المحاكاة تعزز التدريب العسكري تحت المجهر بواسطة ADF آخر تحديث أغسطس 2, 2016 شارك التكنولوجيا توفر الأموال وتحمي الجنود والمعدات إلى الدبابة النموذجية المستخدمة في القتال. تُعتبر الدبابات عنصراً رئيسياً في الحرب البرية الحديثة، لكن استخدامها باهظ الثمن. فهي مكلفة في الشراء ومكلفة في التشغيل. وتسرف في استهلاك الوقود. وجنزيرها يتآكل. ويمكن أن تكون الدبابات غير موثوق بها ويصعب إصلاحها. والتدريب على الدبابة مهلك. قال إخصائي في التدريب العسكري من ساب، الشركة السويدية للدفاع والطيران، “إذا استخدمت دبابة لمدة أسبوع في الميدان، أعتقد أنك تعرف ما هي النتيجة. فالدبابة تسوي كل شيء في طريقها بالأرض”. هنا تأتي أهمية تدريب المحاكاة. فتدريب المحاكاة، المعروف أيضاً بالنموذج، يسمح للجيوش بتدريب أفرادها بدون الاستهلاك والبلي الميكانيكي والبشري. كما يُبقي على تكاليف التدريب منخفضة. عندما يفكر الناس في تدريب المحاكاة، فإنهم يفكرون بصورة عامة في أجهزة محاكاة الطيران، والألعاب الحربية بالكمبيوتر والمقصورات المتقدمة لإطلاق النار. ولكن تدريب المحاكاة يعود إلى 5000 سنة خلت، عندما استخدم القادة أحجاراً ملونة وشبكات فوق لوحة لرسم الاستراتيجيات. ومزايا تدريبات المحاكاة موثقة توثيقاً جيداً. فالمدة الزمنية تقل. والمعدات والتكتيكات يمكن اختبارها ميدانياً. ويمكن للجيوش أن تعمل سوياً في عمليات مشتركة، لتسوية المشاكل قبل الذهاب إلى الميدان. وتتم المحافظة على البيئة. وتُضمن سلامة جميع الأفراد. وتنخفض التكاليف بدرجة كبيرة، وربما كان الأهم أنه يمكن قياس أهداف التدريب بدقة. عريف أشرف بلاتجيز من قوة الدفاع الوطني بجنوب أفريقيا يقوم بمحاكاة إسعاف طبي خلال تدريب الاتفاق المشترك 2013 في جنوب أفريقيا. صورة مجلة أيه دي إف وفي الوقت الراهن يعتبر القادة العسكريون المحاكاة عنصراً ضرورياً، رغم أنها لا تحل محل التدريب العملي. قدّر مسؤول من جنوب أفريقيا أنه يمكن تمويل 30 من تدريبات المحاكاة العسكرية بنفس سعر تدريب لواء تقليدي واحد. يجري مركز جنوب أفريقيا لمحاكاة الصراعات من 25 إلى 35 محاكاة كل سنة، يشمل نحو نصفها عمليات قتالية والثلث عمليات حفظ سلام. وهناك نحو 10 بالمائة لإدارة الكوارث، والباقي للتدريب العام. لا تزال البلدان الأفريقية جديدة نسبياً بالنسبة للمحاكاة الحديثة، التي تشمل أجهزة متطورة لمحاكاة الطيران. بيّن إحصاء لأجهزة المحاكاة لعام 2015 نشرته مجلة المحاكاة والتدريب العسكري أن دولتين فقط في أفريقيا تملكان عدداً كبيراً من أجهزة محاكاة الطيران الكاملة التجهيز: جنوب أفريقيا لديها 11، والجزائر لديها 10. ينبغي عدم الخلط بين أجهزة محاكاة الطيران وأحدث إصدار طيران تديره شركة ميكروسوفت على الكمبيوتر. فأجهزة محاكاة الطيران الخاصة “بالبيئة” ضخمة الحجم، وقادرة على تدريب طاقم الرحلة الجوية بكامله في آن واحد. يصف موقع defenceWeb news واحداً من هذه الأجهزة التدريبية في قاعدة يستربلات الجوية بجنوب أفريقيا، والتي تضاهي جسم طائرة لتدريب مشغلي الأنظمة، والملاحين