Africa Defense Forum
Africa Defense Forum

مكافحة التطرف من أوله لآخره

الرسائل‭ ‬المضادة‭ ‬التي‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬القاعدة‭ ‬الشعبية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أداة‭ ‬فعّالة‭ ‬ضد‭ ‬التطرف

حاصرت الحروب‭ ‬والصراعات‭ ‬الأهلية‭ ‬غانا‭ ‬لسنوات‭ ‬عديدة‭. ‬وخاضت‭ ‬ساحل‭ ‬العاج‭ ‬المجاورة‭ ‬حربين‭ ‬أهليتين‭ ‬داميتين‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2002‭. ‬وخاضت‭ ‬ليبيريا‭ ‬حربين‭ ‬أهليتين‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1989،‭ ‬وكانت‭ ‬سيراليون‭ ‬تخوض‭ ‬حرباً‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الفترة‭.‬
‭ ‬وفى‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬ابتلي‭ ‬شمالي‭ ‬نيجيريا‭ ‬بتمرد‭ ‬بوكو‭ ‬حرام‭ ‬الذي‭ ‬امتد‭ ‬إلى‭ ‬الكاميرون،‭ ‬وتشاد‭ ‬والنيجر‭. ‬كما‭ ‬شهدت‭ ‬مالي‭ ‬وبوركينا‭ ‬فاسو‭ ‬انقلابات‭ ‬وقلاقل‭.‬
وطوال‭ ‬هذا‭ ‬الوقت،‭ ‬ظلت‭ ‬غانا‭ ‬جزيرة‭ ‬من‭ ‬الاستقرار‭. ‬لكن‭ ‬في‭ ‬آب‭/ ‬أغسطس‭ ‬2015،‭ ‬ساد‭ ‬الخوف‭ ‬أنحاء‭ ‬الأمة‭ ‬فيما‭ ‬نقلت‭ ‬الأنباء‭ ‬أن‭ ‬شاباً‭ ‬غانياً‭ ‬غادر‭ ‬البلاد‭ ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬داعش‭. ‬وحفلت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الغانية‭ ‬بالأخبار‭. ‬وفى‭ ‬26‭ ‬آب‭/ ‬أغسطس،‭ ‬جسّدت‭ ‬صحيفة‭ ‬ديلي‭ ‬غايد‭ ‬هذا‭ ‬القلق‭:‬
موتارو موموني مختار، المدير التنفيذي لمركز غرب أفريقيا لمكافحة التطرف، يسار، وعبد الحكيم بدوي الموظف في مكتب المركز في أكرا، بغانا.  أسرة أيه دي إف
موتارو موموني مختار، المدير التنفيذي لمركز غرب أفريقيا لمكافحة التطرف، يسار، وعبد الحكيم بدوي الموظف في مكتب المركز في أكرا، بغانا. أسرة أيه دي إف
‭”‬انتشرت،‭ ‬كالنار‭ ‬في‭ ‬الهشيم،‭ ‬الأنباء‭ ‬التي‭ ‬زعمت‭ ‬انضمام‭ ‬ناظر‭ ‬نورتي‭ ‬أليما‭ ‬خريج‭ ‬جامعة‭ ‬كوامى‭ ‬نكروما‭ ‬للعلوم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬والبالغ‭ ‬من‭ ‬العمر25‭ ‬سنة،‭ ‬إلى‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬وأثارت‭ ‬القلق‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الوطني‭ ‬والدولي‭. ‬وذُكر‭ ‬أنه‭ ‬نتيجة‭ ‬لذلك‭ ‬بدأ‭ ‬جهاز‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬تحقيقات‭ ‬في‭ ‬نشاطات‭ ‬الإرهابيين‭ ‬المحتملين،‭ ‬شاركت‭ ‬فيها‭ ‬شرطة‭ ‬غانا‭ ‬بكل‭ ‬ثقلها‭”.‬
يثير‭ ‬الحادث‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬تفشي‭ ‬جهود‭ ‬داعش‭ ‬في‭ ‬التجنيد‭ ‬في‭ ‬غانا،‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتصدى‭ ‬المجتمعات‭ ‬السلمية‭ ‬بفعالية‭ ‬لخطاب‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف‭.‬
