Africa Defense Forum
Africa Defense Forum

توسيع مراكز التدريب لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين

القطاعان‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬يوحدا‭ ‬جهودهما‭ ‬لإنشاء‭ ‬مرفق‭ ‬تدريب‭ ‬جديد‭ ‬في الرأس‭ ‬الأخضر

أسرة‭ ‬إيه‭ ‬دي‭ ‬إف

قد‭ ‬يبدو‭ ‬مستبعداً‭ ‬أن‭ ‬تستضيف‭ ‬الرأس‭ ‬الأخضر‭ ‬مركزاً‭ ‬عسكرياً‭ ‬دولياً‭ ‬للتدريب‭. ‬تتكون‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬عشر‭ ‬جزر‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬570‭ ‬كيلومترًا‭ ‬غرب‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭. ‬وتبلغ‭ ‬مساحة‭ ‬الرأس‭ ‬الأخضر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬4‭,‬000‭ ‬كيلومتراً‭ ‬مربعاً،‭ ‬وتعد‭ ‬تلك‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬أصغر‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭.‬

ونظرًا‭ ‬لأسباب‭ ‬متنوعة،‭ ‬تعتبر‭ ‬دولة‭ ‬الرأس‭ ‬الأخضر‭ ‬هي‭ ‬المكان‭ ‬المثالي‭ ‬لإقامة‭ ‬مركز‭ ‬تدريب‭ ‬لقوات‭ ‬الأمن‭ ‬الإفريقية‭ ‬رصد‭ ‬له‭ ‬125‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭. ‬ومن‭ ‬المقرر‭ ‬افتتاح‭ ‬المركز‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬بالشراكة‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭.‬

يسعى‭ ‬مركز‭ ‬أوربت‭ ‬للتدريب‭ ‬لاستضافة‭ ‬150‭ ‬طالبًا‭ ‬ومدرباً‭. ‬ويمتد‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬تشغل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬250‭ ‬هكتارًا،‭ ‬وسيكون‭ ‬مفتوحاً‭ ‬أمام‭ ‬قوات‭ ‬الشرطة،‭ ‬والقوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬وضباط‭ ‬الجمارك،‭ ‬وحراس‭ ‬البراري،‭ ‬ومحللي‭ ‬الاستخبارات،‭ ‬والأخصائيين‭ ‬الطبيين‭ ‬العسكريين،‭ ‬ومدربي‭ ‬النجاة،‭ ‬وقوات‭ ‬الحماية‭ ‬المدنية،‭ ‬ومحققي‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬وموظفي‭ ‬الاتصالات‭ ‬العسكرية،‭ ‬وأخصائي‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬الرئيسي‭ ‬هو‭ ‬تدريب‭ ‬أبناء‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المركز‭ ‬يعتزم‭ ‬فتح‭ ‬أبواب‭ ‬خدماته‭ ‬أمام‭ ‬أبناء‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭.‬

مركز “كوفي عنان” الدولي للتدريب على عمليات حفظ السلام في أكرا عاصمة دولة غانا مركز “كوفي عنان” الدولي للتدريب على عمليات حفظ السلام

وسيشمل‭ ‬المبنى‭ ‬مركزاً‭ ‬نموذجياً‭ ‬للتدريب‭ ‬العسكري‭ ‬وتقنيات‭ ‬محاكاة‭. ‬كما‭ ‬سيضم‭ ‬وحدات‭ ‬مخصصة‭ ‬للتدريب‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬المغلقة‭ ‬والمفتوحة؛‭ ‬والاشتباك‭ ‬المسلح؛‭ ‬وتدريب‭ ‬الفرق‭ ‬البحرية‭ ‬والجوية‭ ‬والبرية؛‭ ‬والتحليلات‭ ‬الاستخباراتية؛‭ ‬والاتصالات‭ ‬العسكرية‭ ‬والمؤمنة؛‭ ‬وعمليات‭ ‬الاعتراض‭ ‬القانونية‭ ‬والتكتيكية؛‭ ‬ومكافحة‭ ‬الشغب؛‭ ‬ومكافحة‭ ‬المخدرات؛‭ ‬وعمليات‭ ‬الصيد‭ ‬غير‭ ‬المشروع؛‭ ‬والجرائم‭ ‬السيبرانية‭.‬

ويصف‭ ‬مسؤولو‭ ‬مركز‭ ‬أوربت‭ ‬دولة‭ ‬الرأس‭ ‬الأخضر‭ ‬بأنها‭ ‬ذات‭ “‬موقع‭ ‬يسهل‭ ‬الوصول‭ ‬إليه‭” ‬في‭ “‬بلد‭ ‬مضيف‭ ‬مثالي‭” ‬يتمتع‭ ‬بحوكمة‭ ‬رشيدة؛‭ ‬وإدارة‭ ‬صريحة‭ ‬وشفافة؛‭ ‬وديمقراطية‭ ‬مستقرة‭. ‬تمتلك‭ ‬الرأس‭ ‬الأخضر‭ ‬ستة‭ ‬مطارات‭ ‬دولية،‭ ‬وتكاد‭ ‬تكون‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬متساوية‭ ‬من‭ ‬البرازيل‭ ‬وأوروبا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬وسيجلب‭ ‬المركز‭ ‬مصدر‭ ‬دخل‭ ‬جديد‭ ‬للبلاد،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬جديدة‭.‬

وتقوم‭ ‬شركتان‭ ‬خاصتان‭ ‬بدعم‭ ‬المركز،‭ ‬وهما‭ ‬Competences‭ ‬وNibor Enterprises‭. ‬الأولى‭ ‬هي‭ ‬Competences،‭ ‬وهي‭ ‬شركة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الرأس‭ ‬الأخضر‭ ‬تأسست‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2004‭ ‬وهي‭ ‬شركة‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬الداخلي‭ ‬والحلول‭ ‬الدفاعية‭. ‬وصرح‭ ‬مسؤولي‭ ‬الشركة‭ ‬أنها‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ “‬مشاريع‭ ‬أمن‭ ‬قومي‭ ‬كبرى‭” ‬لصالح‭ ‬حكومات‭ ‬إفريقية‭.‬

