Africa Defense Forum
Africa Defense Forum

الولايات المتحدة تعزز جهود تشاد مع قوة بلدان المجموعة الخماسية لمنطقة الساحل

أسرة‭ ‬إيه‭ ‬دي‭ ‬اف

ساعدت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تشاد‭ ‬على‭ ‬مكافحة‭ ‬المتطرفين‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬بحيرة‭ ‬تشاد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تبرعها‭ ‬بمعدات‭ ‬عسكرية‭ ‬تبلغ‭ ‬قيمتها‭ ‬8‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬لوحدة‭ ‬القوات‭ ‬الخاصة‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬التي‭ ‬تحارب‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬قوات‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬القوة‭ ‬المشتركة‭ ‬لبلدان‭ ‬المجموعة‭ ‬الخماسية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الساحل‭.‬

وتضم‭ ‬القوة‭ ‬المشتركة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تشاد‭ ‬كلاً‭ ‬من‭ ‬بوركينا‭ ‬فاسو‭ ‬ومالي‭ ‬وموريتانيا‭ ‬والنيجر،‭ ‬وتتألف‭ ‬من‭ ‬5‭,‬000‭ ‬فرد‭ ‬مقاتل‭. ‬وأُنشئت‭ ‬القوة‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬لكي‭ ‬تشكل‭ ‬استجابة‭ ‬موحدة‭ ‬للفصائل‭ ‬المتطرفة‭ ‬مثل‭ ‬جماعة‭ ‬بوكو‭ ‬حرام،‭ ‬وتنظيم‭ ‬القاعدة‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬المغرب‭ ‬الإسلامي،‭ ‬والجماعات‭ ‬المتمردة‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تنفذ‭ ‬عملياتها‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬الشريط‭ ‬قليل‭ ‬السكان‭ ‬الواقع‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬الكبرى‭.‬

وقد‭ ‬قدّمت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الدعم‭ ‬اللازم‭ ‬لوحدة‭ ‬القوات‭ ‬الخاصة‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬القوة‭ ‬الأولى‭ ‬لتشاد،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عددٍ‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬المساعدات‭ ‬الأمنية‭ ‬منذ‭ ‬إنشاء‭ ‬القوة‭ ‬عام‭ ‬2005،‭ ‬وتبرّعت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬بعشرات‭ ‬المركبات‭ ‬والمعدات‭ ‬الأخرى،‭ ‬وقدمت‭ ‬تدريباً‭ ‬طبياً‭ ‬مكثفاً‭ ‬لدعم‭ ‬الوحدة‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬مهمتها‭.‬

وذكر‭ ‬الدكتور‭ ‬بكاري‭ ‬سامبي،‭ ‬مدير‭ ‬معهد‭ ‬تمبكتو–المركز‭ ‬الإفريقي‭ ‬لدراسات‭ ‬السلام،‭ ‬أن‭ ‬تشاد‭ ‬تُعد‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الركائز‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل؛‭ ‬إذ‭ ‬تشارك‭ ‬تشاد،‭ ‬بجانب‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬بعثة‭ ‬القوة‭ ‬المشتركة‭ ‬لبلدان‭ ‬المجموعة‭ ‬الخماسية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الساحل،‭ ‬في‭ ‬قوتين‭ ‬أخريين‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب؛‭ ‬وهما‭ ‬قوة‭ ‬العمل‭ ‬المشتركة‭ ‬المتعددة‭ ‬الجنسيات‭ ‬وبعثة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المتكاملة‭ ‬المتعددة‭ ‬الأبعاد‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬مالي‭.‬

وتشمل‭ ‬التبرعات‭ ‬الأخيرة‭ ‬مركبات‭ ‬ومعدات‭ ‬تتألف‭ ‬من‭ ‬28‭ ‬ناقلة‭ ‬جنود‭ ‬مدرّعة،‭ ‬و10‭ ‬سيارات‭ ‬نقل،‭ ‬وثمانية‭ ‬عربات‭ ‬لنقل‭ ‬المياه،‭ ‬وعربتيْ‭ ‬صيانة،‭ ‬ومعدّات،‭ ‬وأجهزة‭ ‬اتصالات،‭ ‬وقطع‭ ‬غيار‭ ‬للمركبات‭. ‬وتعتبر‭ ‬هذه‭ ‬التبرعات‭ ‬إضافة‭ ‬جديدة‭ ‬لعدد‭ ‬99‭ ‬مركبة‭ ‬حصلت‭ ‬عليها‭ ‬تشاد‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مبادرة‭ ‬أمريكية‭ ‬بقيمة‭ ‬28‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭. ‬

وقامت‭ ‬السيدة‭ ‬جسيكا‭ ‬ديفيز‭ ‬القائمة‭ ‬بأعمال‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بتسليم‭ ‬الدفعة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬المعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬إلى‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬يوسف‭ ‬مري،‭ ‬قائد‭ ‬وحدة‭ ‬القوات‭ ‬الخاصة‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭. ‬وشكرت‭ ‬ديفيز‭ ‬تشاد‭ ‬على‭ ‬جهودها‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬بحيرة‭ ‬تشاد‭ ‬والساحل،‭ ‬وقالت‭ ‬إن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لن‭ ‬تتوقف‭ ‬عن‭ ‬مساندة‭ ‬تشاد‭ ‬في‭ ‬جهودها‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الجبهة‭.‬

