التعاون من الساحل إلى الساحل تحت المجهر بواسطة ADF آخر تحديث أكتوبر 15, 2015 شارك دول خليج غينيا تتجمع في غانا لإقامة شراكات ضد الجريمة البحرية عميد بحري جيفري بيكرو، رئيس هيئة الأركان البحرية، بحرية غانا. أسرة أيه دي إف في كانون الثاني/ يناير 2015، أبحرت ناقلة نفط تقل طاقماً من تسعة أفراد عبر خليج غينيا قبالة ساحل نيجيريا. وسرعان ما سقطت السفينة ضحية لتهديد إقليمي مشترك. فبالقرب من واري، بنيجيريا، صعد ثمانية قراصنة مدججين بالسلاح إلى السفينة إم تي ماريام، التي كانت متجهة إلى ميناء في توغو، وتولوا قيادتها. ومن هناك، واصلت السفينة طريقها نحو ساحل غرب أفريقيا. وقد اكتنف الغموض الجانب الأكبر من هذه الرحلة. في مرحلة ما، لا بد أن يكون القراصنة قد دفعوا السفينة إلى جوار سفينة أخرى يديرها متواطئون معهم. عمل الطاقمان على سحب الـ 1500 طن متري من النفط الخام الذي كانت تحمله. وأفادت وكالة رويترز بأن قوات من بنين، وغانا، ونيجيريا وتوغو أخذت تفتش عن السفينة التي تحمل الشحنة المسروقة. وفيما اجتازت السفينة المياه الإقليمية لتوغو إلى داخل المجال البحري لغانا، حدث شيء بسيط للغاية- ولكنه مهم جداً: التقط قائد بحرية توغو الهاتف واتصل بنظيره في غانا، العميد بحري جيفرى بيكرو. طمأن بيكرو زميله إلى أنه سيهتم بهذا الأمر. تم إرسال السفينة جي إن إس بليكا، بقيادة النقيب بحري مايكل دوفور، إلى السفينة المختطفة على بعد 26 ميلاً بحرياً جنوب شرق مدينة تيما الساحلية في غانا، حسب ما ذكرته صحيفة ديلي غرافيك الغانية. وهناك، استولت بحرية غانا على السفينة دون وقوع إصابات بين أفراد طاقمها، أو المجرمين أو البحارة. صادرت البحرية أربعة رشاشات هجومية من طراز أيه كيه-47، و300 طلقة ذخيرة، وبندقية ضخ، و18 هاتف نقال، ونحو 1500 دولار وثلاثة أجهزة لاسلكي عالية التردد. فريق اعتلاء من ساحل العاج يقترب من السفينة إف جي إس براندينبيرغ خلال سيناريو صيد غير مشروع في 21 آذار/ مارس كجزء من تدريب أوبانغيم إكسبريس 2015. وقبلها بشهرين فقط، كان بيكرو قد قاد سفينتين تابعتين لبحرية غانا إلى توغو وبنين فيما أخذت فرقة تابعة للبحرية تعزف مقطوعات على ظهرهما. وعند كل محطة، ناقش بيكرو ونظراؤه مسائل تتعلق بالتدريب المشترك، وتبادل الزيارات، وتبادل المعلومات والاستخبارات. وقام القادة بالتوقيع على بيانات مشتركة لترسيخ التزاماتهم. قال بيكرو لمجلة أيه دي إف، “سنبدأ قريباً جداً تدريبات مشتركة في البحر، وناقشنا أيضاً المطاردات الساخنة داخل المياه الإقليمية للدول الأخرى أو المناطق الاقتصادية الخالصة للآخرين، بعد مصادقة حكوماتنا عليها. ولكن في كل هذه الالتزامات، أوضحت حماسة نظرائي أننا في الطريق إلى تحقيق نجاح كبير”. قوة الشراكات المنطقة البحرية لغرب أفريقيا شاسعة، تمتد فيها بعض السواحل من أنغولا إلى السنغال. وتضم خليج غينيا، حيث تتقاطع انشطة واسعة بين التجارة والجريمة، وتسفر أحياناً عن عواقب عنيفة. وكثير من القوات البحرية في غرب أفريقيا محدودة في قدرتها على القيام بدوريات فعّالة في مياهها الإقليمية ومناطقها الاقتصادية الخالصة، التي تبعد 200 ميل بحري عن الشاطئ. تمثل المنطقة، وعدد السفن المارة من خلالها، عبئاً كبيراً لا تقدر دولة واحدة على تحمله. ويعني عدد الدول- ومجموعها 17- أنه يتعين على كل دولة أن تحترم سيادة