أما‭ ‬Nibor Enterprises‭ ‬ففد‭ ‬تأسست‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2009،‭ ‬وهي‭ ‬شركة‭ ‬أمريكية‭ – ‬إسرائيلية‭ ‬متخصصة‭ ‬بمجال‭ ‬الهندسة‭ ‬والمقاولات‭ ‬العامة‭ ‬وإدارة‭ ‬الإنشاءات‭ ‬والتصميم‭. ‬ويصرح‭ ‬مسؤولي‭ ‬الشركة‭ ‬أنها‭ ‬نفذت‭ ‬20‭ ‬عقدًا‭ ‬لوزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الأمريكية‭ ‬بقيمة‭ ‬إجمالية‭ ‬55‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭.‬

أعلن‭ ‬مركز‭ ‬أوربت‭ ‬أن‭ ‬ضباط‭ ‬الجمارك‭ ‬ورجال‭ ‬الشرطة‭ ‬والجيش‭ ‬بدولة‭ ‬الرأس‭ ‬الأخضر‭ ‬ستكون‭ ‬لهم‭ ‬الأولوية‭ ‬في‭ ‬الانضمام‭ ‬للمركز،‭ ‬حيث‭ ‬تشهد‭ ‬البلاد‭ ‬وفرة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬ميزانيتها‭ ‬للتدريب‭ ‬العسكري‭. ‬ومن‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬تزيد‭ ‬الإيرادات‭ ‬بفضل‭ ‬تأجير‭ ‬المرافق‭ ‬للعملاء،‭ ‬مع‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬المعونات‭ ‬المالية‭ ‬الدولية‭ ‬المخصصة‭ ‬لقوات‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭.‬

ينضم‭ ‬مركز‭ ‬أوربت‭ ‬لمجموعة‭ ‬متنامية‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬تدريب‭ ‬قوات‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬الإفريقية،‭ ‬لكن‭ ‬التدريب‭ ‬الذي‭ ‬يقدمه‭ ‬المركز‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬الجنود‭ ‬ولا‭ ‬تقتصر‭ ‬الدورات‭ ‬التدريبية‭ ‬المقدمة‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬على‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭. ‬

مركز‭ ‬غانا

تتمتع‭ ‬غانا‭ ‬بخبرة‭ ‬تمتد‭ ‬لعشرات‭ ‬السنين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حفظ‭ ‬السلام،‭ ‬ابتداءً‭ ‬ببعثة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬الستينيات،‭ ‬إلى‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬تعرف‭ ‬حاليًا‭ ‬باسم‭ ‬جمهورية‭ ‬الكونغو‭ ‬الديمقراطية‭. ‬وانطلاقًا‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الخبرة،‭ ‬افتتحت‭ ‬غانا‭ ‬مركز‭ ‬كوفي‭ ‬عنان‭ ‬الدولي‭ ‬للتدريب‭ ‬على‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ (‬KAIPTC‭) ‬في‭ ‬عام‭ ‬2004‭. ‬ويعتني‭ ‬هذا‭ ‬المركز‭ ‬بتدريب‭ “‬الأفراد‭ ‬العسكريين‭ ‬وأفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬والمدنيين‭ ‬على‭ ‬عمليات‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬المتعددة‭ ‬الجوانب‭ ‬ودعم‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الجماعة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لدول‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ (‬ECOWAS‭) ‬وإفريقيا‭ ‬وخارجها‭”.‬

وقد‭ ‬عقد‭ ‬المركز‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬دورة‭ ‬دراسية،‭ ‬حضرها‭ ‬طلاب‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬90‭ ‬دولة‭. ‬كما‭ ‬استضاف‭ ‬منظمات‭ ‬من‭ ‬إفريقيا‭ ‬وآسيا‭ ‬والأمريكتين‭ ‬وأوروبا‭. ‬ووقع‭ ‬عليه‭ ‬الاختيار‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أفضل‭ ‬ثلاث‭ ‬مراكز‭ ‬تدريب‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الجماعة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لدول‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬مع‭ ‬كلية‭ ‬الدفاع‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‭ ‬ومدرسة‭ ‬عليون‭ ‬بلوندين‭ ‬بيي‭ ‬لحفظ‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬مالي‭.‬

عقد‭ ‬المركز‭ ‬شراكات‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬منها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬والوكالة‭ ‬الألمانية‭ ‬للتعاون‭ ‬الدولي،‭ ‬ومؤسسة‭ ‬داج‭ ‬همرشولد‭ ‬في‭ ‬السويد،‭ ‬وجامعة‭ ‬كوينزلاند‭ ‬في‭ ‬أستراليا،‭ ‬والأكاديمية‭ ‬العسكرية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬ويست‭ ‬بوينت،‭ ‬وجامعة‭ ‬بيدفوردشير‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬والقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الغانية،‭ ‬ومركز‭ ‬جنيف‭ ‬للرقابة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬على‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭.‬

ويجري‭ ‬المركز‭ ‬تدريباً‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العمليات‭ ‬لأفراد‭ ‬دعم‭ ‬السلام‭. ‬ويستند‭ ‬هذا‭ ‬التدريب‭ ‬إلى‭ ‬فرق‭ ‬المهمات‭ ‬العسكرية‭ ‬أو‭ ‬هيكل‭ ‬اللواءات،‭ ‬وتشمل‭ ‬قائمة‭ ‬المتدربين‭ ‬عسكريين‭ ‬ومدنيين‭ ‬وضباط‭ ‬شرطة‭.‬

وصرح‭ ‬مسؤولي‭ ‬المركز‭ ‬بأن‭ ‬غالبية‭ ‬المشاركين‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭. ‬وأورد‭ ‬الموقع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬لمركز‭ ‬كوفي‭ ‬عنان‭ ‬الدولي‭ ‬للتدريب‭ ‬على‭ ‬عمليات‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬أن‭: “‬كل‭ ‬الدورات‭ ‬تكمل‭ ‬بعضها‭ ‬بعضًا‭ ‬وتخدم‭ ‬المصالح‭ ‬الأوسع‭ ‬للجماعة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لدول‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ ‬وعملياتها‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬السلام،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬سطحية‭ ‬الفصل‭ ‬الصارم‭ ‬للمستويات‭ ‬التكتيكية‭ ‬والتشغيلية‭ ‬والاستراتيجية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭”.‬

