مجابهة الخطاب الإرهابي تحت المجهر بواسطة ADF آخر تحديث أغسطس 21, 2019 شارك يتطلب إيقاف الدعاية عبر الإنترنت من قبل المتطرفين أكثر من مجرد إيقاف الرسالة أسرة ايه دي اف لسنوات، كانت خطة مواجهة الدعاية المتطرفة واضحة: التأكيد للأتباع على أن معتقداتهم خاطئة وأنهم يعانون نتيجة لذلك. إخبارهم بأن يتخلو عن قضيتهم، وبأنهم سيحظون بحياة أفضل إذا انضموا إلى الجانب الآخر. تكرار الرسائل المضادة حسب الضرورة. المشكلة المتعلقة بالرسائل المضادة هو أنها نادراً ما تنجح. تقول الدكتورة كريستينا أرشيتي، مؤلفة كتاب “الإرهاب والاتصال ووسائط الإعلام الجديدة: شرح التطرف في العصر الرقمي، ”إن مؤلفي الرسائل المضادة للتطرف بحاجة إلى التخلي عن النماذج القديمة. وتضيف أرشيتي: “في البداية، من التقارير حول كيفية مكافحة التطرف عبر الإنترنت إلى دعوات الحكومات لإزالة المواد المتطرفة من الإنترنت، كان هناك تركيز قوي على الرسائل”. “وسواء كان ذلك يعني محاربة الإرهابيين بالرسالة المضادة الصحيحة أو إزالة رسالتهم المتطرفة، فإن هذا النهج يعكس نموذجا عفا عليه الزمن بشكل مؤسف من التفاعلات بين وسائل الإعلام والعامة”. هربت هذه الفتاة من جماعة بوكو حرام المتطرفة في نيجيريا التي تنشط في منطقة يشعر فيها الكثيرون بعدم الرضا عن الحكومة الوطنية. رويترز وقالت آرشيتي إن هذا النموذج، الذي يشار إليه أحيانًا باسم “الإبرة تحت الجلد”، قد تم تطويره بعد الحرب العالمية الأولى، عندما اعتقد المنتصرون أنهم ربحوا الحرب، جزئيًا على الأقل، بسبب القوى المقنعة للدعاية. وينظر إلى هذا النموذج على نطاق واسع بأنه بسيط وساذج. وكما اشارت آرشيتي: “بوسعنا جميعاً أن ندرك في لحظات حياتنا اليومية أننا لا نشتري كل السلع التي تحثنا الرسائل الإعلانية على شرائها”. اليوم، يستخدم المتطرفون الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد الاتباع الذين هم عادة أشخاص في سن المراهقة وأوائل العشرينات من العمر. ويستخدم المتطرفون مواد مرئية عالية الجودة لإقناع هؤلاء الشباب بأنهم ضحايا للتمييز بسبب معتقداتهم. تقول صحيفة الجارديان البريطانية: “لقد أثبتت داعش طلاقتها في استخدام مواقع يوتيوب، وتويتر، وإنستغرام، وتمبلر، وميمات الإنترنت وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي”. “يتم تحميل أشرطة الفيديو والصور للهواة يوميًا من قبل جنودها الاقل مرتبة، ويتم نشرها بعد ذلك على مستوى العالم، سواء من قبل المستخدمين العاديين أو المنظمات الإخبارية الرئيسية المتعطشة لصور صراع لا يمكن لكاميراتها الوصول إليها”. وتوجد هذه الجماهير المستهدفة في مناطق العالم التي تكون فيها فرص العمل للشباب قليلة والتي يكون فيها عدم رضا كبير عن الحكومة والوضع الراهن. لقد تم إشراك الحكومات ومتخصصي تكنولوجيا المعلومات في المعركة، حيث تم إجبارهم على اضطروا محاولة إيقاف رسائل المتطرفين مع محاولة تطوير رسائل مضادة. لكن الرسائل المضادة معقدة. يجب صياغة الرسائل بشكل يجعلها تتضمن التعاطف والصلة بالجمهور المستهدف. يجب أن يكون للرسائل المضادة لمسة شخصية، ويجب أن تشير إلى أن عقيدة المتطرفين تستند إلى الأكاذيب والتشويهات. نهج الغريزة الأولى ويقول الباحثون إن نهج الغريزة الأولى لمواجهة رسائل المتطرفين على الإنترنت قد ركزت على الحلول التقنية، وعلى النظرية القائلة بأن إزالة أو حجب مثل هذه المواد سوف يحل المشكلة. في دراستهما الصادرة عام 2009 بعنوا “مكافحة التطرف عبر الإنترنت، استراتيجية