جاراتها في البحر. والشراكات الثنائية أو المتعددة الأطراف هي السبيل الوحيد لمكافحة القراصنة، ولصوص النفط وعمليات الصيد غير المشروعة. تُعتبر مبادرات بحرية غانا تجاه توغو وبنين في تشرين الثاني/ نوفمبر 2014 وزيارة بيكرو لنظيره في ساحل العاج في شباط/ فبراير 2015 لتعزيز التعاون وتبادل المعلومات، أمثلة على احتمالات التعاون. قال بيكرو، “إن المجرمين يستفيدون من حدودنا البحرية الدولية غير المرسومة لارتكاب جرائم في دولة ما والانتقال فوراً إلى المياه الإقليمية لدول أخرى للإفلات من الاعتقال”. عضو في فريق اعتلاء من بنين يتسلق السفينة إف جي إس براندينبيرغ التابعة للبحرية الألمانية أثناء سيناريو يحاكي عملية تهريب مخدرات كجزء من تدريب أوبانغيم إكسبريس في 25 آذار/ مارس 2015. ضابط ثالث لويس آر. شافيز الابن/ البحرية الأمريكية وفي آذار/ مارس 2015، أصبحت أكرا، بغانا، مركزاً للتعاون البحري بفعاليتين رئيسيتين. الأولى، مؤتمر المراقبة الساحلية والبحرية في أفريقيا الذي جمع كبار ضباط البحرية وخبراء الأمن البحري الدوليين والموردين لمناقشة أفضل الممارسات والتكنولوجيا المتاحة لحماية المجال البحري. وبعدها ببضعة أيام، بدأ تدريب أوبانغيم إكسبريس 2015، وهو تدريب بحري متعدد الجنسيات في خليج غينيا. تدريب مبني على التكاتف تأتي كلمة “أوبانغيم” من لغة الفانغ بجنوبي الكاميرون وأجزاء أخرى من وسط أفريقيا. وهي تعني “التكاتف”، وهو اسم مناسب للفعالية في خليج غينيا. ترعى القيادة الأمريكية لأفريقيا التدريب السنوي، الذي جمع 23 دولة معاً: أنغولا، وبلجيكا، وبنين، والبرازيل، والكاميرون، وساحل العاج، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والدنمارك، وغينيا الاستوائية، وفرنسا، والغابون، وألمانيا، وغانا، ونيجيريا، والنرويج، والبرتغال، وجمهورية الكونغو، وساو تومي وبرينسيبى، وإسبانيا، وتوغو، وتركيا، والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. وللتدريب أغراض متعددة وطبقات متعددة. فالهدف منه مساعدة الدول الأفريقية في تطبيق اتفاقية ياوندي لقواعد السلوك، التي وقعتها في الكاميرون في حزيران/ يونيو 2013 أكثر من 20 دولة من غرب ووسط أفريقيا. ومن خلالها، توافق الدول على التعاون في مجال الأمن البحري عن طريق تبادل المعلومات والبلاغات، واعتراض السفن المشبوهة بارتكاب نشاطات غير مشروعة، والقبض على المجرمين ومحاكمتهم، ورعاية وتسليم البحارة الذين تعرضوا لنشاط غير مشروع. الملازم مايكل أسياما، بحرية غانا أسرة أيه دي إف اختبر تدريب أوبانغيم إكسبريس وعزز هذه القدرات بعدة طرق. تم تنفيذ أربعة سيناريوهات في البحر باستخدام سفن كبيرة من الولايات المتحدة، والبرازيل والدول الأوروبية. شاركت اثنتان في عملية اختطاف ناقلة نفط. قامت إحداهما بمحاكاة عملية تهريب أسلحة، بينما حاكت الثانية عملية صيد غير مشروعة، وغير مبلّغ عنها وغير منظمة. تم تنفيذ هذه السيناريوهات عبر المياه من أنغولا إلى غانا وشاركت فيها ثماني سفن كبيرة. قام موظفون عاملون في مراكز العمليات البحرية الوطنية بتعقب السفن وهي تتحرك على طول الخطوط الساحلية. اختبرت السيناريوهات قدرات كل دولة على أن تفعل هذا في الوقت الذي تستجيب فيه لمحفزات من مجموعة السيطرة على التدريب المتعدد الجنسيات المتمركزة في مركز كوفي عنان الدولي للتدريب على عمليات