وثمة‭ ‬مراكز‭ ‬أخرى‭ ‬تكمل‭ ‬عمل‭ ‬مركز‭ ‬كوفي‭ ‬عنان‭ ‬الدولي‭ ‬للتدريب‭ ‬على‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬وتشارك‭ ‬في‭ ‬التدريب‭ ‬وتطوير‭ ‬المهارات‭ ‬في‭ ‬الجوانب‭ ‬النظرية‭ ‬والعملية‭ ‬لعمليات‭ ‬السلام‭. ‬وفي‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬انصب‭ ‬اهتمام‭ ‬المركزعلى‭ ‬تدريب‭ ‬قوات‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والمساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭.‬

‭”‬ثقافة‭ ‬السلام‭”‬

في‭ ‬نهاية‭ ‬الثمانينيات،‭ ‬شارك‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬دعم‭ ‬السلام‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬فساهمت‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬بأعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭. ‬وطرأت‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1990‭ ‬حينما‭ ‬تشكل‭ ‬فريق‭ ‬الرصد‭ ‬التابع‭ ‬للجماعة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لدول‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ ‬للتدخل‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬في‭ ‬ليبريا‭.‬

وأظهرت‭ ‬البعثة‭ ‬حاجة‭ ‬أفراد‭ ‬الأمن‭ ‬الأفارقة‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬حفظ‭ ‬السلام،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1999‭ ‬أنشأت‭ ‬فرنسا‭ ‬وكوت‭ ‬ديفوار‭ ‬مدرسة‭ ‬زامباكرو‭ ‬لحفظ‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬كوت‭ ‬ديفوار‭. ‬حيث‭ ‬دربت‭ ‬600‭ ‬ضابطاً‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬دولة‭ ‬إفريقية‭ ‬خلال‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭.‬

موظفون يغادرون مقر عملهم بعد نهاية دوامهم في مركز “كوفي عنان” الدولي للتدريب على عمليات حفظ السلام. إيه دي إف

ونظرًا‭ ‬لظروف‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬في‭ ‬كوت‭ ‬ديفوار‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2002،‭ ‬نقلت‭ ‬المدرسة‭ ‬إلى‭ ‬مالي‭ ‬بدعم‭ ‬مستمر‭ ‬من‭ ‬فرنسا‭. ‬وكان‭ ‬أول‭ ‬موقع‭ ‬في‭ ‬مالي‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬60‭ ‬كيلومترًا‭ ‬شمال‭ ‬شرق‭ ‬العاصمة‭ ‬باماكو،‭ ‬ولكن‭ ‬تبين‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬أنه‭ ‬صغير‭ ‬جدًا‭ ‬وبعيد‭ ‬للغاية‭. ‬فنقلت‭ ‬المدرسة‭ ‬إلى‭ ‬باماكو‭ ‬وفتحت‭ ‬مدرسة‭ ‬جديدة‭ ‬لحفظ‭ ‬السلام‭ ‬حملت‭ ‬اسم‭ ‬مدرسة‭ ‬عليون‭ ‬بلوندين‭ ‬بيي‭ ‬لحفظ‭ ‬السلام‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2007‭. ‬وتحملت‭ ‬تكاليف‭ ‬الإنشاء‭ ‬كل‭ ‬من‭: ‬الأرجنتين‭ ‬وكندا‭ ‬والدنمارك‭ ‬وفرنسا‭ ‬وألمانيا‭ ‬واليابان‭ ‬وهولندا‭ ‬وسويسرا‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

وكان‭ ‬الغرض‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المدرسة‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬إنشائها‭ ‬أن‭ ‬تمثل‭ ‬مرفقًا‭ ‬تكميليًا‭ ‬لمركز‭ ‬كوفي‭ ‬عنان‭ ‬الدولي‭ ‬للتدريب‭ ‬على‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬غانا،‭ ‬وأن‭ ‬توفر‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬التكتيكي‭ ‬لعمليات‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭. ‬وينصب‭ ‬اهتمام‭ ‬المدرسة‭ ‬على‭ ‬العناصر‭ ‬اللازمة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬المهام‭ ‬والأنشطة‭ ‬الدائمة‭ ‬لعملية‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭. ‬وتشكل‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬هياكل‭ ‬عسكرية‭ ‬على‭ ‬هيئة‭ ‬كتائب‭ ‬وسرايا‭ ‬تضم‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬الشرطة‭ ‬والمدنيين‭.‬

وتصف‭ ‬مدرسة‭ “‬عليون‭ ‬بلوندين‭ ‬بيي‭” ‬لحفظ‭ ‬السلام‭ ‬نفسها‭ ‬بأنها‭ ‬مركز‭ ‬لتعزيز‭ ‬القدرات‭ ‬الإفريقية‭ ‬لإدارة‭ ‬عمليات‭ ‬السلام،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ “‬ثقافة‭ ‬السلام‭”. ‬وقد‭ ‬عقد‭ ‬المركز‭ ‬شراكات‭ ‬مع‭ ‬منظمات‭ ‬غير‭ ‬حكومية‭ ‬ودولية‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬المخطط‭ ‬له‭ ‬لمركز‭ ‬الرأس‭ ‬الأخضر‭.‬

تولت‭ ‬مدرسة‭ ‬عليون‭ ‬بلوندين‭ ‬بيي‭ ‬لحفظ‭ ‬السلام‭ ‬تدريب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬8‭,‬000‭ ‬شخصاً‭. ‬ويتخرج‭ ‬منها‭ ‬سنويًا‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬1‭,‬000‭ ‬متدرباً‭ ‬مدنياً‭ ‬وشرطياً‭ ‬وعسكرياً،‭ ‬إما‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬مباشرة‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬البلد‭ ‬عبر‭ ‬سفر‭ ‬فرق‭ ‬من‭ ‬المدربين‭.‬

