الخروج الإيبولا تحت المجهر بواسطة ADF آخر تحديث أغسطس 2, 2016 شارك فيما يراجع الاتحاد الأفريقيالدروس والتحديات،تولد مقاربات جديدةتجاه اللوجستيات أسرة أيه دي إف بعد أكثر من عامين من بدء الإيبولا الفتاكة مسيرتها عبر غينيا، وليبيريا وسيراليون، متسببة في وفاة أكثر من 11300 شخص، أعلنت منظمة الصحة العالمية ما يشبه المعجزة: لقد انحسر الوباء. وافق 14 كانون الثاني/ يناير 2016 مرور 42 يوماً على آخر اختبار للإصابة بحالات الإيبولا والتي ظهرت سلبية. وقد تم إخراج آخر مريضين – الأب والشقيق الأصغر لمصاب عمره 15 عاماً- من المستشفى يوم 3 كانون الأول/ ديسمبر 2015. دكتور بنجامين دجودالباي، كبير خبراء الصحة في لجنة الاتحاد الأفريقي. الصورة هدية من الدكتور بنجامين دجودالباي غير أن الأنباء السارة لم تدم طويلاً. ففي 15 كانون الثاني/ يناير، أكدت سيراليون حالة وفاة جديدة بالإيبولا. وكان قد أعلن في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، أن سيراليون أصبحت خالية من الإيبولا. وبحلول 21 كانون الثاني/ يناير، حدثت إصابة ثانية مؤكدة بالإيبولا في سيراليون. كانت امرأة عمرها 38 عاماً قد تولت رعاية ابنة أختها ماري جالوه البالغة من العمر 22 عاماً، والتي توفيت نتيجة الإيبولا يوم 12 كانون الثاني/ يناير، حسب ما صرح به متحدث باسم منظمة الصحة العالمية لوكالة الأنباء الفرنسية. وتوقع المسؤولون مزيداً من الحالات ممن قاموا بتغسيل جسد جالوه أثناء تجهيز عملية الدفن التقليدية. وتأكد أن هذه الممارسة هي السبب الرئيسي في انتشار المرض. قال سيدي يحيي تونيس، المتحدث باسم وزارة الصحة في سيراليون لوكالة الأنباء الفرنسية في 21 كانون الثاني/ يناير، “إنه أمر مؤسف بطبيعة الحال، بالنظر إلى حقيقة أنه مر علينا أكثر من 100 يوم منذ سُجلت حالة إيبولا”. لقد أثلج صدور المراقبين أنه تم تعريف المريضة بأنها “عالية الخطورة” ولكنهم تشككوا في السبب الذي جعلها تعالج في العيادة الخارجية وسُمح لها بالاحتكاك بنحو 27 شخصاً. ويبدو من ذلك أن الدروس المستفادة من الوباء لا زالت تُدرس وتطبق. إن استمرار الإيبولا في وجه الجهود الدولية يجعل شيئاً واحداً واضحاً: سوف تستمر الإيبولا في أفريقيا. ومن المؤكد تفشي وباء آخر في وقت ما ومكان ما. وهي لا تشكل التهديد الوبائي الوحيد للقارة، فهناك فيروس ماربورغ، والإنفلونزا الوبائية والكوليرا، وغيرها. الاتحاد الأفريقي يصعّد استجابته لقد حشدت الإيبولا المعونة، والدعم والأفراد على نطاق عالمي. فالأمم المتحدة أنشأت بعثة الأمم المتحدة للاستجابة الطارئة لحالات الإيبولا، وهي أول بعثة صحية طارئة للأمم المتحدة. وجرى تعبئة منظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء بلا حدود، إلى جانب قوة عسكرية أمريكية، عملية المساعدة الموحدة، التي نشرت نحو 3000 جندي في غرب أفريقيا. كما استجابت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. كان من بين هؤلاء، وعمل جنباً إلى جنب مع جميع أصحاب المصلحة، الاتحاد الأفريقي، الذي أرسل 