وغيرهم من أفراد الطاقم. ويمكن أن يتسع لثمانية طلبة في المرة الواحدة. جاء في موقع defenceWeb، “أن جهاز المحاكاة يوفر تدريباً كاملاً من الإحاطة إلى استنباط المعلومات بعد المهمة. وقد أدى استخدام جهاز محاكاة بدلاً من الطيران الفعلي، إلى اختصار 60 بالمائة من ساعات الطيران الفعلي، مما حقق توفيرات هائلة في التكاليف”. كما تُستخدم أجهزة محاكاة كاملة للبيئة لتدريب أطقم الغواصات، والمروحيات، والطائرات الهجومية، والدبابات والعربات المدرعة. ثلاثة أنواع من المحاكاة المحاكاة الحية وتضم أشخاصاً حقيقيين، وأسلحة حقيقية أو وهمية وذخائر فارغة. يضم السيناريو النموذجي جنوداً في الميدان يحملون أجهزة استشعار فوق أكتافهم أو خوذاتهم حتى يمكن مراقبة مواضعهم بدقة. يوفر هذا النوع من المحاكاة بيئة تعليمية أقرب ما تكون من الواقع. وللمحاكاة الحية مزايا واضحة، من بينها أن يعتاد الجنود في الميدان على ارتداء عتادهم والتحرك به. إنها وسيلة ممتازة ليزود الجنود مدربيهم بتقييمهم. ويميل الجنود الذين يتدربون في المحاكاة الحية إلى الاحتفاظ بتدريبهم فترة أطول من أنواع المحاكاة الأخرى. المحاكاة الافتراضية تحدث حين يوضع أشخاص حقيقيون في بيئات محاكاة. وربما كان مدربو الطيران، الذين يعودون إلى الحرب العالمية الثانية، هم أصل المحاكاة الافتراضية. والمحاكاة الافتراضية يمكن أن تستعين بمكونات معروضة في الأسواق لها استخدامات صناعية ومدنية. والمحاكاة الافتراضية تلقي القبول، بل والترحيب من جانب الجنود الشبان الذين نشأوا على ألعاب الفيديو. فهي قابلة للتكيف بدرجة كبيرة. وتستخدم الجيوش المحاكاة الافتراضية في تدريب الأفراد والفرق. ويمكن تدريب طاقم بكامله في آن واحد، في منشأة واحدة. وحسب وصف أحد المدربين، فإن ”بعض أنواع المحاكاة الافتراضية تمثل أساساً أشخاصاً جالسين ويمارسون ألعاب الفيديو”. توفر المحاكاة الافتراضية أفضل سيناريو ممكن للمعلمين للتعليق فوراً على أداء الطلبة. جندي من الرأس الأخضر يقوم بتأمين أسير خلال تدريب محاكاة قبالة ساحل الرأس الأخضر.البحرية الأمريكية/ ضابط بحري أول فيليسيتو روستيك المحاكاة البناءة، المعروفة أيضاً بمحاكاة الطاولة، هي افتراضية بحتة، وتتيح عدداً لا يُحصى من سيناريوهات “ماذا لو”. كان القادة العسكريون قبل 5000 سنة السابق ذكرهم ضالعين في محاكاة بناءة بحجارتهم وخرائطهم. في المحاكاة البناءة، تتم محاكاة كل شيء- الأشخاص، والمعدات والتضاريس. وتُستخدم المحاكاة البناءة في الألعاب الحربية- باستخدام نماذج كمبيوتر لتحريك الجنود الخياليين عبر مختلف السيناريوهات الميدانية، بما فيها القتالية. أصبحت المحاكاة البناءة الحديثة متطورة بشكل لا يصدق، فيما تتم تغذية أجهزة الكمبيوتر ببيانات مثل أنواع القوات وأعدادها، والطقس، ومواقع قوات العدو، وقوة الأسلحة وأنواعها، وظروف الميدان. عندئذ يتم تشغيل الغزوات، وعمليات الإنقاذ وغيرها من المناورات الميدانية بصورة متكررة لتعريف النهج الذي يعطي أفضل النتائج. وبصرف النظر عن نوع المحاكاة، فإن المصممين