ونظرًا‭ ‬للشراكات‭ ‬التي‭ ‬يبرمها‭ ‬المركز‭ ‬وما‭ ‬يتلقاه‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬دولي،‭ ‬يحتوي‭ ‬المركز‭ ‬على‭ ‬معدات‭ ‬وبنية‭ ‬تحتية‭ ‬فريدة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬في‭ ‬مالي‭. ‬وتشمل‭ ‬قائمة‭ ‬الشراكات‭ ‬بعض‭ ‬المنظمات‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭. ‬فيما‭ ‬يضم‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬المدرسة‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬الجماعة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لدول‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ ‬وفرنسا‭ ‬وألمانيا‭ ‬واليابان‭ ‬وهولندا‭ ‬وسويسرا‭.‬

ومن‭ ‬العروض‭ ‬النموذجية‭ ‬تلك‭ ‬الدورة‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬المدرسة‭ ‬لمدة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسابيع‭ ‬في‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬احتمالية‭ ‬الانتشار‭ ‬كمراقب‭ ‬عسكري‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬وقد‭ ‬ضم‭ ‬أحد‭ ‬فصول‭ ‬هذه‭ ‬الدورة‭ ‬25‭ ‬ضابطًا‭ ‬عسكريًا‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬دول‭. ‬وفي‭ ‬الأسبوع‭ ‬الأول‭ ‬يتعلم‭ ‬المشاركون‭ ‬الإطار‭ ‬القانوني‭ ‬للبعثات‭ ‬والشركاء‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬دعم‭ ‬السلام‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬دراسة‭ ‬كيفية‭ ‬نزع‭ ‬السلاح‭ ‬والتسريح‭ ‬وإعادة‭ ‬الإدماج؛‭ ‬والأعمال‭ ‬المدنية‭ ‬العسكرية؛‭ ‬والمهام‭ ‬الأساسية‭ ‬للمراقب‭. ‬وفي‭ ‬الأسبوع‭ ‬الثاني‭ ‬يناقش‭ ‬المدربون‭ ‬موضوعات‭ ‬التوعية‭ ‬بمخاطر‭ ‬الألغام‭ ‬وتحليل‭ ‬الشخصية‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬والمخاطر‭ ‬والتهديدات‭ ‬والتدابير‭ ‬الوقائية‭. ‬ويدرس‭ ‬الطلاب‭ ‬أساليب‭ ‬الوساطة‭ ‬والتحقيق‭ ‬والاتصال‭. ‬فيما‭ ‬يمضي‭ ‬المشاركون‭ ‬الأسبوع‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬تدريبات‭ ‬عملية‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تعلموه‭.‬

وكان‭ ‬معهد‭ ‬تدريب‭ ‬عمليات‭ ‬السلام‭ ‬التابع‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬قد‭ ‬عقد‭ ‬شراكة‭ ‬مع‭ ‬مدرسة‭ “‬عليون‭ ‬بلوندين‭ ‬بيي‭” ‬لحفظ‭ ‬السلام‭ ‬لتوفير‭ ‬دورات‭ ‬مجانية‭ ‬لحفظ‭ ‬السلام‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭. ‬ويقدم‭ ‬المعهد‭ ‬الأمريكي‭ ‬29‭ ‬دورة‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية،‭ ‬و24‭ ‬دورة‭ ‬باللغة‭ ‬الفرنسية،‭ ‬و17‭ ‬دورة‭ ‬باللغة‭ ‬الإسبانية،‭ ‬ودورات‭ ‬أخرى‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬والصينية‭ ‬والبرتغالية‭ ‬والروسية‭. ‬كما‭ ‬تقدم‭ ‬كلية‭ ‬الدفاع‭ ‬الوطني‭ ‬النيجيرية‭ ‬ومركز‭ ‬التدريب‭ ‬الدولي‭ ‬لدعم‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬كينيا‭ ‬دورات‭ ‬مجانية‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭.‬

تراث‭ ‬التدريبات‭ ‬العسكرية‭ ‬بنيجيريا

تعرف‭ ‬كلية‭ ‬الدفاع‭ ‬الوطني‭ ‬نفسها‭ ‬بأنها‭ “‬أعلى‭ ‬مؤسسة‭ ‬تدريب‭ ‬عسكري‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬النيجيرية،‭ ‬وأفضل‭ ‬مركز‭ ‬في‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬عمليات‭ ‬دعم‭ ‬السلام‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭”.‬

تأسست‭ ‬الكلية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1992‭ ‬كأعلى‭ ‬مؤسسة‭ ‬لتدريب‭ ‬كبار‭ ‬الضباط‭ ‬العسكريين‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‭. ‬وتتمتع‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬النيجيرية‭ ‬بتاريخ‭ ‬عريض‭ ‬في‭ ‬التدريب‭ ‬العسكري‭ ‬منذ‭ ‬إنشاء‭ ‬أكاديمية‭ ‬الدفاع‭ ‬النيجيرية‭ ‬في‭ ‬كادونا‭ ‬لتدريب‭ ‬الطلاب‭ ‬العسكريين‭ ‬وكلية‭ ‬القيادة‭ ‬والأركان‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ “‬جاجي‭”‬لتدريب‭ ‬أصحاب‭ ‬الرتب‭ ‬المتوسطة‭. ‬ثم‭ ‬قررت‭ ‬نيجيريا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الملائم‭ ‬والمجدي‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التكلفة‭ ‬إنشاء‭ ‬مؤسسة‭ ‬ثالثة‭ ‬للتدريب‭ ‬الأكثر‭ ‬تطورًا‭.‬

حفل تخرج بمركز “كوفي عنان” الدولي للتدريب على عمليات حفظ السلام. مركز “كوفي عنان” الدولي للتدريب على عمليات حفظ السلام

بدأت‭ ‬الكلية‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬مؤقت‭ ‬في‭ “‬لاجوس‭”‬،‭ ‬ثم‭ ‬انتقلت‭ ‬بعد‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬إلى‭ ‬موقع‭ ‬مؤقت‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬أبوجا‭. ‬لتستقر‭ ‬أخيرًا‭ ‬في‭ ‬موقعها‭ ‬الحالي‭ ‬والدائم‭ ‬في‭ “‬أبوجا‭” ‬أيضًا‭.‬

