جنوب إفريقيا تستعين بتكنولوجيا مكافحة الصيد الجائر لتعقب تفشي الفيروس الكوفيد - 19 بواسطة ADF في يونيو 22, 2020 شارك أسرة ايه دي اف اتجه المسؤولون بجنوب إفريقيا إلى التكنولوجيا التي تُستخدم عادة في مراقبة جرائم الصيد الجائر لحيوانات وحيد القرن للحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19). يستخدم مجلس الأبحاث العلمية والصناعية بجنوب إفريقيا نظاماً يُسمّى مساعــد القيــادة والتحــكم ( سيمور) لتعقب الحالات المصابة بمرض كوفيد-19 الذي يتسبب فيه فيروس كورونا المستجد، إذ سجّلت جنوب إفريقيا نحو 32,700 حالة ونحو 700 وفاة. ويُستخدم هذا البرنامج لتعقب الصيادين الجائرين في متنزه كروغر الوطني، وقد استعان به المسؤولون الصحيون لجمع الإحصائيات الديموغرافية والبيانات الصحية للمرضى الذين خضعوا للفحص الطبي، بحيث يتلقون تنبيهاً يشمل عنوان الشخص الذي ثبتت إصابته بالفيروس، ومن ثمّ يتعقبون الأشخاص الذين اختلطوا بهذا الشخص مؤخراً؛ وذلك بحسب ما ذكرته مجلة ساينتفك أمريكان. ويكمن الهدف من استخدام هذا البرنامج في التعرف السريع على الحالات الجديدة واحتوائها قبل انتشارها. وقد أشاد السيد سيريل رامافوزا، رئيس جنوب إفريقيا، بنظام سيمور في أثناء زيارته لمركز معلومات فيروس كورونا التابع لوزارة الصحة في بريتوريا، إذ تعرّف سيادته في هذه الزيارة كيف تستطيع الحكومة الاطلاع على بيانات وإحصائيات شبه آنية لمتابعة تفشي الفيروس. وقال رامافوزا لصحيفة التايمز الجنوب إفريقية: ”شعرت بالانبهار عندما رأيت كيف أننا نستطيع من خلال هذا المركز أن نشاهد الدولة بأكملها، ويمكننا الاطلاع على بيانات ومعلومات عن حالات العدوى بفيروس كورونا في مختلف أرجائها؛ بل الأهم من ذلك أننا نستطيع بفضل العلم والتكنولوجيا أن نصل برؤيتنا إلى مستوى المحافظات، والمراكز، والبلديات، والعنابر، والشوارع عندما نتعقب الحالات المصابة.“ ويهدف استخدام هذا النظام إلى استكمال جهود 60,000 موظفٍ من موظفي الرعاية الصحية الذين يطرقون على أبواب المواطنين ليسألونهم ما إن كانوا يشعرون بأعراض فيروس كورونا، ويستخدم هؤلاء الموظفون تطبيقاً على هواتفهم الذكية لإرسال البيانات إلى المركز، ويرسلون الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض إلى الوحدات الطبية لإجراء اختبارات التشخيص؛ وقد أحالوا ما يزيد على 72,000 شخصٍ من إجمالي 7 مليون مواطن الذين تحدثوا معهم في حملات الطرق على الأبواب لإجراء اختبارات الكشف عن الفيروس. وتقول الدكتورة تولولا أوني، اختصاصية الأوبئة بجامعة كامبريدج لمجلة «ساينتفك أمريكان»: ”تتمتع جنوب إفريقيا بإمكانيات فريدة، بمعنى أنها قادرة على تعظيم الاستفادة من التكنولوجيا، فضلاً عن خبرتها في أساسيات مكافحة العدوى — مثل حملات الطرق على الأبواب، وكل هذه الأمور المتعارف عليها؛ مما يُعد حجر الأساس في مساعيها.“ وأضافت تقول:”تسلك جنوب إفريقيا إذاً هذين المسارين؛ وإذا نجحت في التوفيق بينهما، فستحظى بفرصة جيدة في تحقيق الفعالية المنشودة.“ وجدير بالذكر أن المسؤولين بجنوب إفريقيا سرعان ما أعلنوا عن البدء في استخدام نظام سيمور لمكافحة فيروس كورونا عقب الإعلان عن أول حالة أُصيبت بالفيروس في البلاد. فقد صرّح وقتئذٍ السيد بليد نزيماندي، وزير التعليم العالي والعلوم والتكنولوجيا بجنوب إفريقيا، قائلاً: ”نتفق جميعاً الآن على حاجتنا إلى منصة مراقبة مركزية للاطلاع على الأوضاع في البلاد بنظرة واحدة.“ وقد بدأ استخدام نظام سيمور قبيل البدء في تخفيف قيود الحظر العام؛ إذ سمحت اللوائح الجديدة بعودة بعض الطلاب إلى مدارسهم، وبيع المشروبات الكحولية من الساعة 9 صباحاً إلى 5 مساءً من الإثنين إلى الخميس، وإقامة التجمعات التي لا يتجاوز عدد المتواجدين بها 50 شخصاً في أماكن العبادة، بناءً على مساحة المكان، ولكنها لم ترفع الحظر عن بيع السجائر. فيقول نزيماندي لموقع «ديفَنس ويب» الجنوب إفريقي: ”قمنا بتصميم نظام سيمور بما يخدم عدداً كبيراً من المستخدمين، سواء أكانوا في تسلسل هرمي لاتخاذ القرار أم لا، وبما يخدم كذلك مختلف أنواع الجهات التي تبادر بالاستجابة الأولى.“ وقد شرعت جنوب إفريقيا في رفع الحظر عن الأنشطة الاقتصادية؛ ولذلك أهابت السيدة نكوسازانا دلاميني-زوما، وزيرة الدولة للحكم التعاوني وشؤون المجتمعات التقليدية، بمواطني جنوب إفريقيا بضرورة الاستمرار في غسل اليدين ومراعاة إجراءات التباعد الاجتماعي لأنها تعتقد أنهما من الأهمية بمكان لمكافحة فيروس كورونا حتى يتوصل الباحثون إلى علاج أو لقاح له.
التعليقات مغلقة.