الإرهاب في أرض “مستقيمة” تحت المجهر بواسطة ADF آخر تحديث يونيو 23, 2020 شارك الجماعات المتطرفة المتمركزة في منطقة الساحل تحطّم هدوء بوركينا فاسو أسرة ايه دي اف يروج فندق سبلينديد في بوركينا فاسو نفسه للزوار الدوليين من خلال سرد وسائل الراحة التي يتوقعها الكثيرون. خدمة الغرفو مكتب استقبال يعمل على مدار 24 ساعة يوميًا. القرب من المطاعم وأماكن الجذب السياحي المحلية. اتصال مجاني بالإنترنت اللاسلكي. لقد جعل المسافرون من رجال الأعمال والدبلوماسيون والمصطافين من فندق سبلينديد بيتهم المؤقت لدى زيارتهم العاصمة واغادوغو. فقد وفرت غرفه إحساسا طبيعياً بالهدوء والأمان. وكان هذا هو الشعور ألذي سعى ستة من مقاتلي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إلى تحطيمه في يناير/كانون الثاني 2016 عندما فرضوا حصارًا على الفندق بعد مهاجمة مقهى كابتشينو الذي يقع مقابل الفندق والذي كان مكتظًا بمائة عميل. تسلل مهاجمون يرتدون عمامات ويتحدثون لغة غير لغة البلد إلى الفندق على مدى اليوم يوم الجمعة 15 كانون الثاني/يناير 2016، واختلطوا بالنزلاء. وقد انضم المزيد من المهاجمين إليهم مع حلول الظلام، بحسب ما أفادت به شبكة سي أن أن أن. وأخيرا، بدأ المهاجمون هجومهم وأخذوا رهائن. قُتل ما لا يقل عن 29 شخصًا وجُرح العشرات. وأخبر أحد الناجين هيئة الإذاعة البريطانية كيف رفض المهاجمون أن يخدعهم الضحايا. وقالت امرأة هربت مع أختها الصغرى، “بدأوا بإطلاق النار، وإطلاق النار، واستلقي الجميع على الأرض”. “بمجرد أن ترفع رأسك، كانوا يطلقون النار على الفور، لذلك كان عليك أن تتظاهر بأنك ميت. وقاموا حتى بلمس أقدامنا للتحقق مما إذا كنا على قيد الحياة. إذا كنت لا تزال على قيد الحياة، كانوا سيطلقون يطلقون النار عليك”. وقال وزير الأمن في بروكينا فاسو، سيمون كومباوار، لهيئة الإذاعة البريطانية إن قوات الأمن المحلية والقوات الفرنسية حاصرت فندق سبلينديد في وقت مبكر من يوم 16 كانون الثاني/يناير 2016، قبل اقتحامه وإنقاذ 176 رهينة. وكان من بين القتلى، بالإضافة إلى المهاجمين الأربعة، خمسة من بوركينا فاسو، وفرنسيان، وسويسريان، وستة كنديين، وهولندي، ومبشر أمريكي. فقد وصل الإرهاب إلى بوركينا فاسو التي كانت لفترة طويلة مكانا يسوده الهدوء النسبي. الآن يتسرب عدم الاستقرار والعنف الذي ابتليت به مالي، والنيجر بدرجة أقل، عبر الحدود متحديا بذلك حكومة ذات إرادة سياسية ولكن لديها قدرة ضئيلة على مواجهة المشكلة. العنف في أرض “المستقيمين” رسخت بوركينا فاسو، جمهورية فولتا العليا سابقا، الرغبة في الوحدة الوطنية في اسمها الجديد. في عام 1984، جمع اسم البلد الجديد بين كلمات من ثلاث لغات هي لغات السكان الأصليين لتمثيل الأمة وشعبها. فقد تم الجمع بين كلمة بوركينا، وهي كلمة بلغة “موسي” تعني “مستقيم”، وكلمة فاسو بلغة “دايولا” التي تعني “أرض الآباء” أو“البلد”، لكي تشير إلى الأمة باعتبارها“أرض الشعب المستقيم”. تعني كلمة “بوركينابي” المواطن، مضيفة اللاحقة “بي” من لهجة “فولاني فولفولفلدي” إلى بوركينا” لتعني “شخص مستقيم”. وقال الدكتور دانيال أيزنغا، وهو زميل باحث في مركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية، إن رئيس بوركينا فاسو أنذاك، توماس سانكارا، استخدم الاسم الجديد لتعزيز التماسك والهوية الوطنيين. وأضاف، “كان ذلك دائمًا أمرا