يقسّمون مثل هذا التدريب العسكري إلى ثلاثة مستويات. المستوي التكتيكي يُستخدم لتطوير، وتحسين وتقييم الخطط والمناورات العسكرية الأساسية. المستوى التكتيكي الأعلى يُستخدم لاختبار فعالية الخطط التي وُضعت بالفعل. ويمكن للمشاركين أن يرسموا صورة استخباراتية ويقيّموا خطط الطوارئ. المستوى العملياتي ويوائم الأهداف الاستراتيجية وفقا للأطر الزمنية الواقعية. عند هذا المستوى، يمكن للمشغلين أن يخصصوا الأعداد والأنواع الصحيحة للقوات لمهام محددة، في الوقت الحقيقي وفي ميادين لعب مخططة بعناية. المؤتمرات الصحفية المدبرة قال المقدم هيو إيفانز من القوات المسلحة البريطانية لمجلة أيه دي إف إن المحاكاة الحديثة مفصلة بحيث أنها يمكن أن تشمل عناصر مثل مؤتمرات صحفية مدبرة يلعب فيها بعض المشاركين أدوار الصحفيين. عمل إيفانز مع بوتسوانا، وجنوب أفريقيا وزامبيا في تنفيذ محاكاة على الطاولة. وتشمل عمليات المحاكاة بلداً أفريقيا خيالياً وقّع لتوه اتفاقاً لوقف إطلاق النار مع القوات المرسلة للمحافظة على السلام. وتشمل هذه المتغيرات الطقس، وسوء التغذية، والأمراض، والفصائل الإرهابية التي لم توقع على اتفاقية السلام، والمشردين في الداخل، واللاجئين. قال إيفانز، “إن الطلبة يحصلون على كتاب يعرّفهم بكل شيء عن البلد نفسها، عن أماكن الموانئ، والقوات وهي تعمل، والخلفيات العرقية، والتوزيع الديني”. ورغم أن التدريب يستخدم الكمبيوتر، فإن جزءاً كبيراً منه يشمل مناقشات ومفاوضات. رئيس ضباط الصف النيجيري موسي إم. ميغويزو يشرح تصميم برنامج عمل مدني طبي في أغاديز، بالنيجر، خلال تدريب فلينتلوك في عام 2014. يعود “التدريب بالأحجار” مثل هذا إلى ما قبل 5000 سنة، عندما كان القادة العسكريون يستخدمون الأحجار والشبكات لرسم الاستراتيجيات. صورة مجلة أيه دي إف قال إيفانز، ”إن التدريب مقسّم إلى خلية تخطيط مدنية في مختلف الفروع، وخلية تخطيط عسكري، وهي صغيرة عن عمد، وخلية دعم المهمة، وهي للشرطة و[المنظمات غير الحكومية]. يلعب الجنود أدوار المدنيين الذين يرتدون ملابس مدنية بالفعل. كانوا قبل سنة يظهرون بالملابس العسكرية، لكن التجربة لم تفلح. فإذا كانوا يريدون أن يلعبوا دور المدنيين، عليك أن تجعلهم يرتدون ملابس المدنيين، حتى يفكروا كمدنيين”. يستغرق التدريب أسبوعاً. وبنهاية الأسبوع، أنتج المشاركون خطة تفصيلية كاملة لحفظ السلام. قال إيفانز، “إنك تحاول حمل الناس على أن ينظروا إلى مشكلة ما من وجهة نظر مختلفة”. ألعاب للتدريب وضعت بعض الدول برامج “ألعاب للتدريب”. ومن الألعاب الشائعة “المعركة الافتراضية”، التي توفر مجالاً كبيراً لمحاكاة الأعمال القتالية. يمكن النظر إلى المعارك من أي منظور، ويمكن مشاهدة التحركات المسجلة فيما بعد. ويمكن لمستخدمي مثل هذه الألعاب أن يبتكروا نماذج وأجساماً مفصلة. ويمكن مشاطرة هذه البرامج على الشبكات، مما يسمح بإشراك عدة لاعبين فيها. ويمكن توزيع المعارك الافتراضية، مثلاً، على نحو 256 لاعباً في آن واحد. وهي مفيدة للغاية في تدريب المراقبين الأماميين والمراقبين