855 شخصاً إلى غينيا، وليبيريا وسيراليون في مجهود عُرف ببرنامج دعم الاتحاد الأفريقي لتفشي الإيبولا في غرب أفريقيا. هذه المهمة، التي انتهت رسمياً في 31 كانون الأول/ ديسمبر 2015، بدأت تتولى الآن تقييم التحديات اللوجستية والنجاحات، في نفس الوقت الذي تستعد فيه للموجة القادمة من تفشي المرض في أفريقيا. عامل يعلّق الأحذية الطويلة المطاطية الواقية فوق حوامل من الخشب في كانون الأول/ ديسمبر 2014 في مركز ماجبينتى لعلاج الإيبولا الذي يديره الاتحاد الأفريقي في سيراليون.بعثة الأمم المتحدة للاستجابة الطارئة لحالات الإيبولا/ مارتن بيريت في آب/ أغسطس 2014، قرر مجلس السلام والأمن بالاتحاد الأفريقي، نشر قوة استجابة. وبعد أقل من شهر، كانت فرق دعم الاتحاد الأفريقي لتفشي الإيبولا في غرب أفريقيا على الأرض في غرب أفريقيا. وازداد حجم الفرق بانضمام 855 عاملاً. كان بينهم 740 من العاملين في المجال الطبي، منهم أطباء، وممرضات، ومسعفون، وصيادلة، وعاملون في المختبرات وإخصائيون اجتماعيون. كان دعم الاتحاد الأفريقي لتفشي الإيبولا في غرب أفريقيا ينوي البقاء ستة أشهر، ولكنه مدد بقاءه مرتين حتى نهاية عام 2015. قال الدكتور بنجامين دجودالباي، كبير العاملين الصحيين في لجنة الاتحاد الأفريقي، إن صمود برنامج دعم الاتحاد الأفريقي لتفشي الإيبولا في غرب أفريقيا لم يكن سهلاً. خدم دجودالباي، وهو طبيب تشادي مركزه في أديس أبابا، بإثيوبيا، كرئيس عمليات لبرنامج دعم الاتحاد الأفريقي لتفشي الإيبولا في غرب أفريقيا حتى آذار/ مارس 2015، عندما تولى رئاسة دعم البعثة. وفيما بعد أصبح رئيس البعثة، ليحل محل اللواء الأوغندي جوليوس أوكيتا. ومع تعزيز البعثة، تعامل المسؤولون مع ثلاث مشاكل لوجستية رئيسية: النقل الجوي، وتوفير وسائل الراحة والإقامة للأفراد والنقل البري في البلدان المتضررة. قال دجودالباي، “كان النقل هو التحدي الأول”. وكان المخططون قد خلصوا في وقت مبكر إلى أن الحاجة الأكبر هي الموارد البشرية. “وبعد أن نكون قد حشدنا الأفراد، كيف سننقلهم إلى هناك؟”. فرضت بعض الدول حظراً على السفر إلى المنطقة المتضررة، لذلك نقل الاتحاد الأفريقي أفراده جواً عن طريق رحلات مستأجرة عبر المغرب. استأجر المسؤولون الرحلات الجوية عن طريق الخطوط الجوية المصرية، والخطوط الجوية آسكي والخطوط الجوية الكينية لنقل الناس إلى غرب أفريقيا. ”والآن، حين تصل على الأرض هناك، يكون التحدي الثاني هو توفير الإقامة. لم تكن هناك فنادق كافية لأفرادنا لأن عليك أن تأوي الجميع في أماكن مؤمنة تحفظ سلامتهم. كذلك، حين تحصل على أماكن الإقامة الآن، تجد أن الأسعار تضاعفت أو ارتفعت ثلاث مرات – وكانت تكاليف إيواء أفرادنا هناك عالية إلى حد كبير”. وبدلاً من ترك الأفراد في الفنادق، تعامل برنامج دعم الاتحاد الأفريقي لتفشي الإيبولا في غرب أفريقيا مع مدنيين يملكون بيوتاً إضافية قاموا بتأجيرها للعاملين. تركز التحدي الرئيسي الثالث على النقل البري متى وصل أفراد برنامج دعم الاتحاد الأفريقي لتفشي الإيبولا في