قويًا حقًا في بوركينا فاسو، وهو الاعتراف بوجود الاختلافات والتنوع ولكن كوحدة متماسكة”. ومن وجوه عديدة، ساعد هذا الإحساس بالوحدة الوطنية الأمة على الرغم من تزايد العنف في السنوات الأخيرة. في عام 2014، خرج مئات الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع واغادوغو للاحتجاج على محاولة الرئيس بليز كومباوري آنذاك تعديل الدستور لتمديد حكمه الذي بدأ عندما أطاح بسانكارا في انقلاب عام 1987. وقد أدى هذا “التمرد الشعبي”، كما أصبح يُعًرف، إلى عزل كومباوري، مما أجبره على الاستقالة، وتم نفيه إلى كوت ديفوار. وهكذا بدأ الانتقال لمدة عام كامل إلى حكومة مدنية منتخبة ديمقراطيًا. الأطفال الذين فروا من قرى في شمال بوركينا فاسو بعد هجمات وقعت هناك يلعبون في مدرسة خارج واغادوغو. رويترز وصوت المواطنون في انتخابات حرة ونزيهة جرت في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، وانتخبوا الرئيس الحالي، روك مارك كريستيان كاوبوري، وأعطوا حزبه الأغلبية في الجمعية الوطنية. تم تنصيب الحكومة الجديدة في كانون الثاني/يناير 2016. ثم حدثت مأساة مقهى كابتشينو وفندق سبلينديد. وأدى هذا إلى إضعاف حكومة كاوبوري مباشرة بعد اتمام الانتقال السلمي للسلطة. وقال أيزنغا لإيه دي أف “منذ كانون الثاني/يناير 2016، واجهت الحكومة صعوبة فيما يتعلق بمحاولة معرفة ما يجري، ومعرفة سبب زيادة انعدام الأمن، وما هي الجماعات الإسلامية المتشددة النشطة في المنطقة، وكافحت من أجل التصدي لتلك التحديات”. “ها نحن الآن في عام 2019، بعد ثلاث سنوات، وقد شهدنا فقط زيادة مطردة — زيادة مطردة — في انعدام الأمن هذا”. وجه الإرهاب في بوركينا فاسو بدأت هجمات الفندق والمقهى موجة من العنف في بوركينا فاسو استمرت حتى عام 2019. في عام 2018، أدى 137 حدث عنيف إلى مقتل 149 شخصًا. في عام 2019، قتل الإسلاميون المتطرفون 324 شخصًا في 191 هجومًا بحلول منتصف العام، وفقًا لبحث أجرته بولين لو رو في حزيران/يوليو 2019، وهي باحثة مساعدة زائرة في مركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية. كانت هناك ثلاث جماعات مسؤولة عن أغلب الهجمات، ولكن جماعة واحدة منها هي أنصار الإسلام كانت الأكثر نشاطاً فيما يتعلق بزعزعة استقرار شمال بوركينا فاسو. بين عامي 2016 و 2018، قامت جماعة أنصار الاسلام بأكثر من نصف جميع هجمات الإسلاميين المتشددين في البلاد، وكان معظم هذه الهجمات حول جيبو، عاصمة محافظة سوم. في عام 2018، شنت الجماعة 64 هجومًا أودت بحياة 48 شخصًا. وكتب لو رو يقول أن أكثر من نصف هجماتها ــ 55% ــ استهدفت المدنيين، وهو ما يضع أنصار الإسلام في المرتبة الأولى بين كل الجماعات المسلحة الأخرى في القارة باستثناء جماعة واحدة تعمل في شمال موزمبيق. وهرب أكثر من 000 100 شخص من منازلهم، وتم إغلاق 352 مدرسة في سوم. وربما أدت تلك الهجمات على المدنيين، مقترنة بوفاة مؤسس المجموعة، إبراهيم ملم ديكو، وهو إمام من جماعة فولاني العرقية، في عام 2017، إلى تراجع هذه الجماعة. وبحلول منتصف عام 2019، لم يُعزى إلى أنصار الإسلام سوى 16 هجوماً خلفت سبعة قتلى، ولم تعد الجماعة تشكل لاعباً رئيسياً فيما يتعلق بتهديد التطرف الذي تتعرض له البلاد. ورغم أن أنصار الإسلام ينتمون في المقام الأول إلى جماعة الفولاني العرقية وإلى المسلمين إلا أنهم يفتقرون إلى وجود المخططات