حفظ السلام في أكرا. وفيما غادرت السفن مياه دولة ما ودخلت مياه دولة أخرى، يسلم مركز العمليات البحرية الوطنية للدولة الأولى السفينة إلى الدولة التالية. وقد اختبر هذا قدرة الدولة على التواصل بفعالية مع دول الجوار بشأن التهديدات البحرية. استخدمت الدول المشاركة سفناً كبيرة في تدريبات اعتلاء وتفتيش ومصادرة السفن لتحسين قدراتها على احتجاز السفن المخطوفة أو السفن التي تمارس أنشطة غير مشروعة في مياهها. تأكيد نقاط القوة، وإبراز نقاط الضعف والغرض من تدريب مثل أوبانغيم إكسبريس هو مساعدة الدول على أن ترى التحسينات اللازمة لضمان تعاون فعّال متعدد الجنسيات. وقال الملازم مايكل أسياما، الضابط المسؤول عن مركز العمليات البحرية الوطنية في مقر قيادة البحرية الغانية، إنه وموظفيه تعلموا دروساً من مشاركتهم. وقال أسياما إن موظفيه تمكنوا من الاتصال بفعالية مع دول أخرى، لا سيما توغو وساحل العاج. غير أن التدريب أبرز حاجز اللغة. فقال، “إنه جلب إلى السطح حقيقة أن الفرنسية كلغة ثانية ستكون أفضل ومفيدة بالنسبة لنا لأن الدول المجاورة تتحدث الفرنسية. وأعتقد أنه بسبب حاجز اللغة – على الأقل بالنسبة لنا العاملين في مركز العمليات البحرية الوطنية، ومختلف المراكز- سيكون من الضروري أن تكون لنا معرفة أساسية باللغة الفرنسية”. ولا بد من معالجة مثل هذه التحديات وغيرها من أجل المضي قدماً، ولكن بالفعل هناك بعض التعاون الفعّال جار في خليج غينيا. ’العملية ازدهار’ في عام 2011، كانت المياه قبالة شرق أفريقيا -لا سيما خليج عدن- لا تزال النقطة المحورية العالمية للقرصنة. غير أنه بحلول أيلول/ سبتمبر من تلك السنة، وصلت الحوادث في خليج غينيا إلى مستوى جعل رئيس بنين توماس بوني يايي يتصل بنظيره النيجيري طلباً للمساعدة في القيام بدوريات في المياه قبالة سواحلهما المتجاورة. أسفر الاتفاق الذي نجم عن هذا الاتصال عن “العملية ازدهار”. كتبت جوانا أما أوسي- توتو، الباحثة المشاركة في مركز كوفي عنان الدولي للتدريب على عمليات حفظ السلام، تقول إنه في العملية ازدهار “توفر البحرية النيجرية السفن ومعظم الخدمات اللوجستية والموارد البشرية للعملية، بينما تفتح بحرية بنين مياهها أمام سفن البحرية النيجيرية للقيام بدوريات فيها. كما تستضيف بنين مقر قيادة العملية ازدهار في كوتونو”. وأضافت أوسي- توتو أن العملية ازدهار تضمن المرور الآمن للسفن، وتوفر حماية ضد استغلال الموارد، وتساعد في الحيلولة دون امتداد الهجمات في مياه بنين إلى المجال البحري لنيجيريا. وقالت أوسي- توتو لمجلة أيه دي إف، إنه حينما يقيم المجرمون “وليمة في مياه دولة ما”، كما فعلوا كثيراً بالقرب من ساحل نيجيريا، فإنهم يحتاجون إلى الفرار إلى المياه الإقليمية لدولة أخرى لتفادي القبض عليهم. في البداية، كان لصوص النفط يشفطون الوقود وينقلونه إلى المياه النيجيرية. “ولكن عندما بدأت نيجيريا في إغلاق هذه الجداول وسد هذه الثغرات، احتاجوا إلى مكان يذهبون إليه لممارسة أعمالهم. لذلك فإنهم يأخذونه من نيجيريا ويذهبون به إلى المكان التالي الأكثر أماناً…. وهو بنين”. إن العملية ازدهار، التي كان من المفترض أن تستمر ستة أشهر، تم تمديدها. وقالت أوسي- توتو إنها تُعد نموذجاً للتعاون الفعّال. تحديد المناطق يجعل الشراكات ممكنة فيما كان خبراء الأمن البحري يستعدون لمؤتمر المراقبة