غرب أفريقيا إلى غرب أفريقيا. احتاج العاملون إلى سيارات عادية وسيارات دفع رباعي لأداء المهمة المضنية في “تعقب المحتكين”، عندما يلاحق العاملون الصحيون كل شخص تفاعل معه مريض الإيبولا لتقييمهم واحتمال حجرهم صحياً أو علاجهم. وهذه الممارسة المطولة عنصر جوهري لوقف انتشار المرض. وكان توافر السيارات بمثابة قضية، فقد ارتفعت الأسعار نتيجة الطلب المفاجئ، حسب قول دجودالباي. وفي أيار/ مايو 2015، زودت بعثة الأمم المتحدة للاستجابة الطارئة لحالات الإيبولا برنامج دعم الاتحاد الأفريقي لتفشي الإيبولا في غرب أفريقيا ببعض السيارات. موظفون يرتدون الملابس الواقية في مركز ماجبينتى لعلاج الإيبولا في سيراليون.بعثة الأمم المتحدة للاستجابة الطارئة لحالات الإيبولا/ مارتن بيريت بصفتها عملية طبية رئيسية، حصل العاملون في برنامج دعم الاتحاد الأفريقي لتفشي الإيبولا في غرب أفريقيا على الأدوية ولوازمها من موردين عالميين مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة ]اليونيسيف[. غير أن احتياجات أخرى، مثل الأحذية المطاطية والمعدات الواقية، كانت تمثل تحدياً. قال دجودالباي، “إنها غير موجودة في الأسواق المحلية. كانت مسألة صعبة حقاً. ومع وجود الحظر على السفر الذي ذكرته، حتى لو كانت هذه الأشياء متوفرة في الدول المجاورة، كيف نجلبها؟” لقد لبى العاملون الحاجة لمواد متنوعة معينة بإرسال أفراد إلى الأسواق المحلية لشراء كل ما هو متاح. وفي مرات قليلة، كانوا يتصلون بتجار أغلقوا محلاتهم ويقنعونهم بفتحها وبيع المواد التي كانوا يحتاجونها. كانت المشتريات في الفترة من أيلول/ سبتمبر إلى تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، بطيئة وصعبة. ولكن عندئذ وقّع رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي استثناء، يسمح لبرنامج دعم الاتحاد الأفريقي لتفشي الإيبولا في غرب أفريقيا بتسريع المشتريات رغم سياسة المشتريات الصارمة التي ينتهجها الاتحاد الأفريقي. وقد سهّل ذلك الحصول على الإمدادات فضلاً عن توظيف الأفراد. اتفق دجودالباي على أنه لا وقت أمام تفشي المرض للبيروقراطية الخانقة. التطلع إلى تفشي الأمراض في المستقبل يمضي الاتحاد الأفريقي ومنظمة الصحة العالمية قدماً في خطط للإعداد للتفشي الحتمي التالي، أيا كان، ومتى كان وحيثما كان. والاحتمالات كثيرة. إذ تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن مكتبها الإقليمي في أفريقيا يتلقى نحو 100 “واقعة حادة تتعلق بالصحة العامة” كل عام. وأكثر ما يُبلغ عنه هو تفشي الكوليرا، وحمى الضنك، والحصبة، والالتهاب السحائي، والطاعون، والحمى النزفية الفيروسية، مثل الإيبولا. وفي عام 2015 أقامت منظمة الصحة العالمية، “اعترافاً منها بالدور الحاسم للوجستيات وأهميتها في الإعداد لتفشي الأمراض والاستجابة لها”، “الخطة الاستراتيجية للوجستيات الإقليمية 2015-2018”، بالتعاون مع شركاء آخرين، من ضمنهم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. وتنص خطة منظمة الصحة العالمية على “أنه