أسرة إيه دي اف
تسبب الحظر الصحي العام الذي فرضته كينيا لنحو ثلاثة أشهر بسبب فيروس كورونا (كوفيد-19) في إيقاف عجلة الحياة في سائر أرجاء البلاد؛ ولذلك استدعت كينيا جيشها لتعزيز جهود الاستجابة للمرض.
وكُلفت قوات الدفاع الكينية في أثناء هذه المهمة بتكليفين جديدين، وهما تولّي مهمة تطهير الأماكن العامة وتوزيع المواد الغذائية.
ومن ثمّ جاب أحد فرق أعمال التطهير التابع لقوات الدفاع الكينية في 15 حزيران/يونيو حي أوتاوالا في العاصمة نيروبي، وقام بتطهير الشوارع وواجهات المباني والأماكن العامة، وقامت قوات الدفاع بعمليات مماثلة في الحي التجاري المركزي بنيروبي وكذلك حي فيضا استيت وعددٍ من الأحياء الأخرى.
وفي الأسابيع الأخيرة، انضم أفراد من قوات البحرية إلى جمعية الصليب الأحمر الكينية والسلطات في مقاطعة مومباسا لتقديم المساعدات الغذائية الطارئة للأسر التي تعيش في قرى مثل شيكا أدابو، وفيماني، وليكوني. وانضم أفراد من القوات الجوية إلى فرق قوات الدفاع لتقديم 5 أطنان من المواد الغذائية والمستلزمات الأخرى لأهالي قرية كوليسا وبوني انكليف في شمال شرق كينيا.
وأنشأت قوات الدفاع الكينية مركز علاج كورونا في قاعدة كابيتي بنيروبي، وقامت بتدشين إجراءات خاصة تشمل تطهير الأسلحة في أثناء تبديل نوبات الحراسة؛ ويأتي كل ذلك في إطار الجهود التي تأتي تحت عنوان «كافح كورونا». وقام الجيش أيضاً بتدشين حملة توعوية تحث القوات على ”تغيير المسار“ والتكيف مع ”الوضع الجديد.“
كما تبرّعت قوات الدفاع بمبلغ 102 مليون شلن كيني (أقل بقليل من مليون دولار) لصندوق الاستجابة الطارئة لفيروس كورونا بالبلاد، ويأتي هذا المبلغ على إثر تطوع أفراد الجيش رجالاً ونساءً باستقطاعه من رواتبهم.
وتأتي الجهود التي تبذلها قوات الدفاع الكينية في إطار حركة موسّعة في أرجاء القارة تقوم فيها الجيوش الوطنية بتسخير إمكانياتها اللوجستية والطبية والتنظيمية لمساعدة المدنيين في بلدانهم على التصدي لانتشار فيروس كورونا.
وتمثّل هذه الاستراتيجية تحولاً عن التحركات الأولى للجيش لتطبيق الحظر الصحي العام وإجراءات التباعد الاجتماعي، وهي الخطوات التي اتخذتها تونس وجنوب إفريقيا وبلدان أخرى في بداية تفشّي الفيروس.
ففي أوغندا، تتعاون القوات مع السلطات المدنية على توزيع المواد الغذائية والمستلزمات الطبية؛ وفي غانا، والتي تُعد واحدة من 10 بلدان هي الأكثر تضرراً في القارة من الفيروس، وكذلك الحال في السنغال، قامت الجيوش الوطنية بإنشاء مستشفيات ميدانية حصلت عليها من القيادة الأمريكية لقارة إفريقيا للمساعدة في تجاوز أزمة فيروس كورونا.
وقامت قوات الدفاع الكينية أيضاً بتوفير 4,500 سرير في ثلاثة مواقع في بداية تفشّي الفيروس استعداداً لعلاج المرضى، وحلّقت طائرات الهليكوبتر العسكرية فوق مستشفى كينياتا الوطني بنيروبي ويتدلّى منها رايات كبيرة مكتوب عليها ”حفظ الله المسعفين“ و ”الزموا بيوتكم.“
وتجري هذه التحركات مع تزايد أعداد الحالات المصابة بفيروس كورونا بسرعة كبيرة في أرجاء القارة؛ إذ سجّلت السلطات في كينيا وحدها 1,471 حالة في 27 أيّار/مايو، وقد تضاعف العدد بحلول 16 حزيران/يونيو بارتفاع الأعداد إلى 3,727 حالة؛ علماً بأنها سجّلت أول حالة مصابة بالفيروس في 6 آذار/مارس.
وجدير بالذكر أن طبيعة هذا الفيروس المحيرة تعرقل الجهود التي تبذلها قوات الدفاع الكينية، كما هي الحال في بلدان أخرى، في أثناء التصدي له في سائر ربوع كينيا وفي قواعدها العسكرية؛ ويرجع ذلك إلى أن أعراض الفيروس يمكن أن تختلف باختلاف المرضى بين الأعراض البسيطة والشديدة، وذلك بحسب ما صرّح به العميد طبيب ميلتون أوبيلو، مدير المستشفى التذكاري لقوات الدفاع الكينية، لمجلة ماجيشي يتو التي تصدرها قوات الدفاع الكينية.
وقال أوبيلو: ”بل قد يوجد مصابون آخرون ولا تظهر عليهم أي أعراض.“