مجموعة‭ ‬شعبية‭ ‬تتحرك
حتى‭ ‬فيما‭ ‬بدأت‭ ‬غانا‭ ‬تستفيق‭ ‬من‭ ‬أخبار‭ ‬قرار‭ ‬أليما‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬داعش،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬مجموعة‭ ‬ناشئة‭ ‬تواصل‭ ‬عملها‭ ‬للتصدي‭ ‬لخطاب‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف‭. ‬يسعى‭ ‬مركز‭ ‬غرب‭ ‬أفريقيا‭ ‬لمكافحة‭ ‬التطرف‭ ‬ومقره‭ ‬أكرا،‭ ‬الذي‭ ‬تأسس‭ ‬في‭ ‬تشرين‭ ‬الثاني‭/ ‬نوفمبر‭ ‬2014،‭ ‬إلى‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬النفوذ‭ ‬المتنامي‭ ‬بين‭ ‬بلدان‭ ‬غرب‭ ‬أفريقيا‭ ‬لجماعات‭ ‬مثل‭ ‬داعش،‭ ‬وبوكو‭ ‬حرام،‭ ‬وحركة‭ ‬التوحيد‭ ‬والجهاد‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬أفريقيا‭.‬
قال‭ ‬موتارو‭ ‬موموني‭ ‬مختار،‭ ‬مؤسس‭ ‬والمدير‭ ‬التنفيذى‭ ‬لمركز‭ ‬غرب‭ ‬أفريقيا‭ ‬لمكافحة‭ ‬التطرف‭ ‬لمجلة‭ ‬أيه‭ ‬دي‭ ‬إف،‭ “‬كنت‭ ‬دائماً‭ ‬مهتماً‭ ‬بالأمن،‭ ‬وحين‭ ‬اقتربت‭ ‬من‭ ‬حافة‭ ‬التطرف‭ ‬كمراهق،‭ ‬أدركت‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬تهديد‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭ ‬الآخرين‭”.‬
حشد‭ ‬المركز‭ ‬منذ‭ ‬إنشائه‭ ‬عمل‭ ‬ومواهب‭ ‬نحو‭ ‬سبعة‭ ‬أفراد،‭ ‬معظمهم‭ ‬متطوعون،‭ ‬لعقد‭ ‬ستة‭ ‬لقاءات‭ ‬مع‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحلية‭. ‬ويتمتع‭ ‬موظفو‭ ‬المركز‭ ‬بخبرات‭ ‬في‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات،‭ ‬والإدارة،‭ ‬والأمن‭ ‬والإرهاب‭. ‬يوجد‭ ‬موظفان‭ ‬لإدارة‭ ‬البرنامج،‭ ‬ومساعد‭ ‬شؤون‭ ‬إدارية،‭ ‬وفريق‭ ‬تخصصي‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أفراد‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬تصميم‭ ‬المشاريع،‭ ‬والعروض‭ ‬والفعاليات‭ ‬يعملون‭ ‬جميعاً‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مختار‭. ‬وهناك‭ ‬خطط‭ ‬لتوظيف‭ ‬خمسة‭ ‬موظفين‭ ‬دائمين‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬السنة‭ ‬المقبلة،‭ ‬ويأمل‭ ‬المركز‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يفتتح‭ ‬ثلاثة‭ ‬مكاتب‭ ‬إضافية‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬غرب‭ ‬أفريقيا‭ ‬المجاورة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬القادمة‭.‬
قال‭ ‬مختار،‭ “‬بصفتنا‭ ‬منظمة‭ ‬جديدة،‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬تنظيم‭ ‬لقاء‭ ‬لأن‭ ‬لدينا‭ ‬قيود‭ ‬لوجستية‭ ‬دقيقة‭. ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬نقوم‭ ‬بتمويل‭ ‬أنشطتنا‭ ‬بأنفسنا،‭ ‬وعن‭ ‬طريق‭ ‬تبرعات‭ ‬صغيرة‭ ‬من‭ ‬الأصدقاء‭ ‬والمتطوعين‭ ‬الذين‭ ‬اختاروا‭ ‬العمل‭ ‬معنا‭”.‬
