Africa Defense Forum
Africa Defense Forum

استعادة الساحل

منظمة‭ ‬كينية‭ ‬تكافح‭ ‬التطرف‭ ‬بتمكين‭ ‬الشباب

فيليس‭ ‬مويما‭/ ‬المدير‭ ‬التنفيذي،‭ ‬المركز‭ ‬الكيني‭ ‬لدعم‭ ‬المجتمع

Phyllis Muema
فيليس مويما هي مديرة مركز دعم المجتمع في كينيا. في عام 2013 مُنحت الجائزة التقديرية لرئيس الدولة، وهي جائزة رئاسية تشيد بعملها وبأن مركز دعم المجتمع في كينيا يعزز السلام والأمن في ساحل كينيا.

اندلعت‭ ‬معركة‭ ‬ضد‭ ‬التطرف‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬أفريقيا،‭ ‬تكون‭ ‬كينيا‭ ‬الساحلية‭ ‬على‭ ‬الخط‭ ‬الأمامي‭ ‬للجبهة‭.‬

إذا يعيش‭ ‬3‭,‬2‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬–‭ ‬نحو‭ ‬نصفهم‭ ‬مسلمون‭ ‬والنصف‭ ‬الآخر‭ ‬مسيحيون‭- ‬في‭ ‬المقاطعات‭ ‬الست‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬كينيا‭ ‬الساحلية‭. ‬وتبلغ‭ ‬مساحة‭ ‬المنطقة‭ ‬نحو‭ ‬600‭ ‬كيلومتر‭ ‬مربع‭ ‬وتمتد‭ ‬من‭ ‬الحدود‭ ‬الجنوبية‭ ‬لكينيا‭ ‬مع‭ ‬تنزانيا‭ ‬إلى‭ ‬حدودها‭ ‬الشمالية‭ ‬الشرقية‭ ‬مع‭ ‬الصومال‭. ‬وللمنطقة،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬أكبر‭ ‬مدنها‭ ‬الساحلية‭ ‬مومباسا،‭ ‬تاريخ‭ ‬من‭ ‬التوتر‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬الوطنية‭. ‬إذ‭ ‬يعتقد‭ ‬السكان‭ ‬الساحليون‭ ‬أنهم‭ ‬تعرضوا‭ ‬للإهمال‭ ‬لعشرات‭ ‬السنين‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬التنمية‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭. ‬وفي‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬أصبحت‭ ‬مومباسا‭ ‬أيضاً‭ ‬أرضاً‭ ‬خصبة‭ ‬للتطرف‭. ‬فهي‭ ‬تضم‭ ‬عدة‭ ‬مساجد‭ ‬حيث‭ ‬يبشر‭ ‬المشايخ‭ ‬فيها‭ ‬بأيديولوجية‭ ‬متزمتة‭ ‬في‭ ‬خطبهم‭ ‬المثيرة‭ ‬للمشاعر‭. ‬وقد‭ ‬اكتسبت‭ ‬حركة‭ ‬انفصالية‭ ‬تسمى‭ ‬نفسها‭ ‬المجلس‭ ‬الجمهوري‭ ‬لمومباسا‭ ‬أتباعاً‭ ‬وتهدد‭ ‬بالانفصال‭ ‬عن‭ ‬كينيا‭ ‬بالقوة‭ ‬إذا‭ ‬لزم‭ ‬الأمر‭.‬

إضافة‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المزيج‭ ‬الملتهب،‭ ‬فإن‭ ‬سكان‭ ‬كينيا‭ ‬الساحلية‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬والبطالة‭ ‬متفشية‭. ‬فنحو‭ ‬60‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬تحت‭ ‬سن‭ ‬25،‭ ‬والبطالة‭ ‬في‭ ‬خمس‭ ‬من‭ ‬المقاطعات‭ ‬الست‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬المتوسط‭ ‬الوطني‭. ‬وفي‭ ‬مومباسا،‭ ‬تصل‭ ‬نسبة‭ ‬البطالة‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬إلى‭ ‬44‭ ‬بالمائة‭ ‬—‭ ‬أي‭ ‬ضعف‭ ‬المعدل‭ ‬الوطني‭.‬

