراز «سي-130» في كانون الثاني/يناير 2021، وتُستخدم تلك الطائرة في العمليات الإنسانية ونقل القوات والمركبات. وسلَّمتها الطائرة الثانية من طراز «سي-130» في كانون الأول/ديسمبر 2021.
كما توفر الولايات المتحدة سبل تطوير البنية التحتية والتدريب على الصيانة والاستشاريين وقطع الغيار وغيرها من الأجهزة والمعدات.
وانتهت الولايات المتحدة من خلال برنامج طائرات «سي-130» من تدريب مجموعة من كوادر الطيران النيجرية: 16 طياراً، و19 من كوادر الصيانة، وستة من رؤساء أطقم الطائرة، وخمسة من مسؤولي الحمولة، ومهندس طيران. وجاء في تقرير «أوفرت ديفنس» أنَّ الولايات المتحدة جددت أيضاً حظيرة لطائرات «سي-130» في قاعدة جوية في نيامي وأنشأت حظيرة جديدة لها في قاعدة جوية في أغاديز.
وكشف تقرير نشره موقع «ميليتري أفريكا» أنَّ الولايات المتحدة استثمرت منذ عام 2015 أكثر من 30 مليون دولار أمريكي للمساعدة على تطوير برنامج طائرات «سي-130» التابع للقوات الجوية النيجرية، وتضمن ذلك توفير أموال لشراء قطع الغيار والوقود ومعدات الدعم.
وقال إنداتو في تقرير موقع «ديفنس ويب»: ”لقد ساهم دعم شريكنا في تحقيق تعزيزات ملحوظة لقدرات الإمداد والتموين والقدرات التشغيلية للقوات الجوية؛ ولا تزال القوات الجوية تستفيد من خبرة ومساندة الشركاء الأمريكيين في تشغيل أسطول طائرات «سي-130».“
وكشف تقرير أعدته مجلة «سكرامبل» التابعة لجمعية الطيران الهولندية أنَّ الطائرة الثالثة التي تسلمتها النيجر هي طائرة من طراز «دابليو سي-130 إتش» تابعة للقوات الجوية الأمريكية وباشرت شركة «سابينا آيروسبيس» إصلاحها لمدة أربع سنوات في بلجيكا قبل تسليمها.
وخلال حفل التسليم، نوَّهت السيدة سوزان نغارنيم، القائمة بالأعمال المؤقتة في السفارة الأمريكية بالنيجر، إلى أنَّ مشروع طائرات «سي-130» الذي ترعاه الحكومة الأمريكية في النيجر تعود جذوره إلى 44 سنة خلت. وقالت في تقرير «ديفنس ويب» إنَّ الولايات المتحدة ستواصل دعم النيجر ”لمجابهة الإرهاب وغياب الأمن الإقليمي.“
فهذه الدولة واقعة وسط بحر من الاضطرابات، إذ يمتد طريق للاتجار بالأسلحة من الحدود الشمالية للنيجر مع ليبيا، ويمتد غرباً على طول الحدود الجزائرية إلى منطقة الحدود الثلاثية التي تجمع النيجر وبوركينا فاسو ومالي. ويعيث فساداً في المنطقة كلٌ من ولاية تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين الموالية للقاعدة وتنظيمات أخرى.
وإلى الجنوب الشرقي، على طول حدود النيجر مع نيجيريا في منطقة بحيرة تشاد، تسببت جماعة بوكو حرام وولاية تنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا في نشر الخراب والدمار.
قال الرائد أندرو كاك، المتحدث باسم قيادة العمليات الخاصة الأمريكية بإفريقيا، لمجلة «القوات الجوية والفضائية»:”لديك هذا الوضع حيث تقع النيجر وسط كل هذا التقلب وعدم الاستقرار؛ ومع ذلك أبهرونا بنجاحهم في إبقاء تلك التهديدات خارج بلادهم، وإنما تنحصر في الغالب في المناطق الحدودية.“