النفط والمياه تحت المجهر بواسطة ADF آخر تحديث يناير 13, 2015 شارك الالتزام بمبادئ الأمن الطوعي في غانا يساعد في حماية الثروة النفطية وطريقة الحياة أسرة أيه دي إف عندما تم اكتشاف حقل نفط اليوبيل في غانا عام 2007، كان له القدرة على إمكانية تغيير مسار تلك الدولة الواقعة في غرب إفريقيا. فمع وجود 3 مليارات برميل من النفط الخام الحلو قابعة على بعد 60 كيلومتراً فقط من الساحل، انضمت غانا إلى نادي حصري للدول المنتجة للنفط. وبشّرت الإيرادات من الموقع الموعود بسداد تكاليف تحسين الخدمات العامة، والبنية التحتية والمساعدة في انتشال الكثير من الغانيين من براثن الفقر. وبعدها بسنوات، بدأ النفط يتدفق بمعدل 100000 برميل يومياً تقريباً، وباتت جميع الأطراف الضالعة تركز اهتمامها الآن بشكل مباشر على الأمن في المنشآت النفطية. فخليج غانا، بعد كل شيء، اكتسب عن جدارة سمعة القرصنة، وسرقة النفط وغيرها من الأعمال الخارجة على القانون. لكن شركة تولو أويل البريطانية العملاقة للطاقة التي تملك حقوق استخراج أكبر قسم من حقل النفط، لا تعتقد أن أكبر تهديد لعملها يأتي من هجوم. وبدلاً من ذلك، خلصت الشركة إلى أن التهديد الأكبر على المدى الطويل لقطاع النفط يتمثل في استياء وفقدان ثقة السكان الساحليين القريبين الذين يعتمدون على الصيد البحري في كسب أرزاقهم. قال فيديليكس داتسون، قائد الفريق الأمني لشركة تولو غانا المحدودة، “مما رأيت في العامين الماضيين، فإن المخاطر التي تواجهها الشركة قبالة الساحل هي المخاطر التي تهدد سلامة المجتمع، وهي ليست مخاطر أمنية”. ولمكافحة هذه المخاطر، كشفت شركة تولو عن ترتيب مبتكر لأمن القطاعين العام والخاص يشمل شراكات مع بحرية غانا وغيرها من الهيئات الحكومية في غانا، فضلاً عن توعية مكثفة لمجتمعات الصيادين الصغيرة المنتشرة على الشاطئ. وقد يستحق الترتيب أن يكون نموذجاً قابلاً للاستنساخ فيما تسعى الحكومات الإفريقية إلى تحقيق التوازن الصحيح بين التجارة الخاصة والصالح العام. جيران قلقون قد لا يكون هناك مفر من حدوث توتر بين شركة استخراج للنفط والمجتمعات المجاورة. فالمنصات الضخمة مجهزة بأضواء تجذب أسراب الأسماك، والصيادون يميلون إلى متابعتها. برزت هذه المشكلة عام 2009، عندما سُحب زورق صيد تحت واحدة من سفن شركة تولو. تمكن جميع الصيادين من النجاة، ولكنها كانت بمثابة جرس إنذار للشركة كي تقوم بتوعية أفضل حول مخاطر الصيد بالقرب من حقول النفط. كوامى نكروما، سفينة إنتاج عائم، وتخزين وتفريغ، راسية في حقل اليوبيل في غانا. إضافة إلى هذا الخطر، يقوم العديد من الصيادين بربط زوارقهم بالقرب من سفن الانتاج العائم، والتخزين والتفريغ، التي تقوم بتخزين النفط الخام قبل نقله إلى الناقلات. فهذه السفن تحرق، أو “تشعل” الغاز الطبيعي، مما يعني أنه إذا قام الصيادون بالطهي في أوان باستخدام الفحم وحرق الجمرات، قد يتسببون في حدوث انفجارات. ولتحقيق السلامة، أقامت الصناعة منطقة “حظر صيد” حول المنصات يبلغ نصف قطرها 500 متر، ولكن التقييد يولّد الاستياء. وظهر هذا قوياً بشكل خاص في سيكوندي- تاكورادي، وهي مدينة يقطنها 400000 نسمة حيث الصيد البحري طريقة حياة. في سيكوندي، يحتشد الخط الساحلي بالزوارق التي نُقشت عليها صلوات تدعو إلى الصيد الوفير والعودة السالمة للصيادين. وهناك تمثال كبير منحوت لسمكة التونه فوق قاعدة بالساحة المركزية للبلدة، ترمز إلى أهمية البحر بالنسبة للسكان. قال الراحل إدلوف كوارشي من رابطة صيادي الزوارق بالسنارة في فيلم وثائقي أنتجه مركز بوليتزر حول الإبلاغ عن الأزمات، “إن معظم الأسماك، لا سيما التونا والرنجة، ذهبت حيث توجد المنصات، بسبب الأضواء. ونحن الصيادين، ما هو مصيرنا؟ بعض الناس يحصلون على وظائف بسبب صناعة النفط، ولكننا نفقد الآن وظائفنا. من الذي سيتحدث نيابة عنا”؟ وعند النظر إلى الصورة الكبيرة، اتفقت شركة تولو والحكومة الغانية على أنه إذا تهددت أرزاق الصيادين بسبب فقدان المواطن البحرية، أو الإصابة أو التسرب النفطي، فإن السكان المحليين سرعان ما يشعرون بالاستياء من وجود الشركة ويبحثون عن مصادر أخرى للدخل. وإذا أرادت غانا حكاية تحذيرية لأسوأ سيناريو، عليها فقط أن تنظر عبر القارة إلى الصومال. قال داتسون، “لديك مجموعة من الصيادين المحرومين المضطرين إلى التعامل مع الصيد غير المشروع وغير المنظم والتلوث البحري. وعليهم أن يجدوا وسائل مختلفة لكسب المال، وهنا تأتي القرصنة. لذلك بالنسبة لي، كرجل أمن هنا في غانا، فأنا أتتبع ذلك وأحاول التأكد من ألا ينتهي بنا المطاف في الصدام مع الصيادين، حيث يفقدون دخولهم التقليدية ويبدأون في البحث عن دخول ثانية وثالثة”. أمن الدولة والعضلات الخاصة إن شركات الأمن الخاصة حقيقة من حقائق الحياة في معظم أنحاء إفريقيا. ففي جنوب إفريقيا وحدها، هناك نحو 9000 شركة أمن مسجلة توظّف 400000 حارس. ويفوق الحرس الخاص عدد رجال الشرطة بنسبة 2 إلى 1 هناك، ولأكبر شركة، جي4إس، وجود في 29 دولة إفريقية. لكن الكثير من التاريخ الحديث للأمن الخاص في القارة مختلط أو سلبي بصورة مؤكدة. رجل يقوم بإصلاح شبكات صيد في أكرا بغانا. يعمل البحارة الغانيون وشركات الأمن الخاصة سوياً لتأمين المصالح النفطية والتواصل مع مجتمعات الصيد المحلية. تعرضت شركة إغزاكيتيف آوتكوم المنحلة في جنوب إفريقيا لإدانة دولية لأدائها دور المرتزقة في الحروب الأهلية في سيراليون وأنغولا. وفي غينيا الاستوائية، ذكر أن شركة خاصة مملوكة لشقيق الرئيس تيودورو أوبيانغ عملت كوكيل رشوة لشركات النفط، التي قامت بتوقيع عقود باهظة الثمن للحماية تحت قوة السلاح. وفي نيجيريا، اتهم الحراس الذين استأجرتهم شركات نفط بالترهيب، والتعذيب بل وبالقتل. قال أليكس فاينز، رئيس برنامج إفريقيا في مؤسسة تشاتام هاوس في لندن، إنه من غير المرجح أن تقل الحاجة لشركات الأمن الخاصة خلال السنوات المقبلة. فمن المرجح، في الواقع، أن تتسع الفجوة بين قدرة العديد