ورغم‭ ‬التحديات‭ ‬اللوجستية‭ ‬التي‭ ‬يتشارك‭ ‬فيها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬الشعبية‭ ‬الجديدة،‭ ‬فإن‭ ‬مركز‭ ‬غرب‭ ‬أفريقيا‭ ‬لمكافحة‭ ‬التطرف‭ ‬يتواصل‭ ‬مع‭ ‬12‭ ‬شخصاً‭ ‬–‭ ‬رجال‭ ‬ونساء‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬20‭ ‬و‭ ‬50‭ ‬عاماً‭ ‬–‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬لقاءاته‭ ‬المجتمعية،‭ ‬ومعظمها‭ ‬في‭ ‬مكتب‭ ‬أكرا‭. ‬وللمضي‭ ‬قدماً،‭ ‬يأمل‭ ‬مختار‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬معظم‭ ‬اللقاءات‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬العبادة،‭ ‬ونوادي‭ ‬الشباب‭ ‬والمراكز‭ ‬المحلية‭.‬
قال‭ ‬مختار،‭ “‬إننا‭ ‬نؤكد‭ ‬على‭ ‬الخطابات‭ ‬المضادة‭. ‬سبب‭ ‬ذلك‭ ‬أننا‭ ‬نعتبر‭ ‬جمهورنا‭ ‬وكلاء‭ ‬أقوياء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تغيير‭ ‬الخطاب‭ ‬المتطرف‭ ‬وهدم‭ ‬الرسائل‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬ميل‭ ‬الفرد‭ ‬للاندماج‭ ‬مع‭ ‬العنف‭ ‬والايدوليجيات‭ ‬المتطرفة‭. ‬يمكنهم‭ ‬أن‭ ‬يطعنوا‭ ‬في‭ ‬الخطابات‭ ‬التي‭ ‬تحرض‭ ‬على‭ ‬العنف‭ ‬التي‭ ‬يبثها‭ ‬المتطرفون‭ ‬ويستبدلونها‭ ‬برسائل‭ ‬إيجابية‭. ‬وكثيراً‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬الرسائل‭ ‬المضادة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القبيل‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬وفعالية‭ ‬حين‭ ‬يبثها‭ ‬قادة‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحلية‭ ‬والأفراد‭ ‬أنفسهم‭ ‬وليس‭ ‬المنظمات‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الدولة‭”.‬
مكافحة‭ ‬صورة‭ ‬داعش‭ ‬الملتوية‭ ‬عن‭ ‬الإسلام
قال‭ ‬ياو‭ ‬دونكور،‭ ‬منسق‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬غانا‭ ‬لوسائل‭ ‬إعلام‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬آب‭/ ‬أغسطس‭ ‬2015،‭ ‬بأن‭ ‬أليما‭ ‬وشخصاً‭ ‬آخر‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬هويته‭ ‬سافرا‭ ‬على‭ ‬أغلب‭ ‬الاحتمالات‭ ‬عبر‭ ‬بوركينا‭ ‬فاسو‭ ‬أو‭ ‬نيجيريا‭ ‬في‭ ‬طريقهما‭ ‬إلى‭ ‬معسكر‭ ‬تدريب‭ ‬لداعش‭ ‬في‭ ‬النيجر‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يواصلا‭ ‬الرحلة‭ ‬إلى‭ ‬تركيا‭ ‬أو‭ ‬سوريا‭.‬
وقال‭ ‬دونكور‭ ‬إنه‭ ‬نتيجة‭ ‬لقضية‭ ‬أليما،‭ ‬تحقق‭ ‬سلطات‭ ‬غانا‭ ‬في‭ ‬صلات‭ ‬محتملة‭ ‬بين‭ ‬جامعات‭ ‬البلاد‭ ‬وداعش‭. ‬لكنه‭ ‬قال‭ ‬أيضاً‭ ‬إنه‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬في‭ ‬غانا‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬سبب‭ ‬للخوف‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬التطرف‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬انتشار‭.‬
ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬تجذب‭ ‬داعش‭ ‬والجماعات‭ ‬المتطرفة‭ ‬الأخرى‭ ‬الشباب‭ ‬بالشعارات‭ ‬وتستغل‭ ‬الفكرة‭ ‬الشائعة‭ ‬بأن‭ ‬الحكومات‭ ‬فاسدة‭ ‬وأن‭ ‬التطرف‭ ‬فريضة‭ ‬على‭ ‬المسلمين‭ ‬الأتقياء‭. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أليما،‭ ‬الحاصل‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬في‭ ‬الجغرافيا‭ ‬والتنمية‭ ‬الريفية،‭ ‬استثناء‭. ‬وأفاد‭ ‬موقع‭ ‬StarAfrica.com‭ ‬بأنه‭ ‬يُعتقد‭ ‬أنه‭ ‬توجه‭ ‬إلى‭ ‬معسكرات‭ ‬تدريب‭ ‬داعش‭ ‬يوم‭ ‬2‭ ‬آب‭/ ‬أغسطس‭ ‬2015،‭ ‬فور‭ ‬استكماله‭ ‬الخدمة‭ ‬الوطنية‭ ‬الإلزامية‭ ‬في‭ ‬غانا‭.‬
طريق أبوسى- أوكاي فى أكرا، بغانا، يعج بالنشاط. احتلت داعش العناوين الرئيسية بتجنيدها اثنين من أبناء غانا في آب/ أغسطس 2015. أسرة أيه دي إف
طريق أبوسى- أوكاي فى أكرا، بغانا، يعج بالنشاط. احتلت داعش العناوين الرئيسية بتجنيدها اثنين من أبناء غانا في آب/ أغسطس 2015. أسرة أيه دي إف
أبلغ‭ ‬صديق‭ ‬مجهول‭ ‬لأليما‭ ‬محطة‭ ‬إذاعة‭ ‬جوي‭ ‬إف‭ ‬إم‭ ‬في‭ ‬أكرا‭ ‬في‭ ‬آب‭/ ‬أغسطس‭ ‬2015‭ ‬بأن‭ ‬أليما‭ ‬حاول‭ ‬إقناعه‭ ‬بالانضمام‭ ‬معه‭ ‬أيضاً‭ ‬إلى‭ ‬داعش‭. ‬وقال‭ ‬الصديق،‭ ‬طبقاً‭ ‬لموقع‭ ‬StarFMOnline.com،‭ “‬لقد‭ ‬أدركت‭ ‬من‭ ‬تفاعلنا‭ ‬أن‭ ‬فهمه‭ ‬للقرآن‭ ‬كان‭ ‬مغلوطاً‭ ‬بدرجة‭ ‬كبيرة‭. ‬كان‭ ‬يقتبس‭ ‬دائماً‭ ‬من‭ ‬القرآن‭ ‬خارج‭ ‬السياق،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تلاحظ‭ ‬أنه‭ ‬تعرض‭ ‬لغسيل‭ ‬مخ‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الجماعة‭”.‬
وبعد‭ ‬مغادرته،‭ ‬اتصل‭ ‬أليما‭ ‬بعائلته‭ ‬في‭ ‬غانا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تطبيق‭ ‬الميديا‭ ‬الاجتماعية‭ ‬واتساب‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬آب‭/ ‬أغسطس‭ ‬2015‭. ‬حينئذ‭ ‬فقط‭ ‬أعرب‭ ‬عن‭ ‬آرائه‭ ‬السلبية‭ ‬تجاه‭ ‬الحكومة‭.‬
كتب‭ ‬يقول،‭ ‬طبقاً‭ ‬لموقع‭ ‬StarFMOnline.com،‭ “‬ادعوا‭ ‬لي،‭ ‬فلن‭ ‬أنساكم‭ ‬أبداً‭ ‬في‭ ‬صلواتي،‭ ‬وأملي‭ ‬وصلاتي‭ ‬أن‭ ‬نلتقي‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬ففي‭ ‬الجنة‭. ‬أحبكم‭ ‬جميعاً‭. ‬فليمنحنا‭ ‬الله‭ ‬الفهم‭ ‬ويهدينا‭ ‬جميعاً‭ ‬إلى‭ ‬الصراط‭ ‬المستقيم‭. ‬والسلام‭ ‬عليكم‭”.‬
شاب يسير عبر قرية جيمس ستاون لصيد الأسماك في أكرا، بغانا.  أسرة أيه دي إف
شاب يسير عبر قرية جيمس ستاون لصيد الأسماك في أكرا، بغانا. أسرة أيه دي إف
