لقد استخدم أعظم القادة في أفريقيا مجموعة متنوعة من الطرق للحكم، بما في ذلك تفويض السلطة والقيادة عن طريق كونهم مثال يحتذى به.
أسرة ايه دي اف
في سيرته الذاتية، ذكر نيلسون مانديلا كيف التقى برئيس تنزانيا في مارس 1990.
”وصلنا إلى دار السلام … والتقيت بجوليوس نيريري، أول رئيس للبلاد حديث الاستقلال”، وذلك بحسب ما كتبه مانديلا في كتابه “المسيرة الطويلة نحو الحرية”. ويضيف، “تحدثنا في منزله الذي لم يكن كبيرًا على الإطلاق، وأذكر أنه قاد سيارته بنفسه وأنها كانت سيارة بسيطة، أوستن صغيرة. هذا الأمر أثار أعجابي، لأنه دلَّ على أنه كان رجل من الشعب”.
كان لقاء الرجلان أمراً لا مفر منه، فقد كان مانديلا ونيريري من بين القادة الأكثر إثارة للإعجاب في عصرهما، وما زالا يمثلان المعايير الذهبية للأخلاق والشرف في القيادة. ومن الصعب دراسة تاريخ أي من الرجلين دون العثور على إشارة إلى الرجل الآخر.
يقول بول نانتوليا، من المركز الإفريقي للدراسات الاستراتيجية، “إن قوتهما كمثالين تُظهر كيف قام القادة الأخلاقيين بقيادة دولهم بعيداً عن الانقسامات الداخلية نحو الاستقرار وكيف أصبحت الأعراف الأخلاقية راسخة في الأجهزة الأمنية التي خلفوها وراءهم”.
إن احترام الأخلاق في الحكم يمثل تحد في جميع أنحاء العالم. ففي مارس 2001، أصدر مجلس القيادة الأفريقي “إعلان مومباسا”، وهو بيان يؤكد على الحاجة إلى وجود حكومات نزيهة ومختصة في إفريقيا.

وكالة أسوشيتد برس