ليبيريا تتبادل الدروس المستفادة من وباء إيبولا تحت المجهر بواسطة ADF آخر تحديث فبراير 10, 2017 شارك لعب جيش البلاد دوراً رئيسياً في وقف تفشي الوباء وتنظيم موارد البلاد لعميد دانييل زيانكان رئيس هيئة الأركان/ القوات المسلحة الليبيرية الرائد سكوت بولاسيك ضابط الشؤون الإدارية/ مديرية التعاون الأمني/ الجيش الأمريكي لا تزال ليبيريا تشعر بألم فقدان أكثر من 4000 من مواطنيها نتيجة لوباء الإيبولا. لقد دمر تفشي المرض عام 2014 مجتمعات محلية وغيّر البلاد إلى الأبد. لعبت القوات المسلحة الليبيرية دوراً داعماً رئيسياً في احتواء الوباء في نهاية المطاف. واكتسبت القوات المسلحة الليبيرية الكثير من الدروس التي يمكن أن تُثري الاستجابات العسكرية في المستقبل، ليس بالنسبة لتفشي إيبولا وحسب، وإنما لأزمات أخرى غير معتمدة تقليدياً من قبل الجيوش. للأسف، لم تتوقع الحكومات والخبراء الدوليون في ربيع عام 2014، المأساة التي كانت على وشك أن تتكشف في ليبيريا. اعتقدوا أن الوباء سيسير على نفس الأنماط الوبائية التاريخية لفيروس إيبولا ويمكن احتواؤه في غضون أسابيع. ولكن سرعان ما تبددت تلك التوقعات فيما أصبحت المرة الأولى التي ينتشر فيه وباء إيبولا عبر العديد من الدول ويضرب المراكز الحضرية. ازدادت حالات الإصابة باطراد في أوائل صيف عام 2014. انحصر تفشي المرض في البداية في شمالي ليبيريا. وكانت هناك 12 حالة في أيار/ مايو و 51 حالة في حزيران/ يونيو. واتسعت منطقة العدوى في تموز/ يوليو، وبحلول نهاية الشهر كان هناك 329 حالة إصابة. مدرس ليبيري يقيس درجة حرارة التلاميذ لدى وصولهم لدروس الصباح كجزء من إجراءات الوقاية من إيبولا التي اعتمدت في مدرسة ثانوية في منروفيا، بليبيريا.أسوشييتد برس شهد شهر آب/ أغسطس ارتفاعاً كبيراً في عدد الحالات. وبحلول نهاية الشهر، كان هناك 1378 حالة إيبولا في ليبيريا، أي بزيادة 319 بالمائة عن نهاية تموز/ يوليو. امتد الوباء إلى معظم الولايات والمراكز الحضرية الكبرى في ليبيريا. بل إن ما أثار قلقاً أكبر، أن خبراء الأمراض قدّروا أنه إذا لم يكن هناك تدخل، يمكن أن يصل عدد حالات الاصابة بالإيبولا إلى أكثر من 100000 حالة بحلول نهاية كانون الثاني/ يناير 2015. دفعت شدة تفشي المرض رئيسة ليبيريا إلين جونسون سيرليف إلى إعلان حالة الطوارئ. ولسوء الحظ، لم تكن هناك خطط طوارئ كافية للتصدي لوباء إيبولا بهذا الحجم. ومما فاقم المشكلة عدم فهم الشعب الليبيري لتفشي الأمراض المعدية. فمعظم الليبيريين لم يفهموا ماهية إيبولا أو كيف تنتقل عدواه. بل إن البعض شكك في وجوده حقيقة. لم يكن غياب هذا الفهم قاصراً على السكان المدنيين. فمثلاً، صارت المستشفيات بؤراً ساخنة للعدوى بسبب بروتوكولات وقائية غير لائقة يمارسها الأطباء والممرضات. وبحلول نهاية آب/ أغسطس، كان الوضع قاتماً، والاستجابة مضطربة والشعب الليبيري خائفاً. ومع ذلك، جلب شهر أيلول/ سبتمبر الأمل. فقد افتتحت حكومة ليبيريا، بدعم تقني من منظمة