للعمل”، يقول الباحثان تيم ستيفنز والدكتور بيتر ر. نيومان أن مثل هذا النهج التقني“ قد يكون فجاً ومكلفاً وقد يؤدي إلى نتائج عكسية”. واضاف ستيفنز ونيومان أن أي استراتيجية تهدف إلى مكافحة التطرف عبر الإنترنت يجب أن تخلق بيئة لا يصبح فيها إنشاء واستهلاك مثل هذه الرسائل أكثر صعوبة من الناحية الفنية فحسب ولكه يصبح أيضاً امراً غير مقبول وغير مرغوب فيه. وأشارا إلى أنه لا يمكن للحكومات وحدها وقف الرسائل المتطرفة عبر الإنترنت. “من المهم للغاية الاستفادة من المساهمات المحتملة لجميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك شركات الإنترنت ومستخدمي الإنترنت”. وأوصوا أيضا بما يلي: ردع المنتجين: من شأن الاستخدام الانتقائي لإغلاقات مواقع الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية، إلى جانب ملاحقة المنتجين المسؤولين، “أن يشير إلى أن الأفراد المتورطين في التطرف على شبكة الإنترنت ليسوا خارج نطاق القانون”. تمكين المجتمعات عبر الإنترنت: من شأن إنشاء “فريق لمستخدمي الإنترنت” من أجل تحسين آليات الإبلاغ وإجراءات الشكاوى أن يعطي المستخدمين صوتا فيما يتعلق باستراتيجية مكافحة التطرف. الحد من جاذبية الرسالة قال المؤلفان، “يجب إيلاء المزيد من الاهتمام لمحو الأمية الإعلامية، وهناك حاجة ماسة إلى اتباع نهج شامل في هذا المجال”. رجل يصلح حاسوب في الخرطوم بالسودان. لدى بعض الجماعات المتطرفة رسائل ذكية تكنولوجيًا، لذا فإن مكافحة ذلك ستكون تحديًا عندما تصبح أفريقيا أكثر ارتباطًا عبر الإنترنت. رويترز الترويج للرسائل الإيجابية: إنشاء صندوق مستقل للشركات الناشئة لتوفير الأموال لـ “المشاريع الشعبية عبر الإنترنت” الرامية إلى مكافحة التطرف. “الهدف هو الاستفادة من حماس وحسن نية المجتمعات في جميع أنحاء البلاد التي قد تكون على استعداد لاستثمار الوقت والالتزام ولكنها تحتاج إلى دعم مالي محدود من أجل وضع أفكارها على شبكة الإنترنت”. وأوصى خبراء آخرون أيضا بتقديم الأموال للمشاريع الشعبية على الإنترنت. في كتاب “الميل نحو الجهاد: تحليل شامل للتطرف على الإنترنت وكيفية مواجهته”، حث المؤلفان غفار حسين والدكتورة إرين ماري سلمان على إنشاء هيئة مركزية توفر التمويل الأساسي والتدريب لمكافحة التطرف على المستوى الشعبي على الإنترنت. وقال المؤلفان، “ينبغي أن يكون تحدي التطرف على الإنترنت جهدًا مشتركًا بين أصحاب المصلحة من القطاعين العام والخاص ومن القطاع الثالث”. واقترحا أيضاً ما يلي: تأسيس منتدى مع التطرف عبر الإنترنت ويجمع بين أصحاب المصلحة من القطاعات الرئيسية. تحسين محو الأمية الرقمية ومهارات الاستهلاك الحرجة في المدارس والمجتمعات. تشجيع إنشاء موقع على وسائل الإعلام الاجتماعي يوضح السياسات الحكومية ويفضح الدعاية المعادية. إجراء عملية مسح لاستكشاف الجهود الحالية لمعالجة التطرف عبر الإنترنت وتحديد الشركاء الذين يمكن تقديم الدعم لهم لتطوير وجود فعال عبر الإنترنت. إجراء المزيد من البحوث حول كيفية استخدام المتطرفين للإنترنت لنشر الدعاية. الإقرار بالتظلمات تتمثل النقطة المشتركة في جميع استراتيجيات التصدي لرسائل المتطرفين في أنه لا يمكن لأي تدبير مضاد محدد أن ينجح في جميع الحالات. في تقريره المعنون “التخليص من نزعة التطرف عبر الإنترنت؟ مكافحة سرود التطرف العنيف: الرسالة والرسول والاستراتيجية الإعلامية، ”قال العالم السياسي عمر عاشور إنه من الأهمية بمكان“معالجة كل بُعد بالإضافة إلى تفصيل الرسالة لمختلف الجماهير، وخاصة للشباب واهتماماتهم”. اكتشف المتطرفون منذ سنوات أن ملاحقة الشباب المستهدف اليوم عن طريق نشر خطب طويلة على الإنترنت لم تكن استراتيجية ناجحة. وبدلاً من ذلك، تحولوا إلى الدعاية الحديثة – فيديوهات الإنترنت والرسائل القصيرة المنشورة على الشبكات الاجتماعية. ولقد أصبحوا ماهرين في عمل ذلك. لابد للخطاب المضاد المصمم خصيصاً أن يتجنب الإفراط في التبسيط والسطحية والتعميمات، وذلك لأن مثل هذه الطرق المختصرة تستدعي ما يطلق عليه عاشور “ردود الفعل الإنتقامية”. ينبغي أن تكون الرسائل المضادة جذابة ومشجعة، ولكنها يجب أن تعترف أيضا بصحة بعض – حتى كل – المظالم، مثل الافتقار إلى الوظائف والفرص الاقتصادية. ولابد أن تقدم الرسالة المضادة سبلاً بديلة لمعالجة المظالم، مع تأكيدها على “شرعية وفعالية الاستراتيجيات االلاعنفية”. وقال عاشور، “على الرغم من أن هذه الأساليب ليست جديدة، إلا أن هوية حاملي الرسائل تحدث فرقًا كبيراً”. وأشار إلى حالة قبلت فيها مجموعة إسلامية الروايات المضادة بعد رفضها في وقت سابق لأنه تم إيصالها لها في النهاية من قبل أشخاص تعرفهم وتثق بهم. بعد إعداد الرسائل المضادة والتنسيق مع الرسل المختارين، تتمثل المهمة التالية في التعريف بهما وترويجهما لهما في وسائط الإعلام. ويشير عاشور إلى أن “العديد من المعارك التي فاز بها المتطرفون العنيفون كانت على جبهات إعلامية”. ويتطلب البعد الإعلامي للخطاب المضاد ثلاث خطوات: تحليل الخطابات المضادة المتاحة وتسليط الضوء على نقاط قوتها وملاءمتها للجمهور المعني. تقييم التأثير المحتمل. إذا لزم الأمر، ترجمة الرسالة. ثم تلخيصها وتبسيطها، إذا لزم الأمر، لتتناسب مع الطبيعة المبسطة لبعض أشكال وسائل الإعلام. استخدام النصوص ونماذج الوسائط المتعددة، مثل مقاطع الفيديو والصوت عبر الإنترنت. تقديم مقدمي الرسائل وخلفيتهم وتجاربهم. لا تسلكوا الطرق المختصرة إن مكافحة الدعاية المعادية على شبكة الإنترنت ليست بالمهمة البسيطة التي يمكن أن تضطلع بها وسائل الإعلام الجماهيرية. يوجز تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية بعنوان “مكافحة الخطاب المتطرف عبر الإنترنت” ستة اقتراحات لمواجهة المُجًندين لصالح المتطرفين: لا تسلكوا طرقاً مختصرة: على الرغم من أن استراتيجية مكافحة الخطاب المتطرف على الإنترنت قد تكون مفيدة، إلا أن المشاركة على مستوى المجتمع المحلي تظل حجر الزاوية في إيصال الرسالة عبر الإنترنت. قوموا بالتصدي لوجود المجندين في المجتمعات المحلية. استخدموا رسائل مضادة أوسع: يجب أن يقترن ذلك بالحلول الفنية، بما في ذلك إغلاق الموقع الإلكتروني وتصفية المحتوى. كثيرأ متا يكون إغلاق المواقع الإلكترونية مؤقتاً في أفضل الأحوال، وذلك لأن المتطرفين يقومون ببساطة بإنشاء مواقع جديدة. التدابير التقنية لها أهميتها، ولكن يجب استخدامها بدقة جراحية لدعم منع ومكافحة تدابير التطرف العنيف على نطاق أوسع. قوموا بتعديل رسالتكم كي تناسب جمهوركم: يمكن للتدابير المضادة التي قد تبدو مقنعة ومعقولة للمعتدلين أن تأتي بنتائج عكسية عند استخدامها على جمهور مشحون سياسياً بدرجة أكبر. يجب على الأشخاص المسؤولين عن تأليف الرسائل المضادة أن يفهموا وجهات نظر الجماهير التي أصبحت متطرفة جزئياً على الأقل. قوموا بتوفير بدائل منطقية صادقة للقصص المتطرفة الكاذبة: تشير الأبحاث إلى أن الناس أكثر عرضة للاستماع إلى وتصديق القصص التي توفر بدائل صادقة لمعتقداتهم. على سبيل المثال، عندما