أسرةايه دي اف
تبرّعت الولايات المتحدة بما يزيد على 1.6 مليار دولار من المساعدات للسودان على مدار الـ 20 عاماً الماضية، وقد تكون هذه المساعدات قد لامست سائر جوانب الحياة في هذا البلد الذي يمر بمرحلة انتقالية جذرية.
وقامت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في احتفالية أُقيمت يوم 23 تمّوز/يوليو بتسليم عددٍ من الأجهزة الخاصة بالبث الإذاعي والتليفزيوني وتكنولوجيا المعلومات لهيئة الإذاعة والتليفزيون السودانية لمساعدتها على تطوير الصحافة الجديرة بثقة المواطنين.
وتأتي هذه المنحة في إطار ما تعهدت به الوكالة الأمريكية يوم 25 حزيران/يونيو بدعم مضي السودان قدماً نحو الديمقراطية بمبلغ 356.2 مليون دولار، ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية عام 2022 بعد ثلاثة عقود من استبداد عمر البشير بحكم البلاد.
وقالت السيدة هيلين باتاكي، مديرة بعثة الوكالة الأمريكية في السودان، لمجلة منبرالدفاع الإفريقي (إيه دي اف) .: ”دمّر النظام السوداني السابق قطاع الإعلام في السودان من خلال الرقابة والترهيب واضطهاد الصحفيين والنوافذ الإعلامية؛ أمّا الآن عقب الثورة السلمية التي شهدها السودان العام الماضي، فيوجد متنفس لحرية الرأي والتعبير لم يتوفر للسودانيين منذ عقود.“
كما تعهدت الوكالة الأمريكية بتمويل إضافي بقيمة 5.5 ملايين دولار دعماً لاستجابة السودان للجائحة، ويتجاوز بذلك إجمالي مساعدات الوكالة لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد-19) 33.1 مليون دولار.
ويشمل الدعم الأمريكي لمكافحة الجائحة توفير مخصصات مالية لرفع قدرة المختبرات، ومراقبة الأمراض، وتعقب المخالطين للمرضى؛ وتوسيع برامج الصرف الصحي والنظافة؛ وتوعية المواطنين بطرق الوقاية من المرض؛ والمساعدات الغذائية الطارئة.
تتداخل بعض أهداف حزمتيْ المساعدات مع بعضها البعض، ويتجلّى ذلك من خلال دعم الوكالة الأمريكية للبرامج التي يبثها تلفزيون السودان بعدة لغات محلية لتسليط الضوء على تعامل المواطنين مع إجراءات الحظر الصحي العام وكيف يتمكنوا من تجنب الإصابة بفيروس كورونا.
فتقول باتاكي: ”ثمة بعض المعلومات الزائفة ونقص المعرفة في السودان حول فيروس كورونا؛ ولذلك ندعم جهود الدولة لتوفير المعلومات الدقيقة بعدة لغات حول ماهية الفيروس، وكيفية انتشاره، وطرق الوقاية منه.“
وأضافت باتاكي تقول: ”تساهم المعلومات الدقيقة في بناء الثقة وتجعل المواطنين يدركون لماذا تناشدهم الدولة بضرورة التضحية لحماية أنفسهم وأسرهم ومجتمعاهم من فيروس كورونا.“
وتجدر الإشارة إلى أن تعداد السودان يبلغ نحو 44 مليون نسمة، وأفادت وزارة الصحة السودانية يوم 24 تمّوز/يوليو أنها سجّلت 715 حالة وفاة من بين 11,302 حالة مصابة بالفيروس.
وقالت السيدة جوي-يوب سون، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، إن السودان يحتاج إلى 283 مليون دولار على وجه السرعة لدعم استجابة الحكومة للأزمة الصحية والإنسانية.
وقالت سون في بيانها الصادر يوم 20 تمّوز/يوليو: ”وصل فيروس كورونا إلى السودان في الوقت الذي كان يعاني فيه قطاع كبير من السكان بالفعل لتلبية احتياجاتهم الأساسية وكانت المنظومة الصحية تتعرض بالفعل لضغط شديد؛ ولذلك نناشد المجتمع الدولي بسرعة التعاون ومد يد العون والكرم لشعب السودان.“
وأضافت سون تقول: ”ينبغي لنا الاستعداد لسلسلة من المآسي الإنسانية إن نحن لم نتدخل الآن.“
يفرض السودان في الوقت الراهن حظراً على حركة وسائل النقل العام بين المدن والولايات، وتفرض العاصمة الخرطوم حظر التجول ليلاً، وأعادت الحكومة فتح مطار الخرطوم الدولي يوم 13 تمّوز/يوليو أمام عددٍ محدود من الرحلات الدولية.
هذا، وقد تشاركت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أيضاً مع منظمة «أنقذوا الأطفال»، وهي منظمة إنسانية عالمية، لعمل حملات توعية حول فيروس كورونا في بعض المجتمعات التي يصعب الوصول إليها في السودان.
فقام أسطول من السيارات المجهزة بمكبّرات صوت ولافتات كبيرة بتوعية المواطنين بأهمية غسل اليدين، والالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي، وغيرها من طرق الوقاية من المرض. ونقلت المنظمة أيضاً 1,200 كمامة و1,200 لتر من مطهر اليدين من وزارة الصحة الاتحادية السودانية إلى المرافق الطبية في المنطقة.
وقال السيد أرشد مالك، مدير منظمة أنقذوا الأطفال في السودان: ”تواصل فرقنا العمل على مدار الساعة؛ ونحن نقوم بعمل شاق في بعض المناطق النائية جداً في السودان، وإنني فخور بما حققه فريقي حتى الآن.“
وأضاف مالك يقول: ”ولكن ما نزال نحتاج إلى القيام بأكثر من ذلك؛ إذ يحتاج الأطفال وأسرهم أن يفهموا ما الأشياء التي تسبب المرض — وما الأشياء التي لا تسببه — وما الخطوات التي يمكنهم اتخاذها لحماية أنفسهم.“