الأعظم للغزو والسيطرة على الأراضي التي تشترك في السيطرة عليها الجماعات المتطرفة العاملة في وسط مالي. على سبيل المثال، أعربت جبهة تحرير ماسينا عن رغبتها في إعادة تأسيس إمبراطورية ماسينا الدينية القديمة في وسط مالي. وقال أيزنغا أن جماعة أنصار الإسلام جذبت الكثير من الاهتمام لأنها كانت أول جماعة متطرفة محلية في بوركينا فاسو. وكان الخوف هو أن تنتشر وان ينتج عنها مجموعات منشقة. لم يحدث هذا الأمر. في الواقع، لم تحصل الجماعة على دعم محلي كبير. فقد كانت في المقام الأول فرقة من الشباب الساخطين الذين حملوا السلاح لأنهم لم يتمكنوا من العثور على وظائف. وأضاف أنه يبدو أن الجماعة هاجمت المدنيين لأنها تفتقر إلى الدعم الشعبي وليس العكس. لقد عملت القيم الاجتماعية الراسخة للبلد منذ أمد بعيد لصالحه. توفر هياكله الاجتماعية عمليات محلية لحل الصراع وحفظ السلام. فلماذا إذن جاء العنف إلى بوركينا فاسو ؟ في كانون الثاني/يناير 2016 هاجم المتشددون مقهى كابتشينو أثناء قيامهم بشن هجوم على فندق سبلينديد الذي يقع في الجهة المقابلة من الشارع في واغادوغو. رويترز توسيع ساحة المعركة لا تسعى أي جماعة إلى إقامة دولة خلافة أو جولة منفصلة عن بوركينا فاسو. وبدلا من ذلك، قد يعزى انتشار العنف في البلد إلى عاملين. أولاً، أدت الإجراءات العسكرية الصارمة التي اتخذتها القوات الفرنسية في عملية برخان والقوة المشتركة لبلدان المجموعة الخماسية لمنطقة الساحل والجيوش الوطنية في مالي والنيجر إلى الضغط على الجماعات المتطرفة. مع قيام كل تلك الجماعات بالبحث عن ملاذ آمن، فإنها تستغل الحدود بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر التي هي جزء من منطقة تعرف تاريخيا باسم ليبتاكو- غورما. وتشمل تلك الملاذات الآمنة شمال وشرق بوركينا فاسو. وأوضح إيزنغا أن السكان في الدول الثلاث “مترابطون للغاية”، لذا فإن الحدود الوطنية لا تميز الناس بالضرورة أو تؤثر على تحركاتهم. وأضاف، “إن ما نتحدث عنه هنا هو مشكلة إقليمية لدولة مالي ودولة بوركينا فاسو ودولة نيجيريا”. يتحرك الرعاة بحرية عبر المنطقة، وتؤدي الهجرة المنتظمة إلى تعقيد الجهود الأمنية. وقال إيزنغا لإيه دي أفإن إلقاء اللوم على الاضطرابات في مالي وحدها يتجاهل كون هذه المشكلة مشكلة إقليمية منذ البداية. ثانياً، العنف في بوركينا فاسو لا يتعلق بالمتطرفين الذين يحاولون تحقيق هدف إيديولوجي أو سياسي أكبر، بل يتعلق أكثر بقرار تكتيكي “لتوسيع ساحة المعركة”، حسب ما قال. بالإضافة إلى أنصار الإسلام، كان تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى وجبهة تحرير ماسينا أكثر نشاطًا في بوركينا فاسو، وفقًا لورو. وقال إيزينغا إن التقارير تتحدث عن مهاجمين يركبون دراجات نارية في مجتمعات في بوركينا فاسو، ويحرقون المباني ويقتلون عدداً قليلاً من الأشخاص. وهذا التكتيك يبقي مواطني بوركينا فاسو وقوات الأمن الأخرى فيه في وضع دفاعي لأنه يجبرها على نشر القوة العاملة والعتاد عبر منطقة أوسع، مما يضعف الفعالية ووقت الاستجابة. ويؤدي الانتشار في مناطق جديدة أيضاً إلى إيجاد مصادر جديدة للإيرادات. ويساور بعض المراقبين القلق إزاء احتمال اتساع نطاق التهديد ليشمل بنين وتوغو بسبب الانتقال إلى شرق بوركينا فاسو. في أيار/مايو 2019، حررت القوات الفرنسية سائحين فرنسيين وأمريكي وكوري جنوبي في بنين، وفقاً