مكافحة التطرف على الإنترنت تتطلب مصداقية ومثابرة
أسرة أيه دي إف
إنها معركة حامية تتأجج فيها العواطف وتتطاير الطلقات ذهاباً وإياباً. ولكن المشاركين في هذه المواجهة يستخدمون الكلمات بدلاً من الأسلحة، وتقتصر تلك الكلمات على 140 حرفاً لكل رسالة.
على مدى سنوات ظل الرائد إيمانويل شرشير، وهو ضابط شؤون عامة بقوات الدفاع الكينية، يخوض حرباً معلوماتية على تويتر مع جماعة الشباب الإرهابية. ويستخدم موقع التواصل الاجتماعي لتقويض اكاذيب خصومه، وتصحيح المعلومات المضللة، والأهم، التحدث مباشرة إلى المدنيين، وإطلاعهم باستمرار على سير القتال على الأرض في الصومال. والهدف النهائي، كما قال، هو كسب معركة الأيديولوجيات.
قال شرشير في مقابلة مع موقع Sabahi Online، “لقد استخدمنا نفس المنبر الذي تستخدمه جماعة الشباب لتقويض أجندتها. لقد كان تأسيس وجودنا وقيادتنا في الفضاء الإلكتروني عنصراً غاية في الأهمية بالنسبة لنا في محاربة العدو”.
في بعض الأحيان تكون التغريدات فكاهية. في واحدة منها كتب شرشير إلى حساب الشباب على تويتر، HSMPress، يبلغهم بأن عليهم أن يكفوا عن ”حرمان النساء من ارتداء حمالات الصدر”.
وتسعى تغريداته في بعض الأحيان إلى إبراز نفاق الجماعة. فبعد أن خلّفت غارة بالقنابل 30 قتيلاً في صفوف جماعة الشباب عام 2013، كتب شرشير يقول: “ليت [منظمة أطباء بلا حدود] كانت لا تزال تعمل في الصومال”. وكانت جماعة الشباب قد أرغمت مجموعة الإغاثة على مغادرة البلاد في آب/ أغسطس 2013 بسبب هجمات متكررة عرّضت سلامة الأطباء للخطر.