وليس‭ ‬من‭ ‬المستغرب‭ ‬أن‭ ‬المتطرفين‭ ‬ومن‭ ‬بينهم‭ ‬حركة‭ ‬الشباب‭ ‬قاموا‭ ‬بتجنيد‭ ‬وتدبير‭ ‬هجمات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وكان‭ ‬أبرز‭ ‬هجوم‭ ‬تفجير‭ ‬فندق‭ ‬بارادايس‭ ‬في‭ ‬مومباسا‭ ‬عام‭ ‬2002‭ ‬الذي‭ ‬خلّف‭ ‬13‭ ‬قتيلاً‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2014،‭ ‬استقل‭ ‬متطرفو‭ ‬الشباب‭ ‬حافلة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬بلدة‭ ‬مانديرا‭ ‬وأعدموا‭ ‬28‭ ‬راكباً‭. ‬وقالت‭ ‬الشباب‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬إن‭ ‬عملية‭ ‬القتل‭ ‬كانت‭ ‬انتقاماً‭ ‬من‭ ‬مداهمة‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬الكينية‭ ‬لمساجد‭ ‬في‭ ‬مومباسا‭.‬

ونظراً‭ ‬لأن‭ ‬كينيا‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬تطوير‭ ‬استراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬متماسكة‭ ‬لمواجهة‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف،‭ ‬فإن‭ ‬المنظمات‭ ‬المحلية‭ ‬تحاول‭ ‬سد‭ ‬الفجوة‭ ‬بعرض‭ ‬بديل‭ ‬للتطرف‭ ‬على‭ ‬الشباب‭. ‬ومركز‭ ‬دعم‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬كينيا‭ ‬منظمة‭ ‬غير‭ ‬حكومية‭ ‬تأسست‭ ‬عام‭ ‬2006‭ ‬مهمتها‭ ‬تعبئة،‭ ‬وتنظيم‭ ‬وتمكين‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والسياسية‭. ‬يتعامل‭ ‬المركز‭ ‬مع‭ ‬شباب‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬15‭ ‬و‭ ‬35‭ ‬عاماً‭ ‬بتركيز‭ ‬خاص‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الطلبة،‭ ‬والنساء‭ ‬وكبار‭ ‬رجال‭ ‬الدين‭. ‬كما‭ ‬يعمل‭ ‬المركز‭ ‬أيضاً‭ ‬مع‭ ‬هيئات‭ ‬حكومية‭ ‬محلية،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬الشرطة،‭ ‬والإدارة‭ ‬المدنية‭ ‬واللجان‭ ‬الوطنية،‭ ‬لمعالجة‭ ‬الظروف‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬ظهور‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف‭.‬

وعلى‭ ‬مدى‭ ‬السنوات‭ ‬الثماني‭ ‬الماضية،‭ ‬عرض‭ ‬مركز‭ ‬دعم‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬كينيا‭ ‬مبادرات‭ ‬متنوعة‭ ‬في‭ ‬كينيا‭ ‬الساحلية‭ ‬من‭ ‬بينها‭:‬

عقد‭ ‬تجمعات‭ ‬للسكان‭ ‬المحليين‭ ‬وإقامة‭ ‬نشاطات‭ ‬مدرسية‭ ‬بمشاركة‭ ‬مسؤولين،‭ ‬ورجال‭ ‬شرطة‭ ‬وأفراد‭ ‬من‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بناء‭ ‬جسور‭ ‬للتفاهم‭. ‬ونظراً‭ ‬لأن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬كينيا‭ ‬الساحلية‭ ‬يأتون‭ ‬من‭ ‬أجزاء‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬البلاد،‭ ‬فإن‭ ‬تقديمهم‭ ‬إلى‭ ‬السكان‭ ‬المحليين‭ ‬وتعريفهم‭ ‬بثقافتهم‭ ‬أمر‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭.‬

عرض‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية‭ ‬وحلقات‭ ‬نقاش‭ ‬للمساعدة‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬الخطاب‭ ‬الديني‭ ‬والتعاليم‭ ‬الدينية‭ ‬التي‭ ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬يسيئ‭ ‬المتطرفون‭ ‬تفسيرها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تجنيد‭ ‬الشباب‭.‬

طرح‭ ‬رسائل‭ ‬تفنّد‭ ‬دعايات‭ ‬المتطرفين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بث‭ ‬شهادات‭ ‬الضحايا‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الإذاعة‭ ‬والصحف‭.‬