وأقامت‭ ‬الكلية‭ ‬علاقة‭ ‬عمل‭ ‬مع‭ ‬نظرائها‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ ‬وفي‭ ‬شباط‭/‬فبراير‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬استضافت‭ ‬وفدًا‭ ‬من‭ ‬قسم‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬بالأركان‭ ‬العامة‭ ‬التركية‭. ‬وبعد‭ ‬شهرين،‭ ‬وقعت‭ ‬نيجيريا‭ ‬اتفاقية‭ ‬تدريب‭ ‬عسكري‭ ‬مع‭ ‬تركيا‭ ‬تشمل‭ ‬مكافحة‭ ‬القرصنة‭ ‬والمساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬ودعم‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬ومجالات‭ ‬أخرى‭.‬

تتضمن‭ ‬الاتفاقية‭ ‬سبل‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التدريب،‭ ‬والتبادل،‭ ‬ومراقبة‭ ‬المناورات،‭ ‬والمناورات‭ ‬المشتركة،‭ ‬والتاريخ‭ ‬العسكري،‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية،‭ ‬والأمن‭ ‬البحري،‭ ‬وتبادل‭ ‬الأفراد،‭ ‬ورسم‭ ‬الخرائط،‭ ‬والمساحة‭ ‬البحرية،‭ ‬والقوات‭ ‬الخاصة،‭ ‬ودورات‭ ‬الخبرات‭ ‬الفنية‭ ‬الخاصة‭ ‬مثل‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الذخائر‭ ‬المتفجرة،‭ ‬حسبما‭ ‬أفاد‭ ‬موقع‭ ‬defenceWeb‭.‬

وعقد‭ ‬المعهد‭ ‬النيجيري‭ ‬للإدارة‭ ‬شراكة‭ ‬مع‭ ‬الكلية‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬الفساد‭ ‬العسكري‭. ‬وذلك‭ ‬رغبةً‭ ‬منهما‭ ‬على‭ ‬ألا‭ ‬يقتصر‭ ‬احترام‭ ‬الجنود‭ ‬لقانونهم‭ ‬العسكري‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬التزامهم‭ ‬بقواعد‭ ‬السلوك‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمؤسسة‭.‬

دور‭ ‬الجامعة‭ ‬في‭ ‬تشجيع‭ ‬النساء

بدأ‭ ‬مركز‭ ‬تدريب‭ ‬دعم‭ ‬السلام‭ ‬الدولي‭ (‬IPSTC‭) ‬في‭ ‬كينيا‭ ‬كمركز‭ ‬تدريب‭ ‬لدعم‭ ‬السلام‭ ‬ككيان‭ ‬تابع‭ ‬لكلية‭ ‬أركان‭ ‬الدفاع‭ ‬الكينية‭. ‬وتكمن‭ ‬مهمته‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬تدريب‭ ‬القوات‭ ‬الكينية‭ ‬على‭ ‬مهام‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬التابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وعمليات‭ ‬السلام‭ ‬التابعة‭ ‬للاتحاد‭ ‬الإفريقي‭. ‬ثم‭ ‬صار‭ ‬كياناً‭ ‬مستقلاً‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2006‭ ‬وتم‭ ‬دمجه‭ ‬مع‭ “‬المركز‭ ‬الدولي‭ ‬للتدريب‭ ‬على‭ ‬الإجراءات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالألغام‭” ‬في‭ ‬عام‭ ‬2009،‭ ‬واعتماده‭ ‬لمسماه‭ ‬الحالي‭.‬

وفي‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬عقد‭ ‬المركز‭ ‬شراكات‭ ‬رسمية‭ ‬مع‭ ‬كندا‭ ‬وألمانيا‭ ‬واليابان‭ ‬وكينيا‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬ليصبح‭ ‬مؤسسة‭ ‬مستقلة‭.‬

تتمثل‭ ‬المهمة‭ ‬الأساسية‭ ‬للمركز‭ ‬في‭ ‬تدريب‭ ‬جنود‭ ‬الجيش‭ ‬وأفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬والمدنيين‭ ‬على‭ ‬عمليات‭ ‬دعم‭ ‬السلام‭ ‬وكيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬حالات‭ ‬الطوارئ‭ ‬المعقدة‭. ‬ويعمل‭ ‬المركز‭ ‬أيضًا‭ ‬كمرفق‭ ‬بحثي‭ ‬يدرس‭ ‬عدة‭ ‬موضوعات‭ ‬مثل‭ ‬منع‭ ‬نشوب‭ ‬النزاعات‭ ‬والإدارة‭ ‬الميدانية‭ ‬وإدارة‭ ‬الأفراد،‭ ‬وإعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الصراع‭. ‬وفي‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬تزايد‭ ‬اهتمام‭ ‬المركز‭ ‬بتأثير‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة‭ ‬على‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭.‬

ومن‭ ‬أبرز‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬المدرسة‭ ‬دورة‭ ‬كبار‭ ‬قادة‭ ‬البعثات‭ ‬التي‭ ‬تعقد‭ ‬مرتين‭ ‬سنويًا‭. ‬وعادة‭ ‬ما‭ ‬يلتحق‭ ‬بتلك‭ ‬الدورة‭ ‬التي‭ ‬تستغرق‭ ‬أسبوعين‭ ‬مسؤولون‭ ‬عسكريون‭ ‬ومسؤولون‭ ‬حكوميون‭ ‬وضباط‭ ‬شرطة‭ ‬من‭ ‬حوالي‭ ‬12‭ ‬بلدًا،‭ ‬ليتدرب‭ ‬المشاركون‭ ‬على‭ ‬تخطيط‭ ‬وإدارة‭ ‬وإجراء‭ ‬نشر‭ ‬دعم‭ ‬بعثات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬لحفظ‭ ‬السلام‭.‬