خلال السنوات الماضية، كانت أهمية اللوجستيات في الاستعداد لتفشي الأمراض والاستجابة لها عنصراً حاسماً في ضمان توفير الإمدادات الضرورية وإرسالها إلى الميدان على وجه السرعة لدعم عمليات المكافحة. وتأكدت هذه الأهمية في إطار عمل الاستجابة الطارئة الخاصة بمنظمة الصحة العالمية والذي حددها كشرط أساسي لتوفير الدعم الإداري واللوجستي لضمان نظام فعال وسريع الاستجابة”. ومن بين الأهداف الستة المحددة لمنظمة الصحة العالمية إعداد الإمدادات والمعدات اللازمة لمواجهة تفشي الأمراض حتى تكون جاهزة للتحرك عند الحاجة. ولإنجاز هذا، توصي الخطة بإقامة محاور تخزين ومخزن ونظام لإدارة المجرودات، ضمن أمور أخرى. رجل يتلقى شهادة صحية من عيادة إلوا، وهي مركز لعلاج الإيبولا في مونروفيا، بليبيريا، في تموز/ يوليو 2015.وكالة الأنباء الفرنسية/ صور غيتي كما يُعتبر تجهيز الإمدادات للمستقبل أولوية عليا بالنسبة للاتحاد الأفريقي، حسب قول دجودالباي، الذي أضاف “أنه بالنسبة لنا مسالة واضحة المعالم. فلدينا اليوم فرصة لتكون لدينا قاعدة لوجستية قارية واحدة في دوالا، بالكاميرون. لذلك فإننا نحاول الآن، مثلاً، أن تكون لدينا ترتيبات – ترتيبات مسبقة – ليوفر لنا الموردون ما نحتاجه من مواد لوجستية”. يعتزم الاتحاد الأفريقي تخزين سيارات وبيوتاً متنقلة تبرع بها المانحون، في دوالا. وفيما يتعلق بالأجهزة الإلكترونية، مثل الكمبيوتر المحمول والألواح، فبدلاً من شرائها بالجملة وتخزينها لفترات غير محددة، سوف يقوم المسؤولون، بدلاً من ذلك، بتوقيع اتفاقات مع الشركات المصنعّة على أمل التمكن من الحصول عليها في غضون 48 إلى 72 ساعة، حسب قول دجودالباي، الذي أضاف، أنه “حتى إذا ظهرت الحاجة، يمكن أن نقول ُحسناً يا رفاق، من فضلكم أرسلوا لنا بالطائرة 1000 كمبيوتر محمول في هذه المنطقة‘. هذه هي الأشياء التي نحاول أن نجمّعها الآن…حتى يكون لدينا خطة استعداد مسبقة، خطة طوارئ وتأهب حتى إذا ما وقعت أزمة غداً… نكون قادرين على التغلب على التحديات التي واجهناها في برنامج دعم الاتحاد الأفريقي لتفشي الإيبولا في غرب أفريقيا “. المراكز الأفريقية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها ساعد تفشي الإيبولا أيضاً في التعجيل بخطط إقامة المراكز الأفريقية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها. سيقام مركز تنسيق في أديس أبابا، بإثيوبيا، وخمسة مراكز إقليمية بمعدل مركز في كل من وسط أفريقيا، وشرق أفريقيا، وشمال أفريقيا، والجنوب الأفريقي وغرب أفريقيا. سوف يساعد المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها السلطات في التعجيل باكتشاف تفشي الأمراض، والإعداد لها والاستجابة لها. لقد اجتاحت الإيبولا غرب أفريقيا لشهور قبل أن تدرك السلطات أنها مشكلة صحية عالمية. ومع وجود المراكز الإقليمية، ستكون الموارد وقدرات اكتشاف الأمراض أقرب عند اندلاع الأمراض، بصرف النظر عن المنطقة. سوف تعين كل منطقة دولة مضيفة للمركز الإقليمي، والتي سوف تقييمها فرق تابعة لمراكز