‭”‬لقد‭ ‬كذبت‭ ‬عليكم‭ ‬لأرضي‭ ‬الله‭. ‬وكانت‭ ‬الخدعة‭ ‬أن‭ ‬أذهب‭ ‬للقيام‭ ‬ببعض‭ ‬البحوث‭ ‬في‭ ‬بريستى‭ ‬البعيدة‭ [‬بلدة‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬غرب‭ ‬غانا‭] ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الفكرة‭ ‬الرئيسية‭ ‬هي‭ ‬الابتعاد‭ ‬عنكم‭ ‬جميعاً‭ ‬إلى‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭. ‬أعرف‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬قد‭ ‬يبدو‭ ‬نوعاً‭ ‬من‭ ‬الجنون‭ ‬بالنسبة‭ ‬لكم،‭ ‬ولكن‭ ‬ابنكم‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يتخذ‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬الجريئة‭ ‬كي‭ ‬يخرج‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬الفاسد‭ ‬في‭ ‬غانا‭ ‬الذي‭ ‬يضع‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬صدارة‭ ‬قائمته‭”.‬
صياغة‭ ‬خطابات‭ ‬من‭ ‬الألف‭ ‬إلى‭ ‬الياء
تظهر‭ ‬التجربة‭ ‬أن‭ ‬أصوات‭ ‬الحكومة‭ ‬لا‭ ‬تحمل‭ ‬دائماً‭ ‬أفضل‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬المصداقية‭ ‬عند‭ ‬التصدي‭ ‬لخطابات‭ ‬التطرف‭. ‬قال‭ ‬مختار‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬غرب‭ ‬أفريقيا‭ ‬لمكافحة‭ ‬التطرف‭ ‬إنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التعليقات‭ ‬المؤيدة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحلية‭ ‬التي‭ ‬تتواصل‭ ‬معها‭ ‬مجموعته،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬شك‭. ‬وأضاف،‭ “‬هناك‭ ‬كثيرون‭ ‬متشككون‭ ‬فينا،‭ ‬ويسألون‭ ‬عمن‭ ‬نعمل‭ ‬لحسابه‭ ‬أو‭ ‬معه‭ ‬–‭ ‬الدولة‭ ‬أو‭ ‬جماعة‭ ‬دينية؟‭ ‬بينما‭ ‬يرفض‭ ‬آخرون‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬احتمال‭ ‬للتطرف‭ ‬ويهبطون‭ ‬بالحديث‭ ‬إلى‭ ‬مجرد‭ ‬مشاعر‭ ‬معادية‭ ‬للغرب‭ ‬–‭ ‬دعايات‭ ‬مألوفة‭ ‬لنا‭ ‬جميعاً‭”.‬
مختار‭ ‬وبعض‭ ‬زملائه‭ ‬مسلمون،‭ ‬مما‭ ‬يمنحهم‭ ‬مصداقية‭ ‬إضافية‭ ‬عند‭ ‬التصدي‭ ‬لخطابات‭ ‬المتطرفين‭ ‬في‭ ‬غانا،‭ ‬حيث‭ ‬نحو‭ ‬خُمس‭ ‬السكان‭ ‬الذين‭ ‬يبلغ‭ ‬تعدادهم‭ ‬27‭ ‬مليوناً،‭ ‬مسلمون‭. ‬وغالبية‭ ‬جمهور‭ ‬المركز،‭ ‬وليس‭ ‬حصراً،‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭. ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬برامج‭ ‬التوعية‭ ‬تستهدف‭ ‬مساعدة‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬فهم‭ “‬طابع‭ ‬التطرف‭ ‬وأسس‭ ‬الراديكالية‭”.‬
ورغم‭ ‬أن‭ ‬مركز‭ ‬غرب‭ ‬أفريقيا‭ ‬لمكافحة‭ ‬التطرف‭ ‬يعمل‭ ‬جيداً‭ ‬مع‭ ‬منظمات‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬قال‭ ‬مختار‭ ‬إن‭ ‬الرسائل‭ ‬المضادة‭ ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬وفعالية‭ ‬عندما‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬المجتمع‭ ‬المحلي‭ ‬والمدنيين‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬أو‭ ‬الدولة‭. ‬يتصل‭ ‬المركز‭ ‬بالأئمة‭ ‬في‭ ‬المساجد‭ ‬المحلية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬السكان‭ ‬المحليين‭. ‬وأضاف،‭ “‬لقد‭ ‬ساندونا‭ ‬كثيراً‭ ‬وأفادوا‭ ‬قضيتنا‭ ‬بدرجة‭ ‬مدهشة‭. ‬ونحن‭ ‬نرى‭ ‬فيهم‭ ‬شركاء‭ ‬رئيسيين‭ ‬ووكلاء‭ ‬لقضيتنا،‭ ‬ونعتزم‭ ‬التواصل‭ ‬معهم‭ ‬وجعلهم‭ ‬جزءاً‭ ‬رئيسياً‭ ‬من‭ ‬عملنا‭”.‬