وفي‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬وضع‭ ‬مركز‭ ‬تدريب‭ ‬دعم‭ ‬السلام‭ ‬الدولي‭ ‬سياسة‭ ‬للمساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬المركز‭ ‬أو‭ ‬ترتقي‭ ‬بشأن‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬بعثات‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭. ‬وتعزز‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬تطبيق‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بشأن‭ ‬المرأة‭ ‬والسلام‭ ‬والأمن‭. ‬وتشمل‭ ‬الموضوعات‭ ‬الخاصة‭: ‬رصد‭ ‬نسبة‭ ‬الطلاب‭ ‬الذكور‭ ‬مقارنة‭ ‬بالإناث‭ ‬داخل‭ ‬المركز‭ ‬لتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬عبر‭ ‬تضمين‭ ‬عنصر‭ ‬الجنس‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬دورات‭ ‬المركز‭ ‬التدريبية،‭ ‬وجعل‭ ‬القضايا‭ ‬الجنسانية‭ ‬عنصرًا‭ ‬رئيسيًا‭ ‬في‭ ‬تخطيط‭ ‬وتنفيذ‭ ‬جميع‭ ‬بعثات‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭.‬

تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬المدنيين

أنشأت‭ ‬الجماعة‭ ‬الإنمائية‭ ‬للجنوب‭ ‬الإفريقي‭ ‬المركز‭ ‬الإقليمي‭ ‬للتدريب‭ ‬على‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬زيمبابوي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1996‭ ‬لتوفير‭ ‬التدريب‭ ‬لبعثات‭ ‬دعم‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬بني‭ ‬المركز‭ ‬في‭ ‬هراري‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1999‭ ‬بتمويل‭ ‬من‭ ‬حكومة‭ ‬الدنمارك‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الغرض‭ ‬الأصلي‭ ‬لبناء‭ ‬المركز‭ ‬كان‭ ‬تقديم‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬لدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬الجماعة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬وسع‭ ‬نطاقه‭ ‬ليشمل‭ ‬دولًا‭ ‬إفريقية‭ ‬أخرى‭. ‬

شارك‭ ‬المركز‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬وإدارة‭ ‬جميع‭ ‬عمليات‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬عملية‭ ‬بلو‭ ‬هونجوي‭ ‬في‭ ‬زيمبابوي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1997،‭ ‬وعملية‭ ‬بلو‭ ‬كرين‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1999،‭ ‬وعملية‭ ‬تنزانيت‭ ‬في‭ ‬تنزانيا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2002،‭ ‬ومناورات‭ ‬ثوكجامو‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2005‭ ‬في‭ ‬بوتسوانا‭ ‬وعملية‭ ‬اكس‭-‬جولفينو‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2009‭.‬

وفي‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬بعد‭ ‬وضع‭ ‬آخر‭ ‬خطة‭ ‬خمسية‭ ‬للمركز،‭ ‬استضاف‭ ‬أول‭ ‬دورة‭ ‬مدنية‭ ‬أساسية‭ ‬لبعثات‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭. ‬استهدفت‭ ‬الدورة‭ ‬فئات‭ ‬المدنيين‭ ‬المفتقرين‭ ‬لخبرات‭ ‬بعثات‭ ‬السلام،‭ ‬وكذلك‭ ‬الأفراد‭ ‬الذين‭ ‬لديهم‭ ‬بعض‭ ‬الخبرة،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يحصلوا‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬رسمي‭ ‬على‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭.‬

وأعلنت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬124‭ ‬مركزًا‭ ‬للتدريب‭ ‬على‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬بعضها‭ ‬نشط‭ ‬وشامل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيرها‭. ‬وتعد‭ ‬مراكز‭ ‬التدريب‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬من‭ ‬أصغر‭ ‬المراكز‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬تديرها‭ ‬الحكومة‭ ‬أو‭ ‬ناتجة‭ ‬عن‭ ‬شراكات‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص،‭ ‬فإن‭ ‬كثير‭ ‬منها‭ ‬يقدم‭ ‬بالفعل‭ ‬برامج‭ ‬عالمية‭ ‬المستوى‭.  ‬


الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تتبرع‭ ‬بزوارق للسنغال‭ ‬والرأس‭ ‬الأخضر

تبرعت الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بزورقين‭ ‬دوريين‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬Defiant‭ ‬بطول‭ ‬38‭ ‬قدمًا‭ ‬للقوات‭ ‬البحرية‭ ‬السنغالية،‭ ‬وخمسة‭ ‬زوارق‭ ‬دورية‭ ‬صغيرة‭ ‬للشرطة‭ ‬البحرية‭ ‬بالرأس‭ ‬الأخضر‭.‬

تصنف‭ ‬زوارق‭ ‬ميتال‭ ‬شارك‭ ‬التي‭ ‬يبلغ‭ ‬طولها‭ ‬38‭ ‬قدمًا‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬زوارق‭ ‬سريعة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬50‭ ‬عقدة‭ ‬بمحركيها‭ ‬الداخليين‭. ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬تمويل‭ ‬هذه‭ ‬الزوارق‭ ‬من‭ ‬قسم‭ ‬برامج‭ ‬مكافحة‭ ‬المخدرات‭ ‬والتهديدات‭ ‬العابرة‭ ‬للحدود‭ ‬الوطنية‭ ‬التابع‭ ‬للقيادة‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬لقارة‭ ‬إفريقيا‭ (‬AFRICOM‭).‬

وشملت‭ ‬تبرعات‭ ‬السنغال‭ ‬معدات‭ ‬ولوازم‭ ‬إصلاح‭ ‬وصيانة‭ ‬الزوارق،‭ ‬ومركبات‭ ‬جر،‭ ‬ودورة‭ ‬تدريبية‭ ‬لمدة‭ ‬أسبوعين‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬الزوارق‭ ‬وصيانتها‭.‬

وصرح‭ “‬كين‭ ‬دايموند‭”‬،‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬التابع‭ ‬للقيادة‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬لقارة‭ ‬إفريقيا‭: “‬إن‭ ‬هذه‭ ‬التبرعات‭ ‬تعزز‭ ‬قدرات‭ ‬أجهزة‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬السنغال‭ ‬على‭ ‬تسيير‭ ‬دوريات‭ ‬في‭ ‬منطقتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الخالصة‭ ‬والمياه‭ ‬الدولية‭ ‬المجاورة،‭ ‬عبر‭ ‬منحها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تسيير‭ ‬دوريات‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬البحار،‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬المخدرات‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬البحري‭”.‬

ومن‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يسلم‭ ‬زورق‭ ‬دوريات‭ ‬آخر‭ ‬إلى‭ ‬البحرية‭ ‬السنغالية‭. ‬ليصبح‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الزورق‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬Defiant‭ ‬الممنوح‭ ‬للسنغال‭.‬