الصحة العالمية، وحدة علاج من 120 سريراً، وأرسلت الولايات المتحدة 3000 من العسكريين إلى ليبيريا. شجّع إعلان الدعم من المجتمع الدولي الشعب الليبيري، وكان بمثابة دفعة إلى الأمام وزخم إيجابي تمس له الحاجة. في غضون أيام، انضمت الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمات أخرى وبدأت إجراء عمليات مشتركة مع القوات المسلحة الليبيرية. وعلى مدى ثلاثة أسابيع، وضعت القوات المسلحة الليبيرية خطة لبناء، ودعم وتوفير العاملين لـ 17 مركزاً لعلاج ضحايا الإيبولا. وقامت بإنشاء مختبرات متحركة إضافية لفحص عينات الدم لضحايا الإيبولا المشتبه في إصابتهم. وللتغلب على معدل الإصابة المرتفع بين العاملين في الرعاية الصحية، بدأت في تدريبهم حول كيفية علاج المرضى المصابين بفيروس إيبولا. كما بدأ أفراد من القوت المسلحة الليبيرية ومن الولايات المتحدة في بناء مركز علاج على أحدث مستوى للعاملين في الرعاية الصحية لتشجيع الخبراء الدوليين على المجيء إلى ليبيريا. بل إن الأهم مما فعلوه في أيلول/ سبتمبر، هو أنهم أصبحوا: فريقاً. فقد وضعت مختلف الحكومات، والمنظمات والجيوش لنفسها هدفاً مشتركاً. وسعى هذا الفريق إلى منع نمو حالات جديدة كل يوم. وكان هذا أمراً بالغ الأهمية للحيلولة دون حدوث أسوأ سيناريو. بدأ العمل، الذي انطلق جدياً في أيلول/ سبتمبر، يؤتي ثماره في تشرين الأول/ أكتوبر. وأصبحت مراكز علاج إيبولا في حالة تشغيلية في المناطق الأكثر تضرراً. خلقت هذه المراكز جدار حماية حصر تفشي المرض في المجتمعات المتضررة. وأفادت صحيفة يو إس أيه توداي الأمريكية بأن المختبرات الإضافية قللت الوقت الذي يستغرقه فحص عينات الدم للمرضى المشتبه بإصابتهم بالفيروس من ثلاثة أيام إلى يومين أو ثلاث ساعات. ووضعت حكومة ليبيريا استراتيجية اتصالات فعّالة لتثقيف الناس بشأن طبيعة الإيبولا، وكيف تنتقل عدواه وأين يطلبون العلاج. وأدت هذه الجهود إلى خفض عدد الحالات الجديدة. وخلال شهري تشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الأول/ ديسمبر، تحول احتواء إيبولا من عمليات دفاعية إلى عمليات هجومية. وبمساعدة من الشركاء الدوليين، استكملت القوات المسلحة الليبيرية بناء معظم مراكز الرعاية الصحية وانتهت من تدريب العاملين. وطوّر الفريق أساليب جديدة لتحديد المرضى المحتملين، وفحص الناس في واحد من المختبرات المتنقلة وإدخال المرضى المؤكد إصابتهم في مراكز العلاج في غضون ساعات. والأهم من ذلك أن الليبيريين فهموا طبيعة فيروس إيبولا، والعوامل التي أدت إلى انتقال عدواه وأهمية طلب العلاج في الوقت المناسب. وبحلول أسبوع السنة الجديدة، أدت هذه الجهود إلى انخفاض حالات الإصابة الجديدة بـ 60 بالمائة يومياً، مقارنة بالمستوى المرتفع في آب/ أغسطس. إن وباء الإيبولا في ليبيريا في عام 2014، كان يمكن أن يكون أسوأ بكثير لولا دعم المجتمع الدولي. فبفضل هذا الدعم، لعبت القوات المسلحة الليبيرية دوراً رئيسياً في الحد من تهديد فيروس إيبولا في