Africa Defense Forum
Africa Defense Forum

تونس تسابق الزمن لحماية المواقع الحضارية

مؤسسة‭ ‬تومسون‭ ‬رويترز

تسعى‭ ‬ تونس‭ ‬إلى‭ ‬حماية‭ ‬مواقعها‭ ‬الأثرية‭ ‬وتراثها‭ ‬الثقافي‭ ‬الغني‭ ‬المهدد‭ ‬بالانقراض‭. ‬

فغالبًا‭ ‬ما‭ ‬تتعرض‭ ‬هذه‭ ‬المواقع‭ ‬للنهب‭ ‬أو‭ ‬التلف‭ ‬أثناء‭ ‬أعمال‭ ‬الحفر‭ ‬الليلية‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬السلع‭ ‬لبيعها‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭. ‬ولقد‭ ‬برزت‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬إلى‭ ‬الواجهة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬عندما‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬دكتاتور‭ ‬تونس‭ ‬المخلوع‭ ‬زين‭ ‬العابدين‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬كان‭ ‬يكتنز‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التحف‭ ‬الأثرية‭. ‬

واليوم،‭ ‬يضاعف‭ ‬معهد‭ ‬التراث‭ ‬الوطني‭ ‬التونسي‭ ‬من‭ ‬جهوده‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬حماية‭ ‬تاريخ‭ ‬تونس‭. ‬افقد‭ ‬استعاد‭ ‬المعهد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬25‭,‬000‭ ‬قطعة‭ ‬أثرية‭ ‬منذ‭ ‬ثورة‭ ‬2011‭. ‬

وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬تنتهي‭ ‬الأشياء‭ ‬ذات‭ ‬القيمة‭ ‬التاريخية‭ ‬والثقافية‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الأوروبية‭ ‬وفي‭ ‬منازل‭ ‬الأغنياء‭ ‬وذوي‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬تونس‭. ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬ضبطت‭ ‬السلطات‭ ‬التونسية‭ ‬لفيفة‭ ‬توراة‭ ‬نادرة‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬القرن‭ ‬الخامس‭ ‬عشر‭ ‬اعتقدوا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬تهريبها‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭. ‬في‭ ‬أذار‭/‬مارس‭ ‬2019،‭ ‬صادر‭ ‬موظفو‭ ‬الجمارك‭ ‬600‭ ‬قطعة‭ ‬أثرية‭ ‬يعود‭ ‬تاريخها‭ ‬إلى‭ ‬القرن‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬سيارة‭ ‬في‭ ‬بلدة‭ ‬صفاقس‭ ‬الساحلية‭. ‬

يقول‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬نجمة،‭ ‬رئيس‭ ‬المعهد،‭ ‬إن‭ ‬عدد‭ ‬البلاغات‭ ‬عن‭ ‬السرقة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬القصرين‭ ‬ذات‭ ‬الأهمية‭ ‬التاريخية‭ ‬يفوق‭ ‬اليوم‭ ‬ضعف‭ ‬عدد‭ ‬البلاغات‭ ‬التي‭ ‬تلقاها‭ ‬المعهد‭ ‬قبل‭ ‬الثورة‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬وفوضى‭ ‬الصراع‭ ‬كثيرا‭ ‬ما‭ ‬يشكلان‭ ‬فرصة‭ ‬لنهب‭ ‬الآثار‭. ‬

ولكنه‭ ‬عزا‭ ‬أيضا‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬المواد‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬استعادتها‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬جدية‭ ‬السلطات‭ ‬بشأن‭ ‬التصدي‭ ‬للإتجار‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬بالآثار‭. ‬

ويقول‭ ‬ياسر‭ ‬جراد،‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬المواد‭ ‬المصادرة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الهجرة‭ ‬والتجنيس،‭ ‬“ربما‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬مرتبطاً‭ ‬جزئياً‭ ‬بمصالح‭ ‬الدولة”‭.‬“خاصة‭ ‬وأننا‭ ‬اكتشفنا‭ ‬قطعاً‭ ‬مسروقة‭ ‬من‭ ‬مواقعنا‭ [‬الوطنية‭] ‬في‭ ‬منازل‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬وعائلته”‭. ‬

وقال‭ ‬ماثيو‭ ‬هوبسون‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬الآثار‭ ‬المهددة‭ ‬بالانقراض‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬الذي‭ ‬يتخذ‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬مقرًا‭ ‬له،‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أخذ‭ ‬العوامل‭ ‬المتعددة‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬عندما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بحماية‭ ‬المواقع‭ ‬التراثية‭ ‬من‭ ‬السرقة‭ ‬التي‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬مدفوعة‭ ‬بالفقر‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬السياسي‭. ‬

واضاف‭ ‬أن‭ ‬“هناك‭ ‬أسباباً‭ ‬اقتصادية”‭ ‬للنهب‭. ‬“لا‭ ‬ينبغي‭ ‬إلقاء‭ ‬اللوم‭ ‬على‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يحاولون‭ ‬تامين‭ ‬لقمة‭ ‬العيش‭ ‬يوماً‭ ‬بيوم‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يوفرون‭ ‬هذه‭ ‬المجموعات”‭.‬

التعليقات مغلقة.