أخرى للسيطرة على الأمراض والوقاية منها على مستوى العالم. كان من المقرر إعلان ترشيحات المراكز الإقليمية بحلول 31 كانون الأول/ ديسمبر 2015. وسوف يشرف على العمليات مجلس إدارة مؤلف من مسؤولين في وزارة الصحة من كل منطقة ومجموعة استشارية من الشركاء التقنيين. ويتمثل الهدف على المدى الطويل في أن يكون لكل دولة مراكز وطنية بقدرات مماثلة. كان المسؤولون يأملون في أن يُفتتح مركز التنسيق في الربع الأول من عام 2016. ومن المتوقع أن تُفتتح المراكز الإقليمية في وقت لاحق. الفيلق الصحي التطوعي الأفريقي توفر المراكز الأفريقية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها هيكلاً دائماً حسب المناطق، للاستجابة لتفشي الأمراض عبر القارة. لكن الاتحاد الأفريقي يعمل أيضاً على طبقة قدرات أخرى من شأنها أن تحسّن القدرة على الاستجابة السريعة أثناء حالات الطوارئ الصحية. طلب مؤتمر رؤساء الدول والحكومات الذي عقده الاتحاد الأفريقي في حزيران/ يونيو 2015، من لجنة الاتحاد الأفريقي العمل مع شركاء التنمية والدول الأعضاء في سبيل تشكيل فيلق صحي تطوعي لأفريقيا. ممرضة تعطي حقنة في شباط/ فبراير 2015 في اليوم الأول من دراسة مصل للإيبولا أجريت في مونروفيا، بليبيريا. صور غيتي عرض المسؤولون وناقشوا مسودة اقتراح لتشكيل الفيلق خلال ورشة عمل للتقييم أقامها برنامج دعم الاتحاد الأفريقي لتفشي الإيبولا في غرب أفريقيا في ماهي بجزر سيشل في تشرين الأول/ أكتوبر 2015. سيساعد الفيلق في سد الثغرات في الموارد البشرية لضمان تلقي انتشار الأوبئة وحالات الطوارئ الصحية استجابة فعالة وفي الوقت المناسب، مستعيناً بأفراد يتمتعون بمجالات خبرات مختلفة. قال دجودالباي، “الفكرة هي أن يكون لدينا قوة عمل احتياطية لتعبئتها في أي وقت. سوف نضع قائمة، وندرج بها هؤلاء الناس، وسوف نستدعيهم للتدريب ربما مرة أو مرتين في السنة. ولكن مهمة الفيلق الصحي التطوعي الأفريقي ستكون معالجة الشواغل الصحية ذات الأولوية في أفريقيا عن طريق الوقاية، ومن خلال الاكتشاف والاستجابة”. كل هذه التطورات، سواء استلهمت أو جرى التعجيل بها بسبب تفشي الإيبولا في غرب أفريقيا، سوف تخدم في وضع الأشخاص المناسبين والموارد المناسبة في مكان أقرب إلى كل جزء من القارة، ليكونوا جاهزين للاستجابة كلما برزت مشكلة صحية. قال دجودالباي، “إن شعارنا الآن، هو العمل بصورة ’أبكر، وأسرع، وأكثر سلاسة وأذكي‘. نحن في حاجة إلى اكتشاف الأمراض على نحو أبكر، واستجابة أسرع، وتنسيق أكثر سلاسة واستجابة أكثر ذكاء. وهذا شيء سنعمل على تحقيقه”. شرق أفريقيا تطلق برنامجاً للوقاية من الأوبئة ومكافحتها صوت أمريكا إيتيين أومونو، والد مريض الإيبولا رقم صفر، يقف بجانب شجرة كابوك حيث يقول العلماء إن ابنه البالغ من العمر سنتين، ربما انتقلت إليه عدوى الإيبولا من خفافيش في ميلياندو، بغينيا.