قوة‭ ‬الخطابات
في‭ ‬حزيران‭/ ‬يونيو‭ ‬2014،‭ ‬نظّم‭ ‬مركز‭ ‬هداية‭ ‬الدولي‭ ‬للتميز‭ ‬لمكافحة‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف،‭ ‬والمركز‭ ‬الدولي‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬ومقره‭ ‬الهيج،‭ ‬اجتماعاً‭ ‬حول‭ ‬مائدة‭ ‬مستديرة‭ ‬حول‭ “‬تطوير‭ ‬أطر‭ ‬عمل‭ ‬فعّالة‭ ‬للخطابات‭ ‬المضادة‭ ‬لمواجهة‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف‭”.‬
ناقش‭ ‬المشاركون‭ ‬طائفة‭ ‬من‭ ‬الخطابات‭ ‬المضادة‭ ‬المحتملة،‭ ‬وفقاً‭ ‬لتقرير‭ ‬صدر‭ ‬عن‭ ‬الاجتماع‭:‬
•‭  ‬الخطابات‭ ‬الإيجابية‭/ ‬البديلة‭: ‬وتركز‭ ‬هذه‭ ‬على‭ ‬استحداث‭ “‬خطابات‭ ‬استباقية،‭ ‬وإيجابية‭ ‬وبديلة‭”.‬
•‭  ‬خطابات‭ ‬مضادة‭ ‬استراتيجية‭: ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تستخدمها‭ ‬الحكومات‭ ‬والمنظمات‭ ‬الكبيرة،‭ ‬ولكنها‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬فعّالة‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يؤيدون‭ ‬منظمات‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف‭ ‬فعلاً‭.‬
•‭  ‬الخطابات‭ ‬المضادة‭ ‬الأخلاقية‭: ‬تبين‭ ‬هذه‭ ‬انعدام‭ ‬الأخلاق‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬العنيف‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬مفيدة‭ ‬لموجهي‭ ‬الرسائل‭ ‬الذين‭ ‬يتمتعوا‭ ‬بتأثير‭ ‬معنوي‭ ‬على‭ ‬الجمهور‭.‬
•‭  ‬الخطابات‭ ‬المضادة‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬والدينية‭: ‬سيكون‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬هو‭ ‬الأجدى‭ ‬بالنسبة‭ ‬لموجهي‭ ‬الرسائل‭ ‬الذين‭ ‬يحظون‭ ‬بنفوذ‭ ‬ديني‭ ‬لدى‭ ‬الجمهور،‭ ‬مثل‭ ‬الأئمة،‭ ‬وعلماء‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬الدينية‭.‬
•‭  ‬الخطابات‭ ‬المضادة‭ ‬التكتيكية‭: ‬تبيّن‭ ‬هذه‭ ‬أن‭ ‬العنف‭ ‬أقل‭ ‬تأثيراً‭ ‬من‭ ‬الوسائل‭ ‬الأكثر‭ ‬سلمية‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭. ‬كما‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬المنظمات‭ ‬الحكومية‭ ‬والمحلية‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬هذه‭ ‬الخطابات‭ ‬المضادة‭ ‬أن‭ ‬توفر‭ ‬أفكاراً‭ ‬حول‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬يستطيع‭ ‬بها‭ ‬الجمهور‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬بدون‭ ‬عنف‭.‬
