إضفاء العمق على الدفاع البحري تحت المجهر بواسطة ADF آخر تحديث فبراير 7, 2019 شارك ينبغي أن يأخذ الأمن البحري عدة أمور بعين الاعتبار، بدءً من البيئة ووصولاً إلى الاقتصاد أسرة إيه دي اف في وقت ما، كانت الإستراتيجية البحرية لأي بلد تتكون من حماية قواتها البحرية أو حرس الحدود لمياهها، والدفاع عن مواطنيها ضد القراصنة والأعداء، وملاحقة الأشخاص الذين يمارسون الصيد بطرق غير مشروعة. بيد أن هذه الرؤية للأمن البحري باتت ضحلة في القرن الحادي والعشرين. وتذكر مجموعات مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي أن الإستراتيجية البحرية -في يومنا هذا- يجب أن تتضمن حماية الأصول وتضمن النمو الاقتصادي المستدام وتحمي البيئة وتدير استخدام الطاقة وتبني القدرة على العمل مع البلدان والمناطق المجاورة. وقد كانت حركة الدول الأفريقية -على مر التاريخ- بطيئة في حماية وإدارة سواحلها. وإذ حصلت تلك الدول الجديدة على استقلالها أثناء القرن العشرين، توجب أن تكون لديها جيوش تحمي حدودها -التي كانت في بعض الأحيان خاضعة للتحكيم، وتعمل على منع الثورات وإخمادها، وتحمي المواطنين. ولم تشكل القوات البحرية أولوية اقتصادية آنذاك. بحار في القوات البحرية في ساحل العاج يشارك في تدريبات قبالة سواحل أبيدجان. رويترز وذكر تقرير مركز أفريقيا للدراسات الإستراتيجية (ACSS) لعام 2016 الخاص بالإستراتيجيات البحرية ما يلي: “تواجه الدول الساحلية أو الأرخبيلية أو تلك التي تتكون من جزر في جميع أنحاء العالم تحديات متنوعة -تختلف درجاتها- في حماية مناطقها البحرية. وبالمثل، ينبغي أن تحقق معظم هذه الدول النمو المحتمل الذي يرتبط باستغلال المجال البحري على نحو مستدام. وهذان المجالان -الأمن والنمو- يقعان في صميم الأسباب التي تجعل الدول والمنظمات الدولية حول العالم تستمر في تطوير الإستراتيجيات البحرية وتنفيذها وتقييمها ومراجعتها.” نطاق المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا يقدم خليج غينيا دراسة حالة جيدة. يمتد شاطئ خليج غينيا على مسافة 6000 كيلومتر، من السنغال في الشمال وحتى أنجولا في الجنوب. وتمتلك الدولتان حوالي 24 مليار برميل من احتياطي النفط الخام، أي ما يعادل 5 بالمائة من الاحتياطي العالمي. كما أن المنطقة غنية بالغاز الطبيعي والمعادن الثمينة والغابات. ويُعد نهر الكونغو -البالغ طوله 4700 كيلومتر- ثاني أكبر نهر في العالم بعد نهر الأمازون، وهو الشريان التجاري الرئيسي لأفريقيا الاستوائية. ويتعدى تأثير الخليج على التجارة حدوده الجغرافية بكثير. بيد أنه -مثله في ذلك مثل باقي القارة الأفريقية- يواجه تهديدات عدة. فالسواحل الأفريقية تهددها القرصنة والخطف والسطو والسرقة والاستيلاء على النفط والصيد غير المشروع، وجميع أنواع التهريب -بما في ذلك تهريب المخدرات والسلاح والبشر. كما تعاني أجزاء من الساحل من التلوث على نطاق واسع. وفي عام 1975، شكلت الدول الواقعة على خليج غينيا المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (ECOWAS) لتحقيق “الاكتفاء الذاتي الجماعي” للدول الأعضاء من خلال تكوين كتلة تجارية واحدة. كما تُعد المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا قوة تهدف لحفظ السلام، وقد ركزت -في السنوات الأخيرة- على دورها في الحماية الشرطية للخليج. ويتكون المجال البحري للمجموعة من 11 عضوًا من أصل 15 دولة الأعضاء. ومن خلال عملها على الإستراتيجية البحرية الإقليمية، توصلت المنظمة إلى أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بأسرها “تتأثر بالمجال البحري أو تعتمد عليه.” الشرطة البحرية تتدرب قبالة ساحل كوت ديفوار. الأمم المتحدة ويقول د. داكوكو بيترسايد -الذي يعمل في الوكالة النيجيرية للأمن والإدارة البحرية: “ترتبط اقتصاداتنا للأسف بالبحر وكل ما يتعلق به.” ويضيف في حديثه إلى صحيفة الجارديان النيجيرية: “البحر هو الوسط الذي تجرى فيه معظم صفقاتنا ومعاملاتنا التجارية. كما أنه يتيح لنا فرصة رائعة لتعزيز مزايا الاقتصاد الأزرق، بالإضافة إلى فرصة الاستفادة من مزايا الطبيعة. وفي عام 2008، وضعت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا الرؤية الخاصة بها لعام 2020 والتي تضمنت الأهداف الإستراتيجية الخاصة “بمنطقة بلا حدود” والتنمية المستدامة، والسلام والحوكمة الجيدة، والدمج في السوق العالمية.” وقد حذى الاتحاد الأفريقي حذوها، مختتمًا المفاوضات عام 2014 حول إستراتيجية أفريقيا البحرية المتكاملة لعام 2050، حيث تبعها ميثاق الأمن والسلامة والتطوير البحري عام 2016. وقد صاغت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إستراتيجيتها البحرية المتكاملة اعتمادًا على أربعة مبادئ كما يلي: يُعد المجال البحري غاية في الأهمية بالنسبة للنمو الاقتصادي، كما أنه يؤثر على الدول الأعضاء الساحلية منها وغير الساحلية. تُعد التحديات البحرية تحديات مشتركة بين الدول والأقاليم كما أنها متشابكة، بحيث لا تستطيع دولة واحدة التصدي لها بمفردها. فيجب أن تتعون كل دولة مع جيرانها وشركائها الدوليين وتقوم بالتنسيق معهم. ويُعد الحكم الفعال للمجال البحري القائم على مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان مفتاح النجاح الإقليمي. كما تتطلب مجابهة المشكلات البحرية التي تواجه المنطقة إستراتيجيات أمنية وغير أمنية. وتُعد استجابات العدالة الجنائية القائمة على أساس حكم القانون عنصرًا مهمًا في الإستراتيجية. ثلاث خطوات أساسية يقول صناع السياسة حاليًا إن الاقتصاد الأزرق والأمن البحري مرتبطين. ويقول بول هولثاس، رئيس المجلس العالمي للمحيطات في حديثه لمجلة الأعمال الأفريقية: “يحتاج الأمر إلى بيئة تشغيل مستقرة تقوم على أساس الأمن وسيادة القانون ومجموعة من السياسات المطبقة كإطار أساسي. فهناك تحديات كبيرة واضحة تتعلق بالصيد غير المشروع وغير المنظم، والقرصنة البحرية، والقضايا المتعلقة بالنفط والغاز. ويُعد استكشاف تلك المشكلات أول خطوات توفير البيئة المستقرة، كما أن حلها يفتح الباب لفرص جيدة.” ويذكر مركز أفريقيا للدراسات الإستراتيجية أنه لكي يتم وضع سياسات بحرية دولية ومحلية قابلة للتطبيق، ينبغي أن تتخذ الدول ثلاث خطوات أساسية هي: تقييم ذاتي وتقييم للمجال وتقييم للتهديدات. التقييم الذاتي يعني التقييم الذاتي فحص ما تمتلكه كل دولة أو منطقة على الورق كنقطة انطلاق لوضع الإستراتيجيات. ويوصي مركز أفريقيا للدراسات الإستراتيجية بهذا التقييم الذاتي المكون من 10 خطوات: ما هي الوكالات الوطنية التي لديها مسؤوليات بحرية؟ ما هي العمليات والآليات الكائنة للتنسيق والتعاون بين الوكالات فيما يتعلق بالقضايا البحرية؟ ما هي الوكالات غير البحرية التي تتأثر بدرجة كبيرة بالمجال البحري؟ ما هي القوانين البحرية الدولية التي تم توقيعها؟ وهل تم دمجها في القانون المحلي؟ هل يستطيع أي طرف خارجي الوصول إلى القواعد والقوانين البحرية القائمة؟ ما المجالات التي تغطيها القوانين والسياسات البحرية القائمة؟ وهل هناك فجوات واضحة؟ كيف يتم العمل على إنفاذ القانون البحري؟ ما المؤسسات التي تملك سلطات لإنفاذ القوانين البحرية أو القوانين الخاصة بالقوات البحرية ما شكل العمالة البشرية فيها؟ ما المعدات التي يستخدمونها؟ كيف تم تدريبهم؟ ما هي الالتزامات المشتركة أو الإقليمية أو الدولية القائمة؟ ما هي الموارد التي يمكن استغلالها في المجال البحري؟ النظر إلى المجال يتضمن تقييم المجال أبحاثًا مطولة، كما يستكشف مجالات قد يغفلها المخططون للدفاع. وقد يكون البحث الجيد نقطة الانطلاق للإستراتيجيات الاقتصادية المستقبلية. ويذكر مركز أفريقيا للدراسات الإستراتيجية أن هذه المرحلة تتطلب أن تكون الدولة أو المنطقة “على دراية بإمكانياتها الفعلية وليس المفترضة” وهو أعلى مستوى يمكن عنده استغلال الموارد على نحو مستدام. ويشمل تقييم المجال ما يلي: ما هو الحد الأقصى للاستغلال المستدام للأسماك والمأكولات البحرية في المنطقة، بدءً من أصغر العمليات في القرى ووصولاً إلى المستويات الصناعية؟ وما هي القيمة الاقتصادية للأسماك في كل من هذه المستويات؟ ما هي الإمكانيات المتوفرة في الدولة أو المنطقة لاستخراج النفط والغاز والمعادن من الحقول البحرية؟ أين توجد هذه الموارد؟ وهل تُعد تكلفة استخراجها مجدية؟ هذا، ولم يتناول تقرير مركز أفريقيا للدراسات الإستراتيجية لعام 2016 موضوع استخراج الماس من قاع البحر، بيد أن العملية الجديدة نسبيًا قبالة ساحل ناميبيا غيرت سوق الماس العالمي. ما هي الإمكانيات المتوفرة في المنطقة للطاقة المستدامة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية وطاقة الأمواج؟ كيف يمكن أن يتم الاستخدام الأمثل لموانئ المنطقة وبنيتها التحتية الساحلية؟ ما هي وسائل النقل البحرية التي تحتاج إليها الزراعة والصناعة في تلك المنطقة؟ وكيف يمكن تحسينها؟ ما وسائل النقل التي تحتاجها عمليات استخراج النفط والغاز الطبيعي والمعادن في المنطقة؟ ما مرافق التخزين القائمة بجوار الشواطئ في المنطقة؟ وهل هناك حاجة للمزيد؟ ما البنية التحتية المجاورة للشواطئ لتجهيز وتعبئة الأسماك الموجودة في المنطقة؟ ما البنية التحتية للسياحة المتعلقة بالمناطق البحرية التي يمكن تطويرها أو تحسينها؟ ما هي الأنشطة الترفيهية التي يمكن تسويقها؟ تقييم التهديدات قد تأثرت أفريقيا -على وجه الخصوص- جزئيًا بالتهديدات والتحديات البحرية بسبب تأخر كثير من بلدانها في تطوير قواتها البحرية وحرس الحدود. ويذكر مركز أفريقيا للدراسات الإستراتيجية أن الإستراتيجية البحرية الناجحة ينبغي أن تقوم بتقييم التهديدات والتحديات وتضعها في أولوياتها. ويمكن تقسيم هذه التهديدات وتلك التحديات إلى ثلاث مجموعات هي: التهديدات التي يمكن تقييمها ووضعها في الأولوية من حيث مدى خسارة الممتلكات وتكلفة الفرص. وتتضمن هذه التهديدات الصيد غير المشروع لجميع أنواع الكائنات البحرية، وسرقة الموارد مثل سرقة النفط والاتجار بالبشر والأسلحة والمخدرات والبضائع والتحف المسروقة والقرصنة، وغسيل الأموال، وعدم توفر الأمن في المسارات الملاحية. والتهديدات التي تواجه صحة المنطقة، بما فيها تغير المناخ وتآكل السواحل وتدهور البيئة الذي يشمل الإغراق غير القانوني والنفايات السامة والتلوث والالنسكابات الكيماوية والنفطية. والتهديدات المؤسسية، التي تشمل الفقر على المدى الطويل والفقر الإقليمي وارتفاع مستوى البطالة وغياب الأمن الغذائي وعدم توفر الأمن السياسي والصراعات والفساد. فهم الرسالة تحدث جوناثان جاربا -رئيس الوكالة النيجيرية للإدارة والسلامة البحرية- في اليوم الأفريقي للبحار والمحيطات في 25 يوليو 2018: وحذر -هو وآخرون- من العواقب التي ستحدث إذا لم تعمل الدول الأفريقية مع بعضها بعضًا للحفاظ على مواردها، قائلاً: ”مع الاعتماد المتزايد على الموارد الطبيعية ينبغي أن نطرح على أنفسنا سؤالاً كما جاء في صحيفة الأمة النيجيرية. والسؤال هو: “كيف يمكننا وضع رؤية عملية اجتماعيًا وصحيحة بيئيًا وممكنة من الناحية الاقتصادية تتعلق باستغلال الموارد الطبيعية في البحار والمحيطات دون المساس بمستقبل الأجيال القادمة؟”
التعليقات مغلقة.