الساحلية والبحرية في أفريقيا وتدريب أوبانغيم إكسبريس في غانا، افتتحت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا مركز التنسيق البحري المتعدد الجنسيات بكوتونو، في بنين، لما يُعرف بمنطقة إي التجريبية. تضم المنطقة بنين، والنيجر، ونيجيريا وتوغو. وسوف ينسق المركز النشاطات المشتركة، بما في ذلك الدوريات، وتبادل المعلومات، والتدريب والتمرين، وذلك وفقاً لتحليل معهد الدراسات الأمنية. والمنطقة إي التجريبية جزء من الاستراتيجية البحرية المتكاملة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (أنظر صفحة 13) وتنبع من قمة ياوندي في حزيران/ يونيو 2013، التي أنتجت مدونة قواعد السلوك. وتم إنشاء منطقتين أخريين بين دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا: المنطقة إف التي تضم بوركينا فاسو، وساحل العاج، وغانا، وغينيا، وليبيريا وسيراليون. والمنطقة جي التي تضم الرأس الأخضر، وغامبيا، وغينيا-بيساو، ومالي والسنغال. والمنطقتان إف و جي لا تعملان، ولكن غانا وغيرها سوف تراقب العمليات في المنطقة إي. أنشأت المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا المنطقتين أيه و دي. وتضم المنطقة أيه أنغولا، وبوروندي، وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية الكونغو. وتضم المنطقة دي، التي كانت أول منطقة يتم تشغيلها، الكاميرون، والغابون، وغينيا الاستوائية وساو تومي وبرينسيبى. ويوجد مركزها الإقليمي في دوالا، بالكاميرون. وقال العميد بحري هيرفي نامبو ندواني، الرئيس الخاص لأركان الدفاع لرئيس الغابون، لمجلة أيه دي إف، بأن التعاون في المنطقة دي “كان ناجحاً جداً” وأن الدول هناك تبادلت الخبرات مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا. تبادل المعلومات، خارجياً وداخلياً يمكن لتبادل المعلومات والموارد بين الدول المتجاورة أن يزيد القدرة على مكافحة القرصنة وغيرها من الجرائم البحرية. ومن بين الطرق لتسهيل ذلك، كما قالت أوسي- توتو، هو أن يبني الزعماء في مختلف البلدان علاقات شخصية مع بعضهم البعض. فهذا يسمح للمسؤولين بأن يتبادلوا المعلومات ويتخذوا الإجراءات بدلاً من أن ينتظروا أن تأخذ المعلومات طريقها صعوداً وهبوطاً في سلسلة القيادة لدى الجانبين. فهذا قد يكون مضيعة للوقت وغير فعّال. فحينما شقت السفينة إم تي مريام طريقها داخل مياه غانا، اتصل رئيس الأركان البحرية في توغو هاتفياً بالعميد البحري بيكرو. وعمل بيكرو على إرسال سفينة لاعتراض إم تي مريام والقبض على اللصوص الذين كانوا على متنها. قال بيكرو، “عندئذ اتصلت بنظيري [لأقول] إنه تمت السيطرة على السفينة؛ وأن عليه أن يرسل موظفيه للحضور وإجراء التحقيقات المختلفة. وهذا ما حدث”. ولكن هذا ليس سوى جزء من لغز معقد. فكل دولة لديها العديد من الأجهزة إضافة إلى البحريات الوطنية: خدمات الهجرة، والجمارك، والشرطة البحرية، وسلطات الموانئ، وسلطات مكافحة المخدرات وخفر السواحل. وستكون هذه الأجهزة المتعددة على استعداد كذلك لتبادل المعلومات مع بعضها البعض. قالت أوسي- توتو، “إن هذه ليست دورة الألعاب الأولمبية. لا توجد ميدالية ذهبية إذا قبضت البحرية عليهم ولم تستطع الشرطة البحرية ذلك. أو لا توجد ميدالية إذا كان خفر السواحل هو الذي قبض عليهم وليست الشرطة. لا توجد جائزة لمن فعلها أولاً”.
التعليقات مغلقة.