دول خليج غينيا تتجمع في غانا لإقامة شراكات ضد الجريمة البحرية
![Biekro](https://adf-magazine.com/wp-content/uploads/2015/09/Biekro-150x150.jpg)
في كانون الثاني/ يناير 2015، أبحرت ناقلة نفط تقل طاقماً من تسعة أفراد عبر خليج غينيا قبالة ساحل نيجيريا. وسرعان ما سقطت السفينة ضحية لتهديد إقليمي مشترك.
فبالقرب من واري، بنيجيريا، صعد ثمانية قراصنة مدججين بالسلاح إلى السفينة إم تي ماريام، التي كانت متجهة إلى ميناء في توغو، وتولوا قيادتها. ومن هناك، واصلت السفينة طريقها نحو ساحل غرب أفريقيا. وقد اكتنف الغموض الجانب الأكبر من هذه الرحلة.
في مرحلة ما، لا بد أن يكون القراصنة قد دفعوا السفينة إلى جوار سفينة أخرى يديرها متواطئون معهم. عمل الطاقمان على سحب الـ 1500 طن متري من النفط الخام الذي كانت تحمله. وأفادت وكالة رويترز بأن قوات من بنين، وغانا، ونيجيريا وتوغو أخذت تفتش عن السفينة التي تحمل الشحنة المسروقة.
وفيما اجتازت السفينة المياه الإقليمية لتوغو إلى داخل المجال البحري لغانا، حدث شيء بسيط للغاية- ولكنه مهم جداً: التقط قائد بحرية توغو الهاتف واتصل بنظيره في غانا، العميد بحري جيفرى بيكرو.
طمأن بيكرو زميله إلى أنه سيهتم بهذا الأمر. تم إرسال السفينة جي إن إس بليكا، بقيادة النقيب بحري مايكل دوفور، إلى السفينة المختطفة على بعد 26 ميلاً بحرياً جنوب شرق مدينة تيما الساحلية في غانا، حسب ما ذكرته صحيفة ديلي غرافيك الغانية. وهناك، استولت بحرية غانا على السفينة دون وقوع إصابات بين أفراد طاقمها، أو المجرمين أو البحارة. صادرت البحرية أربعة رشاشات هجومية من طراز أيه كيه-47، و300 طلقة ذخيرة، وبندقية ضخ، و18 هاتف نقال، ونحو 1500 دولار وثلاثة أجهزة لاسلكي عالية التردد.
![An Ivorian boarding team approaches the FGS Brandenburg during an illegal fishing scenario on March 21 as part of Obangame Express 2015. [petty officer 3RD CLASS LUIS R. CHAVEZ JR./U.S. NAVY ]](https://adf-magazine.com/wp-content/uploads/2015/09/Ivorian-Boarding-Team-Obangame.jpg)
وقبلها بشهرين فقط، كان بيكرو قد قاد سفينتين تابعتين لبحرية غانا إلى توغو وبنين فيما أخذت فرقة تابعة للبحرية تعزف مقطوعات على ظهرهما. وعند كل محطة، ناقش بيكرو ونظراؤه مسائل تتعلق بالتدريب المشترك، وتبادل الزيارات، وتبادل المعلومات والاستخبارات. وقام القادة بالتوقيع على بيانات مشتركة لترسيخ التزاماتهم.
قال بيكرو لمجلة أيه دي إف، “سنبدأ قريباً جداً تدريبات مشتركة في البحر، وناقشنا أيضاً المطاردات الساخنة داخل المياه الإقليمية للدول الأخرى أو المناطق الاقتصادية الخالصة للآخرين، بعد مصادقة حكوماتنا عليها. ولكن في كل هذه الالتزامات، أوضحت حماسة نظرائي أننا في الطريق إلى تحقيق نجاح كبير”.
