مقابلة مع العميد زكريا نغوبونغو تحت المجهر بواسطة ADF آخر تحديث يناير 20, 2016 شارك مدير فلينتلوك 2015، يتحدث فيها عن قيادة تدريب عسكري تشارك فيه جيوش متعددة وتُستخدم فيه تكنولوجيا حديثة. عمل العميد التشادي زكريا نغوبونغوى كمدير لتدريب فلينتلوك 2015، مع تشاد بوصفها الدولة المضيفة. وهو في بلده قائد مجموعة المدارس العسكرية المشتركة. ورغم أنه شارك في عدة تدريبات عسكرية متعددة الجنسيات، فهذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها في تدريب فلينتلوك. وقد أجرت مجلة أفريكا ديفينس فوروم مقابلة مع العميد مرتين في معسكر قريب من نجامينا في الأيام الأخيرة من التدريب في آذار/ مارس 2015. وتحدث العميد باللغة الفرنسية، وتولى مترجم نقل الحديث إلى اللغة الإنجليزية. وفيما يلي مقتطفات من هاتين المقابلتين: العميد زكريا نغوبونغو من تشاد يلتقي بزوار خلال تدريب فلينتلوك 2015.أسرة أيه دي إف س: من المثير أن هذه هي المرة الأولى لك في فلينتلوك، ومع ذلك أنت المسئول عن إدارة التدريب. ج: نعم، بصفتي مديراً رئيسياً لفلينتلوك 2015، فإنني ألعب دور المنسق. هذه هي أول مرة لي في فلينتلوك، ولكني شاركت في العديد من التدريبات المتعددة الجنسيات والمتعددة الأبعاد. ففي أنغولا، كنت في تدريب كوانزا عام 2010، قائد القوات المتعددة الجنسيات. كان هذا تدريباً شارك فيه 4000 رجل تحت قيادتي. وفي عام 2014 توليت القيادة والسيطرة في تدريب في تنزانيا. شاركت كذلك عام 2014، في تدريب آخر، لوانغو، في جمهورية الكونغو. وكانت جميع هذه التدريبات متنوعة. وفلينتلوك تدريب يتركز للغاية على الاتصالات وتبادل المعلومات. هو أبرز ما في هذا التدريب- أن تكون قادراً على استغلال التكنولوجيا الفائقة وأجهزة الاتصالات. وفي كثير من التدريبات الأخرى، لم تكن أجهزة الاتصالات متوافقة بين الدول المشاركة. وهذا يخلق دائماً صعوبة في التدريب. وهذا التدريب يركز أكثر على التوافقية. ولكن يتساوى الأمر في النهاية، لأن المناورات هي المناورات. أما بالنسبة للبقية، فهناك دائماً مظلات، وإسقاط تموين وإعادة تموين، ونقاط تفتيش وتأمين مناطق. وكل هذا يتراكم ليبني تدريباً واستعراضاً ختامياً. يتكرر الشيء ذاته في كل التدريبات. س: هناك قلق متواتر منذ سنوات من أن التدريبات العسكرية، والدول المشاركة كثيراً ما كان لديها أنظمة اتصالات لاسلكية غير متوافقة مع بعضها البعض. هل أحدث استخدام الهواتف المحمولة فرقاً هذه السنة؟ ج: لننظر إلى الحقائق في مسرح العمليات. نعم لدينا هوائيات؛ نعم لدينا وسائل مختلفة لنقل المعلومات. ونعم، أصبح الهاتف النقال الآن أداة أخرى مفيدة للغاية. ولكن الخلاصة هي أن الأمر يتعلق بالاتصال البشري بطريقة أو بأخرى. وكرجل في الميدان، عندما يتعقد الأمر فسوف نتعامل مع بما لدينا من وسائل. س: معروف عن مقاتلي بوكو حرام بأنها قريبون من هنا. هل غيّر وجودهم التدريب بأي شكل من الأشكال؟ ج: لا. لم يكن لهذا تأثير. فهذا التدريب كان مخططاً له منذ فترة طويلة. لقد جاءوا بفكرة العمليات التي تم تخطيطها لهذا التدريب. فهي مجرد صدفة بسيطة. كل هذه الأحداث وقعت بين شهري شباط/ فبراير وآذار/ مارس. وهذا تاريخياً عندما تم تحديد موعد فلينتلوك. إنها مجرد صدفة بسيطة أن كان هذا عندما بدأت بوكو حرام في التحرك. لم يكن لها تأثير على تحضيرنا للتدريب. ماعدا بالطبع حقيقة أن هذا التدريب يجري الآن في سياق معين أكثر. نعم، لدينا إطار رؤية عالية لبعض الأعمال التي تقوم بها بوكو حرام؛ فقد زرعوا الرعب. وزرعوا الفوضى في كل مكان، لا سيما في المنطقة دون الإقليمية. ولكن هذا التدريب أتاح لنا مع ذلك المناسبة الصحيحة للتجمع والإعداد سوياً. س: كان هناك على ما يبدو تأكيد حقيقي على أن تعمل الدول المشاركة سوياً. ج: لقد جذبنا تدريب فلينتلوك مع بعضنا البعض؛ أتاح لنا الوقت معاً. لماذا يُعتبر هذا الأمر مهماً؟ إنه مجرد إحماء- إنه مجرد إحماء للتعامل مع الواقع الذي سيتعين علينا أن نتعامل معه. التدريب لم يتغير؛ ولكن سياق التدريب تغير. لقد كانت عملية إحماء مثالية للعمليات الواقعية الحقيقية. س: هل تعني “بالعمليات الحقيقية” التعامل مع المتطرفين؟ ج: الإرهاب – إنها ليست قضية بلد واحد. فالإرهاب ليس له وجه؛ وليس له أرض. وليس له حدود. وليس له أصدقاء. وهذا يتطلب من الجميع أن يتقاسموا الموارد. علينا أن نتضافر في جهودنا. يمكننا جميعا أن نكافح الإرهاب سوياً. وحدنا لن نستطيع مطلقاً تحقيق الحالة التي نتمناها. فسوف يحتاج ذلك إلى العمل معاً. إن الأمر يتعلق بمهمتنا الأساسية. فالمهمة الأساسية لدولة ما ولقواتها المسلحة تتمثل في حماية المدنيين على أساس طويل الأجل، وتوفير بيئة آمنة لهم. تتمثل في تحقيق الاستقرار على حدودنا وما يحدث داخلها. وإذا انتهكت بوكو حرام أو أي أحد آخر سلامة أمتنا، وأمننا، كيف يمكن أن نتجاهل هذا؟ إذا جاء شخص ما وهاجم سكاننا، سوف يكون ردنا على ذلك التهديد مدروساً وملائماً. س: في عام 2013، احتل بلدكم عناوين الصحف حول العالم حين أرسلتم قوات إلى مالي للمساعدة في محاربة المقاتلين المرتبطين بالقاعدة. هل هذا هو نوع التعاون الدولي الذي تتحدث عنه؟ ج: إن هدفنا هو تحقيق الاستقرار في القارة الأفريقية بأسرها. إنها ليست مجرد تشاد، إنها قارتنا. نعم، نحن ملتزمون بإرسال قواتنا لمساعدة أشقائنا. لا علاقة للأمر بما إذا كانت مالي أو دولة أخرى. فالإرهاب ليس له وجه، وليس له حدود. إنها ليست مجر قضية قاصرة على دولة واحدة. لسنا دولة عظمى. نحن نعمل مع أشقائنا. س: هل تدريب فلينتلوك ينصب في معظمه على التحضير لحرب غير متكافئة؟ ج: تدريب فلينتلوك له أهداف محددة. الهدف الأول هو التبادل المشترك للموارد وأن نتعاون معاً. ويجب تفعيل هذه الموارد المشتركة، ووضعها موضع التنفيذ، وتحسين التوافقية وتعزيزها. وكما تعلم، عندما تجمع هذا العدد الكبير من الناس معاً، فإنهم يحضرون برؤى مختلفة وخبرات متباينة. تجمع بينهم ويتشارك الجميع. إنها هذه الاختلافات والمبادئ والقيم التي لدينا، ودرايتنا، وثقافتنا، وهويتنا، التي تجمع بيننا. وإذا وضعت في اعتبارك