وصرّح‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬يوسف‭ ‬مريأن‭ ‬المعدات‭ ‬الأمريكية‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬نجاح‭ ‬عملية‭ ‬‮«‬غضب‭ ‬بوما‮»‬‭ ‬التي‭ ‬شنّتها‭ ‬الوحدة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬نيسان‭/‬أبريل‭ ‬ضد‭ ‬جماعة‭ ‬بوكو‭ ‬حرام‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬بحيرة‭ ‬تشاد‭.‬

وجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬الدعم‭ ‬الأمريكي‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تلبي‭ ‬فيه‭ ‬القوات‭ ‬التشادية‭ ‬نداء‭ ‬شركائها‭ ‬في‭ ‬المجموعة‭ ‬الخماسية‭ ‬لتقديم‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬لجهود‭ ‬المشروع‭ ‬المشترك‭. ‬فقد‭ ‬ذكر‭ ‬الدكتول‭ ‬دانيال‭ ‬أيزنغا،‭ ‬الزميل‭ ‬الباحث‭ ‬بمركز‭ ‬إفريقيا‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬أن‭ ‬قوات‭ ‬تشاد‭ ‬لعبت‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬دوراً‭ ‬مؤثراً‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬المجموعة‭ ‬الخماسية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

فقد‭ ‬لعبت‭ ‬القوات‭ ‬التشادية‭ ‬دوراً‭ ‬رئيسياً‭ ‬في‭ ‬مجابهة‭ ‬جماعة‭ ‬بوكو‭ ‬حرام‭ ‬وتنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬بلداناً‭ ‬كثيرة‭ ‬حول‭ ‬بحيرة‭ ‬تشاد،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تمثل‭ ‬ثاني‭ ‬أكبر‭ ‬قوة‭ ‬عسكرية‭ ‬في‭ ‬بعثة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لحفظ‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬مالي‭.‬

وقال‭ ‬أيزنغا‭ ‬لمجلة‭ ‬منبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭  (‬ايه‭ ‬دي‭ ‬اف‭) .:‬”أثبتت‭ ‬قواتهم‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬القوات‭ ‬فعالية‭ ‬في‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬القوات‭ ‬المتمردة‭ ‬واستعادة‭ ‬الأراضي‭ ‬التي‭ ‬احتلتها‭ ‬الجماعات‭ ‬الإسلامية‭ ‬المسلحة‭ ‬من‭ ‬قبل‭. ‬وتتعرض‭ ‬القوات‭ ‬التشادية‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬الخطيرة‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مسارح‭ ‬للعمليات؛‭ ‬ولذلك‭ ‬تكثر‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬الأمنية‭ ‬وتتغير‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭.‬“

ويرى‭ ‬أيزنغا‭ ‬أن‭ ‬مشاركة‭ ‬تشاد‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬القوات‭ ‬المتعددة‭ ‬الجنسيات،‭ ‬كالقوة‭ ‬المشتركة‭ ‬لبلدان‭ ‬المجموعة‭ ‬الخماسية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الساحل،‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬تشكل‭ ‬أحد‭ ‬المحاور‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬تضييق‭ ‬الخناق‭ ‬على‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة،‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬تأثيرها،‭ ‬وتقويض‭ ‬الدعم‭ ‬الذي‭ ‬تحصل‭ ‬عليه‭.‬

فيقول‭: ‬”إن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬أمني‭ ‬إقليمي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬الحدودية‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الجماعات‭ ‬الإسلامية‭ ‬المسلحة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تجفيف‭ ‬خطوط‭ ‬الإمدادات‭ ‬التي‭ ‬تأتيهم‭ ‬وقطع‭ ‬العائدات‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬أيديهم،‭ ‬كما‭ ‬سيساعد‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬المشاركة‭ ‬المجتمعية،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬أنشطة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬ومكافحة‭ ‬التجسس‭ ‬لقوات‭ ‬المنطقة‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭.‬“

ولذلك‭ ‬صرّح‭ ‬الدكتور‭ ‬بكاري‭ ‬سامبي،‭ ‬مدير‭ ‬معهد‭ ‬تمبكتو،‭ ‬أن‭ ‬تفاني‭ ‬تشاد‭ ‬مع‭ ‬بلدان‭ ‬المجموعة‭ ‬الخماسية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الساحل‭ ‬والقوات‭ ‬المتعددة‭ ‬الجنسيات‭ ‬الأخرى‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬بالخير‭ ‬على‭ ‬تشاد‭ ‬نفسها‭.‬

فيقول‭: ‬”يحتاج‭ ‬الشعب‭ ‬التشادي‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬بلادهم‭ ‬وهي‭ ‬تجني‭ ‬ثمار‭ ‬التزام‭ ‬جيشها‭.‬“

التعليقات مغلقة.