تدريب‭ ‬الشباب‭ ‬على‭ ‬مهارات‭ ‬تؤهلهم‭ ‬للعمل‭. ‬ومتى‭ ‬اكتسبوا‭ ‬تلك‭ ‬المهارات‭ ‬وبدأوا‭ ‬مشاريع‭ ‬تجارية‭ ‬صغيرة،‭ ‬يساعد‭ ‬مركز‭ ‬دعم‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬كينيا‭ ‬في‭ ‬تدريبهم‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬تسويق‭ ‬منتجاتهم‭ ‬وطلب‭ ‬قروض‭ ‬متناهية‭ ‬الصغر‭ ‬ومصادر‭ ‬تمويل‭ ‬أخرى‭. ‬وقد‭ ‬نجح‭ ‬المركز‭ ‬في‭ ‬تدريب‭ ‬نحو‭ ‬2000‭ ‬شخص‭.‬

تمكين‭ ‬المهمشين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التربية‭ ‬المدنية‭ ‬والتوعية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬فهمهم‭ ‬للدستور،‭ ‬والمواطنة‭ ‬والقيادة‭.‬

الإنجازات

أطلق‭ ‬مركز‭ ‬دعم‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬كينيا‭ ‬شبكة‭ ‬المرأة‭ ‬ضد‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف‭ ‬لدعم‭ ‬ضحايا‭ ‬الإرهاب‭ ‬من‭ ‬الإناث‭. ‬توفر‭ ‬الشبكة‭ ‬التضامن‭ ‬مع‭ ‬النساء‭ ‬اللواتي‭ ‬انضم‭ ‬أبنائهن‭ ‬لجماعات‭ ‬تطرف‭ ‬عنيف‭. ‬كما‭ ‬تمكّنهن‭ ‬من‭ ‬التصدي‭ ‬للأيديولوجية‭ ‬التي‭ ‬تروج‭ ‬للعنف‭ ‬وتعلمهن‭ ‬كيف‭ ‬يستخدمن‭ ‬تأثيرهن‭ ‬كأمهات‭ ‬وراعيات‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬الأطفال‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬التطرف‭.‬

بدأ‭ ‬المركز‭ ‬برنامجاً‭ ‬للشباب‭ ‬تحت‭ ‬اسم‭ ‬كاتا‭ ‬كوتوميوا،‭ ‬ومعناه‭ “‬أرفض‭ ‬أن‭ ‬تُستغل‭”‬،‭ ‬أتاح‭ ‬منبراً‭ ‬للشباب‭ ‬للتحدث‭ ‬مع‭ ‬كبار‭ ‬السن،‭ ‬ورجال‭ ‬الدين‭ ‬ومسؤولي‭ ‬الحكومة‭. ‬وتدور‭ ‬هذه‭ ‬المحادثات‭ ‬حول‭ ‬الخطاب‭ ‬الديني‭ ‬والأيديولوجية‭ ‬الدينية‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬وكلاء‭ ‬التجنيد‭ ‬بتحويرها‭ ‬لتبرير‭ ‬العنف‭. ‬وقد‭ ‬مكّن‭ ‬هذا‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬مجادلة‭ ‬المتطرفين‭ ‬والطعن‭ ‬في‭ ‬وجهات‭ ‬نظرهم‭. ‬قام‭ ‬المشروع‭ ‬بتعريف‭ ‬الشباب‭ ‬بالدستور،‭ ‬والصفات‭ ‬القيادية‭ ‬والوطنية‭. ‬وفتح‭ ‬قنوات‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬والمسؤولين‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬لمناقشة‭ ‬قضايا‭ ‬تتعلق‭ ‬بالاعتقالات،‭ ‬والتهميش‭ ‬والبطالة‭.‬

استعان‭ ‬مركز‭ ‬دعم‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬كينيا‭ ‬بأدوات‭ ‬الوسائط‭ ‬المتعددة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬المجتمعات‭ ‬المعرضة‭ ‬للخطر‭. ‬وقد‭ ‬أتاحت‭ ‬منتديات‭ ‬نقاش‭ ‬الشباب‭ ‬عبر‭ ‬الإذاعة،‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ومجالس‭ ‬النقاش‭ ‬واللافتات‭ ‬إقامة‭ ‬مناظرات‭ ‬موجهة‭ ‬حول‭ ‬طائفة‭ ‬من‭ ‬المواضيع،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬التطرف،‭ ‬والحكم‭ ‬الرشيد‭ ‬وحاجة‭ ‬الشباب‭ ‬إلى‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬القيادة‭. ‬كما‭ ‬عمل‭ ‬المركز‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬الأعضاء‭ ‬السابقين‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬الشباب‭ ‬وساعدهم‭ ‬في‭ ‬رواية‭ ‬تجربتهم‭ ‬مع‭ ‬وحشية‭ ‬الجماعة‭.‬