وتستخدم‭ ‬الزوارق‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬Defiant‭ ‬والتي‭ ‬يبلغ‭ ‬طولها‭ ‬38‭ ‬قدمًا‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬قوات‭ ‬خفر‭ ‬السواحل‭ ‬الأمريكية‭ ‬والبحرية‭ ‬الأمريكية‭. ‬وهي‭ ‬الزوارق‭ ‬المفضلة‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬إدارات‭ ‬مكافحة‭ ‬الحرائق‭ ‬البحرية‭.‬

تبرعت‭ ‬القيادة‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬لقارة‭ ‬إفريقيا‭ ‬بخمسة‭ ‬زوارق‭ ‬دورية‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬Relentless‭ ‬بطول‭ ‬21‭ ‬قدمًا‭ ‬إلى‭ ‬شرطة‭ ‬الرأس‭ ‬الأخضر‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬كانون‭ ‬الأول‭/‬ديسمبر‭ ‬2017،‭ ‬وتعتزم‭ ‬التبرع‭ ‬بعدد‭ ‬10‭ ‬زوارق‭ ‬أخرى‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2019‭. ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الزوارق‭ ‬المصنوعة‭ ‬من‭ ‬الألمونيوم‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬شركة‭ “‬ميتال‭ ‬شارك‭”.‬

وأعلنت‭ ‬شركة‭ ‬ميتال‭ ‬شارك‭ ‬أن‭ ‬الزوارق‭ ‬تحظى‭ ‬بقبول‭ ‬كبيرة‭ ‬بين‭ ‬وكالات‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬وأنها‭ ‬تتطلب‭ ‬وجود‭ ‬أطقم‭ ‬سهلة‭ ‬الجر‭ ‬ومبادرة‭ ‬بالاستجابة‭ ‬وذات‭ ‬قابلية‭ ‬للانتشار‭ ‬السريع‭.‬

وقال‭ “‬تشاد‭ ‬جودلوسكي‭” ‬رئيس‭ ‬فرع‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬التابع‭ ‬للقيادة‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬لقارة‭ ‬إفريقيا‭ ‬أن‭ ‬منحة‭ ‬الزوارق‭ ‬صاحبها‭ ‬تدريب‭ ‬على‭ ‬التشغيل‭ ‬والصيانة‭ ‬ومعدات‭ ‬الوقاية‭ ‬الشخصية‭.‬

وأضاف‭ ‬قائلًا‭: “‬لقد‭ ‬منحت‭ ‬الزوارق‭ ‬للشرطة‭ ‬البحرية‭ ‬لتعزيز‭ ‬قدرات‭ ‬دولة‭ ‬الرأس‭ ‬الأخضر‭ ‬على‭ ‬منع‭ ‬الاتجار‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬المخدرات‭.” ‬وأكمل‭ ‬قائلاً‭: “‬تقع‭ ‬دولة‭ ‬الرأس‭ ‬الأخضر‭ ‬عند‭ ‬مفترق‭ ‬طرق‭ ‬استراتيجي‭ ‬بين‭ ‬أمريكا‭ ‬الجنوبية‭ ‬وإفريقيا‭ ‬وأوروبا،‭ ‬حيث‭ ‬طريق‭ ‬العبور‭ ‬الرئيسي‭ ‬لكوكايين‭ ‬أمريكا‭ ‬الجنوبية‭”‬‭.‬

وأقرت‭ ‬الرأس‭ ‬الأخضر‭ ‬من‭ ‬جانبها‭ ‬قانونًا‭ ‬في‭ ‬نيسان‭/‬أبريل‭ ‬2018‭ ‬يقضي‭ ‬بفرض‭ ‬ضريبة‭ ‬على‭ ‬السلامة‭ ‬البحرية‭ ‬لمراقبة‭ ‬وإدارة‭ ‬حركة‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭.‬


الجيش‭ ‬يعمل‭ ‬على تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬‭”‬كارانا‭”‬

أسرة‭ ‬إيه‭ ‬دي‭ ‬إف

كان من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يتوجه‭ ‬فريق‭ ‬دولي‭ ‬قِوامه‭ ‬4‭,‬500‭ ‬شخص‭ ‬إلى‭ ‬جزيرة‭ ‬كارانا‭ ‬الإفريقية‭ ‬في‭ ‬مهمة‭ ‬مدتها‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬للفصل‭ ‬بين‭ ‬الفصائل‭ ‬الأربعة‭ ‬المتحاربة،‭ ‬وفرض‭ ‬وقف‭ ‬دائم‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬وتهيئة‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وصول‭ ‬بعثة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وبقائها‭ ‬هناك‭ ‬لمدة‭ ‬طويلة‭.‬

ولم‭ ‬يُتوفر‭ ‬لأعضاء‭ ‬الفريق‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬أيام‭ ‬للتخطيط‭ ‬والإعداد‭. ‬فكان‭ ‬عليهم‭ ‬أن‭ ‬يدرسوا‭ ‬جغرافية‭ ‬البلاد‭ ‬وأن‭ ‬يكتشفوا‭ ‬رغبات‭ ‬الفصائل‭ ‬المختلفة‭ ‬وأن‭ ‬يضعوا‭ ‬خطوط‭ ‬للتواصل‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬المشاركة‭. ‬وكان‭ ‬عليهم‭ ‬أن‭ ‬يضعوا‭ ‬خطوط‭ ‬الإمداد‭ ‬ويخططوا‭ ‬للمساكن‭ ‬والمخيمات‭ ‬وأن‭ ‬يجدوا‭ ‬سبلًا‭ ‬لحماية‭ ‬المدنيين‭. ‬وطوال‭ ‬هذه‭ ‬المدة‭ ‬لم‭ ‬تكف‭ ‬جميع‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الإخبارية‭ ‬عن‭ ‬التساؤل‭.‬