من الدول على توفير الأمن والمتطلبات الأمنية على الأرض. قال فاينز، “قبلت العديد من الدول الإفريقية بأن الأمن الخاص سوف يسد الفجوة. لذلك، فإن الأمن الخاص عمل تجاري كبير، والشركات من الخارج تبحث عن جمع ثروات في إفريقيا”. قال فاينز إن الفجوة الأمنية في إفريقيا قائمة في جانب منها لأن القارة موطن لستة من أسرع 10 اقتصادات نمواً في العالم، وأن العديد من دول جنوب الصحراء الإفريقية تشهد طفرات في السكان بمعدل 5 بالمائة أو أكثر سنوياً. وفي الوقت نفسه، أصبحت صناعات الاستخراج – النفط، والغاز الطبيعي والتعدين – نقاط محورية للغضب الذي يشعر به العاطلون عن العمل والساخطون. عندما يحتج المواطنون أو يهددون عمليات الاستخراج، فإنهم يضعون القوات الحكومية في موقف حرج في الاختيار بين الدفاع عن شركة ما أو عن مواطنيهم. كتبت جودي روزنشتاين، الباحثة السابقة في مركز كوفي عنان الدولي للتدريب على عمليات حفظ السلام، تقول، “في حالة اشتباك مجموعات محلية أو متمردة مع شركة مغتربة، فإن الحكومة تجد نفسها في معضلة. فهي ملزمة مالياً تجاه [شركة النفط] وتحتاجها لمواصلة العمل في الدولة المضيفة، لا سيما إن كانت داخلة معها في عقد مشروع مشترك؛ ومع ذلك، وبصفتها حكومة ذات سيادة، عليها التزام واضح ورغبة في حماية حقوق ورفاه مواطنيها”. بل إن هذا الخط أكثر ضبابية في نيجيريا حيث تزود شركات النفط الشرطة “الزائدة عن الحاجة” بالمرتبات والأجهزة، ولكنها مجندة ومدربة على أيدي قوة الشرطة النيجيرية. ووصفت روزنشتاين هذا بأنه نظام “ولاء مزدوج” و “يعج بالتوتر”. مجتمع صيد في ضاحية جيمستاون في أكرا بغانا. من جانبها، تتردد العديد من شركات النفط والتعدين بنفس القدر في إقامة علاقة مريحة أكثر مما يجب مع الجيش والشرطة في دولها المضيفة. قال داتسون، “لا أريد أن يُنظر إلينا على أننا وكلاء للحكومة. فالمجتمع يطالبنا بتوفير أشياء يتعين على الحكومة في الواقع أن تقدمها، لذلك يحدث بعض التوتر هناك”. قال فاينز إن هناك حاجة للشفافية والتمييز الواضح للمسؤوليات بين الأمن الخاص والشرطة أو الجيش الرسميين. وقال عن الشراكة الأمنية بين القطاعين العام والخاص، “إنها طمس لخط ما. وهذا هو السبب في أنك بحاجة إلى وضوح حقيقي للأمر برمته: من الذي سيسدد رواتبهم ولماذا يدفعون لهم هذه الرواتب. أعتقد أن الطريق حول هذا هو الشفافية والإفصاح الكامل”. قال فاينز إن الحكومات في أفضل حالاتها عندما تلعب دوراً تنظيمياً للحراس الخصوصيين، بما في ذلك فحص أفراد الأمن، والإشراف على إدارة المخزونات وإدارة الأسلحة النارية، وتوفير التدريب. والأمن الخاص في أفضل حالاته عندما يتخذ موقفاً دفاعياً ويركز على حماية منشآته وأفراده. الشراكات بين القطاعين العام والخاص تعتقد شركة تولو للنفط أنها توصلت إلى حل لمعضلة القطاعين العام والخاص. ففي عام 2013، أصبحت الشركة أحد المشاركين في المبادئ الطوعية للأمن وحقوق الإنسان. وتم تطوير هذه المبادئ الطوعية عام 