رويترز ليست الإيبولا المرض الوحيد الذي تنقله الميكروبات بين الحيوانات والبشر. ففيما تستمر الزيادة في عدد سكان العالم، مع زيادة الطلب على الغذاء، من المرجح أن تنشأ تهديدات مماثلة. ففي فندق بنيروبي في كينيا، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في كانون الثاني/ يناير 2016، الجزء الخاص بشرق أفريقيا من برنامج التهديدات الوبائية الناشئة (إي بي تي-2) التابع لمنظمة الأغذية والزراعة. وهو مصمم للمساعدة في اكتشاف، ومنع ومكافحة الأمراض الجديدة “الحيوانية المنشأ” – تلك التي يمكن أن تتنقل بين الحيوانات والبشر. قال سوبهاش مورزاريا، المنسق العالمي لبرنامج التهديدات الوبائية الناشئة، إن هذه الأمراض يمكن أن تنتقل عن طريق الهواء أو لمس السوائل أو المواد المصابة. وأضاف أنه، “مهما كانت طريقة انتقال العدوى…إذا استمرت هذه الأمراض المعدية في قطاع الثروة الحيوانية، سوف نواجه خطراً مستمراً من احتمال أن يتحول هذا المرض إلى وباء ويتفشى على نطاق واسع ويصيب البشر والحيوانات على حد سواء بالعلل والموت”. ومن الأمراض الحيوانية المنشأ أيضا فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز، والانفلونزا – بما في ذلك الشائع منها مثل إنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير – والسارس، والميرس- كوف، والماربورج والنيباه. وطبقاً للمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن ما يقدر بستة من كل 10 أمراض معدية تصيب الإنسان، تنتقل من الحيوانات. وتتوقع الأمم المتحدة أن يرتفع عدد سكان العالم من 3,7 مليار نسمة حالياً إلى 7,9 مليار نسمة عام 2050. وتعني هذه الزيادة السريعة أن الطلب على الغذاء سوف يزداد. قال مورزاريا، “إن نظم الانتاج هذه سوف تتغير على نحو سريع للغاية لتلبية هذا الطلب، ومن المحتمل أن تحدث بعض الممارسات المحفوفة بالمخاطر في انتاج الثروة الحيوانية، والتي قد تخلق بيئة لتطور مسببات جديدة للأمراض وانتشارها”. قال الدكتور كيسا جمعة نيجيوا، مدير الخدمات البيطرية في كينيا، إن مسببات جديدة للأمراض يمكن أن تتفشى في مجتمعنا المتنقل اليوم على نحو أكثر تفاقماً من أي وقت مضى. قال نيجيوا، مشيراً إلى سلالة إنفلونزا الطيور “اسمحوا لي أن استخدم انفلونزا اتش7إن9، التي كانت في الصين. إذا نظرتم الآن إلى الطائرات- الخطوط الجوية الكينية، والخطوط الجوية الإثيوبية، وغيرهما – فإنها تتوجه إلى الصين وتعود إلى كينيا كل يوم. لذلك، وبسبب ذلك هناك نقاط ضعف كبرى، ما لم [نطبق] إجراءات حتى نتمكن من اكتشاف المرض ومنعه من الانتشار”. وقال مورزاريا إن كل فرد له مصلحة في هذه العملية. وأضاف، “أن الجميع مهددون. فالفيروس لا يميّز بين غني وفقير. فهو يصيب ويقتل ذلك الشخص إذا كان شديد العدوى ومسبباً للمرض. لذلك أعتقد أن هذه قضية تثير قلقاً عالمياً”. في تشرين الأول/ أكتوبر 2015، أعلنت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تمويلاً جديداً للبرنامج بمبلغ 87 مليون دولار. وسوف يُستخدم هذا المبلغ لمساعدة الحكومات والخدمات البيطرية على فهم نظم الماشية بصورة أفضل والمساعدة في عمليات المراقبة، إلى جانب تحديد المسببات الحالية والمحتملة للأمراض.
التعليقات مغلقة.