الجويين الأماميين. وتتضمن البرامج القابلة للتفصيل مثل المعركة الافتراضية ميزة إضافية كون أنها في متناول يد أي منظمة تقريباً. قال مسؤول في شركة ساب لموقع defenceWeb، “إن الاستخدام المتزايد للأجهزة التجارية المتداولة في السوق تجعل المحاكاة أرخص. فتكلفة المحاكاة آخذة في الانخفاض بشكل كبير”. وهناك بعض السلبيات في تدريب المحاكاة. فأحياناً تكون التكنولوجيا وراء قدرات مستخدميها. وينسى اللاعبون الافتراضيون ما تعلموه أسرع من الجنود الذين شاركوا في التدريب الميداني. جنود وضباط شرطة من بوتسوانا، وجنوب أفريقيا وزامبيا شاركوا في التدريب الأفريقي الموحد المشترك، وهو عبارة عن عمليات محاكاة بالكمبيوتر استمرت أسبوعاً. أكاديمية المشاركة الدفاعية، والتنمية المشتركة للقوات والدفاع تدرس بعض الجيوش تكنولوجيا الواقع المعزز – وهو أسلوب يسمح بتداخل صور المحاكاة مع عالم الواقع، باستخدام نظارات أو كمبيوتر لوحي، لخلق بيئة تدريبية مفصلة. ويشمل النظام النموذجي جهاز كمبيوتر محمول، وبرامج كمبيوتر، وحزمة بطارية وشاشة عرض مركبة على خوذة، حسب ما أوردته مجلة الدفاع الوطني. وقد بدأ سلاح مشاة البحرية الأمريكية في اختبار الجهاز عام 2015. قال بيتر سكواير من المكتب الأمريكي للبحوث البحرية للمجلة، “بدلاً من مجرد استخدام مخيلتهم في تصور ما قد يحدث هناك، يمكنهم الآن أن يستخدموا المحاكاة ويروا بالفعل الأحداث والآثار التي تقع فوق البيئة الحقيقية”. إن التكنولوجيا حديثة جداً، فالباحثون يراقبون المشاركين في أشياء مثل الشعور بالدوار وما إذا كانت المحاكاة مشرقة بصورة واقعية. اشتمل اختبار تقنية جديدة على دبابات افتراضية في ميدان يتعرض للهجوم من قبل طائرات مقاتلة افتراضية بأسلحة محاكاة. يمكن استحداث البيئة الافتراضية في أي مكان تقريباً- بما في ذلك ساحة انتظار السيارات. ومن التقنيات المتطورة الحديثة نسبياً الروبوتات المستقلة المستخدمة في التدريب على الأسلحة. أفادت مجلة المحاكاة والتدريب العسكري عام 2015 بأن روبوتات الاستهداف، التي تركّب فوق عجلات، “تبدو، وتتحرك وتتصرف كالآدميين”، مما يحسّن التدريب على الرماية بدرجة كبيرة. و”الأهداف الذكية” أقل تكلفة بكثير من بناء ميدان رماية للأهداف المتحركة. ويمكن تحويل أي ميدان رماية إلى منشأة حديثة للتدريب على الأهداف المتحركة في يوم واحد. ويمكن لعامل واحد أن يقوم بتشغيل 20 أو أكثر من الروبوتات في آن واحد. وتضم ميادين الرماية الروبوتية روبوتات “مدنية” لتعليم الجنود كيف يميزون بين الأهداف عند إطلاق النار. وقال المسؤولون إن استخدام “المدنيين” أصبح عنصراً أساسياً في التدريب، كوسيلة للحد من الإصابة في صفوف المدنيين في الميدان. يمكن برمجة الروبوتات لتؤدي مهام محددة. وهناك سيناريو تقوم فيه الروبوتات “بمهاجمة” موقع لإطلاق النار، دون تدخل يُذكر من القائم على تشغيله. ويمكن ضبط قوة الهجوم وتغييره تلقائياً مع إصابة الأهداف. وكما أشار أحد المشغّلين، فإن الروبوتات تستطيع حتى “القيام بانسحاب منظم أو تقهقر متعجل”.
التعليقات مغلقة.