عقد‭ ‬المركز‭ ‬ورش‭ ‬عمل‭ ‬مشتركة‭ ‬للتخطيط‭ ‬والتدريب‭ ‬بين‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬والزعماء‭ ‬المحليين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توثيق‭ ‬الشراكة‭ ‬والتعاون‭ ‬اللذين‭ ‬يعززان‭ ‬السلام،‭ ‬والأمن‭ ‬واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭. ‬فتحت‭ ‬هذه‭ ‬الورش‭ ‬قنوات‭ ‬اتصال‭ ‬بديلة‭ ‬بين‭ ‬الشرطة‭ ‬ومراقبي‭ ‬السلام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تناول‭ ‬تحديات‭ ‬تبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬وتعريف‭ ‬الشرطة‭ ‬بأهمية‭ ‬احترام‭ ‬الممارسات‭ ‬الثقافية‭ ‬والدينية‭.‬

المستقبل

الآن‭ ‬هو‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬لنقاش‭ ‬وطني‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬الحيلولة‭ ‬دون‭ ‬دفع‭ ‬الشباب‭ ‬إلى‭ ‬التطرف‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬لشباب‭ ‬كينيا‭. ‬ويُعد‭ ‬اعتماد‭ ‬الدستور‭ ‬الجديد‭ ‬عام‭ ‬2010،‭ ‬الذي‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬تداول‭ ‬السلطة‭ ‬ويمنح‭ ‬المقاطعات‭ ‬سيطرة‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬شؤونها‭ ‬المالية،‭ ‬تطوراً‭ ‬إيجابياً‭. ‬وهذا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يسمح‭ ‬لمقاطعات‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬كينيا‭ ‬الساحلية‭ ‬بالاستثمار‭ ‬بصورة‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬تستهدف‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬خاص‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬تعرضوا‭ ‬للتهميش‭ ‬ويواجهون‭ ‬خطر‭ ‬دفعهم‭ ‬إلى‭ ‬التطرف‭.‬

ولا‭ ‬تزال‭ ‬هناك‭ ‬تحديات‭ ‬عديدة‭. ‬فقد‭ ‬نشأت‭ ‬فجوة‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬شباب‭ ‬كينيا‭ ‬الساحلية‭ ‬والشخصيات‭ ‬العامة‭. ‬فأجهزة‭ ‬الأمن‭ ‬الكينية‭ ‬شنت‭ ‬مداهمات‭ ‬تعسفية‭ ‬ووصمت‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬إجرائها‭ ‬تحقيقات‭ ‬بشأن‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف‭. ‬وقد‭ ‬دفع‭ ‬هذا‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحلية‭ ‬إلى‭ ‬الشعور‭ ‬بأنهم‭ ‬ضحايا‭ ‬تحرش‭ ‬الشرطة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يغذي‭ ‬احتمال‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التطرف‭ ‬ويجعل‭ ‬تدخلات‭ ‬مركز‭ ‬دعم‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬كينيا‭ ‬عديمة‭ ‬الجدوى‭.‬

ونحن،‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬دعم‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬كينيا،‭ ‬نعتقد‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬التكاتف‭ ‬والعمل‭ ‬مع‭ ‬السلطات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬منع‭ ‬التطرف‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الشرطة‭ ‬والشخصيات‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬أيضاً‭ ‬لاحترام‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحلية‭ ‬وقيمها‭ ‬الثقافية‭. ‬وباستطاعتنا‭ ‬سوياً‭ ‬وضع‭ ‬استراتيجية‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬حماية‭ ‬حدودنا‭ ‬على‭ ‬أفضل‭ ‬وجه،‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬قيمنا‭ ‬المشتركة،‭ ‬ومنع‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬الذين‭ ‬يستخدمون‭ ‬الدين‭ ‬في‭ ‬إثارة‭ ‬الفوضى‭ ‬وتدمير‭ ‬حياتنا‭. ‬‭ ‬

التعليقات مغلقة.