ما نعرفه وما لا نعرفه عن فيروس كورونا (كوفيد-19) الكوفيد - 19 بواسطة ADF آخر تحديث مايو 19, 2020 شارك أسرة إيه دي اف منذ ظهور الحالات الأولى لفيروس كورونا (كوفيد-19) بالصين في نهاية العام المنصرم، والعلماء والأطباء في شتى بقاع العالم يتبارون لفهم هذا المرض، وكيفية انتشاره، وطرق الوقاية منه والحيلولة دون انتقاله من شخص لآخر. وأمسينا نعرف عن فيروس كورونا اليوم أكثر مما كنا نعرفه عند ظهوره منذ خمسة أشهر، ولكن ما زلنا نبحث عن إجابة لأسئلة كثيرة. يشيع الاعتقاد بأن مرض كوفيد-19 الذي يتسبب فيه فيروس كورونا المستجد قد ظهر في أحد ”الأسواق الرطبة“ التي تُباع بها اللحوم والأسماك بمدينة ووهان بالصين؛ وتسبب في جائحة عالمية أصابت ما يزيد على 4.3 مليون شخص، وراح ضحيتها نحو 300,000 آخرين، وبلغ عدد الحالات المصابة به في إفريقيا نحو 70,000 شخص، وتجاوز عدد الوفيات 2,400 آخرين. وإليكم بعض المعلومات التي توصل إليها الباحثون عن فيروس كورونا، وكذلك بعض الأشياء الأخرى التي لم تتضح حتى الآن: قد ينتشر فيروس كورونا عن طريق الأشخاص الذين لم تظهر عليهم أعراضه تفيد الكثير من الدراسات الحديثة أن حاملي فيروس كورونا الذين تظهر عليهم أعراض بسيطة أو لا تظهر عليهم أعراض على الإطلاق قد يتسببون في نشر الفيروس، مما يشكل مشكلة كبيرة؛ لأن أعراض الفيروس كالحمى والسعال واحتقان الحلق وضيق التنفس قد لا تظهر لمدة قد تصل إلى أسبوعين. ويذكر تقرير نشرته مؤسسة «كليفلاند كلينك» على موقعها الإلكتروني أن إحدى الدراسات التي عكفت على دراسة الفيروس في بداية انتشاره في المئات من المدن الصينية قد توصلت إلى أن المصابين الذين لم تظهر عليهم إلّا أعراض بسيطة ساعدوا على زيادة انتشاره بشكل كبير، وتسبب عدم ظهور الأعراض في أن يعرّض حاملو الفيروس ”شريحة كبيرة من المواطنين للفيروس أكثر بكثير مما كان ليحدث لو كانت قد ظهرت عليهم الأعراض.“ إلّا أنه لا تتضح الفترة الزمنية التي يمكن للناس نشر الفيروس خلالها بعد إصابتهم به، إذ تظهر الأعراض في موجات، ويمكن أن يعاني الشخص من حالة بسيطة لمدة أسبوع، أو يمرض لمدة تتراوح من ثلاثة إلى ستة أسابيع في الحالات الشديدة؛ وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها: ”لا نعرف حتى الآن بداية التناثر الفيروسي ومدتها وفترة العدوى بالنسبة لفيروس كورونا.“ فيروس كورونا أسوأ من الإنفلونزا العادية يتجاوز فيروس كورونا الإنفلونزا من حيث معدل الوفيات، وإن كنا لا نعرفه بالتحديد حتى الآن، وقدرة أنظمة الرعاية الصحية على استيعاب أعداد المصابين به، وإصابة الأشخاص الذين يعانون من أمراض أخرى. ويختلف فيروس كورونا عن الإنفلونزا بيولوجياً، ولئن تشابهت بعض أعراضهما، إذ يستغرق ظهور الأعراض على حاملي فيروس كورونا نحو خمسة أيام، ولكنها تستغرق يومين فقط بالنسبة للإنفلونزا. وكان العلماء لا يعرفون شيئاً عن هذا الفيروس قبل شهر كانون الثاني/ يناير؛ لأنه لم يصب أي نظام مناعي للبشر من قبل، ولذلك لا يوجد لدى البشر الذين لم يصابوا به أي مناعة طبيعية ضده، مما يجعله مرضاً معدياً أكثر من الإنفلونزا. يبدو أن فيروس كورونا يصيب كبار السن بمضاعفات حادة يرتفع معدل وفيات كبار السن، لا سيما الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً، عن الشرائح العمرية التي دونهم؛ ولذلك يوصف فيروس كورونا بأنه يصيب كبار السن أكثر من غيرهم، إذ كثيراً ما يعانون من واحدة أو أكثر من الحالات الصحية المعقدة، كالأمراض الرئوية أو أمراض القلب والأوعية الدموية، ومرض السكري، والسمنة، وغيرها. وعلى النقيض، تقل أعداد الأطفال الذين أصيبوا بفيروس كورونا أو ماتوا بسببه، ولكن لا ينبغي استخدام هذه البيانات للافتراض بأن الأطفال ليسوا عرضة للخطر؛ لأن المسؤولين بالقطاع الطبي في كل من إيطاليا والولايات المتحدة بدأوا يلاحظون حالات مثيرة للقلق لمتلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة، وهي تشبه مرض كاواساكي الذي يصيب الأطفال عادة دون سن الخامسة، إذ يؤدي إلى التهاب جدران الشرايين وتدمير القلب. ويقول الدكتور جيفري بيرنز، أخصائي رعاية الحالات الحرجة بمستشفى بوسطن للأطفال، لشبكة «سي إن إن» الإخبارية: ”لا تحدث متلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة بسبب الفيروس مباشرة، وإنما تعزوها الفرضية الأساسية إلى الاستجابة المناعية للمريض.“ لا يوجد لقاح لفيروس كورونا لا يوجد لقاح ولا مقاومة طبيعية من الجسم للفيروس؛ لأنه لم يصب الإنسان من قبل، إلّا أن مجلة نيتشر ذكرت مؤخراً أن العلماء والباحثين حول العالم يعملون على 78 مشروعاً لإنتاج لقاح لفيروس كورونا، وجارٍ الإعداد لبدء العمل في 37 مشروعاً آخر؛ ويأتي ضمن هذه المشاريع برنامج بجامعة أكسفورد بإنجلترا، وقد وصل هذا المشروع إلى مرحلة التجارب الأولية، ويوجد مشروعان بشركات التكنولوجيا الحيوية بالولايات المتحدة، وثلاثة مشاريع بالهيئات العلمية الصينية. ومن المكن أن يبدأ اختبار هذه اللقاحات على البشر هذا العام، ولكن تختلف آراء العلماء حول الموعد الذي يمكن الانتهاء فيه من إنتاج لقاح ناجح للفيروس، إذ يرى البعض أن الأمر قد يستغرق 18 شهراً. ولا يتضح أيضاً ما إذا كان اللقاح سيوفر وقاية دائمة من فيروس كورونا، أم سيحتاج الإنسان إلى جرعات سنوية للوقاية منه كما هي الحال مع لقاحات الإنفلونزا، كما أنه يمكن للإنسان أن يأخذ جرعات معززة بناءً على مدة مقاومة الجهاز المناعي للفيروس. تنجح إجراءات التباعد الاجتماعي في الوقاية من الفيروس توصل الدكتور هوارد بوشنر، رئيس تحرير المنشورات العلمية في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية إلى أن البلدان التي بادرت بغلق الأعمال التجارية والمدارس، وحظرت التجمعات العامة، وحثت مواطنيها على البقاء بالمنزل قد تفوقت على البلدان التي تأخرت في استجابتها في الحد من انتشار الفيروس. ويقول بوشنر: ”تعلمنا من كوريا وسنغافورة وهونج كونج وتايوان أن السرعة في اكتشاف الحالات يؤدي إلى تعقبهم وإخضاعهم للحجر الصحي، ويحول دون تفشي الفيروس بين أفراد المجتمع.“ فقد ساعدت إجراءات التباعد الاجتماعي الكثير من البلدان على الحد من انتشار فيروس كورونا وتجنب تكديس المستشفيات والمرافق الصحية بالحالات المصابة بالفيروس، ولكن ما زلنا لا نعرف إلى متى يجب مراعاة إجراءات التباعد الاجتماعي لتجنب الزيادة المفاجئة في أعداد الحالات وظهور موجات جديدة من العدوى.
التعليقات مغلقة.