قوة الشراكات
المنطقة البحرية لغرب أفريقيا شاسعة، تمتد فيها بعض السواحل من أنغولا إلى السنغال. وتضم خليج غينيا، حيث تتقاطع انشطة واسعة بين التجارة والجريمة، وتسفر أحياناً عن عواقب عنيفة. وكثير من القوات البحرية في غرب أفريقيا محدودة في قدرتها على القيام بدوريات فعّالة في مياهها الإقليمية ومناطقها الاقتصادية الخالصة، التي تبعد 200 ميل بحري عن الشاطئ.
تمثل المنطقة، وعدد السفن المارة من خلالها، عبئاً كبيراً لا تقدر دولة واحدة على تحمله. ويعني عدد الدول- ومجموعها 17- أنه يتعين على كل دولة أن تحترم سيادة جاراتها في البحر. والشراكات الثنائية أو المتعددة الأطراف هي السبيل الوحيد لمكافحة القراصنة، ولصوص النفط وعمليات الصيد غير المشروعة.
تُعتبر مبادرات بحرية غانا تجاه توغو وبنين في تشرين الثاني/ نوفمبر 2014 وزيارة بيكرو لنظيره في ساحل العاج في شباط/ فبراير 2015 لتعزيز التعاون وتبادل المعلومات، أمثلة على احتمالات التعاون.
قال بيكرو، “إن المجرمين يستفيدون من حدودنا البحرية الدولية غير المرسومة لارتكاب جرائم في دولة ما والانتقال فوراً إلى المياه الإقليمية لدول أخرى للإفلات من الاعتقال”.
![Benin-Boarding-Team,-Obangame](https://adf-magazine.com/wp-content/uploads/2015/09/Benin-Boarding-Team-Obangame.jpg)
وفي آذار/ مارس 2015، أصبحت أكرا، بغانا، مركزاً للتعاون البحري بفعاليتين رئيسيتين. الأولى، مؤتمر المراقبة الساحلية والبحرية في أفريقيا الذي جمع كبار ضباط البحرية وخبراء الأمن البحري الدوليين والموردين لمناقشة أفضل الممارسات والتكنولوجيا المتاحة لحماية المجال البحري.
وبعدها ببضعة أيام، بدأ تدريب أوبانغيم إكسبريس 2015، وهو تدريب بحري متعدد الجنسيات في خليج غينيا.
تدريب مبني على التكاتف
تأتي كلمة “أوبانغيم” من لغة الفانغ بجنوبي الكاميرون وأجزاء أخرى من وسط أفريقيا. وهي تعني “التكاتف”، وهو اسم مناسب للفعالية في خليج غينيا. ترعى القيادة الأمريكية لأفريقيا التدريب السنوي، الذي جمع 23 دولة معاً: أنغولا، وبلجيكا، وبنين، والبرازيل، والكاميرون، وساحل العاج، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والدنمارك، وغينيا الاستوائية، وفرنسا، والغابون، وألمانيا، وغانا، ونيجيريا، والنرويج، والبرتغال، وجمهورية الكونغو، وساو تومي وبرينسيبى، وإسبانيا، وتوغو، وتركيا، والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
وللتدريب أغراض متعددة وطبقات متعددة. فالهدف منه مساعدة الدول الأفريقية في تطبيق اتفاقية ياوندي لقواعد السلوك، التي وقعتها في الكاميرون في حزيران/ يونيو 2013 أكثر من 20 دولة من غرب ووسط أفريقيا. ومن خلالها، توافق الدول على التعاون في مجال الأمن البحري عن طريق تبادل المعلومات والبلاغات، واعتراض السفن المشبوهة بارتكاب نشاطات غير مشروعة، والقبض على المجرمين ومحاكمتهم، ورعاية وتسليم البحارة الذين تعرضوا لنشاط غير مشروع.
![Lt.-Michael-Asiamah](https://adf-magazine.com/wp-content/uploads/2015/09/Lt.-Michael-Asiamah-150x150.jpg)