Africa Defense Forum
Africa Defense Forum

الزعماء التقليديون في النيجر يروجون لصحة الأم

المقالة‭ ‬والصور‭ ‬بقلم‭ ‬جون‭ ‬إيراكيت‭/ ‬إنتر‭ ‬برس‭ ‬سيرفيس

يبلغ‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬النيجر،‭ ‬التي‭ ‬يسودها‭ ‬الجفاف،‭ ‬والجو‭ ‬الحار‭ ‬وكثيراً‭ ‬ما‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬العواصف‭ ‬الرملية،‭ ‬17‭,‬2‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭.  ‬ويساهم‭ ‬غياب‭ ‬الأمن،‭ ‬والجفاف‭ ‬والجريمة‭ ‬العابرة‭ ‬للحدود‭ ‬في‭ ‬هشاشة‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬أفريقيا،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يحصل‭ ‬سوى‭ ‬50‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬مواطنيها‭ ‬على‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭.‬

ويتمتع‭ ‬الزعماء‭ ‬التقليديون‭ ‬في‭ ‬النيجر‭ ‬بنفوذ‭ ‬كبير‭- ‬حتى‭ ‬رؤساء‭ ‬الدولة‭ ‬ورؤساء‭ ‬الجمهورية‭ ‬يسعون‭ ‬لطلب‭ ‬مشورتهم‭ ‬قبل‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬كبرى‭. ‬ولفهمها‭ ‬لدور‭ ‬الزعماء‭ ‬التقليديين،‭ ‬أقام‭ ‬صندوق‭ ‬السكان‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬شراكة‭ ‬تروج‭ ‬لصحة‭ ‬وحقوق‭ ‬المرأة‭. ‬فالبلاد‭ ‬لديها‭ ‬أعلى‭ ‬معدل‭ ‬مواليد‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وأعلى‭ ‬معدل‭ ‬لوفيات‭ ‬الأطفال‭ ‬الرضّع‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2012،‭ ‬وقع‭ ‬زعماء‭ ‬النيجر‭ ‬التقليديون‭ ‬اتفاقاً‭ ‬مع‭ ‬صندوق‭ ‬السكان‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬يلتزم‭ ‬بتحسين‭ ‬الظروف‭ ‬الصحية‭ ‬للمرأة‭.‬

أصبح‭ ‬لمدرسة‭ ‬الأزواج،‭ ‬التي‭ ‬تشكلت‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬130‭ ‬فرعاً‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬زيندر‭ ‬الجنوبية‭ ‬في‭ ‬النيجر‭. ‬وأعضاؤها‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬المتزوجين‭ ‬الذين‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬25‭ ‬و50‭ ‬عاماً،‭ ‬ولكن‭ ‬يجري‭ ‬الآن‭ ‬تكليف‭ ‬صبية‭ ‬صغار‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬الاجتماعات‭ ‬–‭ ‬ليتعلموا‭ ‬من‭  ‬شيوخهم‭.‬

يحيى‭ ‬لوشى‭ ‬هو‭ ‬رئيس‭ ‬قرية‭ ‬باندى‭ ‬ويؤمن‭ ‬بأهمية‭ ‬إشراك‭ ‬الرجال‭ ‬في‭ ‬الولادة‭. ‬قال‭ ‬لوشي،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬المؤسسة‭ ‬غير‭ ‬الرسمية‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬الرجال‭ ‬المتزوجين‭ ‬لمناقشة‭ ‬مكاسب‭ ‬الصحة‭ ‬الإنجابية‭ ‬وتنظيم‭ ‬الأسرة،‭ “‬إن‭ ‬مدرسة‭ ‬الأزواج‭ ‬تكون‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬معلم‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬طالب‭. ‬إنهم‭ ‬لا‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬أجر؛‭ ‬وإنما‭ ‬يعملون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رفاه‭ ‬السكان‭”.‬

والمدرسة‭ ‬مثال‭ ‬ساطع‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬عندما‭ ‬يقف‭ ‬الرجال‭ ‬كتفاً‭ ‬بكتف‭ ‬مع‭ ‬النساء،‭ ‬في‭ ‬الترويج‭ ‬للولادة‭ ‬الآمنة‭. ‬قال‭ ‬لوشى،‭ “‬قبل‭ ‬مدرسة‭ ‬الأزواج،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬النساء‭ ‬يرغبن‭ ‬في‭ ‬الولادة‭ ‬في‭ ‬المراكز‭ ‬الصحية؛‭ ‬ويفضلن‭ ‬الإنجاب‭ ‬في‭ ‬منازلهن‭”.‬

بدأت‭ ‬المدارس‭ ‬تروج‭ ‬بحذر‭ ‬لاستخدام‭ ‬وسائل‭ ‬منع‭ ‬الحمل‭ ‬–‭ ‬وهي‭ ‬ممارسة‭ ‬مثيرة‭ ‬للجدل‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬تُعتبر‭ ‬فيها‭ ‬العائلات‭ ‬الكبيرة‭ ‬رمزاً‭ ‬للمكانة‭. ‬تعلّم‭ ‬المدرسة‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬إطعام‭ ‬العائلات‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬الأوقات‭ ‬العصيبة،‭ ‬ويروج‭ ‬الزعماء‭ ‬التقليديون‭ ‬لفكرة‭ ‬إنجاب‭ ‬عدد‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭. ‬كما‭ ‬أنهم‭ ‬يحثون‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬تزويج‭ ‬البنات‭ ‬الأطفال‭.‬

التعليقات مغلقة.