لصحيفة واشنطن بوست. وكان الإرهابيون قد قاموا بقتل مرشدهم السياحي، وقتل جنديان فرنسيان أثناء عملية الإنقاذ. ويمكن للعصابات الإجرامية اختطاف الآخرين وتسليمهم إلى المتطرفين مقابل المال. كما يمكن للمتطرفين أن يستغلوا هذه التحركات أو أن يحاولوا السيطرة عليها عن طريق الابتزاز. ويمكن للمتطرفين أن يستغلوا هذه التحركات أو أن يحاولوا السيطرة عليها عن طريق الابتزاز. وعلاوة على ذلك، فإن من شأن الانتقال إلى غرب أفريقيا الساحلية أن يمنح المتشددين القدرة على شن “الهجمات الواسعة النطاق على الأهداف غير المحصنة”، مثل الهجوم على منتجع غراند بسام الشاطئي في كوت ديفوار في مارس/آذار 2016 الذي أسفر عن مقتل 19 شخصاً. ضابط شرطة يقف أمام فندق سبلينديد للحراسة بعد الهجوم وكالة فرانس برس/جيتي إيميجز طريق بوركينا فاسو نحو الأمام الهيكل الاجتماعي لبوركينا فاسو يمنحها ميزة فيما يتعلق بمكافحة المتطرفين. وقد يؤدي الافتقار إلى الدعم المحلي لمثل هذه الجماعات إلى منعها من ترسيخ أقدامها في البلاد. بيد أن ضعف قدرات وموارد قوات الأمن الإقليمية يمثل تحدياً مستمراً. وقال إيزينغا إن لدى الحكومة الإرادة السياسية للعمل. لدى المسؤولين حس بضرورة العمل بسرعة ورغبة في التصدي لهذا التهديد. وقال، “إنها حقا مسألة قدرات”، “سيمثل الوجود العسكري المستمر والطويل الأجل أمراً مهماً جداً”. فمن شأن إرساء الأمن أن يمكّن من تحسين التنمية الاقتصادية، مما يزيد من تعزيز القدرة الوطنية على مواجهة التحديات. ولكن الأمن يجب أن يأتي أولا، وبوركينا فاسو لن تتمكن من التعامل مع ذلك بمفردها. وسيتعين على المجتمع الدولي أن يقدم المساعدة. مئات الآلاف نزحوا، واعتباراً من خريف عام 2019، كانت البلاد تدخل موسم الجفاف، مما قد يؤدي إلى ندرة الغذاء. وأضاف إيزينغا، “نحن في هذه اللحظة الحساسة حقا وما لم تحصل حكومة بوركينا فاسو على دعم المجتمع الدولي وما لم نرى بعض التعبئة فيما يتعلق بالمساعدة الإنسانية والأمنية، فإنني لا أعرف ما إذا كانت البلد ستتمكن من تجاوز تلك الفترة القصيرة”. إذا تمكنت القوة المشتركة لبلدان المجموعة الخماسية لمنطقة الساحل من العمل بكامل طاقتها في جميع أنحاء منطقة الساحل، فقد تتمكن من توفير الأمن المستدام اللازم للأجلين المتوسط والطويل. ولكن من المرجه أن يتطلب هذا أيضاً المزيد من الدعم الدولي. لقد حققت عملية برخان والقوة المشتركة لبلدان المجموعة الخماسية لمنطقة الساحل بعض النجاحات، ولكن أثناء قيامهما بذلك يقوم المتشددون بمهاجمة مناطق أخرى لتوسيع ساحة المعركة. وقال إيزينغا، “ما كان مفقودًا حتى الآن هو القدرة على الحفاظ على وجود عسكري في مساحة واسعة بما يكفي لتعطيل قدرة هذه الجماعات على العمل بشكل كامل”. وعلى الرغم من ذلك، تصدت حكومة بوركينا فاسو لانعدام الأمن. وأعلنت حالة الطوارئ في حوالي ثلث البلد، وزادت وجودها العسكري في تلك المناطق. وشنت عمليات عسكرية في الشمال والشرق، وحققت بعض النجاح. ولكن أسفر هجوم للمتطرفين في أغسطس / آب 2019 على وحدة تابعة للجيش في كوتوغو بمقاطعة سوم عن مقتل نحو عشرين جنديًا وجرح عدة آخرين. وقال إيزنغا أن ذلك الأمر حدث لأن بوركينا فاسو تحاول استعادة الأمن في بيئة معقدة وتتسم بالتحدي. وبإمكانه، مع زيادة الدعم، أن يحول مسار الأمور. “لا يوجد سبب حتى الآن لفقدان كل الأمل في بوركينا فاسو”.
التعليقات مغلقة.