2000 بوصفها مجموعة من المبادئ التوجيهية للصناعة الاستخراجية. وهي تحدد للأطراف الموقعة، التي تضم الشركات، والمنظمات غير الحكومية والحكومات، السبل التي يمكن أن تعمل بها أخلاقياً، وبأمان وشفافية. وفي حالة التفاعل بين شركات النفط والأمن العام، تدعو المبادئ الطوعية إلى التشاور المنتظم مع الحكومات المضيفة والمجتمعات المحلية، و القيام بأدوار واضحة المعالم، وتعزيز حقوق الإنسان. وعندما تستأجر الشركات الاستخراجية حراساً من القطاع الخاص، تحدد المبادئ الطوعية السياسات للكفاءة التقنية، وفحص خلفيات الحراس، والتحقيق في الانتهاكات المزعومة واتخاذ وضع دفاعي. تمثال منحوت لسمكة في سيكوندي بغانا، يرمز إلى أهمية التجارة البحرية بالنسبة لبلدة ساحلية. يبدو أن المبادئ الطوعية تحقق نجاحاً في غانا. فهناك الآن مفرزة من 24 بحاراً غانياً تقوم بدوريات في زوارق بصحبة منسق الصحة البيئية والسلامة البحرية لشركة تالو. وفي معظم المناسبات، تُحبس الأسلحة بعيداً. وفي المجتمعات الساحلية، ومن خلال منظمة غير حكومية، أطلقت تالو مشروع اليوبيل لتعزيز سبل العيش وتنمية المشروعات، الذي يتم فيه تدريب 26 من المجتمعات المحلية على إدارة الأعمال، وبناء الثلاجات، وتدخين الأسماك وغير ذلك من المهارات. كما تعاونت الشركة مع إدارة المصايد السمكية وتستضيف برامج إذاعية للتثقيف واستقبال أسئلة المواطنين المعنيين القلقين. من جانبها، صعّدت بحرية غانا جهودها لرصد وردع السفن والمهربين الذين يقومون بعمليات صيد غير مشروعة على نطاق واسع. وفي عام 2013، اوقفت البحرية سفينتين لقيامهما بالصيد غير القانوني، إحداهما لتهريب المخدرات والثانية، إم تي ماستارد، لسرقتها النفط قبالة ساحل الغابون. وقامت البحرية بتحديث قدراتها المتعلقة بالتوعية بمجالها البحري، وفي عام 2013، أضافت أربعة زوارق دورية سريعة جديدة طول كل منها 46 متراً، وزورقي هجوم سريعين طول كل منهما 57 متراً، إلى القاعدة البحرية في سيكوندي. كان الهدف من جهد القطاعين العام والخاص أن يبين للصيادين أن غانا جادة في حماية مواردها النفطية مثلما هي جادة في حماية مواردها البحرية وطريقة حياة الصيادين. وفي عام 2013، أعلنت غانا عزمها على أن تصبح الدولة التاسعة في العالم – والأولى في إفريقيا – التي توقع المبادئ الطوعية على مستوى حكومي. قال الحاجي فوسيني، وزير الأراضي والموارد الطبيعية في غانا، “إنه من المهم أن ندعم ونساهم في العمليات التي سوف تمكننا من تعظيم الإيرادات من مواردنا المعدنية في الوقت الذي نضمن فيه ألا يولّد ذلك الفقر وانتهاكات لحقوق الإنسان”. وقال داتسون إن المبادئ الطوعية ستكون أكثر فعالية عندما يراها المواطنون وهي تعمل. وأضاف، “أنها مقاربة شاملة. علينا أن نتأكد من أن العمل مع المجتمعات واضح، والاتصال واضح، ولا توجد فجوات بين ما نقول وبين ما نفعل...لقد وجدنا في الواقع أن هذا هو الحس السليم، والمنطقي من الناحية التجارية”.
التعليقات مغلقة.