ليبيريا. الدروس المستفادة هناك العديد من الدروس المستفادة من وباء الإيبولا في عام 2014. وفيما يلي الدروس الأربعة الكبرى بالنسبة للقوات المسلحة الليبيرية: تطوير شراكات: كانت العلاقات عنصراً رئيسياً لنجاح احتواء فيروس إيبولا. فعلى سبيل المثال، فإن الشراكات القوية للقوات المسلحة الليبيرية مع خبراء سياسيين، وعسكريين وصحيين من الولايات المتحدة، سبقت الوباء وأتاحت الحصول على الدعم المالي، والتدريب الطبي التقني والدعم اللوجستي العسكري. فالمشاكل المعقدة مثل تفشي فيروس إيبولا سيتم حلها فقط عندما تتعاون الجيوش مع المنظمات التي تتمتع بخبرات وثقافات مختلفة إلى حد كبير. دعم السلطات المدنية: ليست الجيوش معتادة على أن تلعب دوراً ثانوياً أمام هيئات حكومية ومنظمات مدنية أخرى. ومعظم المنظمات الضالعة في هذه العملية لم يكن لديها العملية المحددة لصنع القرار التي اعتادت عليها الجيوش. ومع ذلك، لم تشأ القوات المسلحة الليبيرية في أي مرحلة من المراحل، أن تلعب دوراً قيادياً رسمياً. وبدلاً من ذلك، تجلى نفوذها وقيادتها من خلال قدرتها على التخطيط بصورة احترافية، وتحديد التوقيت وتنفيذ عمليات معقدة واسعة النطاق. وهذا هو أفضل طريق لدعم قيادتها المدنية خلال الأوقات العصيبة لأزمة وطنية مثل وباء الإيبولا. إن الشاغل الرئيسي للجيش يجب أن يكون الدفاع عن أمته، وقيمها ودعم قيادتها المدنية. تطوير هدف نهائي متفق عليه: كان العنصر الرئيسي لاحتواء الإيبولا هو تشكيل فريق سعى إلى تحقيق نفس الهدف النهائي: وقف انتشار فيروس الإيبولا. وتغلب هذا الهدف على جميع المنافسات البيروقراطية عن طريق حشد المنظمات والموارد اللازمة لتحقيق المهمة. ويجب على الجيوش المحترفة أن تمثل القدوة التي يحتذيها نظراؤها من المدنيين والحكومات. الوقاية هي الحل: تلخص مقولة أن “درهم وقاية خير من قنطار علاج”، أهمية الاستعداد. فمن الأهمية بمكان بالنسبة للقوات المسلحة الليبيرية وغيرها من الجيوش في المنطقة ألا تفقد المعرفة وأفضل الممارسات التي اكتسبتها من التجربة الصعبة لتفشي وباء الإيبولا. ولكي تكون الجيوش أفضل استعداداً لتفشي الأمراض في المستقبل، عليها أن تطور خطة استجابة للوباء وتجري تدريبات تحاكي تلك الاستجابة. كما يمكن للجيش أن يلعب دوراً في مساعي التوعية العامة الجارية حالياً للترويج للممارسات الصحية وتثقيف الجنود والمدنيين حول أصول الإيبولا وغيرها من الأمراض. في 9 أيار/ مايو 2015، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن ليبيريا أصبحت خالية من الإيبولا. ومنذ ذلك الحين شهدت ليبيريا مزيداً من اندلاع الإيبولا وربما تهدد العديد منها في المستقبل. غير أن هذه الاندلاعات كانت مختلفة لأن ليبيريا تعلمت الدرس من الوباء الأول. وكانت الاستجابات هذه المرة فعّالة وفي الوقت المناسب. وتأمل القوات المسلحة الليبيرية في أن تكون الجيوش الأفريقية الأخرى قد استفادت من دروس تفشي وباء الإيبولا في ليبيريا عام 2014.
التعليقات مغلقة.