•‭   ‬الفكاهة‭ ‬والسخرية‭: ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬نزع‭ ‬الشرعية‭ ‬عن‭ ‬خطابات‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف،‭ ‬ولكنها‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬الجمهور‭ ‬المستهدف،‭ ‬وتعزز‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ “‬عبثية‭ ‬الإرهاب‭ ‬بالنسبة‭ ‬لعموم‭ ‬الجماهير‭”‬،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تدعم‭ ‬بالفعل‭ ‬المنظمات‭ ‬المتطرفة‭.‬
أوصى‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬الاجتماع‭ ‬بأن‭ ‬يعمل‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬مع‭ ‬صناع‭ ‬السياسة‭ ‬والمجتمع‭ ‬المحلي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استحداث‭ ‬خطابات‭ ‬مضادة‭.‬
وجاء‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬عن‭ ‬الاجتماع‭ ‬أن‭: “‬المشاركين‭ ‬اتفقوا‭ ‬بصورة‭ ‬عامة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الحاجة‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬الأصوات‭ ‬ذات‭ ‬المصداقية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الشعبي‭ ‬للتصدي‭ ‬للرسائل‭ ‬التي‭ ‬تبثها‭ ‬منظمات‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف‭ ‬كل‭ ‬يوم‭. ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬المشاركون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التفاعل‭ ‬وجهاً‭ ‬لوجه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬أمراً‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬لا‭ ‬تنتشر‭ ‬فيه‭ ‬الإنترنت‭ ‬بدرجة‭ ‬كبيرة‭”.‬
ومن‭ ‬بين‭ ‬طبقات‭ ‬الاقتراحات‭ ‬المتعددة،‭ ‬يشدد‭ ‬تقرير‭ ‬اجتماع‭ ‬هدايه‭ ‬والمركز‭ ‬الدولي‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬على‭ ‬قيمة‭ ‬الخطابات‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬تنشأ‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المجتمع‭ ‬المحلي‭.‬
ونص‭ ‬التقرير‭ ‬على‭ ‬أن‭ “‬الخطابات‭ ‬البديلة‭ ‬الجذابة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬التطرف‭ ‬والتجنيد‭ ‬إذا‭ ‬وُجهت‭ ‬إلى‭ ‬الجمهور‭ ‬المستهدف‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬مصادر‭ ‬موثوق‭ ‬بها‭. ‬وتم‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي‭ ‬عنصر‭ ‬رئيسي؛‭ ‬وأن‭ ‬قادة‭ ‬المجتمع‭ ‬المحلي‭ ‬الذين‭ ‬يبلغون‭ ‬بعمليات‭ ‬التطرف‭ ‬والتجنيد‭ ‬المحتملة‭ ‬في‭ ‬منظمات‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتهم‭ ‬هم‭ ‬أفضل‭ ‬شركاء‭ ‬في‭ ‬المساعي‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬مكافحة‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المجتمعات‭”.    ‬

التعليقات مغلقة.