لا‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬جزيرة‭ ‬اسمها‭ ‬كارانا‭. ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تمثل‭ ‬نموذجًا‭ ‬وضع‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬بلدان‭ ‬وحالات‭ ‬إفريقية‭ ‬حقيقية،‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬عملية‭ ‬تدريب‭ ‬متقنة‭ ‬تعقد‭ ‬بانتظام‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬من‭ ‬إفريقيا‭ ‬وأماكن‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬العالم‭. ‬وجرى‭ ‬إعداد‭ ‬عملية‭ “‬الانتشار‭” ‬الصورية‭ ‬في‭ ‬كارانا‭ ‬في‭ ‬نيسان‭/‬أبريل‭ ‬2018‭ ‬في‭ ‬بنجلاديش‭.‬

وقد‭ ‬اختلق‭ ‬المتخصصون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬عمليات‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬بالأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬قصة‭ ‬كارانا‭ ‬وشعبها‭ ‬في‭ ‬عامي‭ ‬2002‭ ‬و2003‭. ‬وذلك‭ ‬بغية‭ ‬إجراء‭ ‬تدريبات‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬سيناريوهات‭ ‬خاصة‭ ‬بقوات‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬الإفريقية‭. ‬وقد‭ ‬تطور‭ ‬هذا‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬السنين‭ ‬حتى‭ ‬حظي‭ ‬باعتماد‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭.‬

وحظي‭ ‬سيناريو‭ ‬كارانا‭ ‬بدعم‭ ‬مركز‭ ‬تدريب‭ ‬دعم‭ ‬السلام‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬كينيا‭. ‬ويتيح‭ ‬المركز‭ ‬التحميل‭ ‬المجاني‭ ‬لنسخة‭ “‬دليل‭ ‬المستخدم‭” ‬الكاملة‭ ‬الخاصة‭ ‬بكارانا‭ ‬باللغتين‭ ‬الفرنسية‭ ‬والإنجليزية‭. ‬وقد‭ ‬صارت‭ ‬نسخته‭ ‬المتطورة‭ ‬مفصلة‭ ‬للغاية‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬حاليًا‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬صفحة،‭ ‬وتم‭ ‬إعداد‭ ‬إصدار‭ ‬أصغر‭ ‬يمكن‭ ‬تحميله‭ ‬أيضًا‭.‬

وصرح‭ ‬أحد‭ “‬مدربي‭” ‬كارانا‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬لاسرة‭ ‬إيه‭ ‬دي‭ ‬إف‭ ‬أن‭ ‬النسخة‭ ‬الكاملة‭ ‬من‭ ‬السيناريو‭ ‬صارت‭ ‬شاقة‭ ‬للغاية‭ ‬بحيث‭ ‬يصعب‭ ‬على‭ ‬المشاركين‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬قراءتها‭.‬

وأثبتت‭ ‬هذه‭ ‬التدريب‭ ‬قابليته‭ ‬للتكيف‭ ‬بسهولة‭ ‬مع‭ ‬التقدم‭ ‬التكنولوجي‭. ‬ففي‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬شمل‭ ‬التدريب‭ ‬عقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الفيديو‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭.‬

ويرى‭ ‬المسؤولون‭ ‬أن‭ ‬المستفيدين‭ ‬الرئيسيين‭ ‬هم‭ ‬المنظمات‭ ‬المشاركة‭ ‬ضمن‭ ‬القوة‭ ‬الإفريقية‭ ‬الاحتياطية‭. ‬وهي‭ ‬قوة‭ ‬إفريقية‭ ‬قارية‭ ‬دولية‭ ‬متعددة‭ ‬الجوانب‭ ‬تضم‭ ‬عناصر‭ ‬عسكرية‭ ‬وشرطية‭ ‬ومدنية‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭.‬

ويتضمن‭ ‬الإصدار‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬كارانا‭ ‬وثائق‭ ‬خاصة‭ ‬بالتدريب،‭ ‬مثل‭ ‬المعاهدات،‭ ‬والاستبيانات‭ ‬الفنية،‭ ‬وقرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭. ‬ويتضمن‭ “‬تاريخ‭” ‬الدولة،‭ ‬بدايةً‭ ‬من‭ ‬المستعمرات‭ ‬الأولى‭ ‬وحتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭. ‬

‭”‬كانت‭ ‬كارانا‭ ‬مستعمرة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬الآزورية‭ ‬سابقًا‭ (‬التي‭ ‬صار‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬جمهورية‭ ‬أزوريا‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭)‬،‭ ‬ثم‭ ‬استقلت‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬نيسان‭/‬أبريل‭ ‬1962‭. ‬واتسمت‭ ‬سياسة‭ ‬كارانا‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الاستقلال‭ ‬بحكم‭ ‬قوي‭ ‬استبدادي‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬جوزيف‭ ‬أوروما،‭ ‬وتعرضت‭ ‬البلاد‭ ‬لانقلاب‭ ‬عسكري‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1971‭ ‬وتلاه‭ ‬انقلاب‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1975‭. ‬ومنذ‭ ‬منتصف‭ ‬الثمانينيات،‭ ‬أعادت‭ ‬كارانا‭ ‬تأسيس‭ ‬نفسها‭ ‬كدولة‭ ‬ديمقراطية‭ ‬عبر‭ ‬انتخاب‭ ‬أعضاء‭ ‬الجمعية‭ ‬الوطنية‭ ‬والانتخابات‭ ‬الرئاسية‭. ‬وظل‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬بجمهورية‭ ‬كارانا‭ ‬بقيادة‭ ‬فالن‭ ‬مسيطرًا‭ ‬على‭ ‬الجمعية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وخرج‭ ‬من‭ ‬عباءته‭ ‬آخر‭ ‬رئيسين‭ ‬منتخبين‭ (‬روزلين‭ ‬أوكاتسي‭ ‬والرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬جاك‭ ‬أوجافو‭)”.‬

وأفاد‭ ‬أحد‭ ‬الضباط‭ ‬الجنوب‭ ‬إفريقين‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬إلى‭ ‬صحيفة‭ ‬ذا‭ ‬ستار‭ ‬الجنوب‭ ‬أفريقية‭ ‬أن‭ ‬التدريب‭ “‬أقرب‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭”. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬التمرين‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ “‬الأفارقة‭ ‬لحلول‭ ‬إفريقية‭ ‬لصالح‭ ‬الأفارقة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬المشاكل‭ ‬الإفريقية‭”.‬

التعليقات مغلقة.