يروج المتطرفون لروايات كاذبة، مثل أن الولايات المتحدة تستهدف المدنيين في العراق وسوريا، فإن مجرد إنكار هذا الادعاء لا يكفي. يجب تقديم رسالة مضادة دقيقة. الرسول مهم: حتى السكان المعتدلون، الذين يرفضون أغلب الإيديولوجيات المتطرفة، سوف يرفضون أيضاً المعلومات المضادة من مصادر لا يثقون بها. يجب أن تاتي الرسائل المضادة تأتي من أصوات داخل مجتمعاتهم المحلية. ويجب أن يكون لهؤلاء المتحدثين تأثير واحترام — وهما صفتان كثيراً ما تتطوران ببطء. قوما بالتصدي للمعتقدات غير الصحيحة عن طريق تأكيد المعلومات الصحيحة: إن مجرد رفض مزاعم المتطرفين قد يؤدي إلى تأثير معاكس يتمثل في تعزيزها. يجب أن تنطوي الرسائل المضادة على مزاعم وحقائق دقيقة تتجاوز مجرد التفنيد. ابحثوا عن الأسباب وفي مجلة الأطلسي، قال الكاتب غرايم وود، إن الغربيين الذين يتهمون المسلمين باتباع “النصوص القديمة” بشكل أعمى لا ينجزون شيئاً فيما يتعلق بالوصول إلى جذور التطرف. ويقول إن العلماء الحقيقيين يعرفون أنه يجب أن لا يفعلوا ذلك. وكتب وود، “قال هؤلاء العلماء: انظروا بدلاً من ذلك إلى الظروف التي نشأت فيها هذه الإيديولوجيات – الحكم السيئ، والأعراف الاجتماعية المتغيرة، وذل المعيشة في الأراضي التي تعتبر ذات قيمة فقط بسبب النفط الموجود فيها”. وقال عاشور إن استراتيجية أخرى تتمثل في تحديد أحداث تاريخية محددة لإضفاء الشرعية على البعد السياسي. ويركز الخطاب على “تمجيد أعمال العنف، بما في ذلك الإرهاب، فضلاً عن مرتكبي هذه الاعمال”. ومن الأمثلة على ذلك أشرطة الفيديو الشديدة العنف التي نشرها بعض المتطرفين على شبكة الإنترنت، والتي تضمنت مشاهد التعذيب وقطع الرؤوس. ويؤكد الخطاب على ما يسميه أعمالا أو ردود أفعال مشروعة دينيا رداً على المظالم السياسية والقمع الاجتماعي. وفي حالة تنظيم القاعدة، يتم التشديد على تلك الأعمال بوصفها واجبات دينية فردية. التعرف على السبل الناجحة بغض النظر عن النهج المستخدمة للتصدي لرسائل المتطرفين، إلا أنه ينبغي رصد النتائج عن كثب. على سبيل المثال، توفير الأموال للمبادرات الشعبية دون تحديد ما إذا كانت فعالة أو مجرد تبذير. يقول نيومان وستيفنز، “لا شك أن العديد من المشاريع التي قد تتلقى الدعم لن تنجح”. “يجب أن يكون هذا أمراً متوقعاً. فالإنترنت في نهاية المطاف هي بيئة ديناميكية إلى حد كبير، وليس من الواضح على الإطلاق لماذا تفشل بعض المواقع ولماذا تنجح مواقع أخرى. وحتى لو أمكن إيجاد تفسير لذلك، فإن التكنولوجيات وأساليب التفاعل الجديدة قد تجعل هذا الامرغير ذي صلة”. وأضاف المؤلفان أنهما لقيا “قدراً هائلاً من الاهتمام وحسن النية” انثاء إجراء بحوثهما. “قد يكون لدى صناعة الإنترنت، على سبيل المثال، مخاوف بشأن التنظيم الحكومي المتشدد، ولكنها تبدو مستعدة تمامًا لتقديم مساهمة إيجابية حيثما كان ذلك ممكنًا وبناءً. وينبغي الاستفادة بشكل نشط من تعبيرات النوايا هذه في وضع استراتيجية شاملة حقاً”. وقالا أنه ينبغي أن يكون على رسل مكافحة التطرف أن يكونوا منفتحين على التكنولوجيات المتطورة وأساليب التفاعل. وكتبا قائلين، “على سبيل المثال، غالباً ما يُنظر إلى زيدة استخدام المحتوى الذي يولده المستخدم على أنه خطر لأنه يتم توفير الكثير من المواد التي ينطوي عليها التطرف عبر الإنترنت بهذه الطريقة”، واضافا “المحتوى الذي يولده المستخدم ليس فقط باقياً، ولكن إذا تم فهمه بشكل صحيح فإنه يمكن أن يصبح قوة قوية فيما يتعلق بمكافحة التطرف”.
التعليقات مغلقة.