الآن، فقد تحدثنا عن عناصر التدريب، ولكن هناك جانباً آخر من فلينتلوك لا يمكن أن يُنسى: إنه العنصر الإنساني الطبي. العمليات المدنية- العسكرية. كان هذا أمراً آخر تم التركيز عليه. لذلك نحن مسؤولون عن حماية مواطنينا، والمهم عندما تحمي المواطنين هو أن تعزز أيضاً الروابط والصلات بيننا وبين المدنيين. نحن في حاجة لأن يعرف المدنيون أننا هنا من أجلهم وأن يطمئنوا لطبيعة دورنا الحقيقي. س: من بين المواضيع في تدريب فلينتلوك هذا العام الممارسة، كما هو الحال في التدرب على الأسلحة النارية، والقدرة على التكيف، مع تكنولوجيا الاتصالات الجديدة. ج: الجنود بحاجة إلى ممارسة متواصلة. بحاجة إلى التدرب كل يوم. وفلينتلوك يمثل إطار عمل كبير لتدريبنا، والجمع بيننا، والتكيف مع التقنيات الجديدة. إن التكنولوجيا تتقدم بسرعة. والإرهابيون يغيرون أساليب عملهم باستمرار. ويجب أن تكون لدينا إجراءات عملياتية جديدة. ويجب على القوات المسلحة بأسرها أن تهتم وتشارك في هذا. س: حدّثنا عن أنواع المتطرفين الذين تستخدمهم في سيناريوهات التدريب الخاص بكم. ج: بوكو حرام وإرهابيون آخرون. والسكان هم مصدر تجنيدهم. عن أي نوع من السكان نتحدث؟ الذين يعصف بهم الفقر. القصّر. الناس الذين يعيشون حياة صعبة. نعم، هؤلاء هم الناس الذين يستهدفونهم كما أنهم يميلون إلى البحث عن فئة عمرية محددة – الشباب دائماً. لماذا؟ الوسيلة المالية. هؤلاء الشباب لا يدركون المخاطر. لا يفهمون الأخطار. إن كل من يبحثون عنهم موجودون أمام أنوفهم في الشوارع السهلة. س: هل تعتقد أن الدروس المستفادة من فلينتلوك سوف تساعد في تحسين عملية تبادل المعلومات الاستخباراتية في المنطقة؟ ج: إن تبادل المعلومات هذا من العناصر الأساسية في مكافحة الإرهاب – إنه أمر ضروري. إذا لم نتبادل المعلومات، لن نصل مطلقاً إلى المرحلة النهائية. إن فلينتلوك هو ما نحتاجه بالضبط، فهو يمثل الوقت والمكان المناسبين لنتجمع سوياً. نحن نتبادل المعلومات ونضعها موضع التنفيذ. وكما لاحظتم، فإن بوكو حرام موجودة في المنطقة دون الإقليمية، وإذا كنا سنحاربها، فإن هذا النوع من التدريب الذي مارسناه لتونا هو النموذج المثالي الملموس لما نحتاج أن نفعله بصورة أكبر في المستقبل. إذا نظرت إلى إطار عمل هذا التدريب، داخل مركز التنسيق، كانت هناك خليتان، خلية للتعامل مع بوكو حرام، والأخرى للتعامل مع القاعدة في المغرب الإسلامي. هاتان الخليتان تتواصلان مع بعضهما البعض أثناء العمل، ولكن ليس فقط فيما بينهما. هناك أيضاً اتصال مباشر مع مراكز التنسيق الوطنية، مثل الموجودة في النيجر، وتونس والكاميرون. وفي إطار عمل التدريب، كان هناك تواصل ملموس. وفي الوقت نفسه، كان يُستغل لحقيقة ما كان يجري في المنطقة دون الإقليمية. ولمجرد إعطائك مثالاً ملموساً، فإنه أثناء الأحداث التي شاهدتها على شاشة التلفزيون في ديكوا بنيجيريا [استعادت القوات النيجيرية والتشادية البلدة من بوكو حرام]، تم تبادل المعلومات بشأنها في الوقت الحقيقي أثناء التدريب نفسه.
التعليقات مغلقة.